بات حزب الله يتحكّم بمفاصل القوة كافة في مدينة الزبداني التي باتت تتآكل فيها سيطرة المسلحين أكثر وأكثر. تتقاطع المعلومات حول تركز المعارك الحالية في وسط المدينة والاحياء المجاورة للوسط من الجزئين الشرقي والغربي وسط محاولات من المسلحين للاعتماد على حلفائهم في الخارج من فك الحصار عنهم.

 

هي المعارك الأشرس التي تدور حالياً، فالمسلحون الذين يتمركزون في الجزء الأوسط في المدينة بقطر يبلغ من 1 إلى 1.2 كلم مربع، يعملون على الإستمرار في الصمود امام قوة الجيش السوري وحزب الله التي تتمدّد بشكلٍ واضح. التمدّد الجديد تمثّل بالسيطرة على كامل حي النابوع اليوم بعد السيطرة على ما تبقى من الجزء الشمالي منه ليضيق الخناق أكثر، في وقتٍ تدور معارك على أطراف الوسط في الأحياء الفرعية وكتل الأبنية التي تعمل المقاومة على قضمها في عمليات دقيقة.

 

الزبداني بالمعني العسكري للكلمة سقطت، وإعلان السقوط الرسمي مناط بمصير المسلحين في الوسط ومدى ثباتهم هناك، هؤلاء، يتضح أنهم يعانون، فهم لجأوا في اليومين الماضيين لمحاولة التسلّل من الوسط نحو الجزء الشمالي الشرقي من المدينة عبر أنفاق مجاري صحّية من أجل الإلتفاف على عناصر المقاومة اولاً، وثانياً من أجل الخروج من عنق الزجاجة التي حُصروا فيها وسط المدينة، وهو أمر بات واضحاً انه ينقل المعارك من الوسط إلى الأطراف، وهو على ما تؤكد مصادر “دليل ضعف يظهر ضيق الحال لديهم”.

 

ما بعد الزبداني ليس كما قبلها، فمعركة الشريط الحدودي مع لبنان، يظهر انها لن تنتهي بإنتهاء معركة الزبداني بل انّ الأمر مرشّح للتصعيد مع إنسداد أفق الحل وإنهيار جولتين من المباحثات. تؤكد مصادر “الحدث نيوز”، ان الجولة الجديدة التي كان من المزمع ان تبدأ في الأيام الماضية في تركيا بين الوفود المفاوضة من المسلحين بعد ان عدّلوا على ممثليهم، وبين الوفد الإيراني الذي يستلم دفة التفاوض بوساطة تركية، دخلت في موتٍ سريري بسبب إنتهاء الهدنة وإنهيار مشروع المصالحة في مدينة مضايا القريبة التي إتخذت في الايام الماضية وبشكلٍ كثيف، كمنطلقات للهجوم على نقاط تابعة للجيش السوري على تخوم الزبداني، لا بل مشاركة مسلحين منها في الغزوة الفاشلة في الجزء الشمالي الشرقي من الزبداني قبل ايام. تحرك الميدان في مضايا نتج عنه ردّة فعل أقوى من الجيش السوري الذي عزّز من عمليات قصفه على المدينة.

 

وتؤكد المعلومات المتقاطعة وتلك الواردة لـ “الحدث نيوز”، ان وجهة حزب الله والجيش السوري في المعركة المقبلة ستكون مضايا بعد ان إنهار إتفاق المصالحة بشكلٍ كامل هناك وخرجت حالة التهدئة عن السيطرة بعد النشاط المسلح الكثيف فيها على عكس ما كان متفقاً عليه سابقاً مع الدولة عبر لجان المصالحة. وعلى ما يبدو، فإن المدينة التي تتقاسم السيطرة عليها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، باتت تتحصر للسيناريو القادم مع إدراكها لما يترتب على أفعالها، خاصة بعد ان لوحظ رفع قوات المقاومة والجيش السوري لوتيرة ضربات المدفعية والضربات الجوية المركزة على المدينة والتي تستهدف نقاط تجمع للمسلحين وحواجز ومقار عسكرية ونقاط أمنية، والتي أضحت عملاً يومياً.

 

وبحسب مصادر “الحدث نيوز”، فإن المقاومة رصدت في الأيام الماضية نشاطاً مسلحاً عالياً في مضايا وعمليات تدعيم للتحصينات العسكرية، لكن الخطير في الأمر، ان الميليشيات المسلحة تمنع أهالي مضايا الذين يعتبرون من النازحين من الزبداني بأغلبهم، يمنعونهم من الخروج من المدينة، وهو أمر يتضح انه محاولة لإتخاذهم دروعاً بشرية بغاية كبح جماح المقاومة والجيش السوري من المباشرة بعملية عسكرية هناك.

 

ومن المعلوم ان مضايا تحوي في داخلها نحو 35 الف مدني سوري من المهجرين من مناطق الزبداني ومحيطها وهو ينتشرون في كافة أحياء المدينة كما ان غالبية عائلات مسلحي الزبداني يقيمون في مضايا. أعداد المدنيين في الداخل من الطبيعي ان تشكل عامل ضغط على المقاومة التي ستبحث قبل المباشرة بأي عمل عسكري، مصير هؤلاء وكيفية إخراجهم.

  • فريق ماسة
  • 2015-09-17
  • 14037
  • من الأرشيف

بعد الزبداني.. حزب الله إلى جبهة جديدة!

بات حزب الله يتحكّم بمفاصل القوة كافة في مدينة الزبداني التي باتت تتآكل فيها سيطرة المسلحين أكثر وأكثر. تتقاطع المعلومات حول تركز المعارك الحالية في وسط المدينة والاحياء المجاورة للوسط من الجزئين الشرقي والغربي وسط محاولات من المسلحين للاعتماد على حلفائهم في الخارج من فك الحصار عنهم.   هي المعارك الأشرس التي تدور حالياً، فالمسلحون الذين يتمركزون في الجزء الأوسط في المدينة بقطر يبلغ من 1 إلى 1.2 كلم مربع، يعملون على الإستمرار في الصمود امام قوة الجيش السوري وحزب الله التي تتمدّد بشكلٍ واضح. التمدّد الجديد تمثّل بالسيطرة على كامل حي النابوع اليوم بعد السيطرة على ما تبقى من الجزء الشمالي منه ليضيق الخناق أكثر، في وقتٍ تدور معارك على أطراف الوسط في الأحياء الفرعية وكتل الأبنية التي تعمل المقاومة على قضمها في عمليات دقيقة.   الزبداني بالمعني العسكري للكلمة سقطت، وإعلان السقوط الرسمي مناط بمصير المسلحين في الوسط ومدى ثباتهم هناك، هؤلاء، يتضح أنهم يعانون، فهم لجأوا في اليومين الماضيين لمحاولة التسلّل من الوسط نحو الجزء الشمالي الشرقي من المدينة عبر أنفاق مجاري صحّية من أجل الإلتفاف على عناصر المقاومة اولاً، وثانياً من أجل الخروج من عنق الزجاجة التي حُصروا فيها وسط المدينة، وهو أمر بات واضحاً انه ينقل المعارك من الوسط إلى الأطراف، وهو على ما تؤكد مصادر “دليل ضعف يظهر ضيق الحال لديهم”.   ما بعد الزبداني ليس كما قبلها، فمعركة الشريط الحدودي مع لبنان، يظهر انها لن تنتهي بإنتهاء معركة الزبداني بل انّ الأمر مرشّح للتصعيد مع إنسداد أفق الحل وإنهيار جولتين من المباحثات. تؤكد مصادر “الحدث نيوز”، ان الجولة الجديدة التي كان من المزمع ان تبدأ في الأيام الماضية في تركيا بين الوفود المفاوضة من المسلحين بعد ان عدّلوا على ممثليهم، وبين الوفد الإيراني الذي يستلم دفة التفاوض بوساطة تركية، دخلت في موتٍ سريري بسبب إنتهاء الهدنة وإنهيار مشروع المصالحة في مدينة مضايا القريبة التي إتخذت في الايام الماضية وبشكلٍ كثيف، كمنطلقات للهجوم على نقاط تابعة للجيش السوري على تخوم الزبداني، لا بل مشاركة مسلحين منها في الغزوة الفاشلة في الجزء الشمالي الشرقي من الزبداني قبل ايام. تحرك الميدان في مضايا نتج عنه ردّة فعل أقوى من الجيش السوري الذي عزّز من عمليات قصفه على المدينة.   وتؤكد المعلومات المتقاطعة وتلك الواردة لـ “الحدث نيوز”، ان وجهة حزب الله والجيش السوري في المعركة المقبلة ستكون مضايا بعد ان إنهار إتفاق المصالحة بشكلٍ كامل هناك وخرجت حالة التهدئة عن السيطرة بعد النشاط المسلح الكثيف فيها على عكس ما كان متفقاً عليه سابقاً مع الدولة عبر لجان المصالحة. وعلى ما يبدو، فإن المدينة التي تتقاسم السيطرة عليها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، باتت تتحصر للسيناريو القادم مع إدراكها لما يترتب على أفعالها، خاصة بعد ان لوحظ رفع قوات المقاومة والجيش السوري لوتيرة ضربات المدفعية والضربات الجوية المركزة على المدينة والتي تستهدف نقاط تجمع للمسلحين وحواجز ومقار عسكرية ونقاط أمنية، والتي أضحت عملاً يومياً.   وبحسب مصادر “الحدث نيوز”، فإن المقاومة رصدت في الأيام الماضية نشاطاً مسلحاً عالياً في مضايا وعمليات تدعيم للتحصينات العسكرية، لكن الخطير في الأمر، ان الميليشيات المسلحة تمنع أهالي مضايا الذين يعتبرون من النازحين من الزبداني بأغلبهم، يمنعونهم من الخروج من المدينة، وهو أمر يتضح انه محاولة لإتخاذهم دروعاً بشرية بغاية كبح جماح المقاومة والجيش السوري من المباشرة بعملية عسكرية هناك.   ومن المعلوم ان مضايا تحوي في داخلها نحو 35 الف مدني سوري من المهجرين من مناطق الزبداني ومحيطها وهو ينتشرون في كافة أحياء المدينة كما ان غالبية عائلات مسلحي الزبداني يقيمون في مضايا. أعداد المدنيين في الداخل من الطبيعي ان تشكل عامل ضغط على المقاومة التي ستبحث قبل المباشرة بأي عمل عسكري، مصير هؤلاء وكيفية إخراجهم.

المصدر : الحدث نيوز / عبدالله قمح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة