دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
النجاح ليس مستحيلا بالنسبة الى الفنان، إنما الإستمرار هو الإثبات الحقيقي لموهبته. نجوى كرم نجمة كل السنوات، سرقها الفن لتكون رمزاً من رموز الغناء، ومصدر توازنه وسط الفوضى الفنية السائدة. تركت بصمتها على الأغنية اللبنانية وكانت الامتداد الحقيقي لكبارنا الذين صنعوا هذه الأغنية. لم تساوم على لهجتها، وحملتها كقضية.
ترفض لقب "شمس الأغنية اللبنانية" وتفضل عليه نجوى كرم بكل بساطة "إسم مُعطى من قبل ما جيت ليعطي إشيا لهالحياة"... تحاول الإجتهاد بالوزنات التي منحها إياها الرب، ولا تنتظر الفرص الذهبية بل تصنع فرصها في الحياة.
حلمت كرم بالتعليم، لكن الغناء كان الحلم الحقيقي بالنسبة إليها، واليوم تتمنى أن تكمل رسالتها في الحياة وأن تكون خلية من خلايا هذا الكون تحاول السير مع دورة الحياة لتحقق الخير والسلام والحب.
الفن لم يسرقها من حياتها الشخصية إذ تعتبر أنه أوصلها إلى "المطارح" التي كان من المفترض أن تصل إليها... وماذا خسرت في المقابل؟ "قبل الوعي كنت مفكرة خسرت حياتي الخاصة ولكن بعد الوعي اكتشفت إني كسبت حالي". الفن يُغنيها عن كل شي وبحسب تعبيرها يقمعها إيجاباً ويحرّرها من عبودية بعض المشاعر التي يمكن أن تسرّب الندم إلى قلبها.
لم تتوقع كرم كلّ هذا النجاح "مع إني ما بشوف حالي وصلت. أنا نقطة بهالمحيط"... لكنها لا تنكر أنها خططت لكل خطوة في مسيرتها، وآمنت أن لا مستحيل تحت الشمس وأن كل هدف يحتاج فقط إلى عزيمة وإرادة.
نجوى كرم تغيّرت؟ هكذا يقول البعض؟ تجيب: "من لديه مسيرة طويلة لا شك ستقارن أعماله الجديدة بالقديمة، ولو قدمت الجوّ نفسه لقالوا نجوى كرم تكرر نفسها، لذلك فضّلت التجدد ومقاربة هذا العصر على طريقتي". وتضيف: "أتقبّل النقد الذي يضيف وأنتظر رد فعل بعض النقاد، وأرفض حتى سماع البعض الذين يحضّرون أقلامهم حتى قبل أن يسمعوا أعمالي... أنا مع الناس اللي ناطرة مني الإشيا الحلوة والأفضل مش اللي محضّر حالو للنقد قبل ما بلّش". وهل سنذكر غداً أعمالها كما نذكر أغانيها القديمة؟ تجيب بثقة: "بكرا بتشوفي".
ترفض تقييم الوضع الفني اليوم لكنها تؤكد أن هذا العام أفضل من السنوات التي مرّت بعدما غربل الوقت أشباه الفنانين واستمر من يستحق البقاء. برأيها نحن لسنا في عصر إنتاج نجوم جدد بل في عصر البقاء والإستمرار والدليل أن الساحة منذ فترة لم تقدم أسماء قوية تنافس نجوم الصف الأول.
من هو النجم الحقيقي برأيها؟ "بدو يكون عندو شوي من كل شي وآخد الفن على محمل الجدّ... نحنا صرنا نجوم شوي شوي، ولقدرنا استوعبنا معنى النجومية أخدنا وقتنا لتعوّد راسنا علماً إنو ما كان في هالقد وسائل إعلام"... وتتابع: "المواهب التي تتخرج من البرامج الفنية يصبحون نجوما بين ليلة وضحاها، والمؤسف إنو عشوي ما فيكي تحكي معون... لذلك أنصحهم أن يتوازن قلبهم مع عقلهم وأن يقفوا أمام مرآتهم ليكتشفوا إن كانوا يستحقون فعلاً الفكرة التي يأخذونها عن أنفسهم".
لم تدفع كرم ثمناً في مقابل وقوفها مع الأغنية اللبنانية بل على العكس "هيدي لغتي وقضيتي اللي بفتخر فيا... سؤال ليه الإستغراب؟ ما شفت الخليجي أو المصري غنى بغير لهجتو... وأنا جدّ بغار من حبّن للغتن". هل تلوم نجوى الفنانين اللبنانيين الذين يغنون المصري والخليجي أكثر من اللبناني؟ تجيب: "كل فنان حرّ بنفسه ونحن نعيش ديموقراطية فنية".
عن البلبلة التي حصلت أخيراً بسبب الصورة التي نشرتها على إنستغرام والتي ظهر فيها انتماؤها الديني... قالت كرم إن الدين المسيحي هو دين تسامح وهي تسامح الجميع ولن تتغير لأنها تفتخر بدينها.
جديدها اليوم ألبوم غنائي كامل ولديها أكثر من عرض لإنتاج العمل وتوزيعه، وهي لم تحسم أمرها بعد ما بين "لايف ستايل" و"روتانا". برأيها حال الإنتاج لم يتغير إنما تغيّرت نظرة البعض الى الفنانين.
تعترف نجوى كرم ببعض الزمالة في الفن "بالنسبة إلي في راحة ضمير تجاه كل الفنانين". تعيش اليوم سلاماً داخلياً لا تسمح لأحد بأن يخرقه أو يشوّهه. أما الشهرة فهي مفتاح لتحقيق حلمها الأكبر في الحياة.
بعد سنوات من النجاح ما هي خلاصة نجوى كرم في الحياة؟ "حب وإجتهد وسامح وكفّي وفلّ"....
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة