كلّ متابع لبناني صادق مع وطنيته اللبنانية ولا يعيش عقدة نقص لفحص دمه كلّ مرة لإثبات أنه لبناني منذ أكثر من عشر سنوات، فكيف لمن يثق أنه لبناني منذ ألف عام، يشعر بالخجل من سلوك قياداته المعيب تجاه صفقة الإفراج عن العسكريين المخطوفين.

- الخجل الناجم عن التفاوض، وفي الأصل عن التراخي والتورّط بتسليم العسكريين ومنح الخاطفين لقب «الثوار»، من وزراء وقادة لبنانيين، ربما تسكته فرحة العودة الميمونة لهؤلاء الشباب اللبنانيين إلى حضن الحرية والوطن.

- الخجل الأصعب هو رؤية المسؤولين الحكوميين والسياسيين في حال من النفاق لصاحب المال الخليجي، الذي جاء يحجز مقعداً في معادلتنا السياسية المقبلة، بماله ونفوذه على «القوم الأخيار» طالما صارت الصداقة مع «جبهة النصرة» و«داعش» غداً، مفخرة تستدعي التهليل لقطر وغير قطر.

- الخجل الأشدّ صعوبة هو من هذا العقوق الذي أظهره لبنان الرسمي لولا الكلام الذي قاله اللواء عباس إبراهيم، بحق سورية التي شاركت بالفدية التي طلبتها عصابات إرهابية، تحتجز مواطنين وعسكريين سوريين، وتكرّمت سورية بتوجيه من رئيسها الدكتور بشار الأسد بمنح لبنان هذه المكرمة، فلم تخرج من فم رئيس الحكومة وسواه من المسؤولين الحكوميين كلمة شكر لسورية، تساعد في تهدئة خاطر ومشاعر أهالي أسرى سوريين يشعرون بالظلم والأحقية بمبادلة أبنائهم مقابل الذين سلّمتهم سورية للحكومة اللبنانية لتسهيل مبادلة العسكريين اللبنانيين.

- الشكر لسورية والمقاومة على تغيير الخارطة العسكرية الذي جعل وضع «النصرة» ولاحقاً وضع «داعش» لا يُطاق حتى يصير التفكير بالتبادل واقعياً، ولا تصل المساعي والمفاوضات إلى ما وصلت إليه سابقاً، والشكر لسيد المقاومة لما هو أبعد من تدخله لدى أمير قطر، كما كشف اللواء عباس إبراهيم، بل نقول الذي ساهم بتدخّله بفدية التبادل، إذا أعدنا صياغة رواية اللواء إبراهيم، بحيث نقول إنّ سماحة السيد حسن نصرالله لبّى طلباً بتوجيه رسالة إلى أمير قطر فهم أنّ القطريين يطلبونها كرأس جسر لعلاقة تفتح لهم أبواباً سياسية، رغم المرارة والجراحات التي تلقتها المقاومة وجمهورها بالسيارات المفخّخة التي أرسلها المدلّلون لدى قطر، ويحق لنا اعتبارها جزءاً من فدية الحرية للعسكريين المخطوفين.

 

- تحية للواء عباس إبراهيم لما هو أبعد من الجهد والمتابعة والدقة والكتمان، وهذه صفات يعرفها القريبون والأبعدون، والمحبّون والكارهون، التحية للترفّع وقد تعرّض لحملات ظالمة ولمشاريع تشويه وطعن بوطنيته، والتحية لمحاولته كمسؤول رسمي تعويض جحود ونكران الحكومة لجميل سورية والمقاومة، بقوة الكيد أو سطوة أصحاب المال الخليجي الذين يمنعون النطق بكلمة حق واجبة لسورية وللمقاومة، وينضبط بخطوطهم الحمر مسؤولونا، ويتحدّثون عن قرار مستقلّ وعن لبنان أولاً؟

 

- قطر قبضت وستقبض ثمن ما دفعته، وما دفعته مال للخاطفين في الصفقة ورعاية لهم من قبل ومن بعد، أما سورية والمقاومة فقد دفعتا ولن تقبضا إلا شعوراً براحة ضمير للقيام بالواجب والمسؤولية، وعضّاً على جرح الجحود والعقوق.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-01
  • 8078
  • من الأرشيف

شكراً سورية والمقاومة... لا قطر تحية لعباس إبراهيم وعيب على حكومة لبنان

    كلّ متابع لبناني صادق مع وطنيته اللبنانية ولا يعيش عقدة نقص لفحص دمه كلّ مرة لإثبات أنه لبناني منذ أكثر من عشر سنوات، فكيف لمن يثق أنه لبناني منذ ألف عام، يشعر بالخجل من سلوك قياداته المعيب تجاه صفقة الإفراج عن العسكريين المخطوفين. - الخجل الناجم عن التفاوض، وفي الأصل عن التراخي والتورّط بتسليم العسكريين ومنح الخاطفين لقب «الثوار»، من وزراء وقادة لبنانيين، ربما تسكته فرحة العودة الميمونة لهؤلاء الشباب اللبنانيين إلى حضن الحرية والوطن. - الخجل الأصعب هو رؤية المسؤولين الحكوميين والسياسيين في حال من النفاق لصاحب المال الخليجي، الذي جاء يحجز مقعداً في معادلتنا السياسية المقبلة، بماله ونفوذه على «القوم الأخيار» طالما صارت الصداقة مع «جبهة النصرة» و«داعش» غداً، مفخرة تستدعي التهليل لقطر وغير قطر. - الخجل الأشدّ صعوبة هو من هذا العقوق الذي أظهره لبنان الرسمي لولا الكلام الذي قاله اللواء عباس إبراهيم، بحق سورية التي شاركت بالفدية التي طلبتها عصابات إرهابية، تحتجز مواطنين وعسكريين سوريين، وتكرّمت سورية بتوجيه من رئيسها الدكتور بشار الأسد بمنح لبنان هذه المكرمة، فلم تخرج من فم رئيس الحكومة وسواه من المسؤولين الحكوميين كلمة شكر لسورية، تساعد في تهدئة خاطر ومشاعر أهالي أسرى سوريين يشعرون بالظلم والأحقية بمبادلة أبنائهم مقابل الذين سلّمتهم سورية للحكومة اللبنانية لتسهيل مبادلة العسكريين اللبنانيين. - الشكر لسورية والمقاومة على تغيير الخارطة العسكرية الذي جعل وضع «النصرة» ولاحقاً وضع «داعش» لا يُطاق حتى يصير التفكير بالتبادل واقعياً، ولا تصل المساعي والمفاوضات إلى ما وصلت إليه سابقاً، والشكر لسيد المقاومة لما هو أبعد من تدخله لدى أمير قطر، كما كشف اللواء عباس إبراهيم، بل نقول الذي ساهم بتدخّله بفدية التبادل، إذا أعدنا صياغة رواية اللواء إبراهيم، بحيث نقول إنّ سماحة السيد حسن نصرالله لبّى طلباً بتوجيه رسالة إلى أمير قطر فهم أنّ القطريين يطلبونها كرأس جسر لعلاقة تفتح لهم أبواباً سياسية، رغم المرارة والجراحات التي تلقتها المقاومة وجمهورها بالسيارات المفخّخة التي أرسلها المدلّلون لدى قطر، ويحق لنا اعتبارها جزءاً من فدية الحرية للعسكريين المخطوفين.   - تحية للواء عباس إبراهيم لما هو أبعد من الجهد والمتابعة والدقة والكتمان، وهذه صفات يعرفها القريبون والأبعدون، والمحبّون والكارهون، التحية للترفّع وقد تعرّض لحملات ظالمة ولمشاريع تشويه وطعن بوطنيته، والتحية لمحاولته كمسؤول رسمي تعويض جحود ونكران الحكومة لجميل سورية والمقاومة، بقوة الكيد أو سطوة أصحاب المال الخليجي الذين يمنعون النطق بكلمة حق واجبة لسورية وللمقاومة، وينضبط بخطوطهم الحمر مسؤولونا، ويتحدّثون عن قرار مستقلّ وعن لبنان أولاً؟   - قطر قبضت وستقبض ثمن ما دفعته، وما دفعته مال للخاطفين في الصفقة ورعاية لهم من قبل ومن بعد، أما سورية والمقاومة فقد دفعتا ولن تقبضا إلا شعوراً براحة ضمير للقيام بالواجب والمسؤولية، وعضّاً على جرح الجحود والعقوق.

المصدر : ناصر قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة