يتوجه نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية وليد المعلم إلى نيويورك، بعد عطلة عيد الأضحى، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المبرمج أن يلتقي بالرئيس التشيكي ميلوش زيمان نهاية أيلول الحالي.

ويعتبر اللقاء فريداً من نوعه، فهو الأول على هذا المستوى بين مسؤول سوري وزعيم دولة في الاتحاد الأوروبي وعضو في حلف شمال الأطلسي، منذ أربعة أعوام على الأقل، وهو «يستجيب لنصائح عديدة يقدمها ديبلوماسيون غربيون في دمشق، بضرورة فتح حوار على مستويات معينة مع الجانب السوي».

وقال ديبلوماسي غربي مقيم في بيروت، لـ «السفير»، إن «الخطوة مندد بها على المستوى الأوروبي العلني، لكنها مقدرة على المستوى السياسي غير المعلن».

ويعتقد ديبلوماسيون ومسؤولون في سوريا على حد سواء أن الأشهر المقبلة ستشهد لقاءات من هذا النوع، وأن القضية «باتت كيف ينزل أصحاب الرؤوس الحادة في أوروبا عن الشجرة»، وفقا لما قاله مسؤول سوري لـ «الـسفير».

وليس غريبا أن يكون زيمان أول المتقدمين لهذا الخرق، فهو رغم كونه رئيساً شرفياً، إلا أن لتحركه وتصريحاته مدلولات على اتجاه عام في أوروبا. وسبق الرجلُ زملاءَه في القارة العجوز إلى «تشخيص القلق الأوروبي من التطرف الإسلامي»، الأمر الذي دفع بالسعودية إلى «تجميد التعاون الاقتصادي مع تشيكيا» بعد وصف مسؤوليها تصريحات الرجل بأنها «معادية للإسلام». كما اعتبر بان روسيا خط متقدم للدفاع عن «قيم أوروبا في وجه التطرف الإسلامي».

ويلتقي المعلم وزيمان في 29 الشهر الحالي، وذلك بعد أن يلقي خطاب سوريا أمام الجمعية العامة، والذي «سيأتي منسجماً مع التطورات الأخيرة في الأزمة السورية». وسيجدد المعلم تأييد الدولة السورية لمبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع تشديده على ضرورة اعتبار مكافحة الإرهاب أولوية.

وأبدت دمشق موافقتها على مبادرة المبعوث الأممي الذي تبدأ مجموعات عمله محادثاتها منتصف الشهر المقبل في جنيف، على أن تقتصر النقاشات على «عصف فكري لا يقود إلى مقترحات أو استنتاجات» وفقا للفهم السوري الرسمي، ولكن بما يساعد على تكوين تصور «يفيد الأطراف الإقليمية والدولية في عقد جنيف 3» ربما قبل نهاية العام.

كما ستساعد النقاشات في «تمرير الوقت بانتظار هذا النضوج الإقليمي والدولي للتسوية» الذي ظهرت ملامحه في تراجع دول عديدة عن مواقفها، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بعدم «اشتراطها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد خلال مدة زمنية معينة، واقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية».

ويقدر خبراء في سوريا أن تقدم الروس الميداني على الساحة السورية، سيساعد في تحسين الموقف التفاوضي للطرفين أيضاً. وقال مصدر سوري، لـ «السفير» إن الروس «قاموا بخطوتهم الكبيرة والمؤثرة في الوقت الذي كان الجميع يشعر بالإنهاك»، الأمر الذي يعطيهم قدرة متقدمة على العمل، «كما أن خطوتهم تأتي في الوقت الذي يريد الأوربيون والأميركيون حلاً، لكنهم غير قادرين على تحقيق استدارة سريعة». ورغم أن الروس بنوا قرارهم على معطيات أخرى، إلا أن «توقيت التحرك كان أكثر من صائب».

  • فريق ماسة
  • 2015-09-22
  • 11231
  • من الأرشيف

لقاء المعلّم ورئيس تشيكيا: هل يفتح نافذة أوروبية؟

يتوجه نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية وليد المعلم إلى نيويورك، بعد عطلة عيد الأضحى، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المبرمج أن يلتقي بالرئيس التشيكي ميلوش زيمان نهاية أيلول الحالي. ويعتبر اللقاء فريداً من نوعه، فهو الأول على هذا المستوى بين مسؤول سوري وزعيم دولة في الاتحاد الأوروبي وعضو في حلف شمال الأطلسي، منذ أربعة أعوام على الأقل، وهو «يستجيب لنصائح عديدة يقدمها ديبلوماسيون غربيون في دمشق، بضرورة فتح حوار على مستويات معينة مع الجانب السوي». وقال ديبلوماسي غربي مقيم في بيروت، لـ «السفير»، إن «الخطوة مندد بها على المستوى الأوروبي العلني، لكنها مقدرة على المستوى السياسي غير المعلن». ويعتقد ديبلوماسيون ومسؤولون في سوريا على حد سواء أن الأشهر المقبلة ستشهد لقاءات من هذا النوع، وأن القضية «باتت كيف ينزل أصحاب الرؤوس الحادة في أوروبا عن الشجرة»، وفقا لما قاله مسؤول سوري لـ «الـسفير». وليس غريبا أن يكون زيمان أول المتقدمين لهذا الخرق، فهو رغم كونه رئيساً شرفياً، إلا أن لتحركه وتصريحاته مدلولات على اتجاه عام في أوروبا. وسبق الرجلُ زملاءَه في القارة العجوز إلى «تشخيص القلق الأوروبي من التطرف الإسلامي»، الأمر الذي دفع بالسعودية إلى «تجميد التعاون الاقتصادي مع تشيكيا» بعد وصف مسؤوليها تصريحات الرجل بأنها «معادية للإسلام». كما اعتبر بان روسيا خط متقدم للدفاع عن «قيم أوروبا في وجه التطرف الإسلامي». ويلتقي المعلم وزيمان في 29 الشهر الحالي، وذلك بعد أن يلقي خطاب سوريا أمام الجمعية العامة، والذي «سيأتي منسجماً مع التطورات الأخيرة في الأزمة السورية». وسيجدد المعلم تأييد الدولة السورية لمبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع تشديده على ضرورة اعتبار مكافحة الإرهاب أولوية. وأبدت دمشق موافقتها على مبادرة المبعوث الأممي الذي تبدأ مجموعات عمله محادثاتها منتصف الشهر المقبل في جنيف، على أن تقتصر النقاشات على «عصف فكري لا يقود إلى مقترحات أو استنتاجات» وفقا للفهم السوري الرسمي، ولكن بما يساعد على تكوين تصور «يفيد الأطراف الإقليمية والدولية في عقد جنيف 3» ربما قبل نهاية العام. كما ستساعد النقاشات في «تمرير الوقت بانتظار هذا النضوج الإقليمي والدولي للتسوية» الذي ظهرت ملامحه في تراجع دول عديدة عن مواقفها، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بعدم «اشتراطها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد خلال مدة زمنية معينة، واقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية». ويقدر خبراء في سوريا أن تقدم الروس الميداني على الساحة السورية، سيساعد في تحسين الموقف التفاوضي للطرفين أيضاً. وقال مصدر سوري، لـ «السفير» إن الروس «قاموا بخطوتهم الكبيرة والمؤثرة في الوقت الذي كان الجميع يشعر بالإنهاك»، الأمر الذي يعطيهم قدرة متقدمة على العمل، «كما أن خطوتهم تأتي في الوقت الذي يريد الأوربيون والأميركيون حلاً، لكنهم غير قادرين على تحقيق استدارة سريعة». ورغم أن الروس بنوا قرارهم على معطيات أخرى، إلا أن «توقيت التحرك كان أكثر من صائب».

المصدر : السفير / زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة