نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا استعرضت فيه التحديات التي تواجهها المملكة العربية السعودية داخليا واقليميا ودوليا منوهة الى انه حان وقت قلق اميركا من انهيار النظام السعودي باعتباره الحليف الاول والاكبر في منطقة الشرق الاوسط.

 ويشير المقال بحسب موقع الخليج   الجديد الى ان المملكة دخلت دائرة العديد من المشاكل انطلاق من تراجع أسعار النفط ومرورا باتخاذ خطوات خاطئة في السياسة الخارجية وانتهاء بتصاعد التوتر مع إيران.

التصدعات داخل العائلة المالكة

ويعتبر المقال ان التحدي الاول الذي تواجهه السعودية يتمثل في التصدع الذي بدا يظهر في العائلة المالكة مستشهدا بذلك الى الرسالتين اللتين نشرتهما صحيفة «الغارديان» لأمير سعودي تم توجيههما إلى كبار الأعضاء في العائلة المالكة داعيا لهم للقيام بانقلاب قصر ضد الملك «سلمان». وترى الرسالتان أن الملك سلمان ونجله الثلاثيني نائب ولي العهد قد انتهجا سياسة خطيرة تقود البلاد نحو الخراب السياسي والاقتصادي والعسكري منوها الى ان دعوته لتغيير القيادة تلقى دعما متزايدا، ليس فقط داخل العائلة الحاكمة ولكن بين صفوف الشعب السعودي ايضا.

 الحرب في اليمن

ويشير المقال نقلا عن الامير السعودي الى تزايد الانتقادات الداخلية ضد «قيام أغنى دولة عربية بقصف أفقر الدول العربية»، متهما الأمير «محمد بن سلمان» بالتسرع في خوض جرب اليمن من دون استراتيجية أو خطة واضحة للخروج، مما أدى إلى تصاعد التكاليف في الدماء والأموال، واتساع الأزمة الإنسانية وتزايد الانتقادات الدولية.

المشاكل الاقتصادية

اما الازمة الاقتصادية فهي الاخرى تشكل احدى الاسباب التي تهدد بانهيار العائلة المالكة في السعودية بحسب المقال حيث انخفضت أسعار النفط بنسبة 50% خلال العام الماضي بفعل السياسة السعودية، لكن هذه السياسة لم تنجح تماما، أو على الأقل لم تعمل بالسرعة التي توقعها السعوديون. هذا في حين استندت ميزانية السعودية لعام 2015 على أن النفط سيتم بيعه عند سعر 90 دولارا للبرميل. اليوم، تبدو الأسعار أقرب إلى نصف هذا الرقم. وهو ما ادى الى تكبد السعوديين سلسلة من النفقات لم يخططوا لاستيعابها، بما في ذلك تلك التي ترتبط مع صعود الملك «سلمان» على العرش (تأمين الولاء للملك الجديد عمل مكلف ماديا) والحرب في اليمن.

والنتيجة هي عجز في الميزانية يقترب من 20%، أو بما يزيد عن مائة مليار دولار، مما يتطلب من السعوديين استنزافا ضخما لاحتياطيات النفط الأجنبي بمعدل قياسي (حوالي 12 مليار دولار شهريا) بينما تتسارع أيضا مبيعات السندات . وبحسب ما ورد، فقد قام السعوديون بتبديد أكثر من 70 مليار دولار من أصولهم العالمية خلال الأشهر الستة الماضية.

ويعتبر المقلل ان محاربة العجز عن طريق خفض النفقات وفرض التقشف لا يبدو أنه خيار جذاب للحكومة التي كان سلاحها الأول لدرء السخط المحلي هو منح شعوبها المزيد من الأشياء والخدمات المجانية.

كما ان المملكة تعاني من مشاكل وأمراض اقتصادية اخرى منها ان السعوديين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما يشكلون ثلثي السكان وثلث هؤلاء يعانون من البطالة. وهناك تقارير تبلغ عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل مدهش بين السعوديين الأصليين، تصل إلى 25% في بعض التقارير.

مأساة الحج

وفضلا عن المشاكل آنفة الذكر فان موسع حج هذا العام شهد كارثتين كبيرتين تمثلتا في انهيار الرافعة التي قتل فيها أكثر من مائة حاج، تلاها كارثة منى التي خلفت 769 قتيلا على الأقل ( بحسب الاحصائيات السعودية والا فان الرقم يفوق الالاف بحسب الاحصائيات التي نشرتها بعض الدول الاخرى ) ما ادتا الى موجة غير مسبوقة من الانتقادات للسعوديين حول إدارتهم لموسم الحج. وهذا أمر خطير لهم ، نظرا لأن قوامة بيت آل سعود على رعاية المقدسات الإسلامية هو من صميم شرعيتهم لإدارة البلاد والتشكيك المستمر في أهلية العائلة الحاكمة لرعاية الأماكن المقدسة تعني التشكيك في الشرعية السياسية والدينية للعائلة .

تصاعد الصراع مع إيران

 

ويرى المقال ان تصاعد التوتر بين ايران والسعودية لاسيما بعد الكارثين حيث كان الضحايا الإيرانيون أكثر من أي جنسية أخرى وتحذير القيادة الايرانية للسعوديين برد فعل عنيف هو ايضا قد يكون عاملا اخر يؤدي الى انهيار العائلة المالكة خاصة بعد التطور الدراماتيكي الذي شهدته سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية وظهور تحالف عسكري إيراني روسي لقتال المتمردين المدعومين من السعودية.

التراجع الأميركي

واخيرا يعتبر المقال ان التدخل الدراماتيكي الروسي في سوريا الذي يهز المملكة الآن في وقت تتخلى فيه الولايات المتحدة عن دورها كضامن تقليدي للاستقرار في الشرق الأوسط. وهذه بالطبع أنباء سيئة جدا بالنسبة للسعوديين الذي ربطوا بقاءهم طوال أكثر من سبعين عاما بالولايات المتحدة.

ويختم المقال بالقول انه لا أحد يستطيع الرهان على زوال بيت آل سعود في وقت مبكر، وفي نفس الوقت، كما هو موضح أعلاه، فإن التحديات التي تحدق بالمملكة داخليا تتصاعد ببطء. واستدعاء أي قائمة من علامات التحذير بأن المجتمع قد اقترب من مرحلة الخطر فيما يتعلق بعدم الاستقرار هو أمر ممكن ويطابق فعليا ما يحدث اليوم. تزايد الانشقاقات بين النخبة.. الغرق في حرب خارجية مكلفة.. زيادة الضغوط الاقتصادية.. علامات تآكل الشرعية.. القوة الصاعدة من الجهات الفاعلة الأجنبية.. ذلك إضافة إلى تلاشي الحماة الخارجيين التقليديين.

واخير فان المؤكد هو أن معظم المؤشرات الرئيسية تظهر الآن في وقت واحد أن المملكة تسير في الاتجاه الخاطئ .

  • فريق ماسة
  • 2015-10-10
  • 7660
  • من الأرشيف

فورين بوليسي..حان وقت قلق أميركا من انهيار النظام السعودي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا استعرضت فيه التحديات التي تواجهها المملكة العربية السعودية داخليا واقليميا ودوليا منوهة الى انه حان وقت قلق اميركا من انهيار النظام السعودي باعتباره الحليف الاول والاكبر في منطقة الشرق الاوسط.  ويشير المقال بحسب موقع الخليج   الجديد الى ان المملكة دخلت دائرة العديد من المشاكل انطلاق من تراجع أسعار النفط ومرورا باتخاذ خطوات خاطئة في السياسة الخارجية وانتهاء بتصاعد التوتر مع إيران. التصدعات داخل العائلة المالكة ويعتبر المقال ان التحدي الاول الذي تواجهه السعودية يتمثل في التصدع الذي بدا يظهر في العائلة المالكة مستشهدا بذلك الى الرسالتين اللتين نشرتهما صحيفة «الغارديان» لأمير سعودي تم توجيههما إلى كبار الأعضاء في العائلة المالكة داعيا لهم للقيام بانقلاب قصر ضد الملك «سلمان». وترى الرسالتان أن الملك سلمان ونجله الثلاثيني نائب ولي العهد قد انتهجا سياسة خطيرة تقود البلاد نحو الخراب السياسي والاقتصادي والعسكري منوها الى ان دعوته لتغيير القيادة تلقى دعما متزايدا، ليس فقط داخل العائلة الحاكمة ولكن بين صفوف الشعب السعودي ايضا.  الحرب في اليمن ويشير المقال نقلا عن الامير السعودي الى تزايد الانتقادات الداخلية ضد «قيام أغنى دولة عربية بقصف أفقر الدول العربية»، متهما الأمير «محمد بن سلمان» بالتسرع في خوض جرب اليمن من دون استراتيجية أو خطة واضحة للخروج، مما أدى إلى تصاعد التكاليف في الدماء والأموال، واتساع الأزمة الإنسانية وتزايد الانتقادات الدولية. المشاكل الاقتصادية اما الازمة الاقتصادية فهي الاخرى تشكل احدى الاسباب التي تهدد بانهيار العائلة المالكة في السعودية بحسب المقال حيث انخفضت أسعار النفط بنسبة 50% خلال العام الماضي بفعل السياسة السعودية، لكن هذه السياسة لم تنجح تماما، أو على الأقل لم تعمل بالسرعة التي توقعها السعوديون. هذا في حين استندت ميزانية السعودية لعام 2015 على أن النفط سيتم بيعه عند سعر 90 دولارا للبرميل. اليوم، تبدو الأسعار أقرب إلى نصف هذا الرقم. وهو ما ادى الى تكبد السعوديين سلسلة من النفقات لم يخططوا لاستيعابها، بما في ذلك تلك التي ترتبط مع صعود الملك «سلمان» على العرش (تأمين الولاء للملك الجديد عمل مكلف ماديا) والحرب في اليمن. والنتيجة هي عجز في الميزانية يقترب من 20%، أو بما يزيد عن مائة مليار دولار، مما يتطلب من السعوديين استنزافا ضخما لاحتياطيات النفط الأجنبي بمعدل قياسي (حوالي 12 مليار دولار شهريا) بينما تتسارع أيضا مبيعات السندات . وبحسب ما ورد، فقد قام السعوديون بتبديد أكثر من 70 مليار دولار من أصولهم العالمية خلال الأشهر الستة الماضية. ويعتبر المقلل ان محاربة العجز عن طريق خفض النفقات وفرض التقشف لا يبدو أنه خيار جذاب للحكومة التي كان سلاحها الأول لدرء السخط المحلي هو منح شعوبها المزيد من الأشياء والخدمات المجانية. كما ان المملكة تعاني من مشاكل وأمراض اقتصادية اخرى منها ان السعوديين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما يشكلون ثلثي السكان وثلث هؤلاء يعانون من البطالة. وهناك تقارير تبلغ عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل مدهش بين السعوديين الأصليين، تصل إلى 25% في بعض التقارير. مأساة الحج وفضلا عن المشاكل آنفة الذكر فان موسع حج هذا العام شهد كارثتين كبيرتين تمثلتا في انهيار الرافعة التي قتل فيها أكثر من مائة حاج، تلاها كارثة منى التي خلفت 769 قتيلا على الأقل ( بحسب الاحصائيات السعودية والا فان الرقم يفوق الالاف بحسب الاحصائيات التي نشرتها بعض الدول الاخرى ) ما ادتا الى موجة غير مسبوقة من الانتقادات للسعوديين حول إدارتهم لموسم الحج. وهذا أمر خطير لهم ، نظرا لأن قوامة بيت آل سعود على رعاية المقدسات الإسلامية هو من صميم شرعيتهم لإدارة البلاد والتشكيك المستمر في أهلية العائلة الحاكمة لرعاية الأماكن المقدسة تعني التشكيك في الشرعية السياسية والدينية للعائلة . تصاعد الصراع مع إيران   ويرى المقال ان تصاعد التوتر بين ايران والسعودية لاسيما بعد الكارثين حيث كان الضحايا الإيرانيون أكثر من أي جنسية أخرى وتحذير القيادة الايرانية للسعوديين برد فعل عنيف هو ايضا قد يكون عاملا اخر يؤدي الى انهيار العائلة المالكة خاصة بعد التطور الدراماتيكي الذي شهدته سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية وظهور تحالف عسكري إيراني روسي لقتال المتمردين المدعومين من السعودية. التراجع الأميركي واخيرا يعتبر المقال ان التدخل الدراماتيكي الروسي في سوريا الذي يهز المملكة الآن في وقت تتخلى فيه الولايات المتحدة عن دورها كضامن تقليدي للاستقرار في الشرق الأوسط. وهذه بالطبع أنباء سيئة جدا بالنسبة للسعوديين الذي ربطوا بقاءهم طوال أكثر من سبعين عاما بالولايات المتحدة. ويختم المقال بالقول انه لا أحد يستطيع الرهان على زوال بيت آل سعود في وقت مبكر، وفي نفس الوقت، كما هو موضح أعلاه، فإن التحديات التي تحدق بالمملكة داخليا تتصاعد ببطء. واستدعاء أي قائمة من علامات التحذير بأن المجتمع قد اقترب من مرحلة الخطر فيما يتعلق بعدم الاستقرار هو أمر ممكن ويطابق فعليا ما يحدث اليوم. تزايد الانشقاقات بين النخبة.. الغرق في حرب خارجية مكلفة.. زيادة الضغوط الاقتصادية.. علامات تآكل الشرعية.. القوة الصاعدة من الجهات الفاعلة الأجنبية.. ذلك إضافة إلى تلاشي الحماة الخارجيين التقليديين. واخير فان المؤكد هو أن معظم المؤشرات الرئيسية تظهر الآن في وقت واحد أن المملكة تسير في الاتجاه الخاطئ .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة