دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بهذه المرحلة تحديدآ من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية نستطيع أن نرسم خطوط عامة لكافة الاحداث التي عشنا تفاصيلها بالساعات و بالاسابيع والاشهر القليلة الماضية، ولنبدأ برسم هذه الخطوط العامة ، من خلال تطورات احداث وابعاد وخلفيات "العدوان الصهيوني على مدينة القنيطرة السورية" .
عاد من جديد الكيان الصهيوني ليمارس دوره القديم الجديد في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لاهدافه واستراتيجياته للمؤامرة القديمة الجديدة على الدولة السورية بكل أركانها، وخصوصآ بعد أن قام الطيران الصهيوني بضرب مجموعة مواقع عسكرية ومدنية داخل الاراضي السورية وتحديدآ بمدينة القنيطرة جنوب سورية ، هذا العدوان الصهيوني لا يوضع الا بخانة دعم المجاميع المسلحة المتطرفة والتي شارفت جميع حصونها وبؤرها على الانهيار، خصوصآ في ظل تصاعد دراماتيكي لقوة صمود الدولة السورية ، ومع بروز مؤشرات انتصارها على هذه المؤامرة الكبرى ، وبعد الصمود الأسطوري على الارض للجيش العربي السوري ، وانهيار البؤر الارهابية بعدد من المناطق ، واتساع حجم انتشار استراتيجية المصالحة الوطنية والمجتمعية بالدولة السورية بالكثير من مناطق الجغرافيا السورية.
وهنا نقرأ بخلفيات وأبعاد العدوان ،فبعد فشل وكلاء الكيان الصهيوني ومجاميعهم المسلحة باستراتيجية مسك الارض بسورية والتقدم فنرى ان حصونهم تنهار واحده تلوا الاخرى تحت ضربات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة، بدمشق والقلمون والزبداني ، و بريفي حماة الشمالي والغربي- وريف ادلب الغربي ،وبدرعا والقنيطرة وريف اللأذقية الشمالي ،وو،الخ ،ومن هنا تيقن الكيان الصهيوني وقادته ان الرهان على وكلائهم وأدواتهم على الارض السورية هو رهان فاشل وخاصة بعد معركة "الزبداني" التي كانو يراهنوا على نتائجها ، لتنهار كل رهاناتهم بعمليات نوعية وخاطفة للجيش العربي السوري وقوى المقاومة بعموم مناطق الزبداني وها هي طلائع الجيش العربي السوري وقوى المقاومة قد شارفت على حسم المعركة ببلدة الزبداني ، ومن هنا قرر الصهاينة التدخل مباشرة في سير المعارك على الارض،لأنقاذ أدواتهم ومجاميعهم المسلحة ورفع معنوياتهم المنهارة ،ولفرض واقع جديد عسكري وسياسي بما يخص فصول الحرب على سورية.
الصهاينة بدورهم حاولوا وما زالوا يحاولون المس بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة السورية ، فالكيان الصهيوني اظهر منذ بداية الحدث السوري رغبته الجامحه في سقوط سورية بأتون الفوضى، ودفع كثيرآ بأتجاه انهيار نظامها السياسي فكان له صولات وجولات في هذا السياق فليس اولها ضرب جمرايا اسنادآ للجماعات المتطرفه في دمشق في محاولة يائسة حينها لاسقاط دمشق وليس اخرها ماجرى من احداث بالقنيطرة ، واسناد المتطرفين بحربهم ضد الجيش العربي السوري والاشتراك بشكل مباشر بمجريات المعركة في الجنوب السوري.
بعد معارك أرياف القنيطره الاخيرة ، مرورآ بعاصفة الجنوب ومعارك أرياف درعا، انطلاقآ إلى معارك تلال المال و الحارة الاستراتيجيان وصولآ إلى المعارك التي دارت حول معبر نصيب الحدودي مع الاردن، إلى معارك جبل الشيخ، ووصولآ الى معارك ريف درعا الغربي، فهذه المعارك بمجموعها توضح أن هذه المعارك تدار برؤية أستراتيجية صهيونية بالشراكة مع من يدير هذه المجاميع المسلحة المتطرفة .
ومع هذا الدعم والتمويل والكم الهائل من الامداد اللوجستي الذي يقوم به الصهاينة من خلال دعم المجاميع المسلحة المتطرفة بالمال والسلاح ،بأت واضحآ ان الهدف من هذا الدعم هو رفع معنويات سقطت تحت ضربات الجيش العربي السوري ، واليوم هم يحاولون قدر الامكان اخراج هذه المجاميع المسلحة من غرف الانعاش التي وضعتهم فيها قصة وملحمة الصمود للدولة السورية بكل اركانها ، وكل هذه المحاولات لن تؤثر ولن تثني من عزيمة الدولة السورية المصرة على قطع دابر الارهاب وداعمية ومحركية وممولية عن الارض السورية.
لقد كان الرد السوري على كل هذه العمليات الصهيونية التي دعمت وما زالت تدعم هذه المجاميع المسلحة "المتطرفة" واضحآ من خلال مايجري من حسم سريع للجيش العربي السوري وقوى المقاومة بالزبداني والقلمون ودرعا و بريفي حماة الشمالي والغربي- وريف ادلب الغربي وو،الخ ،ومن جهة أخرى بأت واضحآ بالفترة الاخيرة أن الجيش العربي السوري قد أستعاد زمام المبادرة بمعارك أرياف القنيطرة ودرعا،بعد فشل سلسلة العواصف بالجنوب السوري من تحقيق اهدافها ، ومن هنا قرر الكيان الصهيوني التدخل مباشرة في سير المعارك على الارض وخصوصآ بالجبهة الجنوبية السورية.
ختامآ ،لكل من يتحدث بلغة عجر الدولة السورية عن الرد ، فالدولة السورية اليوم ليست عاجزه عن الرد على أي عدوان خارجي و"سترد قريبآ "،ولكنها تعرف أسس الرد وحجم الرد ومكان الرد وليس بالضرورة ان ترد بنفسها فـ"محور المقاومة حاضر وجاهز "، والدولة السورية بدورها تعلم جيدآ أن معركة هذه الكيانات الوظيفية الطارئة على المنطقة مع الدولة السورية لن تنتهي مادامت هذه الكيانات لها أدوات على الارض السورية ، لذلك اليوم تؤمن الدولة السورية بأن حجم انجازتها على الارض واستمرار معارك تطهير سورية من رجس الارهاب وبالتوازي مع ذلك السير بمسيرة الاصلاح والتجديد للدولة السورية مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية ، هو الرد الافضل والاكثر تأثيرآ اليوم على هذه الكيانات الطارئة و الوظيفية بالمنطقة ، وبقدر صمود سورية وضربها لأفة الارهاب والعمل على اجتثاثها من الارض السورية ، بقدرمايكون حجم الرد اقوى على هذه الكيانات والذي بدوره سيعجل من سقوط هذه الكيانات الطارئة على المنطقة ،اجلآ ام عاجلآ .....
المصدر :
الماسة السورية/هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة