رفض الجيش السوري، إقتراح الهدنة في الغوطة الشرقية، والذي قدّم من قبل مسؤول روسي عبر وسيط سوري مولج متابعة قضية المصالحات التي بدأتها الحكومة السورية مع مناطق كانت في دائرة المعارضة في العديد من المحافظات السورية.

وجاء الرفض السوري بعد أيام على تقديم الاقتراح عليه، وعلى ميليشيات “جيش الاسلام” التي تعتبر قائدة الجماعات المسلحة شرقي دمشق، وبعد ان أبدت الاخيرة إستعداداً لبحثه.

وعمل وسيط سوري لدى المعارضة المسلحة يدعى الشيخ سعيد درويش، الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس ما يسمى «الهيئة الشرعية» في الغوطة الشرقية، وهي هيئة دينية مشكلة من مشايخ ووجهاء من جميع الفصائل المسلحة في المنطقة. الشيخ درويش عمل على مستوى متشابك في نشر إقتراح الهدنة والتسويق له على فصائل: “جبهة النصرة، جيش الاسلام، اجناد الشام، وفيلق الرحمن وأحرار الشام”. وفي حين وافق جيش الاسلام وحليفه “فليق الرحمن” هلى الهدنة، اصرت جبهة النصرة وجماعتي “الاجناد والأحرار” على رفضها، معتبرين انها “ليست ذات قيمة”.

الشيخ درويش المعروف عنه في الاوساط داخل الغوطة، ان توجهاته دائماً تذهب نحو إيجاد الحلول السلمية مع تردي المعيشة داخل المنطقة، حاول الضغط من موقعه العلمائي – الديني، محاولاً إستئصال جذور الخلاف. فوفق مصادر “الحدث نيوز”، فإن الخلاف بين الجماعات المسلحة نشب ليس على مبدأ الهدنة كمبدأ، بل على الجهة المولجة متابعته وقيادة العملية، فبينما تنظر ميليشيات زهران علوش نفسها على انها “القائدة للمجتمع والحياة” في الغوطة، وصاحبة القرار الفصل في الموافقة على اي أمر متعلق بالهدنة من عدمه، ترى فصائل “جبهة النصرة – الاجناد والأحرار”، ان “جيش الاسلام” يختزلها ولا يشاركها في الرأي، وعليه، يتوجب رفضها الهدنة كي لا تقدم رأسها لـ “زهران علوش” وتُبقي لها الذيل.

وعلى الرغم من إشتباك الجماعات المسلحة في الداخل فيما بينها، أتى الرفض السوري سريعاً لإقتراح الهدنة، مع طلب “زهران علوش” شمل مدينة “داريا” في الغوطة الغربية بالاتفاق، وهو أمر رفضته القيادة السورية، واتى ذلك عبر إستكمال عمليتها العسكرية أمس في محور “المرج” على تخوم المطار المحاصر، كرسالة واضحة بأنها “من تفرض وتسيطر في الميدان”. ومع هذا التطوّر، جمّد المبعوث الروسي الإقتراح إلى حين جلاء الأمور، لكن الوضع في الغوطة الشرقية مرشح للتفجير بعد تسريب خبر الهدنة وفشلها في اليوم التالي.

 

ويبدو ان الهدنة العتيدة قد تم تسفيرها إلى أجلٍ غير مسمى، وهو أمر، عزّز من الخلافات بين المسلحين الذين باتوا داخلياً ينظرون لبعضهم على أنهم مصادر خطر وأجج النار المستعرة أصلاً التي يوقدها الخوف من النفوذ والإختزال، كما انه زاد من حالة الإحتقان داخل الحاضنة الشعبية في الغوطة التي تتلاشى شيئاً فشيء بفعل الحصار والحصار الداخلي الذي تفرضه الجماعات المسلحة.

  • فريق ماسة
  • 2015-11-25
  • 6889
  • من الأرشيف

إنهيار مباحثات «هدنة الغوطة الشرقية»

رفض الجيش السوري، إقتراح الهدنة في الغوطة الشرقية، والذي قدّم من قبل مسؤول روسي عبر وسيط سوري مولج متابعة قضية المصالحات التي بدأتها الحكومة السورية مع مناطق كانت في دائرة المعارضة في العديد من المحافظات السورية. وجاء الرفض السوري بعد أيام على تقديم الاقتراح عليه، وعلى ميليشيات “جيش الاسلام” التي تعتبر قائدة الجماعات المسلحة شرقي دمشق، وبعد ان أبدت الاخيرة إستعداداً لبحثه. وعمل وسيط سوري لدى المعارضة المسلحة يدعى الشيخ سعيد درويش، الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس ما يسمى «الهيئة الشرعية» في الغوطة الشرقية، وهي هيئة دينية مشكلة من مشايخ ووجهاء من جميع الفصائل المسلحة في المنطقة. الشيخ درويش عمل على مستوى متشابك في نشر إقتراح الهدنة والتسويق له على فصائل: “جبهة النصرة، جيش الاسلام، اجناد الشام، وفيلق الرحمن وأحرار الشام”. وفي حين وافق جيش الاسلام وحليفه “فليق الرحمن” هلى الهدنة، اصرت جبهة النصرة وجماعتي “الاجناد والأحرار” على رفضها، معتبرين انها “ليست ذات قيمة”. الشيخ درويش المعروف عنه في الاوساط داخل الغوطة، ان توجهاته دائماً تذهب نحو إيجاد الحلول السلمية مع تردي المعيشة داخل المنطقة، حاول الضغط من موقعه العلمائي – الديني، محاولاً إستئصال جذور الخلاف. فوفق مصادر “الحدث نيوز”، فإن الخلاف بين الجماعات المسلحة نشب ليس على مبدأ الهدنة كمبدأ، بل على الجهة المولجة متابعته وقيادة العملية، فبينما تنظر ميليشيات زهران علوش نفسها على انها “القائدة للمجتمع والحياة” في الغوطة، وصاحبة القرار الفصل في الموافقة على اي أمر متعلق بالهدنة من عدمه، ترى فصائل “جبهة النصرة – الاجناد والأحرار”، ان “جيش الاسلام” يختزلها ولا يشاركها في الرأي، وعليه، يتوجب رفضها الهدنة كي لا تقدم رأسها لـ “زهران علوش” وتُبقي لها الذيل. وعلى الرغم من إشتباك الجماعات المسلحة في الداخل فيما بينها، أتى الرفض السوري سريعاً لإقتراح الهدنة، مع طلب “زهران علوش” شمل مدينة “داريا” في الغوطة الغربية بالاتفاق، وهو أمر رفضته القيادة السورية، واتى ذلك عبر إستكمال عمليتها العسكرية أمس في محور “المرج” على تخوم المطار المحاصر، كرسالة واضحة بأنها “من تفرض وتسيطر في الميدان”. ومع هذا التطوّر، جمّد المبعوث الروسي الإقتراح إلى حين جلاء الأمور، لكن الوضع في الغوطة الشرقية مرشح للتفجير بعد تسريب خبر الهدنة وفشلها في اليوم التالي.   ويبدو ان الهدنة العتيدة قد تم تسفيرها إلى أجلٍ غير مسمى، وهو أمر، عزّز من الخلافات بين المسلحين الذين باتوا داخلياً ينظرون لبعضهم على أنهم مصادر خطر وأجج النار المستعرة أصلاً التي يوقدها الخوف من النفوذ والإختزال، كما انه زاد من حالة الإحتقان داخل الحاضنة الشعبية في الغوطة التي تتلاشى شيئاً فشيء بفعل الحصار والحصار الداخلي الذي تفرضه الجماعات المسلحة.

المصدر : الحدث نيوز / علياء الأحمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة