تختلف الشعوب بعضها عن بعض ، لكن هناك شعوب تجمع عدة صفات متشابهة فى ذات الوقت ، والمجتمع السوري، الذى عرفته عن قرب خلال زيارتى له فى زيارة مدتها خمسة أيام ، يشبه المجتمع المصرى فى التقاليد ، ويتميز بالنعومة والفن فى كل شئ ، فهو يحب أن يستمتع ويتذوق كل شئ يفعله ، ومتذوق للفن والموسيقى ، وحتى فى الطعام يحرص السوريون على ان يكون الطعام فى ابهى شكل له ، ويتفننون فى تجميل كل شيء. كما أنهم فوق ذلك كله شعب كريم للغاية، و يمتلكون موهبة فن التعامل مع الآخر .

 

تختلف الشعوب بعضها عن بعض ، لكن هناك شعوب تجمع عدة صفات متشابهة فى ذات الوقت ، والمجتمع السوري، الذى عرفته عن قرب خلال زيارتى له فى زيارة مدتها خمسة أيام ، يشبه المجتمع المصرى فى التقاليد ، ويتميز بالنعومة والفن فى كل شئ ، فهو يحب أن يستمتع ويتذوق كل شئ يفعله ، ومتذوق للفن والموسيقى ، وحتى فى الطعام يحرص السوريون على ان يكون الطعام فى ابهى شكل له ، ويتفننون فى تجميل كل شيء. كما أنهم فوق ذلك كله شعب كريم للغاية، و يمتلكون موهبة فن التعامل مع الآخر .

 

 

 

وما لمسته ايضا أنه  شعب يحب وطنه وجيشه ورئيسه حبا  فائقا.   وقد قمت بزيارةلسوريا منذ اسابيع، وكان هناك شعور بالقلق الشديد ، والحقيقة انى لا اعرف كيفأبدأ حكايتى مع الزيارة ، وانطباعى عن هذه الدولة الجميلة، والمشاعر التى انقلبتمن مشاعر خوف ورعب قبل السفر الى مشاعر فرح ومتعة بكل ما فى سوريا منأمان وبشاشة المقابلة وجمال المدينة .

 

 

 

 

 

 

 جاءتنى الدعوة من اتحاد عمال سوريا لحضور الملتقى العمالى لنقابات العمالبدمشق، و العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، لحضور فعاليات الملتقىالنقابى الدولى للتضامن مع عمال وشعب سوريا فى وجه الإرهاب والحصاروالتدخلات الامبريالية والعقوبات الاقتصادية. واتصلت بالأستاذ رجب معتوق الامينالعام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب للاستفسار عن الحالة الامنية بسوريا لمحاولة الاعتذار عن عدم الحضور لتخوفى جدا من السفر، فكان  رده : لا تخافي!

 

وكانت الدعوة تشير الى ان الذهاب لسوريا سيتم عن طريق بيروت ثم نذهب برا الى دمشق. وهنا كانت الصدمة لى ولزملاء صحفيين آخرين مما جعل زملائىيعتذرون تخوفا واعتقادا ان هذا الطريق البرى  ملغم بداعش، وفكرت انا ايضا فىأن اصرف النظر عن مشاركتى فى هذا الملتقي  لأننى لا اسمع عن سوريا كل يوممن الاعلام سوى الصورة المظلمة وهى « داعش « وذبحها للناس مما جعلنىاخشى السفر، ومنذ ان اقبلت على السفر واتجهت للمطار كان الخوف يسيطر عليّ،حتى أننى ودعت اهلى واصدقائى كأنى لن اعود مرة اخري!

 

ووصلت إلى المطار، وبعد فترة بدأ المشاركون يأتون وكان عددهم 40 شخصامعظمهم رجال وثلاث سيدات .

 

وبعد لحظات توجهنا للطيران السورى لانهاء الاجراءات واثناء المغادرة والتوجهالى بوابة السفر لاستقلال الطائرة قلت لأستاذ محمد سليمان السورى ومدير شركة الطيران السورى بمصر «انا خايفة «.. فقال لي: « متخافيش انتى هاتنبسطى هناك»ولكنى شعرت انه يحاول طمأنتى ليس اكثر، واننا ذاهبون بدون عودة لأجلناالمجهول . ولكن ما وجدته بسوريا كان مفاجأة لى .

 

 

 

الصورة المظلمة تتغير

 

وعند نزولنا من سلم الطائرة وجدنا موكبا  من السوريين فى استقبالنا بالمطار،رئيس اتحاد عمال دمشق جمال القادرى وعديد من النقابيين وتم استقبالنا بالقاعةالكبرى لكبار الزوار ، ورحبوا بنا ترحيبا كبيرا، وكان يصاحبهم التليفزيونالسورى والجرائد السورية وبعض الجرائد الخاصة، والحقيقة ان هذا الجو كانبداية غامضة بها كثير من المشاعر والاحاسيس المختلطة بين الاطمئنان والخوفمن المجهول .

 

وبعد انتهاء اللقاءات الصحفية مع رئيس الاتحاد ورئيس الوفد المصرى توجهنالاستقلال الاتوبيسات للتحرك للفندق.. وعندما تحرك الاتوبيس بدأت مشاعر الخوفتتزايد بداخلى وشعورى باننا خلال لحظة سنكون بيد  « داعش « واثناء هذه اللحظةالتى ذهبت بها بخيالى للمشهد الارهابى  رجعت  للواقع بداخل الاتوبيس على صوت العندليب « عبد الحليم حافظ « وهو يشدو اغنيته الشهيرة « ابتدا المشوار « وهناشعرت  بامتزاج المشاعر المختلفة؛ شعرت باننى داخل مصر التى بها الآمانوتعجبت من ان نجد العندليب يشدو بسوريا.. فلماذا يضع السائق- الذى فى مرحلةالشباب- سى دى العندليب ؟

 

 وفجأة وجدت بجوارنا سيارة خاصة بها اسرة سورية على بداية الطريق الصحراوى بعد المطار، وهنا قلت لنفسى كيف يسير هذا الاب بسيارته باطفاله وزوجته ولم يخش هجوم داعش؟ وتخيلت كأن داعش اسفل عجلات كل سيارة تسيربالطريق وتعجبت !

 

وبرغم طول الطريق فإنه كان مليئا بكمائن الجيش السورى . وفى اثناء الطريق،وقبل وصولنا للفندق بمسافة ليست كبيرة،  إذا بى أرى فتاة تسير بمفردها فى مطلع جبل هذه المدينة، بل وكانت  ترتدى ملابس مكشوفة.. وبعدها رأيت أما  وابنتهاتسيران  ايضا.. و كادت ان تغرب الشمس، وعندما وصلنا الى فندق خاص بالاتحادالعمالى بمجمع صحارى خارج دمشق فوق جبل كان الخوف مازال متمكنا منى بشدة،  وتصورت ان داعش سوف تهجم على ذلك الفندق.

 

لحظة كسر الخوف

 

جاءت لحظة كسر الخوف عندما كان الأستاذ سامر مدير مكتب رئيس الاتحاد يتوجه الى مبنى الاتحاد لاحضار بعض الاوراق ومعه فتاة سورية، وعرض عليّ ان اذهبم عهما لدمشق  لكى يؤكد لى ان الدنيا أمان بعدما رآنى مرعوبة جدا واخشى حتى الوصول الى باب الفندق، وحاولت بالفعل أن اصدق واكسر هذا الرعب  ، وذهبت معه ومعنا الفتاة والسائق.. وكلما سارت السيارة عدة امتار كنت لا اصدق ان الدنياأمان ولكن شعور الخوف مازال يتملكنى برغم الفتيات اللاتى رايتهن امس عند وصولنا للفندق ويؤكد لى ان لا شيء يخيف، وقبل ان نذهب لمبنى الاتحاد اراد استاذ سامر ان يجعلنى اتناول حلويات الشام، فذهبنا الى ميدان «المرجة» وفى هذاالميدان تم «كسر الخوف» بداخلى، حيث دخلنا اشهر محل حلويات بالشام وتناولنا«الملكوكا»، وهو نوع من الحلويات بالقشطة والمكسرات، وقالوا لى ان هذا المحل لنتستطيعى دخوله بعد ساعات من الان من شدة الازدحام، واخذت اتحدث الى الفتاة التى لا يتعدى عمرها  18 عاما، وهى تعمل بالاتحاد، وما زالت طالبة .. واخذت اسألها عن شعورها؛ هل هى تسير دون خوف و ما هو شعورها؟   فاكدت لى عدم خوفها من اى شيء وان دمشق واماكن كثيرة آمنة جدا . وبالطبع صدقت  كلامها لاننى رأيت بعينى وتعمدت ان التقط صورا لشوارع هذا الميدان وهو يمتلئ بالناس التى تسير وتعيش حياتها بشكل طبيعى جداً، ثم انتقلنا الى الاتحاد.

 

 

 

الصورة الحقيقية

 

عدت وانا لا اصدق نفسي.. هل هذه هى سوريا التى يشوهها الاعلام المضلل الذى يظهر الصورة السوداء فقط ؟ وهنا تذكرت دور الاعلام فى سقوط دولة العراق،ودور قناة الجزيرة وما فعلته مع مصر من تضليل للحقيقة عما يجرى، وتوجيه التهم للجيش والشرطة المصرية، كل هذا جعلنى أصمم أن  يكون « للأهرام « دور فى نقل الصورة الحقيقية عن سوريا التى يتجاهلها الاعلام المضلل.

 

بعد هذه الجولة اختلف الامر تماما بالنسبة لى ولمن معى من المصريين،  وبعدانتهاء اعمال الملتقى قمنا باستقلال الاتوبيس للتوجه لزيارة  اماكن سوريا الشهيرة،حيث شاهدت  منظرا لايحتاج شرحا ولا كلاما،  شاهدت كل الفئات من النساء فى الشارع؛ وأقصد المنتقبة، والتى بالزى المعروف السورى «البلطو»، والسيدات والفتيات المحجبات، والفتيات اللاتى يرتدين الملابس الحديثة.. واتجهنا الى دمشق القديمة، وتحديدا الى سوق «الحميدية». ومن اول وهلة عند بداية شارع السوق شعرت اننى فى مصر لأنه يشبه أسواقا كثيرة بمصر مثل سوق «الموسكى» .

 

والاهم اننى طول إقامتى  لم اسمع سوى الاغانى المصرية، مثل الست ام كلثوم وعبد الحليم حافظ والفنانة نجاة وكان ذلك من العلامات التى تدل بدون كلام على حب السوريين لمصر وفنها وناسها، سواء داخل الاتوبيسات التى تنقلنا او بالمحال التى ندخلها، المهم عندما دخلنا إلى سوق الحميدية وجدنا الترحيب الشديد بنا ليسمن اجل الشراء بل من اجل حبهم للمصريين.. وهذا ما قالوه لنا: «احنا بنحب مصروالمصريين وبنحب الرئيس « السيسى ».. وبدنا تسلموا عليه».. فقلت لهم: من عيني.. سوف يصل  سلامكم من خلال الاهرام ان شاءالله، وقال شخص آخر لي :احنا بنحبه برغم زعلنا من عدم وقوف مصر معنا!

 

تطوع الفتيات بالجيش

 

وعلى بعد امتار -فى اول السوق- لاحظت تواجد الجيش السورى، مما زاد احساسى بالأمان بداخلي.. ولكن المفاجأة كانت أن  هذا الجيش جيش لفتيات وشباب متطوع لحماية بلدهم، وهذا جعلنى انوى التحدث اكثر مع السوريين لمعرفة شعورهم نحوالاوضاع المقلقة هذه، والاسباب التى جعلت البعض يهاجر تاركا سوريا كلها ولم ينتقلوا الى المناطق الآمنة داخل سوريا نفسها.

 

واستمرينا فى التجول بالسوق فقال لى الشاب مازن إن الحياة فى سوريا عاديةجدا كما ترين، وما يقال بالإعلام ليس به  إلا 1% مما يحدث، بمعنى ان الاعلام يصور سوريا كلها على أنها داعش، واننا نذبح كل يوم، وكلها مدمرة.. فهل حضرتك قابلتى داعش ؟! ثم قال مازحاً، انا طبعاً لا أتمنى ان تقابليهم، لكنى اقصد،اقول لك إن داعش موجودة بمناطق قليلة جدا، وهناك مناطق اخرى يحررها جيشناالعربى السورى ويستردها، فقلت له انا معك ان الاعلام يضلل الكثير من الحقائق.  واضاف صاحب المحل ان ما تسمعينه وتشاهدينه عكس الحقيقة بغرض سقوط سوريا، فداعش لا تذكر ولكن الإعلام يروج لها ويضخم من وضعها لاغراض سياسية .

 

استكملنا  الجولة فى أمان، ثم  وجدت المسجد الاموى وهو من اقدم المساجد حيث يعود تاريخه  إلى 1200 سنة قبل الميلاد وسوف نشرح قصته فى موضوع آخرعلى صفحات الاهرام.  ولكى أدخل الى هذا المسجد كان يجب ارتداء « العباية » .. وذهبت لمكان مجاور للمسجد حتى اخذ العباية ولكن للاسف كانت تستأجر بخمس ليرات سورية وانا لم يكن معى ليرة واحدة لاننى لم يكن لدى وقت قبل السفرلاستبدال العملة، ولكن كرم السوريين جعل الفتاتين فاطمة ونورا تدفعان لى ثمن ايجار العباية.

 

وتحدثت معهما عن الحياة  وهل هما قلقتان من داعش فقالتا: ابدا نحن نحب ونثقفى جيشنا وقائدنا ولا نخاف نهائيا وداعش دى بعيد جدا وفى اماكن قليلة خالص..والتقطت معهما صورا ليست تذكارية كما يقال لكن لكى أضعها على حسابى الخاص بالفيس بوك حتى يرى المصريون  واصدقائى  ان الحياة تسير عادية وانالسوريين يعيشون بشكل طبيعى جداً .

 

وكان احساسى لا يوصف عند دخولى المسجد الاموى والتقاطى الصور بداخله واخذت بركة المكان ودعوت مثل السوريين امام جسد رأس يوحنا المعمدان «سيدنا يحيي» كما يطلقون . كما زرت ضريح صلاح الدين الايوبى وعند خروجى من المسجد التقطت عدة صور مع طيور الحمام الذى هو رمز للسلام .. وتمنيت أن يعود السلام لسوريا إن شاءالله .

 

 الحياة تسير

 

وجدت الحياة فى سوريا تسير بشكل طبيعى جداً بعكس ما توقعته وعندما خرجت للشارع فى اثناء الليل وجدت محل الحلويات الذى تناولت لديه قطعة حلوى  «ملكوكة » مع الصديق الاخ  السورى سامر اسماعيل باتحاد العمال مليئا بالناس مثل ازدحام احد محلات الحلويات بوسط البلد هنا فى مصر  ، والفتيات يسرن  بشكل طبيعى جدا، بل وقدم لنا الفندق  عشاء على نغمات الطرب المصرى الاصيل مثل صوت الست ام كلثوم ونجاة وفايزة احمد، وأصبحت أشعر باننى بمصر ولم أشعر بالاغتراب قط .

 

وعندما كنت اتحدث مع اى شخص بالسوق او بالشارع ولم افصح عن شخصيتى واتحدث معهم عن الرئيس اجدهم يقولون عبارة « نحن نحب الرئيس بشار » فهوالذى يحمى سوريا ولولاه لكانت سوريا قد سقطت، ونحب جيشنا وندعو الله مناجله، فنحن نحب سوريا كثيرا، وكل من هاجر منها فهو لا يحبها ولا تفرق معه رغم أننا هنا نعانى من ارتفاع الاسعار ،ووقف الاستيراد والتصدير، مما آثر على حياتنا ومعيشتنا لكننا لم نفكر فى الهجرة .

 

ويقول المواطن حسن عبدان إن الإعلام يهول من وضع داعش لكن الحقيقة غيرذلك فنحن عندنا 14 محافظة سورية وداعش تحتل  محافظتين بشكل شبه كامل-الرقة وأدلب- اما فى محافظة حمص، فداعش موجودة  بمنطقتين ضمن المدينة وهما الرستن وتلبيسة ، اما باقى المناطق التى فيها داعش بنسبة كبيرة فهى بريف حمص. ويضيف حسن نحن شعب بيقدر يعيش تحت اى ظرف كان لا سيما اطفالنا،الذين ما عادوا صغارا  وفى نماذج واعية جدا للى صار، على سبيل المثال رح اعطيكى امثلة عن اطفال سوريا: الطفلة ياسمين الشام عبدان عمرها 6 سنين وشقيقتها نور الشام عبدان، عمرها  5 سنوات وهذه اسماء مركبة دليل على محبةالشام دمشق، وياسمين الكبرى من صغرها تسأليها شو حابة تطلعلى بتقولك دكتورة لكى  اعالج الجيش السورى، لان جيشنا عم يقاتل ولكى يظل يناضل  ،باللاشعور بس تشوف الجيش بتنادى « تطلب » من  الله يحميهم  ، ومن يومين كانت رايحة عالمدرسة وصار تفجيرا وصارت فى  طريقها وما خافت، فاطفالناماعادوا يخافوا  من صوت الرصاصة ابداً وبصيروا يتسابقوا مين عندو رصاص فارغ اكتر من التانى.

 

ياسمين واللى مثلها عندن قناعة انو المسلحين مابيقدروا يوصلولن لأنو فى جيشب يحميهن . وياسمين بتقول عن داعش لشقيقتها نور إن داعش «مبهدلين».. وتقوللها : ماعندنا ثياب لنعطيهم، فهم فقراء لانهم  ما بيحلقوا ذقنهم وهم مبهدلين .

 

والاعلام اعطى اهمية لداعش اكتر فهنا بالترتيب داعش بعدين جبهة النصرة بعدينجيش الفتح، وعلى فكرة داعش اكتر اسم منتشر بس هم ليسوا الاكثر عدداً هنا لكنبسبب طريقته الوحشية من خلال الذبح والحرق هذا  شئ أعطاهم حجما اكبرمنهم، وللعلم  صدقينى داعش جبناء جدا، لانهم احيانا يتحفظون على اسرى لكى يتفاوضوا عليهم كأسري  بحيث يصير تبادل بينا وبينهم، تماما فدية، واطفالنا لاسيما الصبيان، بيلبسوا «بدلة عسكرية» وههم  صغار بدهم  يقاتلون  المسلحين،وفى بنات عندنا متطوعين وضباط بالجيش. فمثل  ما خبرتك حربنا اعلامية وعندنا  فى كتير ناس هاجرت من زمان.

 

الضجة على الهجرة

 

ويقول  عبدان انت ما سألتى حالك ليش هالضجة الكبيرة عن الهجرة حاليا؟  لاحظى اختى فيه كتير صور انتشرت لناس عم تغرق ،  طيب طالما فيه ناس عمتموت غرقاً مين فاضى يصورهن  والأجدر كان يحاول ينقذوا.. ما يصوروا، وعلى فكرة اخت شادية صورة الطفل اللى اتوجدت عالشاطئ غرقان واخدة ضجة كبيرة اعلاميا، ها الصورة مفبركة لأن الصورة الاصلية والصحية هى ان الطفل وجد بين الصخور عالشاطئ، طيب ليش لحتى ياخدوا الطفل من بين الصخور ويحطوه عالشاطئ ويصوروه ؟ والناس اللى  ظهرت تغرق بالبحر مين فاضى يصورهن؟ إن امريكا واتباعها حاليا يريدون ان  يشعروا  الناس ان  الشعب السوى هاجر كله وترك البلد

 

والحياة مستحيلة بسوريا، ومافى حدا بيقدر يعيش فيها، وانت نزلتى عسورياوشفتى الشعب السورى عايش ما احلاه، من بداية الازمة لحد الآن بما يقارب 5ملايين، فى كتير ناس عايشة بمناطق آمنة وهاجرت، برأين انو برا البلد احسن وفرص العيش اكتر، علما انو فى كتير ناس ولا سيما بهالفترة من المهاجرين هننمن داعش وباقى المسلحين، واسماؤن مثبتة وصورهن موجودة، بس بحجة الهجرةهربوا.. أو فى حالات بتخلى الناس بشكل اجبارى تحت الاقامة الجبرية، وبتفرض عليهن شروط معيشة صعبة جدا، بغض النظر عن دينهم، هؤلاء يبقوهم  حتى اذاضربن الجيش يقولوا  إن الجيش ضرب مدنيين.

 

وقد قام التليفزيون السورى بالتسجيل مع النقابين ومندوبة الاهرام وسألنى الإعلامى«عصام محمود» عن انطباعى عن سوريا، فكانت اجابتى اننى وجدت حقيقة مختلفة تماما عما ينقله الاعلام المضلل من تشويه لصورة الواقع، لقد جئت خائفة والآن أعود وانا كلى أمل أن آتى مرة آخرى لهذا البلد الجميل والآمن بعكس ما تخيلته .واكدت انني ساعود قريبا لتهنئة الشعب السورى بالنصر إن شاء الله.

  • فريق ماسة
  • 2015-10-24
  • 3527
  • من الأرشيف

5 أيام للأهرام فـى دمشـق ...الصورة الحقيقية التى لا ينقلها الإعلام العالمى عن الشقيقة سوريا

 تختلف الشعوب بعضها عن بعض ، لكن هناك شعوب تجمع عدة صفات متشابهة فى ذات الوقت ، والمجتمع السوري، الذى عرفته عن قرب خلال زيارتى له فى زيارة مدتها خمسة أيام ، يشبه المجتمع المصرى فى التقاليد ، ويتميز بالنعومة والفن فى كل شئ ، فهو يحب أن يستمتع ويتذوق كل شئ يفعله ، ومتذوق للفن والموسيقى ، وحتى فى الطعام يحرص السوريون على ان يكون الطعام فى ابهى شكل له ، ويتفننون فى تجميل كل شيء. كما أنهم فوق ذلك كله شعب كريم للغاية، و يمتلكون موهبة فن التعامل مع الآخر .   تختلف الشعوب بعضها عن بعض ، لكن هناك شعوب تجمع عدة صفات متشابهة فى ذات الوقت ، والمجتمع السوري، الذى عرفته عن قرب خلال زيارتى له فى زيارة مدتها خمسة أيام ، يشبه المجتمع المصرى فى التقاليد ، ويتميز بالنعومة والفن فى كل شئ ، فهو يحب أن يستمتع ويتذوق كل شئ يفعله ، ومتذوق للفن والموسيقى ، وحتى فى الطعام يحرص السوريون على ان يكون الطعام فى ابهى شكل له ، ويتفننون فى تجميل كل شيء. كما أنهم فوق ذلك كله شعب كريم للغاية، و يمتلكون موهبة فن التعامل مع الآخر .       وما لمسته ايضا أنه  شعب يحب وطنه وجيشه ورئيسه حبا  فائقا.   وقد قمت بزيارةلسوريا منذ اسابيع، وكان هناك شعور بالقلق الشديد ، والحقيقة انى لا اعرف كيفأبدأ حكايتى مع الزيارة ، وانطباعى عن هذه الدولة الجميلة، والمشاعر التى انقلبتمن مشاعر خوف ورعب قبل السفر الى مشاعر فرح ومتعة بكل ما فى سوريا منأمان وبشاشة المقابلة وجمال المدينة .              جاءتنى الدعوة من اتحاد عمال سوريا لحضور الملتقى العمالى لنقابات العمالبدمشق، و العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، لحضور فعاليات الملتقىالنقابى الدولى للتضامن مع عمال وشعب سوريا فى وجه الإرهاب والحصاروالتدخلات الامبريالية والعقوبات الاقتصادية. واتصلت بالأستاذ رجب معتوق الامينالعام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب للاستفسار عن الحالة الامنية بسوريا لمحاولة الاعتذار عن عدم الحضور لتخوفى جدا من السفر، فكان  رده : لا تخافي!   وكانت الدعوة تشير الى ان الذهاب لسوريا سيتم عن طريق بيروت ثم نذهب برا الى دمشق. وهنا كانت الصدمة لى ولزملاء صحفيين آخرين مما جعل زملائىيعتذرون تخوفا واعتقادا ان هذا الطريق البرى  ملغم بداعش، وفكرت انا ايضا فىأن اصرف النظر عن مشاركتى فى هذا الملتقي  لأننى لا اسمع عن سوريا كل يوممن الاعلام سوى الصورة المظلمة وهى « داعش « وذبحها للناس مما جعلنىاخشى السفر، ومنذ ان اقبلت على السفر واتجهت للمطار كان الخوف يسيطر عليّ،حتى أننى ودعت اهلى واصدقائى كأنى لن اعود مرة اخري!   ووصلت إلى المطار، وبعد فترة بدأ المشاركون يأتون وكان عددهم 40 شخصامعظمهم رجال وثلاث سيدات .   وبعد لحظات توجهنا للطيران السورى لانهاء الاجراءات واثناء المغادرة والتوجهالى بوابة السفر لاستقلال الطائرة قلت لأستاذ محمد سليمان السورى ومدير شركة الطيران السورى بمصر «انا خايفة «.. فقال لي: « متخافيش انتى هاتنبسطى هناك»ولكنى شعرت انه يحاول طمأنتى ليس اكثر، واننا ذاهبون بدون عودة لأجلناالمجهول . ولكن ما وجدته بسوريا كان مفاجأة لى .       الصورة المظلمة تتغير   وعند نزولنا من سلم الطائرة وجدنا موكبا  من السوريين فى استقبالنا بالمطار،رئيس اتحاد عمال دمشق جمال القادرى وعديد من النقابيين وتم استقبالنا بالقاعةالكبرى لكبار الزوار ، ورحبوا بنا ترحيبا كبيرا، وكان يصاحبهم التليفزيونالسورى والجرائد السورية وبعض الجرائد الخاصة، والحقيقة ان هذا الجو كانبداية غامضة بها كثير من المشاعر والاحاسيس المختلطة بين الاطمئنان والخوفمن المجهول .   وبعد انتهاء اللقاءات الصحفية مع رئيس الاتحاد ورئيس الوفد المصرى توجهنالاستقلال الاتوبيسات للتحرك للفندق.. وعندما تحرك الاتوبيس بدأت مشاعر الخوفتتزايد بداخلى وشعورى باننا خلال لحظة سنكون بيد  « داعش « واثناء هذه اللحظةالتى ذهبت بها بخيالى للمشهد الارهابى  رجعت  للواقع بداخل الاتوبيس على صوت العندليب « عبد الحليم حافظ « وهو يشدو اغنيته الشهيرة « ابتدا المشوار « وهناشعرت  بامتزاج المشاعر المختلفة؛ شعرت باننى داخل مصر التى بها الآمانوتعجبت من ان نجد العندليب يشدو بسوريا.. فلماذا يضع السائق- الذى فى مرحلةالشباب- سى دى العندليب ؟    وفجأة وجدت بجوارنا سيارة خاصة بها اسرة سورية على بداية الطريق الصحراوى بعد المطار، وهنا قلت لنفسى كيف يسير هذا الاب بسيارته باطفاله وزوجته ولم يخش هجوم داعش؟ وتخيلت كأن داعش اسفل عجلات كل سيارة تسيربالطريق وتعجبت !   وبرغم طول الطريق فإنه كان مليئا بكمائن الجيش السورى . وفى اثناء الطريق،وقبل وصولنا للفندق بمسافة ليست كبيرة،  إذا بى أرى فتاة تسير بمفردها فى مطلع جبل هذه المدينة، بل وكانت  ترتدى ملابس مكشوفة.. وبعدها رأيت أما  وابنتهاتسيران  ايضا.. و كادت ان تغرب الشمس، وعندما وصلنا الى فندق خاص بالاتحادالعمالى بمجمع صحارى خارج دمشق فوق جبل كان الخوف مازال متمكنا منى بشدة،  وتصورت ان داعش سوف تهجم على ذلك الفندق.   لحظة كسر الخوف   جاءت لحظة كسر الخوف عندما كان الأستاذ سامر مدير مكتب رئيس الاتحاد يتوجه الى مبنى الاتحاد لاحضار بعض الاوراق ومعه فتاة سورية، وعرض عليّ ان اذهبم عهما لدمشق  لكى يؤكد لى ان الدنيا أمان بعدما رآنى مرعوبة جدا واخشى حتى الوصول الى باب الفندق، وحاولت بالفعل أن اصدق واكسر هذا الرعب  ، وذهبت معه ومعنا الفتاة والسائق.. وكلما سارت السيارة عدة امتار كنت لا اصدق ان الدنياأمان ولكن شعور الخوف مازال يتملكنى برغم الفتيات اللاتى رايتهن امس عند وصولنا للفندق ويؤكد لى ان لا شيء يخيف، وقبل ان نذهب لمبنى الاتحاد اراد استاذ سامر ان يجعلنى اتناول حلويات الشام، فذهبنا الى ميدان «المرجة» وفى هذاالميدان تم «كسر الخوف» بداخلى، حيث دخلنا اشهر محل حلويات بالشام وتناولنا«الملكوكا»، وهو نوع من الحلويات بالقشطة والمكسرات، وقالوا لى ان هذا المحل لنتستطيعى دخوله بعد ساعات من الان من شدة الازدحام، واخذت اتحدث الى الفتاة التى لا يتعدى عمرها  18 عاما، وهى تعمل بالاتحاد، وما زالت طالبة .. واخذت اسألها عن شعورها؛ هل هى تسير دون خوف و ما هو شعورها؟   فاكدت لى عدم خوفها من اى شيء وان دمشق واماكن كثيرة آمنة جدا . وبالطبع صدقت  كلامها لاننى رأيت بعينى وتعمدت ان التقط صورا لشوارع هذا الميدان وهو يمتلئ بالناس التى تسير وتعيش حياتها بشكل طبيعى جداً، ثم انتقلنا الى الاتحاد.       الصورة الحقيقية   عدت وانا لا اصدق نفسي.. هل هذه هى سوريا التى يشوهها الاعلام المضلل الذى يظهر الصورة السوداء فقط ؟ وهنا تذكرت دور الاعلام فى سقوط دولة العراق،ودور قناة الجزيرة وما فعلته مع مصر من تضليل للحقيقة عما يجرى، وتوجيه التهم للجيش والشرطة المصرية، كل هذا جعلنى أصمم أن  يكون « للأهرام « دور فى نقل الصورة الحقيقية عن سوريا التى يتجاهلها الاعلام المضلل.   بعد هذه الجولة اختلف الامر تماما بالنسبة لى ولمن معى من المصريين،  وبعدانتهاء اعمال الملتقى قمنا باستقلال الاتوبيس للتوجه لزيارة  اماكن سوريا الشهيرة،حيث شاهدت  منظرا لايحتاج شرحا ولا كلاما،  شاهدت كل الفئات من النساء فى الشارع؛ وأقصد المنتقبة، والتى بالزى المعروف السورى «البلطو»، والسيدات والفتيات المحجبات، والفتيات اللاتى يرتدين الملابس الحديثة.. واتجهنا الى دمشق القديمة، وتحديدا الى سوق «الحميدية». ومن اول وهلة عند بداية شارع السوق شعرت اننى فى مصر لأنه يشبه أسواقا كثيرة بمصر مثل سوق «الموسكى» .   والاهم اننى طول إقامتى  لم اسمع سوى الاغانى المصرية، مثل الست ام كلثوم وعبد الحليم حافظ والفنانة نجاة وكان ذلك من العلامات التى تدل بدون كلام على حب السوريين لمصر وفنها وناسها، سواء داخل الاتوبيسات التى تنقلنا او بالمحال التى ندخلها، المهم عندما دخلنا إلى سوق الحميدية وجدنا الترحيب الشديد بنا ليسمن اجل الشراء بل من اجل حبهم للمصريين.. وهذا ما قالوه لنا: «احنا بنحب مصروالمصريين وبنحب الرئيس « السيسى ».. وبدنا تسلموا عليه».. فقلت لهم: من عيني.. سوف يصل  سلامكم من خلال الاهرام ان شاءالله، وقال شخص آخر لي :احنا بنحبه برغم زعلنا من عدم وقوف مصر معنا!   تطوع الفتيات بالجيش   وعلى بعد امتار -فى اول السوق- لاحظت تواجد الجيش السورى، مما زاد احساسى بالأمان بداخلي.. ولكن المفاجأة كانت أن  هذا الجيش جيش لفتيات وشباب متطوع لحماية بلدهم، وهذا جعلنى انوى التحدث اكثر مع السوريين لمعرفة شعورهم نحوالاوضاع المقلقة هذه، والاسباب التى جعلت البعض يهاجر تاركا سوريا كلها ولم ينتقلوا الى المناطق الآمنة داخل سوريا نفسها.   واستمرينا فى التجول بالسوق فقال لى الشاب مازن إن الحياة فى سوريا عاديةجدا كما ترين، وما يقال بالإعلام ليس به  إلا 1% مما يحدث، بمعنى ان الاعلام يصور سوريا كلها على أنها داعش، واننا نذبح كل يوم، وكلها مدمرة.. فهل حضرتك قابلتى داعش ؟! ثم قال مازحاً، انا طبعاً لا أتمنى ان تقابليهم، لكنى اقصد،اقول لك إن داعش موجودة بمناطق قليلة جدا، وهناك مناطق اخرى يحررها جيشناالعربى السورى ويستردها، فقلت له انا معك ان الاعلام يضلل الكثير من الحقائق.  واضاف صاحب المحل ان ما تسمعينه وتشاهدينه عكس الحقيقة بغرض سقوط سوريا، فداعش لا تذكر ولكن الإعلام يروج لها ويضخم من وضعها لاغراض سياسية .   استكملنا  الجولة فى أمان، ثم  وجدت المسجد الاموى وهو من اقدم المساجد حيث يعود تاريخه  إلى 1200 سنة قبل الميلاد وسوف نشرح قصته فى موضوع آخرعلى صفحات الاهرام.  ولكى أدخل الى هذا المسجد كان يجب ارتداء « العباية » .. وذهبت لمكان مجاور للمسجد حتى اخذ العباية ولكن للاسف كانت تستأجر بخمس ليرات سورية وانا لم يكن معى ليرة واحدة لاننى لم يكن لدى وقت قبل السفرلاستبدال العملة، ولكن كرم السوريين جعل الفتاتين فاطمة ونورا تدفعان لى ثمن ايجار العباية.   وتحدثت معهما عن الحياة  وهل هما قلقتان من داعش فقالتا: ابدا نحن نحب ونثقفى جيشنا وقائدنا ولا نخاف نهائيا وداعش دى بعيد جدا وفى اماكن قليلة خالص..والتقطت معهما صورا ليست تذكارية كما يقال لكن لكى أضعها على حسابى الخاص بالفيس بوك حتى يرى المصريون  واصدقائى  ان الحياة تسير عادية وانالسوريين يعيشون بشكل طبيعى جداً .   وكان احساسى لا يوصف عند دخولى المسجد الاموى والتقاطى الصور بداخله واخذت بركة المكان ودعوت مثل السوريين امام جسد رأس يوحنا المعمدان «سيدنا يحيي» كما يطلقون . كما زرت ضريح صلاح الدين الايوبى وعند خروجى من المسجد التقطت عدة صور مع طيور الحمام الذى هو رمز للسلام .. وتمنيت أن يعود السلام لسوريا إن شاءالله .    الحياة تسير   وجدت الحياة فى سوريا تسير بشكل طبيعى جداً بعكس ما توقعته وعندما خرجت للشارع فى اثناء الليل وجدت محل الحلويات الذى تناولت لديه قطعة حلوى  «ملكوكة » مع الصديق الاخ  السورى سامر اسماعيل باتحاد العمال مليئا بالناس مثل ازدحام احد محلات الحلويات بوسط البلد هنا فى مصر  ، والفتيات يسرن  بشكل طبيعى جدا، بل وقدم لنا الفندق  عشاء على نغمات الطرب المصرى الاصيل مثل صوت الست ام كلثوم ونجاة وفايزة احمد، وأصبحت أشعر باننى بمصر ولم أشعر بالاغتراب قط .   وعندما كنت اتحدث مع اى شخص بالسوق او بالشارع ولم افصح عن شخصيتى واتحدث معهم عن الرئيس اجدهم يقولون عبارة « نحن نحب الرئيس بشار » فهوالذى يحمى سوريا ولولاه لكانت سوريا قد سقطت، ونحب جيشنا وندعو الله مناجله، فنحن نحب سوريا كثيرا، وكل من هاجر منها فهو لا يحبها ولا تفرق معه رغم أننا هنا نعانى من ارتفاع الاسعار ،ووقف الاستيراد والتصدير، مما آثر على حياتنا ومعيشتنا لكننا لم نفكر فى الهجرة .   ويقول المواطن حسن عبدان إن الإعلام يهول من وضع داعش لكن الحقيقة غيرذلك فنحن عندنا 14 محافظة سورية وداعش تحتل  محافظتين بشكل شبه كامل-الرقة وأدلب- اما فى محافظة حمص، فداعش موجودة  بمنطقتين ضمن المدينة وهما الرستن وتلبيسة ، اما باقى المناطق التى فيها داعش بنسبة كبيرة فهى بريف حمص. ويضيف حسن نحن شعب بيقدر يعيش تحت اى ظرف كان لا سيما اطفالنا،الذين ما عادوا صغارا  وفى نماذج واعية جدا للى صار، على سبيل المثال رح اعطيكى امثلة عن اطفال سوريا: الطفلة ياسمين الشام عبدان عمرها 6 سنين وشقيقتها نور الشام عبدان، عمرها  5 سنوات وهذه اسماء مركبة دليل على محبةالشام دمشق، وياسمين الكبرى من صغرها تسأليها شو حابة تطلعلى بتقولك دكتورة لكى  اعالج الجيش السورى، لان جيشنا عم يقاتل ولكى يظل يناضل  ،باللاشعور بس تشوف الجيش بتنادى « تطلب » من  الله يحميهم  ، ومن يومين كانت رايحة عالمدرسة وصار تفجيرا وصارت فى  طريقها وما خافت، فاطفالناماعادوا يخافوا  من صوت الرصاصة ابداً وبصيروا يتسابقوا مين عندو رصاص فارغ اكتر من التانى.   ياسمين واللى مثلها عندن قناعة انو المسلحين مابيقدروا يوصلولن لأنو فى جيشب يحميهن . وياسمين بتقول عن داعش لشقيقتها نور إن داعش «مبهدلين».. وتقوللها : ماعندنا ثياب لنعطيهم، فهم فقراء لانهم  ما بيحلقوا ذقنهم وهم مبهدلين .   والاعلام اعطى اهمية لداعش اكتر فهنا بالترتيب داعش بعدين جبهة النصرة بعدينجيش الفتح، وعلى فكرة داعش اكتر اسم منتشر بس هم ليسوا الاكثر عدداً هنا لكنبسبب طريقته الوحشية من خلال الذبح والحرق هذا  شئ أعطاهم حجما اكبرمنهم، وللعلم  صدقينى داعش جبناء جدا، لانهم احيانا يتحفظون على اسرى لكى يتفاوضوا عليهم كأسري  بحيث يصير تبادل بينا وبينهم، تماما فدية، واطفالنا لاسيما الصبيان، بيلبسوا «بدلة عسكرية» وههم  صغار بدهم  يقاتلون  المسلحين،وفى بنات عندنا متطوعين وضباط بالجيش. فمثل  ما خبرتك حربنا اعلامية وعندنا  فى كتير ناس هاجرت من زمان.   الضجة على الهجرة   ويقول  عبدان انت ما سألتى حالك ليش هالضجة الكبيرة عن الهجرة حاليا؟  لاحظى اختى فيه كتير صور انتشرت لناس عم تغرق ،  طيب طالما فيه ناس عمتموت غرقاً مين فاضى يصورهن  والأجدر كان يحاول ينقذوا.. ما يصوروا، وعلى فكرة اخت شادية صورة الطفل اللى اتوجدت عالشاطئ غرقان واخدة ضجة كبيرة اعلاميا، ها الصورة مفبركة لأن الصورة الاصلية والصحية هى ان الطفل وجد بين الصخور عالشاطئ، طيب ليش لحتى ياخدوا الطفل من بين الصخور ويحطوه عالشاطئ ويصوروه ؟ والناس اللى  ظهرت تغرق بالبحر مين فاضى يصورهن؟ إن امريكا واتباعها حاليا يريدون ان  يشعروا  الناس ان  الشعب السوى هاجر كله وترك البلد   والحياة مستحيلة بسوريا، ومافى حدا بيقدر يعيش فيها، وانت نزلتى عسورياوشفتى الشعب السورى عايش ما احلاه، من بداية الازمة لحد الآن بما يقارب 5ملايين، فى كتير ناس عايشة بمناطق آمنة وهاجرت، برأين انو برا البلد احسن وفرص العيش اكتر، علما انو فى كتير ناس ولا سيما بهالفترة من المهاجرين هننمن داعش وباقى المسلحين، واسماؤن مثبتة وصورهن موجودة، بس بحجة الهجرةهربوا.. أو فى حالات بتخلى الناس بشكل اجبارى تحت الاقامة الجبرية، وبتفرض عليهن شروط معيشة صعبة جدا، بغض النظر عن دينهم، هؤلاء يبقوهم  حتى اذاضربن الجيش يقولوا  إن الجيش ضرب مدنيين.   وقد قام التليفزيون السورى بالتسجيل مع النقابين ومندوبة الاهرام وسألنى الإعلامى«عصام محمود» عن انطباعى عن سوريا، فكانت اجابتى اننى وجدت حقيقة مختلفة تماما عما ينقله الاعلام المضلل من تشويه لصورة الواقع، لقد جئت خائفة والآن أعود وانا كلى أمل أن آتى مرة آخرى لهذا البلد الجميل والآمن بعكس ما تخيلته .واكدت انني ساعود قريبا لتهنئة الشعب السورى بالنصر إن شاء الله.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة