الجيش المصري يزود نظيره السوري بذخائر ومعدات عسكرية، والدول التي تملك إمكانيات زعزعة الاستقرار في سوريا لديها مشاكلها، فتركيا والسعودية منهمكتان حاليا بمشاكل وجودية الاولى مع الأكراد والثانية في اليمن.

نقل موقع العهد الاخباري عن مصادر عربية، ان الاتصالات السورية المصرية وصلت لأعلى مستوى خلال الأشهر الاربعة الماضية.. وقالت المراجع ان تحضيرات تتم حاليا لقمة مصرية - سورية في الاسابيع المقبلة، موضحة ان قرار عقد القمة اتخذ ويجري الآن البحث في التوقيت.

ولفتت المصادر إلى أن الجانب السوري ترك للمصريين اختيار الوقت المناسب لعقد هذه القمة، مذكرة بأن العلاقات المصرية السورية شهدت تطورات كبيرة خلال الاشهر المنصرمة، حيث زود الجيش المصري نظيره السوري بذخائر ومعدات عسكرية، في وقت سعت فيه القاهرة لايجاد صيغة تواصل بين الحكومة السورية وبعض اطياف "المعارضة المعتدلة".

وتأتي هذه التطورات في العلاقة المصرية السورية، على ضوء ما يحصل في المنطقة وفي سوريا، خصوصا بعد الاعلان الروسي الصريح عن الاستعداد للتدخل العسكري في سوريا لمحاربة الإرهاب، وقد انهى  الإعلان الروسي عمليا، الكلام الغربي والخليجي والتركي عن منطقة عازلة في الشمال السوري او عن عملية عسكرية لإسقاط الحكومة والدولة في دمشق.

أما الغرب من جهته فقد رحب بإعلان روسيا عن استعدادها للتدخل العسكري في سوريا، وهذه الطريقة التي استقبلت فيها الدول الغربية الإعلان الروسي تشير الى أن هناك صفحة جديدة من العلاقات سوف تبدأ بين الطرفين، وهذا ما تؤكده مصادر العاصمة الفرنسية باريس.

كما تعمل الدول الغربية بوضوح لحل سياسي سريع ينهي الحرب على سوريا، التي بدأت تهدد الامن الاوروبي بعد موجات اللاجئين الاخيرة.. وخير برهان على ذلك تصريح وزير الخارجية الألماني فرانك مارتن شتاينماير نهاية الاسبوع الماضي حين دعا جميع الفرقاء ذوي الصلة ومن بينهم الولايات المتحدة الاميركية لوضع مصالحهم الوطنية حاليا جانبا والعمل الجدي لحل هذه الأزمة.

وفي هذا الاطار، كشفت مصادر فرنسية، لـ"العهد"، أن اللقاءات الاخيرة التي عقدها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في برلين ولندن ناقش فيها مع حلفاء الولايات المتحدة الاساسيين في اوروبا، تحضيرات الغربيين لمفاوضات مكثفة ستجمع كل الفرقاء المعنيين في الازمة السورية ( روسيا، ايران، السعودية، تركيا).

وافادت المصادر الفرنسية أن هذه الاجتماعات ستعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع تشرين الأول/ اكتوبر المقبل.

أمر آخر سيساهم في الاسراع بتنفيذ قرار التواصل المصري السوري، هو التغييرات الكبرى التي تجري على الارض السورية، والتي انهت استراتيجية اميركية عمرها عشر سنوات لاسقاط النظام في دمشق، بعد إعلان روسيا عن قرارها بالتدخل عسكريا في سوريا من أجل محاربة الإرهاب.

فضلا عن هذا كله فإن السيناريو الإقليمي الذي قادته كل من قطر وتركيا والسعودية لإسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قد انتهى مفعوله هو الآخر بفعل هذا الإعلان الروسي، والدول التي تملك إمكانيات زعزعة الاستقرار في سوريا لديها مشاكلها فتركيا والسعودية منهمكتان حاليا بمشاكل وجودية الاولى مع الأكراد والثانية في اليمن، بينما لا يبدو حال قطر افضل وهي التي عولت كثيرا على الاخوان المسلمين في تحريك الربيع العربي، في وقت راجعت القاهرة أمام هذا التغير الجذري موقفها واستدارت نحو موسكو واتخذت قرارها بعودة العلاقات بينها وبين سوريا التي تعتبرها سدا منيعا لحماية مصر من الموجة التكفيرية الزاحفة الى المنطقة.
  • فريق ماسة
  • 2015-09-24
  • 7814
  • من الأرشيف

قمة سورية – مصرية مرتقبة على وقع التغييرات الاقليمية والدولية

الجيش المصري يزود نظيره السوري بذخائر ومعدات عسكرية، والدول التي تملك إمكانيات زعزعة الاستقرار في سوريا لديها مشاكلها، فتركيا والسعودية منهمكتان حاليا بمشاكل وجودية الاولى مع الأكراد والثانية في اليمن. نقل موقع العهد الاخباري عن مصادر عربية، ان الاتصالات السورية المصرية وصلت لأعلى مستوى خلال الأشهر الاربعة الماضية.. وقالت المراجع ان تحضيرات تتم حاليا لقمة مصرية - سورية في الاسابيع المقبلة، موضحة ان قرار عقد القمة اتخذ ويجري الآن البحث في التوقيت. ولفتت المصادر إلى أن الجانب السوري ترك للمصريين اختيار الوقت المناسب لعقد هذه القمة، مذكرة بأن العلاقات المصرية السورية شهدت تطورات كبيرة خلال الاشهر المنصرمة، حيث زود الجيش المصري نظيره السوري بذخائر ومعدات عسكرية، في وقت سعت فيه القاهرة لايجاد صيغة تواصل بين الحكومة السورية وبعض اطياف "المعارضة المعتدلة". وتأتي هذه التطورات في العلاقة المصرية السورية، على ضوء ما يحصل في المنطقة وفي سوريا، خصوصا بعد الاعلان الروسي الصريح عن الاستعداد للتدخل العسكري في سوريا لمحاربة الإرهاب، وقد انهى  الإعلان الروسي عمليا، الكلام الغربي والخليجي والتركي عن منطقة عازلة في الشمال السوري او عن عملية عسكرية لإسقاط الحكومة والدولة في دمشق. أما الغرب من جهته فقد رحب بإعلان روسيا عن استعدادها للتدخل العسكري في سوريا، وهذه الطريقة التي استقبلت فيها الدول الغربية الإعلان الروسي تشير الى أن هناك صفحة جديدة من العلاقات سوف تبدأ بين الطرفين، وهذا ما تؤكده مصادر العاصمة الفرنسية باريس. كما تعمل الدول الغربية بوضوح لحل سياسي سريع ينهي الحرب على سوريا، التي بدأت تهدد الامن الاوروبي بعد موجات اللاجئين الاخيرة.. وخير برهان على ذلك تصريح وزير الخارجية الألماني فرانك مارتن شتاينماير نهاية الاسبوع الماضي حين دعا جميع الفرقاء ذوي الصلة ومن بينهم الولايات المتحدة الاميركية لوضع مصالحهم الوطنية حاليا جانبا والعمل الجدي لحل هذه الأزمة. وفي هذا الاطار، كشفت مصادر فرنسية، لـ"العهد"، أن اللقاءات الاخيرة التي عقدها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في برلين ولندن ناقش فيها مع حلفاء الولايات المتحدة الاساسيين في اوروبا، تحضيرات الغربيين لمفاوضات مكثفة ستجمع كل الفرقاء المعنيين في الازمة السورية ( روسيا، ايران، السعودية، تركيا). وافادت المصادر الفرنسية أن هذه الاجتماعات ستعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع تشرين الأول/ اكتوبر المقبل. أمر آخر سيساهم في الاسراع بتنفيذ قرار التواصل المصري السوري، هو التغييرات الكبرى التي تجري على الارض السورية، والتي انهت استراتيجية اميركية عمرها عشر سنوات لاسقاط النظام في دمشق، بعد إعلان روسيا عن قرارها بالتدخل عسكريا في سوريا من أجل محاربة الإرهاب. فضلا عن هذا كله فإن السيناريو الإقليمي الذي قادته كل من قطر وتركيا والسعودية لإسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قد انتهى مفعوله هو الآخر بفعل هذا الإعلان الروسي، والدول التي تملك إمكانيات زعزعة الاستقرار في سوريا لديها مشاكلها فتركيا والسعودية منهمكتان حاليا بمشاكل وجودية الاولى مع الأكراد والثانية في اليمن، بينما لا يبدو حال قطر افضل وهي التي عولت كثيرا على الاخوان المسلمين في تحريك الربيع العربي، في وقت راجعت القاهرة أمام هذا التغير الجذري موقفها واستدارت نحو موسكو واتخذت قرارها بعودة العلاقات بينها وبين سوريا التي تعتبرها سدا منيعا لحماية مصر من الموجة التكفيرية الزاحفة الى المنطقة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة