أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستعقد في الأيام القريبة اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى المواجهة لتنظيم داعش.

وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين 28 سبتمبر/أيلول قال بوتين أن المراد من هذا الاجتماع الذي تعقده روسيا بصفتها رئيسا للمجلس في دورته الحالية، هو تحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط.

وأفاد بأن روسيا تقترح بحث إمكانية التوصل إلى صياغة قرار للمجلس الأمن ينص بشأن تنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات إرهابية أخرى. وشدد بوتين على ضرورة أن يعتمد هذا التنسيق على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بقدرة المجتمع الدولي على بلورة استراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

وأكد الرئيس الروسي أن "التدخل الخارجي العنيف" هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي أسفر عن "سيادة العنف والفقر والكارثة الاجتماعية وتجاهل حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة".

وتابع قائلا: "ولو سألنا من خلق هذا الوضع: ما الذي صنعتموه؟ فأخشى أن يبقى هذا السؤال بلا جواب لأن السياسية المبنية على الثقة المفرطة باستثتائيتها وحصانتها من أي مساءلة لم يتم التخلي عنها.

وقال بوتين “إننا نشهد حاليا في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناطق يتدفق إليها المتطرفون والإرهابيون تحت راية ما يسمى “الدولة الإسلامية” مشيرا إلى أن هؤلاء الإرهابيين هم من المتطرفين والمسلحين بما في ذلك العسكريون العراقيون الذين كانوا مهمشين نتيجة للعدوان والتدخل في العراق في عام 2003 وأيضا يأتون من ليبيا التي تعرضت لعدوان سافر خلافا للقرار الأممي”.

وأضاف بوتين “إننا نشهد نفس التطورات في سورية من خلال الدعم لما يسمى “المعارضة المعتدلة” حيث يتم تسليحهم وتدريبهم ومن ثم ينتقلون إلى ما يسمى “الدولة الإسلامية” وهي لم تظهر في مكان خال بل كانت تتم تربيتها كوسيلة وأداة لإسقاط انظمة غير مرغوب فيها وهي تقوم بالتطور والزحف في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط ونفهم أن هذه المخططات أبعد من ذلك وأن الظروف خطرة للغاية”.

وقال بوتين “لا يمكن الحديث في مثل هذه الظروف عن حظر الإرهاب العالمي من جهة ومن جهة أخرى التغاضي عن قنوات إمداد الإرهاب الدولي بما في ذلك تهريب الأسلحة والتجارة غير الشرعية للنفط واستغلال هذه المجموعات لأغراض سياسية أملا في القضاء عليها في المستقبل” مبينا “أن أولئك الذين يتصرفون ويفكرون بهذا الشكل نريد أن نقول لهم أنتم تتعاملون مع أشخاص ليسوا جهلة ومن السابق لأوانه الحديث عمن يستغل من”.

وأضاف بوتين “إن المعلومات الأخيرة حول تسليم الأسلحة الأمريكية إلى الإرهابيين من قبل “المعارضة المعتدلة” أفضل مثال ودليل على ذلك ومن الخطير أن تكون التصرفات بهذا الشكل لأن الخطر الإرهابي يتزايد في هذه الظروف ويشمل مناطق جديدة في العالم نظرا لأن “داعش” ومعسكراته التدريبية يمر عبر دورات لتدريب مسلحين من مختلف أنحاء العالم بما فيهم روسيا ولا يمكن أن نسمح لهؤلاء قاطعي الرؤوس بالعودة إلى بلادهم لمواصلة أعمالهم الشريرة ولا أحد يريد ذلك”.

وأوضح بوتين “أن روسيا كانت دائما وبثبات تواجه وتكافح الإرهاب بكل أشكاله واليوم نقدم مساعدة عسكرية وتقنية للعراق وسورية وغيرهما من دول المنطقة التي تواجه الإرهاب ونعتقد أن هناك خطرا فادحا بالتخلي عن التنسيق مع الحكومة السورية والجيش السوري الذي يواجه الإرهاب” مضيفا إنه “يجب الاعتراف بأنه ليس هناك أي قوة فعالة أخرى تواجه “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية باستثناء الجيش السوري ووحدات الدفاع الشعبي الكردية وعلينا أن ننطلق من هذه الحقيقة”.

واعتبر بوتين أن المواقف الروسية الصريحة والواضحة تستخدم كذريعة لاتهام روسيا بأن لديها طموحات ولكن الأمر لا يكمن في الطموحات بل في أنه لا نستطيع أن نتحمل أكثر من ذلك الظروف الحالية التي نشأت في العالم.

وقال بوتين “ندعو إلى الاحتكام إلى القيم المشتركة بناء على القانون الدولي لتوحيد جهودنا من أجل حل ومعالجة القضايا الجديدة وتشكيل تحالف حقيقي لمواجهة الإرهاب الدولي على غرار ذلك التحالف الذي كان يواجه الشر النازي وبالطبع يجب أن يكون هناك لاعبون أساسيون وهي الدول الإسلامية في هذا التحالف التي تتعرض للخطر المباشر من قبل هذه التنظيمات التي تدنس الدين الإسلامي العظيم والإرهابيون يدنسون القيم الإسلامية ويشوهونها”.

وأضاف بوتين “أريد التوجه إلى الشخصيات الدينية الإسلامية حيث يحتاج العالم حاليا غلى كلمتكم الحق وذلك للحيلولة دون تجنيد الناس والذين تم تجنيدهم بشتى أساليب الكذب والخداع فعلينا التأثير على عودتهم إلى الحياة السلمية وإلى تسليم السلاح”.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-09-27
  • 10346
  • من الأرشيف

كلمة بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستعقد في الأيام القريبة اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى المواجهة لتنظيم داعش. وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين 28 سبتمبر/أيلول قال بوتين أن المراد من هذا الاجتماع الذي تعقده روسيا بصفتها رئيسا للمجلس في دورته الحالية، هو تحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط. وأفاد بأن روسيا تقترح بحث إمكانية التوصل إلى صياغة قرار للمجلس الأمن ينص بشأن تنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات إرهابية أخرى. وشدد بوتين على ضرورة أن يعتمد هذا التنسيق على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بقدرة المجتمع الدولي على بلورة استراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا. وأكد الرئيس الروسي أن "التدخل الخارجي العنيف" هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي أسفر عن "سيادة العنف والفقر والكارثة الاجتماعية وتجاهل حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة". وتابع قائلا: "ولو سألنا من خلق هذا الوضع: ما الذي صنعتموه؟ فأخشى أن يبقى هذا السؤال بلا جواب لأن السياسية المبنية على الثقة المفرطة باستثتائيتها وحصانتها من أي مساءلة لم يتم التخلي عنها. وقال بوتين “إننا نشهد حاليا في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناطق يتدفق إليها المتطرفون والإرهابيون تحت راية ما يسمى “الدولة الإسلامية” مشيرا إلى أن هؤلاء الإرهابيين هم من المتطرفين والمسلحين بما في ذلك العسكريون العراقيون الذين كانوا مهمشين نتيجة للعدوان والتدخل في العراق في عام 2003 وأيضا يأتون من ليبيا التي تعرضت لعدوان سافر خلافا للقرار الأممي”. وأضاف بوتين “إننا نشهد نفس التطورات في سورية من خلال الدعم لما يسمى “المعارضة المعتدلة” حيث يتم تسليحهم وتدريبهم ومن ثم ينتقلون إلى ما يسمى “الدولة الإسلامية” وهي لم تظهر في مكان خال بل كانت تتم تربيتها كوسيلة وأداة لإسقاط انظمة غير مرغوب فيها وهي تقوم بالتطور والزحف في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط ونفهم أن هذه المخططات أبعد من ذلك وأن الظروف خطرة للغاية”. وقال بوتين “لا يمكن الحديث في مثل هذه الظروف عن حظر الإرهاب العالمي من جهة ومن جهة أخرى التغاضي عن قنوات إمداد الإرهاب الدولي بما في ذلك تهريب الأسلحة والتجارة غير الشرعية للنفط واستغلال هذه المجموعات لأغراض سياسية أملا في القضاء عليها في المستقبل” مبينا “أن أولئك الذين يتصرفون ويفكرون بهذا الشكل نريد أن نقول لهم أنتم تتعاملون مع أشخاص ليسوا جهلة ومن السابق لأوانه الحديث عمن يستغل من”. وأضاف بوتين “إن المعلومات الأخيرة حول تسليم الأسلحة الأمريكية إلى الإرهابيين من قبل “المعارضة المعتدلة” أفضل مثال ودليل على ذلك ومن الخطير أن تكون التصرفات بهذا الشكل لأن الخطر الإرهابي يتزايد في هذه الظروف ويشمل مناطق جديدة في العالم نظرا لأن “داعش” ومعسكراته التدريبية يمر عبر دورات لتدريب مسلحين من مختلف أنحاء العالم بما فيهم روسيا ولا يمكن أن نسمح لهؤلاء قاطعي الرؤوس بالعودة إلى بلادهم لمواصلة أعمالهم الشريرة ولا أحد يريد ذلك”. وأوضح بوتين “أن روسيا كانت دائما وبثبات تواجه وتكافح الإرهاب بكل أشكاله واليوم نقدم مساعدة عسكرية وتقنية للعراق وسورية وغيرهما من دول المنطقة التي تواجه الإرهاب ونعتقد أن هناك خطرا فادحا بالتخلي عن التنسيق مع الحكومة السورية والجيش السوري الذي يواجه الإرهاب” مضيفا إنه “يجب الاعتراف بأنه ليس هناك أي قوة فعالة أخرى تواجه “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية باستثناء الجيش السوري ووحدات الدفاع الشعبي الكردية وعلينا أن ننطلق من هذه الحقيقة”. واعتبر بوتين أن المواقف الروسية الصريحة والواضحة تستخدم كذريعة لاتهام روسيا بأن لديها طموحات ولكن الأمر لا يكمن في الطموحات بل في أنه لا نستطيع أن نتحمل أكثر من ذلك الظروف الحالية التي نشأت في العالم. وقال بوتين “ندعو إلى الاحتكام إلى القيم المشتركة بناء على القانون الدولي لتوحيد جهودنا من أجل حل ومعالجة القضايا الجديدة وتشكيل تحالف حقيقي لمواجهة الإرهاب الدولي على غرار ذلك التحالف الذي كان يواجه الشر النازي وبالطبع يجب أن يكون هناك لاعبون أساسيون وهي الدول الإسلامية في هذا التحالف التي تتعرض للخطر المباشر من قبل هذه التنظيمات التي تدنس الدين الإسلامي العظيم والإرهابيون يدنسون القيم الإسلامية ويشوهونها”. وأضاف بوتين “أريد التوجه إلى الشخصيات الدينية الإسلامية حيث يحتاج العالم حاليا غلى كلمتكم الحق وذلك للحيلولة دون تجنيد الناس والذين تم تجنيدهم بشتى أساليب الكذب والخداع فعلينا التأثير على عودتهم إلى الحياة السلمية وإلى تسليم السلاح”.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة