بدا أمس كأن الروس والأميركيين يمارسون، لعبة الانتظار في ما بينهم. موسكو تمضي بغاراتها غير عابئة بالانتقادات الأميركية، والغربية، وتؤكد حرصها على التنسيق وجهاً لوجه مع الأميركيين اذا أرادوا، فيما واشنطن تتذمّر من أن الروس لم يقدّموا ردودهم حتى الان على المقترحات التقنية التي قدّموها لتجنّب الاحتكاكات الجوية في سماء سوريا.

 

لكن المؤكد أن الطريق التي فُتحت بين موسكو وواشنطن للتواصل المكثّف بشأن سوريا، فُتح مثلها وبشكل ملحّ على ما يبدو بين الروس والأتراك، خصوصاً بعد سلسلة حوادث في الايام الثلاثة الماضية، عند الحدود السورية ـ التركية، اذ اعلن مسؤول روسي أن الاتراك طلبوا تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بـ «عاصفة السوخوي».

وبرز أمس إعلان الجيش التركي أن مقاتلاته تعرّضت، أمس الأول، إلى «مضايقة» جديدة من طائرة «ميغ 29» ومنظومات صواريخ «سام» قرب الحدود مع سوريا، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال يومين، يضاف إلى اختراق طائرة روسية للأجواء التركية السبت الماضي.

وكشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الروسية تدربت خلال المناورات الاستراتيحية «المركز 2015» على محاربة تنظيم «داعش» وحركة «طالبان». وقال «خلال تمرينات المركز 2015، تم التركيز بشكل خاص على خلق ظروف قريبة لأقصى حد من الظروف الحربية الفعلية». وأضاف «من أجل ذلك، تم تجهيز القوات التي مثّلت عدواً مفترضاً على أساس تحليل متعدد الجوانب لتكتيكات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى طالبان في أفغانستان».

وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف إن الوزارة دعت ضباطاً عسكريين أجانب للحضور إلى موسكو لتنسيق المعارك ضد تنظيم «داعش» في سوريا، مضيفاً أن على أعضاء التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، تمرير المعلومات إلى روسيا عن مواقع مقاتلي التنظيم.

وأوضح أنطونوف أن الجيش الروسي يتفق من ناحية المبدأ مع المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة بشأن تنسيق الطلعات الجوية العسكرية، لكنه أضاف أن الخلافات باقية، واحتمال التعاون «أكبر بكثير» مما عرضته واشنطن، مشيراً إلى أن روسيا قدّمت المقترحات الخاصة بها، من دون تحديد ما هي.

وتابع أنطونوف «مع الأسف يقول الأميركيون الآن إن التعاون المشترك يجب أن يكون قاصراً على المسائل الفنية في ما يتعلق بطيارينا عندما ينفّذون مهامهم. قدم الأميركيون لنا وثيقة نعكف على بحثها. الأركان العامة تؤيد الوثيقة من ناحية المبدأ».

وأعلن أن البلدين سيعقدان مؤتمراً ثانياً عبر الفيديو كونفرانس في «الأيام المقبلة، لكن سيكون من الأفضل إذا جاء زملاؤنا (الأميركيون) لأن يتقابلوا معنا في وزارة الدفاع، حتى يمكننا أن نتحدث وجها لوجه بشأن المشاكل التي نواجهها».

وأعلن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن وزارة الدفاع التركية اقترحت على روسيا ضرورة أن يشكّل الجانبان مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بالغارات الجوية الروسية في سوريا، موضحاً أن أنقرة قدمت الاقتراح لمسؤول عسكري روسي في السفارة الروسية في اسطنبول.

واشنطن

وفي واشنطن، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن روسيا أبدت بشكل غير رسمي استعدادها لبذل جهود لتفادي أي حوادث محتملة بين الطيارين الروس والأميركيين.

وأوضح احد هؤلاء المسؤولين أن موسكو أعلنت استعدادها للوفاء بالتزامات قطعتها خلال جولة أولى من التفاوض قبل أيام. وقال «هذه الالتزامات تشمل اختيار اللغة والموجة اللاسلكية اللتين يستخدمهما الطيارون، إضافة إلى الارتفاع الذي ستنفذ ضمنه المقاتلات مهماتها».

وأعلن المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك أن الولايات المتحدة انتظرت رداً رسمياً من روسيا على مقترحاتها. وقال «نحن مستعدون للاجتماع ثانية لمواصلة مناقشاتنا السابقة في أقرب وقت ممكن».

وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، في اسبانيا، «ننتظر الروس. إنهم يدينون لنا بجواب». ووصف الحاجة لاستئناف المحادثات العسكرية مع روسيا بأنها عاجلة، وندد بالانتهاك «الخطير غير المسؤول وغير المهني» من جانب روسيا للمجال الجوي التركي. وكرر أن استراتيجية موسكو بدعم الرئيس السوري بشار الأسد سيكون لها أثرها العكسي. وقال «في سوريا سيتم كشفهم في المرة الأولى للأثر العكسي الذي سيواجهونه لانحيازهم إلى الأسد ضد كل الأطراف الأخرى».

واستبعد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إمكانية فرض التسوية السياسية في سوريا من خلال العملية العسكرية الروسية في البلاد.

وفي تصريح من المرجح أن يثير رد فعل في واشنطن، استحضرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رد فعل الكرملين لهجمات 11 أيلول في إطار رفضها للموقف الأميركي تجاه العملية الروسية في سوريا. وقالت «أود أن أذكركم. بعد هجمات 11 أيلول شاركنا الولايات المتحدة ألمها، إذ أننا نتفهم ما يعنيه الإرهاب. دعمنا الولايات المتحدة في كل شيء، بما في ذلك في مجلس الأمن. ساعدناها على محاربة الإرهاب. لم نتساءل هل هم إرهابيون جيدون أم سيئون؟».

وتحدثت عن تاريخ روسيا مع هجمات التكفيريين، مؤكدة أن قتالهم مسألة أمن قومي بالنسبة لموسكو. وقالت «لقد مررنا بذلك ونعلم ما هو، ولا نريد أن نرى إرهاباً دولياً في بلادنا ثانية. هذا أمر مؤلم بالنسبة لنا. ونتوقع تفهماً في ما يتعلق بهذا الأمر».

تركيا

وأعلن الجيش التركي تعرّض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» أمس الأول إلى «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية عند الحدود التركية ـ السورية.

وذكرت رئاسة الأركان التركية، في بيان، أن «8 طائرات من طراز أف 16 تابعة لسلاح الجو التركي، تعرّضت للتحرش الاثنين»، مضيفة أن «طائرة من طراز ميغ 29 مجهولة الهوية، رصدت المقاتلات التركية بالرادار ووضعتها في مرمى نيرانها لمدة إجمالية قدرها 4 دقائق و30 ثانية، فضلاً عن تعرضها لتحرش مماثل من منظومات صواريخ سام متمركزة في الجانب السوري لمدة 4 دقائق و15 ثانية».

ويأتي الحادثان الجديدان بعد ساعات من اتهام السلطات التركية لروسيا بانتهاك مجالها الجوي السبت الماضي وتحرش طائرة «ميغ» بطائرتين حربيتين تركيتين الأحد الماضي.

ومن بروكسل، دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا لعدم «خسارة صداقة تركيا». وقال «علاقاتنا مع روسيا معروفة للجميع، لكن إذا خسرت روسيا صديقا مثل تركيا تتعاون معه في مجالات عدة، فإنها ستخسر الكثير. يجب أن تعلم روسيا ذلك». وأضاف «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك» بخصوص الانتهاكات للمجال الجوي التركي. وقال إن «حلف شمال الأطلسي اتخذ موقفا حيال ذلك، ونثق أنه سيستمر في اتخاذه بعد الآن، لأن أي هجوم على بلادنا يعد هجوماً على الناتو».

 

ورأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن انتهاك طائرة روسية للمجال الجوي التركي ليس «حادثاً»، في حين أشارت موسكو إلى «سوء الأحوال الجوية» لتبرير احد الحادثين. وقال إن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا، يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط.

وسارع المبعوث الروسي لدى حلف شمال الأطلسي الكسندر غروشكو إلى الرد. وقال «الانطباع هو أنه يجري استغلال الحادث الذي وقع في المجال الجوي التركي من أجل توريط حلف شمال الأطلسي كمنظمة في الحملة الإعلامية الغربية لتشويه أهداف العملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا».

غارات

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن طائرات سلاح الجو قصفت 12 هدفاً لتنظيم «داعش»، محذّرة من أن متشددين بدأوا نقل أسلحتهم وسياراتهم المدرّعة إلى داخل مناطق سكنية في محاولة لحمايتها.

وأوضحت الوزارة أن «الطائرات الروسية نفّذت حوالي 20 طلعة جوية، ودمّرت في 12 غارة سبع منشآت لتنظم "للدولة الإسلامية "في غارات في دير الزور ومحافظات دمشق وادلب واللاذقية». وبحسب البيان فإن الغارات استهدفت مقاتلين من التنظيم ومخزن أسلحة تابعا له في غوطة دمشق. ونفى التقارير عن استهداف تدمر. وأضافت «الإرهابيون يبذلون جهودا لنقل أسلحتهم إلى مناطق سكنية في المدن. مثلما اعتادوا فإن المتشددين يضعون سياراتهم المدرعة قرب المساجد واعين تماما أننا لا يمكن أن نستهدفها». وتابعت «نحن لا نستبعد أن الإرهابيين يجهزون عن عمد لأعمال استفزازية، كنسف مساجد من أجل إنتاج صور ومقاطع فيديو زائفة قد تستخدم لاتهام سلاح الجو الروسي».

  • فريق ماسة
  • 2015-10-06
  • 8315
  • من الأرشيف

«عاصفة السوخوي»: الانتظار البارد مع الأميركيين ...تحرّش» بمقاتلات تركية.. وأنقرة تطلب التنسيق

بدا أمس كأن الروس والأميركيين يمارسون، لعبة الانتظار في ما بينهم. موسكو تمضي بغاراتها غير عابئة بالانتقادات الأميركية، والغربية، وتؤكد حرصها على التنسيق وجهاً لوجه مع الأميركيين اذا أرادوا، فيما واشنطن تتذمّر من أن الروس لم يقدّموا ردودهم حتى الان على المقترحات التقنية التي قدّموها لتجنّب الاحتكاكات الجوية في سماء سوريا.   لكن المؤكد أن الطريق التي فُتحت بين موسكو وواشنطن للتواصل المكثّف بشأن سوريا، فُتح مثلها وبشكل ملحّ على ما يبدو بين الروس والأتراك، خصوصاً بعد سلسلة حوادث في الايام الثلاثة الماضية، عند الحدود السورية ـ التركية، اذ اعلن مسؤول روسي أن الاتراك طلبوا تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بـ «عاصفة السوخوي». وبرز أمس إعلان الجيش التركي أن مقاتلاته تعرّضت، أمس الأول، إلى «مضايقة» جديدة من طائرة «ميغ 29» ومنظومات صواريخ «سام» قرب الحدود مع سوريا، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال يومين، يضاف إلى اختراق طائرة روسية للأجواء التركية السبت الماضي. وكشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الروسية تدربت خلال المناورات الاستراتيحية «المركز 2015» على محاربة تنظيم «داعش» وحركة «طالبان». وقال «خلال تمرينات المركز 2015، تم التركيز بشكل خاص على خلق ظروف قريبة لأقصى حد من الظروف الحربية الفعلية». وأضاف «من أجل ذلك، تم تجهيز القوات التي مثّلت عدواً مفترضاً على أساس تحليل متعدد الجوانب لتكتيكات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى طالبان في أفغانستان». وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف إن الوزارة دعت ضباطاً عسكريين أجانب للحضور إلى موسكو لتنسيق المعارك ضد تنظيم «داعش» في سوريا، مضيفاً أن على أعضاء التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، تمرير المعلومات إلى روسيا عن مواقع مقاتلي التنظيم. وأوضح أنطونوف أن الجيش الروسي يتفق من ناحية المبدأ مع المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة بشأن تنسيق الطلعات الجوية العسكرية، لكنه أضاف أن الخلافات باقية، واحتمال التعاون «أكبر بكثير» مما عرضته واشنطن، مشيراً إلى أن روسيا قدّمت المقترحات الخاصة بها، من دون تحديد ما هي. وتابع أنطونوف «مع الأسف يقول الأميركيون الآن إن التعاون المشترك يجب أن يكون قاصراً على المسائل الفنية في ما يتعلق بطيارينا عندما ينفّذون مهامهم. قدم الأميركيون لنا وثيقة نعكف على بحثها. الأركان العامة تؤيد الوثيقة من ناحية المبدأ». وأعلن أن البلدين سيعقدان مؤتمراً ثانياً عبر الفيديو كونفرانس في «الأيام المقبلة، لكن سيكون من الأفضل إذا جاء زملاؤنا (الأميركيون) لأن يتقابلوا معنا في وزارة الدفاع، حتى يمكننا أن نتحدث وجها لوجه بشأن المشاكل التي نواجهها». وأعلن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن وزارة الدفاع التركية اقترحت على روسيا ضرورة أن يشكّل الجانبان مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بالغارات الجوية الروسية في سوريا، موضحاً أن أنقرة قدمت الاقتراح لمسؤول عسكري روسي في السفارة الروسية في اسطنبول. واشنطن وفي واشنطن، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن روسيا أبدت بشكل غير رسمي استعدادها لبذل جهود لتفادي أي حوادث محتملة بين الطيارين الروس والأميركيين. وأوضح احد هؤلاء المسؤولين أن موسكو أعلنت استعدادها للوفاء بالتزامات قطعتها خلال جولة أولى من التفاوض قبل أيام. وقال «هذه الالتزامات تشمل اختيار اللغة والموجة اللاسلكية اللتين يستخدمهما الطيارون، إضافة إلى الارتفاع الذي ستنفذ ضمنه المقاتلات مهماتها». وأعلن المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك أن الولايات المتحدة انتظرت رداً رسمياً من روسيا على مقترحاتها. وقال «نحن مستعدون للاجتماع ثانية لمواصلة مناقشاتنا السابقة في أقرب وقت ممكن». وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، في اسبانيا، «ننتظر الروس. إنهم يدينون لنا بجواب». ووصف الحاجة لاستئناف المحادثات العسكرية مع روسيا بأنها عاجلة، وندد بالانتهاك «الخطير غير المسؤول وغير المهني» من جانب روسيا للمجال الجوي التركي. وكرر أن استراتيجية موسكو بدعم الرئيس السوري بشار الأسد سيكون لها أثرها العكسي. وقال «في سوريا سيتم كشفهم في المرة الأولى للأثر العكسي الذي سيواجهونه لانحيازهم إلى الأسد ضد كل الأطراف الأخرى». واستبعد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إمكانية فرض التسوية السياسية في سوريا من خلال العملية العسكرية الروسية في البلاد. وفي تصريح من المرجح أن يثير رد فعل في واشنطن، استحضرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رد فعل الكرملين لهجمات 11 أيلول في إطار رفضها للموقف الأميركي تجاه العملية الروسية في سوريا. وقالت «أود أن أذكركم. بعد هجمات 11 أيلول شاركنا الولايات المتحدة ألمها، إذ أننا نتفهم ما يعنيه الإرهاب. دعمنا الولايات المتحدة في كل شيء، بما في ذلك في مجلس الأمن. ساعدناها على محاربة الإرهاب. لم نتساءل هل هم إرهابيون جيدون أم سيئون؟». وتحدثت عن تاريخ روسيا مع هجمات التكفيريين، مؤكدة أن قتالهم مسألة أمن قومي بالنسبة لموسكو. وقالت «لقد مررنا بذلك ونعلم ما هو، ولا نريد أن نرى إرهاباً دولياً في بلادنا ثانية. هذا أمر مؤلم بالنسبة لنا. ونتوقع تفهماً في ما يتعلق بهذا الأمر». تركيا وأعلن الجيش التركي تعرّض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» أمس الأول إلى «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية عند الحدود التركية ـ السورية. وذكرت رئاسة الأركان التركية، في بيان، أن «8 طائرات من طراز أف 16 تابعة لسلاح الجو التركي، تعرّضت للتحرش الاثنين»، مضيفة أن «طائرة من طراز ميغ 29 مجهولة الهوية، رصدت المقاتلات التركية بالرادار ووضعتها في مرمى نيرانها لمدة إجمالية قدرها 4 دقائق و30 ثانية، فضلاً عن تعرضها لتحرش مماثل من منظومات صواريخ سام متمركزة في الجانب السوري لمدة 4 دقائق و15 ثانية». ويأتي الحادثان الجديدان بعد ساعات من اتهام السلطات التركية لروسيا بانتهاك مجالها الجوي السبت الماضي وتحرش طائرة «ميغ» بطائرتين حربيتين تركيتين الأحد الماضي. ومن بروكسل، دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا لعدم «خسارة صداقة تركيا». وقال «علاقاتنا مع روسيا معروفة للجميع، لكن إذا خسرت روسيا صديقا مثل تركيا تتعاون معه في مجالات عدة، فإنها ستخسر الكثير. يجب أن تعلم روسيا ذلك». وأضاف «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك» بخصوص الانتهاكات للمجال الجوي التركي. وقال إن «حلف شمال الأطلسي اتخذ موقفا حيال ذلك، ونثق أنه سيستمر في اتخاذه بعد الآن، لأن أي هجوم على بلادنا يعد هجوماً على الناتو».   ورأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن انتهاك طائرة روسية للمجال الجوي التركي ليس «حادثاً»، في حين أشارت موسكو إلى «سوء الأحوال الجوية» لتبرير احد الحادثين. وقال إن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا، يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط. وسارع المبعوث الروسي لدى حلف شمال الأطلسي الكسندر غروشكو إلى الرد. وقال «الانطباع هو أنه يجري استغلال الحادث الذي وقع في المجال الجوي التركي من أجل توريط حلف شمال الأطلسي كمنظمة في الحملة الإعلامية الغربية لتشويه أهداف العملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا». غارات وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن طائرات سلاح الجو قصفت 12 هدفاً لتنظيم «داعش»، محذّرة من أن متشددين بدأوا نقل أسلحتهم وسياراتهم المدرّعة إلى داخل مناطق سكنية في محاولة لحمايتها. وأوضحت الوزارة أن «الطائرات الروسية نفّذت حوالي 20 طلعة جوية، ودمّرت في 12 غارة سبع منشآت لتنظم "للدولة الإسلامية "في غارات في دير الزور ومحافظات دمشق وادلب واللاذقية». وبحسب البيان فإن الغارات استهدفت مقاتلين من التنظيم ومخزن أسلحة تابعا له في غوطة دمشق. ونفى التقارير عن استهداف تدمر. وأضافت «الإرهابيون يبذلون جهودا لنقل أسلحتهم إلى مناطق سكنية في المدن. مثلما اعتادوا فإن المتشددين يضعون سياراتهم المدرعة قرب المساجد واعين تماما أننا لا يمكن أن نستهدفها». وتابعت «نحن لا نستبعد أن الإرهابيين يجهزون عن عمد لأعمال استفزازية، كنسف مساجد من أجل إنتاج صور ومقاطع فيديو زائفة قد تستخدم لاتهام سلاح الجو الروسي».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة