دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تزامنآ مع تصريحات المتطرف دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية العنصرية ضد الاسلام والمسلمين ، جاءت الاستطلاعات الأمريكية لتؤكد أن ترامب مازال يتربع على رأس قائمة المرشحين الجمهوريين رغم تصريحاته العنصرية وينال ثلث اصوات الامريكيين الجمهوريين في الاستفتاءات ،هذه النسب وهذه التصريحات العنصرية الصادرة من أمريكا تؤكد ان هناك نسبة ليست بقليلة من المجتمع الامريكي والنخب السياسية بواشنطن تنظر للاسلام والمسلمين بنظرة عنصرية متطرفة ،فهذة التصريحات العنصرية ليست بجديدة ،ولن ننسى كيف أن بوش الأب قد صرح بنفسه ومباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي كحلف كان يقف في مواجهة حلف الناتو الغربي بقيادة أمريكا حينها، حيث قال بالحرف "العدو الآن هو الإسلام والعرب ويجب اسقاط اسلام العرب"، فأمريكا ترى في الإسلام في الوطن العربي المانع الوحيد الذي يحول بينها وبين السيطرة على امة العرب والمسلمين فوق الكرة الأرضية واستلاب ثرواتها الطبيعية ، وتاريخيآ العالم كله يعلم أن أمريكا قامت كدولة وفق خطة إحلال شعب مكان آخر، إحلال المهاجرين الغربيين بديلا عن شعب الهنود الحمر، السكان الأصليين في أمريكا وأصحابها وملاكها، وبمقارنة سريعة مع كيفية قيام الكيان الصهيوني المسخ"إسرائيل" فوق أرض فلسطين سنجد أن الأسلوب في أمريكا وفي فلسطين واحد، وأنه قد خرج من بوتقة الغرب نفسه، تدمير شعب وقتله وإحلال شعب بديل غريب وإقامة وطن وكيان اخر مكانه.
بدوره ،أبدع الراحل محمود درويش عندما أسقط كل توصيفات وتشبيهات حرب أمريكا على العرب في قصيدة "مديح الظل العالي" فقال: "أمريكا على الاسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية ، ياهيروشيما العاشق العربي امريكا هي الطاعون - والطاعون أمريكا ، نعسنا ايقظتنا الطائرات وصوت امريكا ، وامريكا لامريكا ، نفتح علبة السردين تقصفها المدافع ، تحتمي بستارة الشباك تهتز البناية تقفز الابواب امريكا ، وراء الباب امريكا ، ونمشي في الشوارع باحثين عن السلامة من سيدفننا اذا متنا ،عرايا نحن لا افق يغطينا ولاقبر يوارينا ويا يوم بيروت المكسر في الظهيرة عجل قليلا عجل لنعرف اين صرختنا الاخيرة "، هذه الكلمات تعكس إلى حد كبير معاناة العرب مع امريكا، فسياسة الحكومات الامريكية المتعاقبة ودس أنفها في كل صغيرة وكبيرة ، وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي مع الكيان الصهيوني المسخ / اسرائيل وتزويدها لاسرائيل" الصهيونية "بكل مقومات الحياة ، والكيل بميزان اعوج ودائمآ الكفة الراجحة فيه تميل لصالح اسرائيل، فنحن العرب نكره امريكا لانها تغلغلت فيها الصهيونية والمسيحية "المتطرفة" واصبح نصف موظفي البيت الابيض تابعين لجماعات التأثير الصهيونية او ما يسمى باللوبي الصهيوني في امريكا المعادي للأسلام وللعرب بمختلف انتمائتهم الدينية وتنوع حضاراتهم.
ولنضع الامور هنا في منظور اوضح فاذا كان هناك امامك شخص عربي يكره امريكا وسألته عن سبب هذا الكره ؟؟ فالاجابة على الاغلب هي كالتالي ، اكره أمريكا التي تساعد إسرائيل ، اكره امريكا التي تحب الهيمنة والتفرقة بين الشعوب ، وغالبا شعوب منطقتنا العربية والاسلامية يتفقون على هذه الإجابات ، وانا اتفق مع كل هذه الاسباب ، فيجب ان نكره سياسة امريكا الخارجية، لأنها سياسة كاذبة مضللة ، لأنها إستعمارية فى الأساس لا تنظر إلا للمصالح الأمريكية.
يجب ان نرى بوضوح ونكره أمريكا ومساندتها العمياء لإسرائيل ودعمها لعمليات إباده الفلسطينين بل والوقوف ضد أى قرار يقترح فكر إدانة هذه الهمجية الصهيونية ، يجب أن نتذكرحروبها الحالية على سوريا وقبلها ليبيا والعراق وإيران وقبلها لبنان والملايين من ضحاياها الأبرياء، ومساندة أمريكا لأي حرب إسرائيلية مع العرب منذ عام 1948 وللأن والتاريخ يكتب كل ذلك وهو الشاهد الوحيد على كل هذا، وعلينا ان نكره امريكا لانها تقتل الحرية ، بالحقيقه ان المصالح العربية تقتضي ان نكره امريكا وسياستها الخارجية وهمجيتها ضد العرب والمسلمين ، ان قصة الكره العربي لسياسات امريكا هو قديم من قدم ظهور امريكا كقطب أوحد بهذا بالعالم ،فهناك اليوم الكثير من ابناء الشعوب العربية يرددون مقولة "إن الهزيمة العربية أسمها وسببها امريكا" فقصة الكره هذه عميقه بعمق حجم الهجمة الغربية على حضارة وديانات والموقع الجيو سياسي للوطن العربي والاقليم ككل.
واكررهنا ان لا علاقة بين الشعوب وسياسات حكوماتهم، فالشعوب العربية والاسلامية بمعظمها تحترم الشعب الامريكي ولكن السياسة التي تتبعها الحكومات الامريكية وخاصة في السنوات والعقود الثلاث الاخيره، وتبنيها سياسة متطرفة ومعادية للاسلام والعرب وبصورة علنية مما زاد الكراهية للحكومات الامريكية المتعاقبه ،وبنفس الوقت اؤوكد ان علاقة العرب والمسلمين بأي شعب أخر ليست علاقة عدائية بالأساس، و لكن من باب المعاملة بالمثل ، فعندما يقف الامريكان ضد أي قرار من شأنه أن يدين إسرائيل "الصهيونية"، وتراهم في نفس الوقت متحمسون لأي قرار من شأنه أن يدين العرب والمسلمين، من فلسطين إلى العراق إلى سوريا إلى السودان، وليست قضية دارفور ببعيده ، فالقيادات الأمريكية قد وضعت الشعب الأمريكي في مستنقع آسن مليء بالدم في جميع أنحاء الوطن العربي، فضلا عن جميع دول العالم.
ختامآ ،علينا أن لا ننسى من احتضن الإرهاب و دعمه ومن يدعم الكيان الصهيوني المسخ بكافة الإمكانيات والوسائل ومن احتل أفغانستان والعراق مدعيآ الديمقراطية والحرية، ومن تدخل سابقا في فيتنام وبنما وكوبا والصومال، وضم جزر هاواي بالقوة، ومن يحاول التدخل حاليا في الشؤون الداخلية لسورية واليمن وإيران ..وو،الخ ،وهنا أوؤكد فنحن لا نكره أمريكا كشعب فهو شعب بغالبيته يحظى باحترام جميع الشعوب العربية والاسلامية، إنما نكره سياسة حكومة أمريكا "الماسونيه - الصهيونيه" ،وصدق الراحل محمود درويش عندما قال "أمريكا هي الطاعون ... والطاعون هو امريكا "،فهل يعلم ترامب وغيره بهذه الحقيقة !؟.
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة