مع دخول الجنود الروس عسكريا الى سوريا وتعزيز وجودهم لضرب المنظمات الارهابية وابرزها تنظيم الدولة الاسلامية بما ان التحالف الدولي اظهر مكراً ونفاقاً في محاربته لداعش، وفي ظل كلام تردده تركيا العضو في حلف الناتو عن اقامة منطقة عازلة في سوريا كشرط لمواجهة المتطرفين , اتخذت روسيا القرار بحسم الامور في سوريا.

 

ها هي روسيا تتدخل هذه المرة مباشرة في سوريا لوضع حد لداعش بعدما استخدمت الفيتو لمنع اي تدخل خارجي او اي ضربة عسكرية للنظام السوري وبعدما استعملت ديبلوماسيتها ليسلم الاسد الترسانة الكيماوية لتجنيبه ضربة اميركية. وها هي تفرض قوتها في سوريا وتضع الادارة الاميركية تحت الامر الواقع بان طائراتها ستحلق في سماء سوريا و ستضرب معاقل الارهابيين ضمن تنسيق مع القوات الاميركية لتجنب اي صدام معها.

 

والحال ان الدخول الروسي المباشر في الازمة السورية احدث تغييرات في مواقف الدول المعارضة للنظام السوري والتي كانت تطالب دوما برحيله لحل الازمة، فما كان منها الا ان بدلت موقفها ! لم يمر اسبوع على خبر وجود قوات روسية في دمشق حتى بدأت تركيا الاردوغانية تتكلم عن امكانية مشاركة الاسد في مرحلة انتقالية وهي التي طالبت دائما وابدا برحيل الاسد. نعم هي تركيا نفسها التي كانت تصر على رحيل الاسد لانهاء النزاع الدموي السوري، ورئيسها نفسه رجب طيب اردوغان الذي رأى ان الاسد اشد خطرا من تنظيم الدولة وان النظام السوري يشكل تهديدا للمنطقة ولامنها ,بات يرى في بقاء الاسد املا في التوصل الى حل ينهي سفك الدماء.

هذا التبدل في الموقف التركي حول القيادة السورية ليس وحيدا بل يرافقه تغيير ايضا في الموقف البريطاني الذي لم يعد ينادي برحيل الاسد، اما الموقف الاميركي فكان واضحا منذ بداية الصراع ان واشنطن لو كانت تريد اسقاط الاسد فالنتيجة كانت لتكون مغايرة لما هي عليه الان، واولها انها كانت سلحت المعارضة السورية فعليا وجعلتها مهيئة لمحاربة الجيش السوري لكنها لم تأبه للمعارضين السوريين او بالاحرى استمتعت بمشاهدة السوريين يتقاتلون فيما بينهم.

وهكذا بعد صراع دام لخمس سنوات، وبعد شد الحبل بين واشنطن وموسكو، بدأت بعض مقومات الاتفاق حول سوريا بين روسيا والولايات المتحدة تظهر في الافق وهي ان التسوية التفاوضية ستشمل بقاء الاسد شاء من شاء وابى من ابى وستتضمن اشراك المعارضة السورية في الحكم... ان غدا لناظره قريب.

  • فريق ماسة
  • 2015-09-26
  • 11940
  • من الأرشيف

لقد حُسمت في سورية

مع دخول الجنود الروس عسكريا الى سوريا وتعزيز وجودهم لضرب المنظمات الارهابية وابرزها تنظيم الدولة الاسلامية بما ان التحالف الدولي اظهر مكراً ونفاقاً في محاربته لداعش، وفي ظل كلام تردده تركيا العضو في حلف الناتو عن اقامة منطقة عازلة في سوريا كشرط لمواجهة المتطرفين , اتخذت روسيا القرار بحسم الامور في سوريا.   ها هي روسيا تتدخل هذه المرة مباشرة في سوريا لوضع حد لداعش بعدما استخدمت الفيتو لمنع اي تدخل خارجي او اي ضربة عسكرية للنظام السوري وبعدما استعملت ديبلوماسيتها ليسلم الاسد الترسانة الكيماوية لتجنيبه ضربة اميركية. وها هي تفرض قوتها في سوريا وتضع الادارة الاميركية تحت الامر الواقع بان طائراتها ستحلق في سماء سوريا و ستضرب معاقل الارهابيين ضمن تنسيق مع القوات الاميركية لتجنب اي صدام معها.   والحال ان الدخول الروسي المباشر في الازمة السورية احدث تغييرات في مواقف الدول المعارضة للنظام السوري والتي كانت تطالب دوما برحيله لحل الازمة، فما كان منها الا ان بدلت موقفها ! لم يمر اسبوع على خبر وجود قوات روسية في دمشق حتى بدأت تركيا الاردوغانية تتكلم عن امكانية مشاركة الاسد في مرحلة انتقالية وهي التي طالبت دائما وابدا برحيل الاسد. نعم هي تركيا نفسها التي كانت تصر على رحيل الاسد لانهاء النزاع الدموي السوري، ورئيسها نفسه رجب طيب اردوغان الذي رأى ان الاسد اشد خطرا من تنظيم الدولة وان النظام السوري يشكل تهديدا للمنطقة ولامنها ,بات يرى في بقاء الاسد املا في التوصل الى حل ينهي سفك الدماء. هذا التبدل في الموقف التركي حول القيادة السورية ليس وحيدا بل يرافقه تغيير ايضا في الموقف البريطاني الذي لم يعد ينادي برحيل الاسد، اما الموقف الاميركي فكان واضحا منذ بداية الصراع ان واشنطن لو كانت تريد اسقاط الاسد فالنتيجة كانت لتكون مغايرة لما هي عليه الان، واولها انها كانت سلحت المعارضة السورية فعليا وجعلتها مهيئة لمحاربة الجيش السوري لكنها لم تأبه للمعارضين السوريين او بالاحرى استمتعت بمشاهدة السوريين يتقاتلون فيما بينهم. وهكذا بعد صراع دام لخمس سنوات، وبعد شد الحبل بين واشنطن وموسكو، بدأت بعض مقومات الاتفاق حول سوريا بين روسيا والولايات المتحدة تظهر في الافق وهي ان التسوية التفاوضية ستشمل بقاء الاسد شاء من شاء وابى من ابى وستتضمن اشراك المعارضة السورية في الحكم... ان غدا لناظره قريب.

المصدر : نور نعمة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة