دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في السادس من أكتوبر 1973 خاضت مصر وسوريا أضخم حرب فى التاريخ المعاصر ضد إسرائيل، ليحققا النصر معا ويعيدا كتابة تاريخ الصراع العربى -الإسرائيلي.
نتذكر الآن المشتركة المصرية السورية فى حرب أكتوبر، ونحن نرى بأسى شديد ما يحدث فى سوريا، ونعتصر ألما والشعب السورى الشقيق يخرج منه أكثر من 4 ملايين نازح فى سوريا، ومئات الآلاف من القتلي، ودمار شامل، وجماعات إرهابية تسيطر على مساحات شاسعة من هذا القطر الحبيب.
إن العلاقة التاريخية بين مصر وسوريا، تقوم على حقيقة جغرافية مؤكدة هى أن هذين البلدين هما جناحا الأمن القومى العربي، وأن أى أزمة يعانى منها أحدهما تؤثر مباشرة على الأمن القومى للآخر.
لذلك رأينا عندما وقع الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961، كيف رفض جمال عبدالناصر استخدام القوة لاستمرار الوحدة بين البلدين، ووقف عبدالناصر فى الخامس من أكتوبر 1961 ليقول للأمة: إننى لا أقبل مهما كانت الظروف أن أرى الشعب هنا والشعب فى سوريا أطراف معركة وأصحاب خلاف وشقاق، لا استطيع أن أتصور القاهرة ودمشق إلا إخوة كفاح.. وإلا زملاء معركة .. وإلا شركاء قدر ومصيرمع كل عاصمة عربية أخرى .. ومع كل مدينة عربية .. ومع كل قرية عربية .. هكذا كانت رؤية عبدالناصر للعلاقة بين مصر وسوريا حتى بغض النظر عن الخلاف الكبير مع النظام الذى كان يحكم سوريا وقتها.
وفى السياق نفسه، نتذكر ما حدث عام 1998 عندما وقعت أزمة كبيرة بين سوريا وتركيا، بسبب دعم سوريا لحزب العمال الكردستاني، وكانت تركيا على وشك توجيه ضربة عسكرية لسوريا، ورغم حالة الفتور بين القاهرة والنظام السورى آنذاك، إلا أن مصر تحركت فور وقوع الأزمة، وقام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بجولات بين أنقرة ودمشق لنزع فتيل الأزمة، حتى وقع البلدان اتفاقية »أضنة الأمنية« فى أكتوبر 1998، واطمأنت مصر إلى ابتعاد شبح الخطر عن سوريا.
هذا هو موقف مصر الثابت على مدار التاريخ، التى تقف دائما إلى جانب الشعب السورى والدولة السورية، وللحفاظ على وحدة أراضيها، وإبعاد أى خطر عنها، بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم.
وهو نفس موقف مصر الآن الداعى إلى حل سياسى للأزمة السورية، يحافظ على الدولة من الانهيار، ويدعم إرادة الشعب السورى.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة