الدوحة قد سعت بجدية لتزويد طرف ما بصواريخ فعّالة مضادة للطائرات كشفت مجموعة «هاكرز» أوكرانية أن الحكومة القطرية عقدت مفاوضات مع كييف، في أواخر شهر أيلول الماضي، لشراء أنظمة دفاع جوي حديثة من طراز «بيتشورا ــ 2»، يُعتقد أن هدفها النهائي هو المجموعات المسلحة السورية التي تتلقى الدعم من الخليج. الوثائق المسربة تكشف أيضاً أن هذا الفعل، الذي يتحدى بشكلٍ صارخ التحذيرات الروسية ــ لكلّ الأطراف ــ من تزويد المسلحين بسلاح مضاد للطائرات، كان يجري بمعرفة واشنطن وأنقرة وتعاونهما

«سايبر بيركوت» هي منظمة أسّسها ناشطون أوكرانيون مؤيدون لروسيا ومنخرطون في النزاع الداخلي القائم في البلاد منذ سنتين. تقوم «سايبر بيركوت»، على طريقة «أنونيموس»، بهجمات إلكترونية ضد مؤسسات الخصوم ومواقعهم وتقرصن حساباتهم الشخصية ومراسلاتهم؛ وعملها يتمحور عادةً حول القضايا الأوكرانية، وفضائح الفساد في كييف، والتدخلات الغربية في أوكرانيا وروسيا. إلّا أن اختراقاً أخيراً قام به ناشطو «سايبر بيركوت» قد تكون له نتائج جسيمة على الساحة السورية.

استوحت «سايبر بيركوت» اسمها من وحدة القوات الخاصة في الشرطة الأوكرانية («بيركوت»، أي «النسر الذهبي»)، التي حلّها النظام في كييف بعد تظاهرات «ميدان»؛ وشعار المنظمة هو «لن ننسى، لن نسامح». اخترقت «سايبر بيركوت» أخيراً البريد الخاص بويتولد كجيكوفسكي، وهو رئيس شركة بولندية لتجارة السلاح اسمها Level 11. أوضحت مراسلات كجيكوفسكي أنّ Level 11 هي إحدى الشركات الوسيطة التي تقوم بشراء أسلحة، تحت ادّعاءات مختلفة، ثم تحوّلها الى السعودية ودول خليجية أخرى، حتى تقوم هذه الحكومات ــ بدورها ــ بتسليم السلاح الى ميليشيات تدعمها في سوريا وباقي دول المنطقة.

يظهر عقدٌ تجاري من نيسان 2015، مثلاً، أن الشركة البولندية قد تمّ اعتمادها لتوريد 256 رشاشاً ثقيلاً من طراز ZSU ــ 23 لمصلحة قوات الدفاع الوطني الأوكراني بقيمة 14.5 مليون يورو. ثم تظهر هذه المعدّات (بالمواصفات والعدد نفسه) في عقدٍ لشركة سعودية ــ اسمها «القايش للتجارة» ــ وهي مباعة لوزارة الدفاع السعودية. الجيش السعودي، كما هو معروف، لا يستخدم هذه الأسلحة السوفياتية، والعقد يحتوي على معدات أخرى.

 

جرت صفقة الصواريخ بموافقة أميركية وتواطؤ من تركيا وبلغاريا

ــ 500 رشاش دوشكا ومئات الهاونات وعشرات ملايين الطلقات، من الواضح أنها موجّهة لتسليح الميليشيات الموالية للمملكة في سوريا وغيرها، وليس لتجهيز الجيش السعودي. كذلك يتبين أن الشركة التي اشترت منها السعودية هذه المعدّات، وهي مسجّلة في قبرص باسم Blessway Limited، يديرها نائب رئيس شركة Level 11 البولندية، التي يفترض أنها اشترت الرشاشات لمصلحة أوكرانيا.

قنوات التسليح هذه، خاصة عبر شركات شرق أوروبية، هي «سرٌّ معلن» بالنسبة الى الصحافة والمهتمين، والمخابرات الأميركية نفسها تستخدم هؤلاء الوسطاء الذين يشترون المخزونات السوفياتية القديمة، لتجهيز ميليشياتها حول العالم (وقد نشرت الصحافة الأميركية قصصاً عدة عن هذه الصفقات والفساد الذي اعتراها). غير أن رسالةً وجدتها مجموعة «سايبر بيركوت» في بريد ويتولد كجيكوفسكي تدلّل على صفقة أشدّ خطورة مما سبق، تتضمن شراء أنظمة حديثة وثقيلة مضادة للطائرات، وفي وقتٍ تزامن مع بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا.

في 30 أيلول 2015، تلقّى فاسيلي بابيتسكي، نائب رئيس شركة level 11 لتجارة السلاح ورئيس شركة Blessway Limited المذكورة أعلاه، رسالة من دبلوماسي أوكراني يعمل في سفارة بلاده في الدوحة، اسمه فوليديمير كوروتس، يشكره فيها على «الصلات المغربية والسعودية» التي زوّده بها، ويخبره عن «فرصة لصنع الكثير من المال». القطريون، يقول الدبلوماسي الأوكراني الذي يعمل مستشاراً للشؤون التجارية والاقتصادية في سفارة كييف بالدوحة، «هم على وشك شراء (نظام) بيتشورا وشيء آخر أكثر أهمية»، ولكن «مسألة التوصيل ما زالت عالقة». فيقترح الدبلوماسي على بابيتسكي أن تقوم شركته بنقل هذه المنظومات (لم يحدد الى أين)، مضيفاً أن «اليانكيز (الأميركيين) موافقون. الأتراك والبلغاريون يعرفون (بالأمر)، وطريق التوصيل هو ذاته».

نكتشف أيضاً، في هذه الرسالة، أن وفداً رسمياً قطرياً قد زار معرضاً عسكرياً أقيم في كييف في أواخر شهر أيلول الماضي بغرض الاطلاع على هذه المعدات والاتفاق على شرائها. ثمّ تعرض «سايبر بيركوت» مراسلة داخلية بين شركة تصدير السلاح الأوكرانية («سبيتستيكنو اكسبورت») والشركة الأوكرانية الصانعة للسلاح («يوكروبورونبروم»)، بغرض التعاون لإرسال منظومات «اس ــ 125» («بيتشورا ــ 2 دي») الى قطر، إضافة الى «خيارات» أخرى لم توضحها الرسالة.

إذا ما وضعنا جانباً عنصر الفساد في القضية (الواضح من السياق هو أن الدبلوماسي الأوكراني يقدّم هذه المعلومات مقابل دفعات مالية أو عمولة)، فإن هذه الوثائق تؤكّد أنّ الدوحة قد سعت بجدية لتزويد «طرفٍ ما» في الشرق الأوسط بصواريخ فعالة مضادة للطائرات. ويدلّ ذكر تركيا وبلغاريا في معرض الكلام عن «طريق التسليم»، بوضوح، على أن سوريا هي المستقرّ المقصود لهذه المنظومات.

في 16 تشرين الأول الماضي، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من تجهيز المسلحين في سوريا بأنظمة مضادة للطائرات: «(هذا) سيعتبر دعماً مباشراً للإرهابيين، وعلى من يقوم بذلك أن يتحمّل تبعات فعلته»، قال نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب، أوليغ سيرومولوتوف، مضيفاً أن لدى حكومته دلائل على «محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية محمولة على الكتف... من الدول الإقليمية المجاورة»، وخاتماً: «أريد أن يتم الاستماع الى هذا كتحذير جدي».

يتبيّن إذاً أن الحلف الأميركي ــ الخليجي في المنطقة لم يكتفِ بتسريب «صواريخ محمولة على الكتف» الى المجموعات المسلّحة، بل خطط لإرسال منظومات ثقيلة وحديثة، تقدر على تهديد الطائرات الروسية والسورية بشكلٍ جدي وعلى أي ارتفاع، وأن هذا المشروع قد تم بالتنسيق مع الأميركيين والأتراك. ظهور هذه الفضيحة بعد الإسقاط الغامض للطائرة المدنية الروسية فوق سيناء يزيد من إشكالية القضية، ويثير تساؤلات حول مغزى توريد هذا النوع من السلاح الى منظمات لا يمكن التحكم في أفعالها أو التنبّؤ بها.

 

«بيتشورا ــ 2 دي»

 

«بيتشورا» هو الاسم الذي يطلق على منظومة «سام 3» القديمة المضادة للطائرات، و«بيتشورا ــ 2 دي» هو نموذجٌ أوكراني محدّث لهذا السلاح السوفياتي القديم الذي يعود تصميمه الى ستينيات القرن العشرين. يقوم التحديث الأوكراني على جعل نظام تبادل المعلومات بين الرادار وغرفة القيادة رقمياً بالكامل، ويزيد من حركية النظام، ويضيف تحسينات الى الرادار لرفع دقته ومداه.

فيما كانت الشائعات في سوريا تدور حول احتمال تسليم المسلحين صواريخ محمولة على الكتف، لا يزيد سقفها الفعال على أربعة آلاف متر، يمثّل الـ«بيتشورا» سلاحاً من مستوى مختلفٍ تماماً: مدى الصاروخ يزيد على 35 كيلومتراً، وهو يمكن أن يطال طائرة تحلّق على ارتفاع عشرين كيلومتراً ــ أي إن أي طائرة حربية أو مدنية تقع في مرماه. ولأن النظام يُستخدم في الدفاع الجوي السوري، فقد تجد الطائرات الروسية والسورية صعوبة في تمييز النظام كسلاحٍ معادٍ إذا ما التقطت بثّه الراداري (الذي يشبه موجة رادارات «سام ــ 3» السورية).

ولعلّ أخطر ما في التحديث الأوكراني كان إضافة «قناة بصرية» لتوجيه الصواريخ، إضافة الى القناة الرادارية التقليدية، وهي عبارة عن كاميرا تسمح بتوجيه الصواريخ في صمتٍ راداريّ كامل، من دون الحاجة الى تشغيل الرادار ومسح الهدف، فلا تعرف الطائرة أنها في نطاق الاستهداف حتى يطبق عليها الصاروخ.

 

من: فولوديمير كوروتس إلى: فاسيلي بابيتسكي

 

نص الرسالة:

مرحباً فاسيلي. شكراً على الصلات المغربية والروسية. لقد جاءت في وقتها.

المحليون (القطريون) كانوا في كييف في المعرض (معرض السلاح)، وهم على وشك شراء الـ«بيتشورا» وشيء آخر أهم من ذلك (انظر الملف المرفق). مسألة التسليم ما زالت عالقة. جهتنا غير قادرة على القيام بالتوصيل. لديك فرصة لصنع مبلغٍ جيد من المال. حاول أن تتكلم مع العسكريين. احتمال النجاح كبير، فالأميركيون موافقون، والأتراك والبلغار هم على علمٍ بالموضوع. طريق التوصيل هو نفسه.

سوف يتصل بك أندري باخوشيي.

أما في ما يخصني، فالشروط هي ذاتها.

أعانقك، فولوديمير.

  • فريق ماسة
  • 2015-11-23
  • 12500
  • من الأرشيف

أوكرانيا ـ ليكس: صواريخ من قطر لإسقاط الطائرات الروسية

الدوحة قد سعت بجدية لتزويد طرف ما بصواريخ فعّالة مضادة للطائرات كشفت مجموعة «هاكرز» أوكرانية أن الحكومة القطرية عقدت مفاوضات مع كييف، في أواخر شهر أيلول الماضي، لشراء أنظمة دفاع جوي حديثة من طراز «بيتشورا ــ 2»، يُعتقد أن هدفها النهائي هو المجموعات المسلحة السورية التي تتلقى الدعم من الخليج. الوثائق المسربة تكشف أيضاً أن هذا الفعل، الذي يتحدى بشكلٍ صارخ التحذيرات الروسية ــ لكلّ الأطراف ــ من تزويد المسلحين بسلاح مضاد للطائرات، كان يجري بمعرفة واشنطن وأنقرة وتعاونهما «سايبر بيركوت» هي منظمة أسّسها ناشطون أوكرانيون مؤيدون لروسيا ومنخرطون في النزاع الداخلي القائم في البلاد منذ سنتين. تقوم «سايبر بيركوت»، على طريقة «أنونيموس»، بهجمات إلكترونية ضد مؤسسات الخصوم ومواقعهم وتقرصن حساباتهم الشخصية ومراسلاتهم؛ وعملها يتمحور عادةً حول القضايا الأوكرانية، وفضائح الفساد في كييف، والتدخلات الغربية في أوكرانيا وروسيا. إلّا أن اختراقاً أخيراً قام به ناشطو «سايبر بيركوت» قد تكون له نتائج جسيمة على الساحة السورية. استوحت «سايبر بيركوت» اسمها من وحدة القوات الخاصة في الشرطة الأوكرانية («بيركوت»، أي «النسر الذهبي»)، التي حلّها النظام في كييف بعد تظاهرات «ميدان»؛ وشعار المنظمة هو «لن ننسى، لن نسامح». اخترقت «سايبر بيركوت» أخيراً البريد الخاص بويتولد كجيكوفسكي، وهو رئيس شركة بولندية لتجارة السلاح اسمها Level 11. أوضحت مراسلات كجيكوفسكي أنّ Level 11 هي إحدى الشركات الوسيطة التي تقوم بشراء أسلحة، تحت ادّعاءات مختلفة، ثم تحوّلها الى السعودية ودول خليجية أخرى، حتى تقوم هذه الحكومات ــ بدورها ــ بتسليم السلاح الى ميليشيات تدعمها في سوريا وباقي دول المنطقة. يظهر عقدٌ تجاري من نيسان 2015، مثلاً، أن الشركة البولندية قد تمّ اعتمادها لتوريد 256 رشاشاً ثقيلاً من طراز ZSU ــ 23 لمصلحة قوات الدفاع الوطني الأوكراني بقيمة 14.5 مليون يورو. ثم تظهر هذه المعدّات (بالمواصفات والعدد نفسه) في عقدٍ لشركة سعودية ــ اسمها «القايش للتجارة» ــ وهي مباعة لوزارة الدفاع السعودية. الجيش السعودي، كما هو معروف، لا يستخدم هذه الأسلحة السوفياتية، والعقد يحتوي على معدات أخرى.   جرت صفقة الصواريخ بموافقة أميركية وتواطؤ من تركيا وبلغاريا ــ 500 رشاش دوشكا ومئات الهاونات وعشرات ملايين الطلقات، من الواضح أنها موجّهة لتسليح الميليشيات الموالية للمملكة في سوريا وغيرها، وليس لتجهيز الجيش السعودي. كذلك يتبين أن الشركة التي اشترت منها السعودية هذه المعدّات، وهي مسجّلة في قبرص باسم Blessway Limited، يديرها نائب رئيس شركة Level 11 البولندية، التي يفترض أنها اشترت الرشاشات لمصلحة أوكرانيا. قنوات التسليح هذه، خاصة عبر شركات شرق أوروبية، هي «سرٌّ معلن» بالنسبة الى الصحافة والمهتمين، والمخابرات الأميركية نفسها تستخدم هؤلاء الوسطاء الذين يشترون المخزونات السوفياتية القديمة، لتجهيز ميليشياتها حول العالم (وقد نشرت الصحافة الأميركية قصصاً عدة عن هذه الصفقات والفساد الذي اعتراها). غير أن رسالةً وجدتها مجموعة «سايبر بيركوت» في بريد ويتولد كجيكوفسكي تدلّل على صفقة أشدّ خطورة مما سبق، تتضمن شراء أنظمة حديثة وثقيلة مضادة للطائرات، وفي وقتٍ تزامن مع بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا. في 30 أيلول 2015، تلقّى فاسيلي بابيتسكي، نائب رئيس شركة level 11 لتجارة السلاح ورئيس شركة Blessway Limited المذكورة أعلاه، رسالة من دبلوماسي أوكراني يعمل في سفارة بلاده في الدوحة، اسمه فوليديمير كوروتس، يشكره فيها على «الصلات المغربية والسعودية» التي زوّده بها، ويخبره عن «فرصة لصنع الكثير من المال». القطريون، يقول الدبلوماسي الأوكراني الذي يعمل مستشاراً للشؤون التجارية والاقتصادية في سفارة كييف بالدوحة، «هم على وشك شراء (نظام) بيتشورا وشيء آخر أكثر أهمية»، ولكن «مسألة التوصيل ما زالت عالقة». فيقترح الدبلوماسي على بابيتسكي أن تقوم شركته بنقل هذه المنظومات (لم يحدد الى أين)، مضيفاً أن «اليانكيز (الأميركيين) موافقون. الأتراك والبلغاريون يعرفون (بالأمر)، وطريق التوصيل هو ذاته». نكتشف أيضاً، في هذه الرسالة، أن وفداً رسمياً قطرياً قد زار معرضاً عسكرياً أقيم في كييف في أواخر شهر أيلول الماضي بغرض الاطلاع على هذه المعدات والاتفاق على شرائها. ثمّ تعرض «سايبر بيركوت» مراسلة داخلية بين شركة تصدير السلاح الأوكرانية («سبيتستيكنو اكسبورت») والشركة الأوكرانية الصانعة للسلاح («يوكروبورونبروم»)، بغرض التعاون لإرسال منظومات «اس ــ 125» («بيتشورا ــ 2 دي») الى قطر، إضافة الى «خيارات» أخرى لم توضحها الرسالة. إذا ما وضعنا جانباً عنصر الفساد في القضية (الواضح من السياق هو أن الدبلوماسي الأوكراني يقدّم هذه المعلومات مقابل دفعات مالية أو عمولة)، فإن هذه الوثائق تؤكّد أنّ الدوحة قد سعت بجدية لتزويد «طرفٍ ما» في الشرق الأوسط بصواريخ فعالة مضادة للطائرات. ويدلّ ذكر تركيا وبلغاريا في معرض الكلام عن «طريق التسليم»، بوضوح، على أن سوريا هي المستقرّ المقصود لهذه المنظومات. في 16 تشرين الأول الماضي، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من تجهيز المسلحين في سوريا بأنظمة مضادة للطائرات: «(هذا) سيعتبر دعماً مباشراً للإرهابيين، وعلى من يقوم بذلك أن يتحمّل تبعات فعلته»، قال نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب، أوليغ سيرومولوتوف، مضيفاً أن لدى حكومته دلائل على «محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية محمولة على الكتف... من الدول الإقليمية المجاورة»، وخاتماً: «أريد أن يتم الاستماع الى هذا كتحذير جدي». يتبيّن إذاً أن الحلف الأميركي ــ الخليجي في المنطقة لم يكتفِ بتسريب «صواريخ محمولة على الكتف» الى المجموعات المسلّحة، بل خطط لإرسال منظومات ثقيلة وحديثة، تقدر على تهديد الطائرات الروسية والسورية بشكلٍ جدي وعلى أي ارتفاع، وأن هذا المشروع قد تم بالتنسيق مع الأميركيين والأتراك. ظهور هذه الفضيحة بعد الإسقاط الغامض للطائرة المدنية الروسية فوق سيناء يزيد من إشكالية القضية، ويثير تساؤلات حول مغزى توريد هذا النوع من السلاح الى منظمات لا يمكن التحكم في أفعالها أو التنبّؤ بها.   «بيتشورا ــ 2 دي»   «بيتشورا» هو الاسم الذي يطلق على منظومة «سام 3» القديمة المضادة للطائرات، و«بيتشورا ــ 2 دي» هو نموذجٌ أوكراني محدّث لهذا السلاح السوفياتي القديم الذي يعود تصميمه الى ستينيات القرن العشرين. يقوم التحديث الأوكراني على جعل نظام تبادل المعلومات بين الرادار وغرفة القيادة رقمياً بالكامل، ويزيد من حركية النظام، ويضيف تحسينات الى الرادار لرفع دقته ومداه. فيما كانت الشائعات في سوريا تدور حول احتمال تسليم المسلحين صواريخ محمولة على الكتف، لا يزيد سقفها الفعال على أربعة آلاف متر، يمثّل الـ«بيتشورا» سلاحاً من مستوى مختلفٍ تماماً: مدى الصاروخ يزيد على 35 كيلومتراً، وهو يمكن أن يطال طائرة تحلّق على ارتفاع عشرين كيلومتراً ــ أي إن أي طائرة حربية أو مدنية تقع في مرماه. ولأن النظام يُستخدم في الدفاع الجوي السوري، فقد تجد الطائرات الروسية والسورية صعوبة في تمييز النظام كسلاحٍ معادٍ إذا ما التقطت بثّه الراداري (الذي يشبه موجة رادارات «سام ــ 3» السورية). ولعلّ أخطر ما في التحديث الأوكراني كان إضافة «قناة بصرية» لتوجيه الصواريخ، إضافة الى القناة الرادارية التقليدية، وهي عبارة عن كاميرا تسمح بتوجيه الصواريخ في صمتٍ راداريّ كامل، من دون الحاجة الى تشغيل الرادار ومسح الهدف، فلا تعرف الطائرة أنها في نطاق الاستهداف حتى يطبق عليها الصاروخ.   من: فولوديمير كوروتس إلى: فاسيلي بابيتسكي   نص الرسالة: مرحباً فاسيلي. شكراً على الصلات المغربية والروسية. لقد جاءت في وقتها. المحليون (القطريون) كانوا في كييف في المعرض (معرض السلاح)، وهم على وشك شراء الـ«بيتشورا» وشيء آخر أهم من ذلك (انظر الملف المرفق). مسألة التسليم ما زالت عالقة. جهتنا غير قادرة على القيام بالتوصيل. لديك فرصة لصنع مبلغٍ جيد من المال. حاول أن تتكلم مع العسكريين. احتمال النجاح كبير، فالأميركيون موافقون، والأتراك والبلغار هم على علمٍ بالموضوع. طريق التوصيل هو نفسه. سوف يتصل بك أندري باخوشيي. أما في ما يخصني، فالشروط هي ذاتها. أعانقك، فولوديمير.

المصدر : عامر محسن - الاخبار|


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة