على ثلاث جبهات في محيط دمشق تدور المعارك منذ أكثر من أسبوع بهدف توسيع سيطرة الجيش، وتأمين أكبر مساحة ممكنة في محيط العاصمة. وإذا كانت المواجهة غير جديدة في داريا، فإن الثقل الأساسي تمثل في الغوطة، حيث تشتعل الجبهة على محورين، ما يزيد الضغط على الفصائل.

تفيد المصادر الميدانية أن القوات السورية قد بدأت منذ الثلاثاء بعملية عسكرية في داريا، حيث شنت الوحدات العسكرية سلسلة هجمات من محوري حي الشياح والجمعيات بهدف توسيع سيطرة الجيش، والتي تقدر بأكثر من نصف البلدة، لا سيما من جهة مطار المزة العسكري والمتحلق الجنوبي.

وتؤكد مصادر المعارضة صحة هذه المواجهات من دون أن ترى في الأمر جديداً، لدرجة أن «المجلس المحلي» لداريا اتجه لإصدار بيان يرد على كلام السياسيين الروس عن إيقاف «البراميل المتفجرة».

ومن اللافت في معارك داريا أن المنطقة هي مسرح معارك منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تشتد ثم تتراجع العمليات بشكل غير منتظم، قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة على أجزاء كبيرة من المنطقة، فيما راهن المسلحون على مسألة تنظيمهم الدقيق وعلاقتهم بـ «مجلس مدني محلي» بعيداً عن سيطرة مجموعات «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام»، ما سمح بتركيز العمل العسكري والابتعاد عن الاقتتال بين الفصائل، فيما أخفقت كل محاولات إبرام تسوية أو هدنة في المنطقة بعد إتمام هدنة الزبداني ـ الفوعة وكفريا.

ويستبعد أكثر من مصدر معارض أن يكون رهان المقاتلين في داريا على معارك الجنوب والاتصال بين الغوطة الغربية وريفي درعا والقنيطرة، ذلك أن الثقة في ما بينهم وبين الديرانيين تكاد تكون مفقودة.

مطار المرج .. بوابة الغوطة الأولى

على جبهة الغوطة الشرقية تدور معارك ضارية على محور مطار مرج السلطان، الذي يعد بوابة أساسية للمنطقة المحاصرة منذ سنتين تقريباً. ولعل لهذه النقطة أهميتها الأساسية كونها أول محطة للدفاع الجوي سيطرت عليها الفصائل المسلحة ومواقع الرادارات وأجهزة التنصت، كما شكلت في خريف العام 2012 موقعاً أساسياً في معارك طريق مطار دمشق الدولي والضغط على العاصمة، بالإضافة إلى تجمع كبرى الفصائل من «الجيش الحر» و «جيش الإسلام» و «النصرة».

كل هذه العوامل جعلت من الهجوم الذي يشنه الجيش في هذه المنطقة أمراً لافتاً. وتقر مصادر المعارضة باستهداف المنطقة المتواصل، مشيرة إلى أن طائرات روسية تشارك فيه، من دون أي معطيات أو دلائل من قبلها حيال ذلك، مستبعدة في الوقت ذاته كل ما قيل عن مخططات للهجوم على العاصمة من هذا المحور، ذلك أن زعيم «جيش الإسلام» زهران علوش، الذي بات الحاكم بأمره في الغوطة، يصب جل تركيزه على تحصين حكمه في المنطقة ولملمة خسارته في جبهة حرستا مؤخراً، يضاف إلى ذلك أن المرج لم تعد منطقة يسهل التحرك من خلالها بالقدر الذي تتمتع فيه جبهات أخرى، ما يعني صعوبة تحرك الفصائل في هذه المنطقة.

طريق دمشق ـ حمص بانتظار التأمين

المعركة الثالثة تدور على طريق دمشق ـ حمص الدولي، حيث استعاد الجيش زخم العمليات العسكرية، مع استرجاعه عدة أبنية ومقارّ وتلال تشرف على الطريق لجهة حرستا، مع توقعات بفتح الطريق كليا بعد تأمينه تماما.

وكان لافتاً بث التلفزيون السوري عشرات المقاطع المصورة التي تظهر فيها أبنية محصنة بعدة دشم وأنفاق تمتد إلى عمق حرستا حيث يسيطر «جيش الإسلام»، الذي أقر بانسحابه تحت وطأة القصف كما يقول إعلاميون مقربون منه، معتبرين أن الانسحاب تم بعدما «حققت العملية أهدافها، وبعد تأمين السلاح والأغذية»، مستبعدين أي صلة بين معاركهم وتصعيد تنظيم «داعش» على الضفة الأخرى من الطريق لجهة بلدتي صدد ومهين في ريف حمص.

غير أن ناشطاً في دوما أشار إلى خطر إضافي يتهدد زهران في الفترة المقبلة، وهو فتح معركة حرستا، خاصة أن الاستحقاقات السياسية المقبلة تعني تحشيداً كبيراً في المعارك والمواجهات، وهذه المرة لا تجري الرياح الميدانية بما يشتهيه الرجل مع الضربات في كل من طريق حرستا والمرج، بالإضافة للقصف المتواصل على دوما، واستياء شعبي من خطوته الأخيرة بنشر الأقفاص الحديدية، وداخلها أسرى منطقة عدرا، ما يعني أن الثقل الذي يواجه علوش ليس كأي وقت مضى.

  • فريق ماسة
  • 2015-11-05
  • 11477
  • من الأرشيف

بين داريا والغوطة.. التصعيد مستمر

على ثلاث جبهات في محيط دمشق تدور المعارك منذ أكثر من أسبوع بهدف توسيع سيطرة الجيش، وتأمين أكبر مساحة ممكنة في محيط العاصمة. وإذا كانت المواجهة غير جديدة في داريا، فإن الثقل الأساسي تمثل في الغوطة، حيث تشتعل الجبهة على محورين، ما يزيد الضغط على الفصائل. تفيد المصادر الميدانية أن القوات السورية قد بدأت منذ الثلاثاء بعملية عسكرية في داريا، حيث شنت الوحدات العسكرية سلسلة هجمات من محوري حي الشياح والجمعيات بهدف توسيع سيطرة الجيش، والتي تقدر بأكثر من نصف البلدة، لا سيما من جهة مطار المزة العسكري والمتحلق الجنوبي. وتؤكد مصادر المعارضة صحة هذه المواجهات من دون أن ترى في الأمر جديداً، لدرجة أن «المجلس المحلي» لداريا اتجه لإصدار بيان يرد على كلام السياسيين الروس عن إيقاف «البراميل المتفجرة». ومن اللافت في معارك داريا أن المنطقة هي مسرح معارك منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تشتد ثم تتراجع العمليات بشكل غير منتظم، قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة على أجزاء كبيرة من المنطقة، فيما راهن المسلحون على مسألة تنظيمهم الدقيق وعلاقتهم بـ «مجلس مدني محلي» بعيداً عن سيطرة مجموعات «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام»، ما سمح بتركيز العمل العسكري والابتعاد عن الاقتتال بين الفصائل، فيما أخفقت كل محاولات إبرام تسوية أو هدنة في المنطقة بعد إتمام هدنة الزبداني ـ الفوعة وكفريا. ويستبعد أكثر من مصدر معارض أن يكون رهان المقاتلين في داريا على معارك الجنوب والاتصال بين الغوطة الغربية وريفي درعا والقنيطرة، ذلك أن الثقة في ما بينهم وبين الديرانيين تكاد تكون مفقودة. مطار المرج .. بوابة الغوطة الأولى على جبهة الغوطة الشرقية تدور معارك ضارية على محور مطار مرج السلطان، الذي يعد بوابة أساسية للمنطقة المحاصرة منذ سنتين تقريباً. ولعل لهذه النقطة أهميتها الأساسية كونها أول محطة للدفاع الجوي سيطرت عليها الفصائل المسلحة ومواقع الرادارات وأجهزة التنصت، كما شكلت في خريف العام 2012 موقعاً أساسياً في معارك طريق مطار دمشق الدولي والضغط على العاصمة، بالإضافة إلى تجمع كبرى الفصائل من «الجيش الحر» و «جيش الإسلام» و «النصرة». كل هذه العوامل جعلت من الهجوم الذي يشنه الجيش في هذه المنطقة أمراً لافتاً. وتقر مصادر المعارضة باستهداف المنطقة المتواصل، مشيرة إلى أن طائرات روسية تشارك فيه، من دون أي معطيات أو دلائل من قبلها حيال ذلك، مستبعدة في الوقت ذاته كل ما قيل عن مخططات للهجوم على العاصمة من هذا المحور، ذلك أن زعيم «جيش الإسلام» زهران علوش، الذي بات الحاكم بأمره في الغوطة، يصب جل تركيزه على تحصين حكمه في المنطقة ولملمة خسارته في جبهة حرستا مؤخراً، يضاف إلى ذلك أن المرج لم تعد منطقة يسهل التحرك من خلالها بالقدر الذي تتمتع فيه جبهات أخرى، ما يعني صعوبة تحرك الفصائل في هذه المنطقة. طريق دمشق ـ حمص بانتظار التأمين المعركة الثالثة تدور على طريق دمشق ـ حمص الدولي، حيث استعاد الجيش زخم العمليات العسكرية، مع استرجاعه عدة أبنية ومقارّ وتلال تشرف على الطريق لجهة حرستا، مع توقعات بفتح الطريق كليا بعد تأمينه تماما. وكان لافتاً بث التلفزيون السوري عشرات المقاطع المصورة التي تظهر فيها أبنية محصنة بعدة دشم وأنفاق تمتد إلى عمق حرستا حيث يسيطر «جيش الإسلام»، الذي أقر بانسحابه تحت وطأة القصف كما يقول إعلاميون مقربون منه، معتبرين أن الانسحاب تم بعدما «حققت العملية أهدافها، وبعد تأمين السلاح والأغذية»، مستبعدين أي صلة بين معاركهم وتصعيد تنظيم «داعش» على الضفة الأخرى من الطريق لجهة بلدتي صدد ومهين في ريف حمص. غير أن ناشطاً في دوما أشار إلى خطر إضافي يتهدد زهران في الفترة المقبلة، وهو فتح معركة حرستا، خاصة أن الاستحقاقات السياسية المقبلة تعني تحشيداً كبيراً في المعارك والمواجهات، وهذه المرة لا تجري الرياح الميدانية بما يشتهيه الرجل مع الضربات في كل من طريق حرستا والمرج، بالإضافة للقصف المتواصل على دوما، واستياء شعبي من خطوته الأخيرة بنشر الأقفاص الحديدية، وداخلها أسرى منطقة عدرا، ما يعني أن الثقل الذي يواجه علوش ليس كأي وقت مضى.

المصدر : الاخبار/ طارق العبد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة