دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يخرج مسلحو حيّ الوعر الحمصي مع بداية الأسبوع المقبل نحو ريف حماه الشمالي على دفعتين، ضمن جدول زمني أقصاه 60 يوماً. فيما يبقى نحو ألفٍ من مسلحي الحيّ لتسوية أوضاعهم، وفق ما أُنجز من بنود الاتفاق النهائي
استعاد أهالي حيّ الوعر حماستهم تجاه عودة الحياة الطبيعية إلى الحي الحمصي المشتعل، إبان إعلان اختتام جولات الحوار بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة المقاتلة في الحي، وإنجاز تفاهم يقضي باتفاق نهائي على خروج المسلحين، اعتباراً من يوم السبت القادم، نحو إحدى قرى ريف حماه الشمالي، المطلة على سهل الغاب.
معاناة نحو 75 ألف مدني ممن بقوا في الحي المذكور، وفق إحصاءات رسمية، أصبحت على مشارف الانتهاء، لتنتهي معها مرحلة دامية من تاريخ «عاصمة الثورة»، كما يحلو «للمعارضة الأولى» تسميتها. ومع تحديد السبت موعداً لوقف إطلاق النار بشكل نهائي، وتسلّم الإحصائيات المتضمنة أعداد الخارجين من المسلحين باتجاه الشمال السوري، من المرجح أن تشمل الدفعة الأولى للخارجين من الحي 300 مسلح، من بين ما يقارب 2000 يقاتلون داخل الوعر. أصوات الاشتباكات المسموعة من الحي الذي يبعد عن مركز محافظة حمص 4 كيلومترات غرباً، خلال الاجتماع المنعقد، لم تؤثر في المجتمعين، إذ إنّ بنود الاتفاق منجزة منذ ما يزيد على 5 أشهر، وبدأت بالتعثر مع سقوط مدينة إدلب. دفعتان فقط من المسلحين ستخرجان باتجاه واحد ضمن جدول زمني أقرّه المجتمعون بين 45 - 60 يوماً، هي الفترة اللازمة لتسوية أوضاع من يرغبون في تسليم أنفسهم. ويقدّر عدد الراغبين في العودة إلى «حضن الوطن» بما يقارب 1000 مسلح. فيما تخرج الدفعة الثانية والأخيرة من الحي، مع نهاية المرحلة الثالثة من مراحل تنفيذ الاتفاق التي تعقب مرحلة تسوية أوضاع العائدين إلى سلطة الحكومة السورية. ويتضمن الاتفاق ضمان خروج الراغبين من عائلات المسلحين، لكن بشكل منفصل عن المسلحين، إذ قُسِّم الخارجون إلى مجموعتين بين مسلحين ومدنيين. ويأتي الاتفاق الأخير بعد فشل محاولتين سابقتين، خلال هذا العام.
التخوف موجود بالنسبة إلى القيّمين على الاتفاق بعد تعثره سابقاً
التخوف موجود بالنسبة إلى القيّمين على الاتفاق، بعد تعثره سابقاً، على الرغم من نضج بنوده، غير أن محافظ حمص طلال البرازي أكد في حديث لـ«الأخبار» أنّ «إنجاز أي مرحلة من مراحل الاتفاق الثلاث أمر مفيد، إذ يمكن معاودة المحاولة ضمن مراحل متقدمة لاحقاً». ويضع الهامش الزمني بالحسبان، مع أمله في «نجاح تطبيق بنود الاتفاق سريعاً خلال أقصر فترة ممكنة». وينصّ الاتفاق على دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى الحي الحمصي، التي تتضمن مواد إغاثية غذائية وصحية من الأمم المتحدة والجمعيات الأهلية، «لكن بكميات محدودة»، بحسب البرازي. ويضيف: «بعد 15 يوماً من خروج المسلحين من الحيّ يتمكن الناس من الدخول إليه والخروج منه طبيعياً». وينفي وجود أي ترابط بين ملفّي مسلحي قدسيا والوعر، أو الزبداني، مشيراً إلى أن البنود السابقة اتُّفق عليها، مع اختلاف بسيط يتعلق بوجهة المسلحين إلى ريف حماه الشمالي، بدلاً من طرح وجهة ضمن ريف حمص الشمالي سابقاً.
وقد أُخرجت أعداد من المدنيين من الوعر الجديد، جنوب الحي، على مرّ السنوات الفائتة، من خلال لجان المصالحة، فيما يحتضن الحي المشتعل أعداداً من النازحين، إذ يتضمن 16 مركزاً لإيواء للنازحين، يتوزع فيها 3400 شخص، أي ما يزيد على 600 عائلة، بحسب إحصائيات رسمية. ويشرف على خدمة النازحين ورعايتهم الهلال الأحمر السوري والجمعية الخيرية الإسلامية (عون). وبحسب إحصائيات مديرية التربية في محافظة حمص للعام الدراسي الفائت، فإن عدد الطلاب الذين درسوا مناهج وزارة التربية السورية في الوعر وحده بلغ 6500، موزعين على 14 مدرسة حلقة أولى وثانية وثانوية مختلطة. ويتركز معظم المدنيين في الوعر القديم، الواقع في القسم الشرقي من الحي الحمصي.
يُذكر أنّ نهر العاصي يفصل الحيّ من الجهة الشرقية والجنوبية، عن سائر أحياء مدينة حمص.
المصدر :
مرح ماشي - الاخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة