دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلا عن عدد من المحللين والمسؤولين السابقين في الإدارة الأميركية: إن الرئيس باراك أوباما لا يمكنه فعل شيء تقريبا لتغير الموقف في سوريا في المدى القصير، فضلا عن افتقاره لاستراتيجية جديدة لحل الصراع أو هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما كان قد وصف نهج بلاده تجاه أزمات مثل الحرب السورية باعتباره "صبراً استراتيجيا وثباتا"، لكن ما يسميه أوباما صبرا بدا لكثير من النقاد "شللا" أميركيا في ظل قصف الطيران الروسي للأراضي السورية وضربها بالصواريخ. في هذا الصدد قال مايكل ماكفول مستشار سابق لدى أوباما وسفيره السابق لدى روسيا: إن الولايات المتحدة "لا تملك حلا للتعاطي مع الأزمة السورية في الوقت الراهن"، متوقعا أن تعمل إدارة أوباما على احتواء التصعيد الأخير من قبل روسيا. ويعتبر أوباما أن الاقتراحات التي تدعو لاتخاذ إجراء قوي في سوريا ما هي إلا وصفة لكارثة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مستشاري أوباما يدرسون ما إذا كان هناك ما يمكن فعله لحماية المعارضة السورية الحليفة لأميركا والتي يستهدفها سلاح الجو الروسي، لكنهم غير عازمين على إمداد مجموعات المعارضة تلك بأسلحة دفاعية لصد الطائرات الروسية. وأضافت نيويورك تايمز أن مستشارو أوباما عاكفون على إيجاد حل لسياسيات الشرق الأوسط الغامضة، والتي فيها تعمل خطوات الأطراف المتنازعة في صراع سوريا مثلاً على إبعاد أي حل متماسك للأزمة. وأضافت أن كل يوم يوضح مدى الارتباك الذي وصلت إليه سياسات الشرق الأوسط، وهي نقطة دلل عليها سقوط صواريخ روسية في إيران كانت متجهة لضرب تنظيم الدولة في سوريا. نتيجة لحالة الارتياب تلك، يقول مستشارو أوباما: إن الرئيس الأميركية ربما كان ينتظر التدخل الروسي، فبسبب الإحباط الناجم عن عدم قدرتها على حل أزمة سوريا خلال أكثر من أربع سنوات، عبر أوباما وفريق إدارته عن ثقتهم في أن موسكو لن تنجح فيما فشلوا فيه. وفي الوقت الذي بدت فيه روسيا وكأنها اتخذت موقف المبادر، خلص البيت الأبيض إلى أن روسيا أوقعت نفسها في فخ عبارة عن صراع قبائلي سيهزم قوتها كما فعل مع واشنطن، بل وربما يجعل روسيا تندم على ذلك لاحقا.
وأشارت الصحيفة أن فريق أوباما متأكد من أن الصراع السوري لن يحل خلال مدة بقاء أوباما في البيت الأبيض. لكن ذلك لا يعني أن أوباما لن يأذن بإحداث تغيير في الخطط على الأرض، فالإدارة الأميركية تتحرك قدماً لإنجاز خطط تهدف للضغط على مدينة الرقة عاصمة تنظيم الدولة، من خلال إمداد قوات المعارضة السورية بالذخيرة وربما السلاح وتكثيف الضربات أيضا. وقالت الصحيفة: إن هذا التغير المحتمل في الخطط على الأرض من غير المؤكد إن كان سيغير الموازين الكلية في ميدان القتال، مشيرة إلى أن الحملة الجوية لأميركا والغرب والتي أطلقت ما يقارب الـ 8 آلاف غارة على تنظيم الدولة في العراق وسوريا لم تحدث أثراً يذكر في إضعاف قبضة التنظيم على أراض من سوريا والعراق. واعتبرت الصحيفة أن الصراع في العراق سوريا من الصعب فك طلاسمه، ففي العراق تجد الولايات المتحدة نفسها في ذات الخندق التي تقف فيه إيران والتي تحارب الدولة الإسلامية، لكنها تجد نفسها في الطرف المقابل لإيران في سوريا، حيث تقف طهران إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد والتي تطلب واشنطن تنحيه عن السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد لأهداف الاستراتيجية في سوريا أن يحددها فلاديمير بوتن رئيس روسيا، وأن الولايات المتحدة تولي أهمية كبيرة لعدم اصطدام الطائرات الروسية والأميركية فوق سماء سوريا بالصدفة. لكن المسؤولين الأميركيين ليس لديهم أمل بأن يتمكنوا من ردع روسيا عن التدخل في سوريا أو حتى رفع التكلفة السياسية أو الاقتصادية على روسيا لكي توقفها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة