أن الحادث الأليم الذي أصاب مدينة تعز ونتج عنه استشهاد واصابة المئات من أبناء المدينة نتيجة القصف الجوي لقوى العدوان على قاعة أفراح،يؤكد بما لايقطع الشك حجم التخبط الذي تعيش فيه قوى العدوان على اليمن ،ويأتي كل ذلك في الوقت الذي يستمر فيه فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المسلح لقوى العدوان على محافظتي تعز ومارب شمال وشمال شرق اليمن ، ومع انكسار معظم هذه الموجات على مشارف المحافظتين ، وأمام عجز الدول الشريكة في الحرب عن إحراز أي اختراق، انتقلت هذه الدول إلى حرب تتخبط بها  حرب عبثية تزيد من خلالها  من حجم سفك دم الشعب اليمني ،حرب انغامسية بكل معنى الكلمة،حرب لاهدف لها ،حرب تتخبط بها قوى العدوان،والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني  .

ورغم حجم الخسائر والتضحيات الذي أفرزته هذه الحرب للشعب اليمني  ورغم حرب الاستنزاف للجيش اليمني وأنصار الله ،فما زالت الدولة اليمنية ممثلة بالقوى الوطنية قادرة على أن تبرهن للجميع أنها قادرة على الصمود، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش اليمني وحلفاؤه "أنصار الله " بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، والتي انعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى "بقوى التحالف وأنصار هادي " و"القاعدة وداعش "، إنّ حالة التشرذم داخل هذه المجاميع المسلحة وقوى التحالف، يقابلها حالة صمود وصعود لقوة الجيش اليمني وحلفائه في الميدان، وإن استمرّ هذا الصعود فمن شأنه أن يضعف الجبهة الساعية إلى إسقاط اليمن بكلّ الوسائل والسبل.

وبالانتقال إلى ما يجري بالساحة اليمنية عسكرياً، وتحديداً بمحافظتي  مارب وتعز بأقصى شمال شرق وشمال جنوب البلاد وببعض المدن بشمال وشمال جنوب اليمن فقد شهدت معظم هذه المدن خلال الأيام العشرين الماضية ، صراعاً 'دموياً' كبيراً مدعوما بأجندات خارجية، بمحاولة لإسقاط هذه المدن الاستراتيجية من قبل قوى العدوان لفرض واقع جديد على الأرض ،وقد استخدمت قوى العدوان بمعركتها العبثية بهذه المدن تكتيكات واستراتيجيات عسكرية مختلفة وانتهجت اسلوباً تدميرياً واسعاً ،بمحاولة لفرض واقع جديد بهذه المدن ،ومع كل هذا وذاك فقد تكسرت جميع هذه المحاولات على صخرة صمود الجيش اليمني وأنصار الله .

 من هنا نستطيع أن نقرأ أنّ الأدوار والخطط المرسومة، في شن الحرب على اليمن، قد تغيرت وآخر الخطط التي ما زالت تعمل بفعالية نوعاً ما حتى الآن على الأرض هي حرب الاستنزاف، وقد استطاعت القوى الوطنية اليمنية أن تصمد وبقوة كما صمدت أمام خطط سابقة ، والسبب أنّ خطة الاستنزاف التي تنتهجها أطراف العدوان على اليمن لها أمد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها، وبذلك تكون اليمن أمام آخر خطط الحرب غير المباشرة عليها، بعد أن تحسم مبكراً هذه الحرب المفروضة عليها.

وفي محور آخر ،وفي الوقت الذي مازالت فيه أصداء العدوان السعودي –الأمريكي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني وخصوصاً بمدن شمال شرق وشمال جنوب ووسط اليمن ،جاء المشهد الذي يجري بمدينتي تعز ومأرب اليوم ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية بواقع جديد على الواقع اليمني المضطرب، فيظهر إلى هذا المشهد اليمني المضطرب واقع المشهد بمدينتي تعز ومأرب بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي مازالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية – الأمريكية على الشعب اليمني ،وفي آخر تطورات هذا المشهد هو استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض تاركاً خلفه الآلاف من الشهداء والجرحى ودمار واضح وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة اليمنية.

ختاماً، تدرك قوى العدوان على اليمن أن المشهد اليمني يزداد تعقيداً مع مرور الأيام وخصوصاً مع عجز قوى العدوان عن تحقيق أي خرق ميداني استراتيجي،وازدياد حجم الخسائر لديها باليمن،تزامنآ مع تعالي الاصوات الدولية المطالبة بفتح الملف الانساني للحرب على اليمن  ، وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الأرض اليمنية من قبل بعض القوى الوطنية بالداخل اليمني لانتهاز هذه الفرصة لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة مع الأطراف الأخرى بالداخل اليمني لإيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن اليمني، وإلا سنبقى ندور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الأرض اليمنية.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-09-29
  • 14796
  • من الأرشيف

قوى العدوان تنتحر باليمن..والشعب اليمني يئن وحيدآ تحت وقع العدوان

أن الحادث الأليم الذي أصاب مدينة تعز ونتج عنه استشهاد واصابة المئات من أبناء المدينة نتيجة القصف الجوي لقوى العدوان على قاعة أفراح،يؤكد بما لايقطع الشك حجم التخبط الذي تعيش فيه قوى العدوان على اليمن ،ويأتي كل ذلك في الوقت الذي يستمر فيه فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المسلح لقوى العدوان على محافظتي تعز ومارب شمال وشمال شرق اليمن ، ومع انكسار معظم هذه الموجات على مشارف المحافظتين ، وأمام عجز الدول الشريكة في الحرب عن إحراز أي اختراق، انتقلت هذه الدول إلى حرب تتخبط بها  حرب عبثية تزيد من خلالها  من حجم سفك دم الشعب اليمني ،حرب انغامسية بكل معنى الكلمة،حرب لاهدف لها ،حرب تتخبط بها قوى العدوان،والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني  . ورغم حجم الخسائر والتضحيات الذي أفرزته هذه الحرب للشعب اليمني  ورغم حرب الاستنزاف للجيش اليمني وأنصار الله ،فما زالت الدولة اليمنية ممثلة بالقوى الوطنية قادرة على أن تبرهن للجميع أنها قادرة على الصمود، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش اليمني وحلفاؤه "أنصار الله " بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، والتي انعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى "بقوى التحالف وأنصار هادي " و"القاعدة وداعش "، إنّ حالة التشرذم داخل هذه المجاميع المسلحة وقوى التحالف، يقابلها حالة صمود وصعود لقوة الجيش اليمني وحلفائه في الميدان، وإن استمرّ هذا الصعود فمن شأنه أن يضعف الجبهة الساعية إلى إسقاط اليمن بكلّ الوسائل والسبل. وبالانتقال إلى ما يجري بالساحة اليمنية عسكرياً، وتحديداً بمحافظتي  مارب وتعز بأقصى شمال شرق وشمال جنوب البلاد وببعض المدن بشمال وشمال جنوب اليمن فقد شهدت معظم هذه المدن خلال الأيام العشرين الماضية ، صراعاً 'دموياً' كبيراً مدعوما بأجندات خارجية، بمحاولة لإسقاط هذه المدن الاستراتيجية من قبل قوى العدوان لفرض واقع جديد على الأرض ،وقد استخدمت قوى العدوان بمعركتها العبثية بهذه المدن تكتيكات واستراتيجيات عسكرية مختلفة وانتهجت اسلوباً تدميرياً واسعاً ،بمحاولة لفرض واقع جديد بهذه المدن ،ومع كل هذا وذاك فقد تكسرت جميع هذه المحاولات على صخرة صمود الجيش اليمني وأنصار الله .  من هنا نستطيع أن نقرأ أنّ الأدوار والخطط المرسومة، في شن الحرب على اليمن، قد تغيرت وآخر الخطط التي ما زالت تعمل بفعالية نوعاً ما حتى الآن على الأرض هي حرب الاستنزاف، وقد استطاعت القوى الوطنية اليمنية أن تصمد وبقوة كما صمدت أمام خطط سابقة ، والسبب أنّ خطة الاستنزاف التي تنتهجها أطراف العدوان على اليمن لها أمد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها، وبذلك تكون اليمن أمام آخر خطط الحرب غير المباشرة عليها، بعد أن تحسم مبكراً هذه الحرب المفروضة عليها. وفي محور آخر ،وفي الوقت الذي مازالت فيه أصداء العدوان السعودي –الأمريكي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني وخصوصاً بمدن شمال شرق وشمال جنوب ووسط اليمن ،جاء المشهد الذي يجري بمدينتي تعز ومأرب اليوم ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية بواقع جديد على الواقع اليمني المضطرب، فيظهر إلى هذا المشهد اليمني المضطرب واقع المشهد بمدينتي تعز ومأرب بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي مازالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية – الأمريكية على الشعب اليمني ،وفي آخر تطورات هذا المشهد هو استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض تاركاً خلفه الآلاف من الشهداء والجرحى ودمار واضح وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة اليمنية. ختاماً، تدرك قوى العدوان على اليمن أن المشهد اليمني يزداد تعقيداً مع مرور الأيام وخصوصاً مع عجز قوى العدوان عن تحقيق أي خرق ميداني استراتيجي،وازدياد حجم الخسائر لديها باليمن،تزامنآ مع تعالي الاصوات الدولية المطالبة بفتح الملف الانساني للحرب على اليمن  ، وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الأرض اليمنية من قبل بعض القوى الوطنية بالداخل اليمني لانتهاز هذه الفرصة لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة مع الأطراف الأخرى بالداخل اليمني لإيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن اليمني، وإلا سنبقى ندور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الأرض اليمنية.  

المصدر : الماسة السورية//هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة