دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يوحي النشاط الدبلوماسي الإقليمي والدولي المكثف الذي يجري حالياً، بأن إيران تريد التأكيد أن موقفها بعد توقيع الاتفاق النووي ما زال ثابتاً بدعم سورية وأن سياستها تقوم على إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام، وكذلك روسيا الاتحادية، على حين يبدو من مجريات هذا الحراك أن فكرة الحل السياسي السلمي تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تنضج لدى بعض الدول العربية والإقليمية، رغم أن هذه الفكرة نضجت لدى الكثير من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وهو الأمر الذي دلت عليه تصريحات مسؤولين في البلدين.
فبعد قرابة الشهر من توقيع إيران للاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة زائد واحد، أعلنت عن مبادرتها المعدلة لحل الأزمة السورية بالطرق السياسية السلمية، وليقوم بعد ذلك وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بجولة إقليمية شملت حتى الآن بيروت التي سيتوجه منها إلى دمشق اليوم في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد ونائب رئيس مجلس الوزراء وليد المعلم.
وحسب مصادر دبلوماسية إيرانية تحدثت لـ«الوطن»، فإن جولة ظريف الحالية تهدف إلى تسويق المبادرة الإيرانية وخلال زيارته لدمشق سيتشاور مع القيادة السورية بشأنها، موضحة أن زيارة دمشق تعني فيما تعنيه إعلاناً لمواصلة إيران دعمها لسورية بعد التوقيع على الاتفاق النووي، وهو ما يدحض ما ذهبت إليه بعض التحليلات بأن توقيع الاتفاق عبارة عن صفقة تمت بين طهران والغرب رضخت بموجبها طهران لمطالب الغرب بالتخلي عن دعم سورية.
المصادر أوضحت أن إيران أكدت مؤخراً استعدادها للتعاون والتحاور مع أي دولة تريد إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ولو كانت السعودية.
في المقابل أوضحت زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى موسكو والتصريحات التي أطلقت خلالها، أنه ما زال هناك فجوة بين موقفي البلدين فيما يتعلق وحل الأزمة السورية، وهو ما دل عليه تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الجبير بأن هناك خلافات بين روسيا والسعودية بشأن تطبيق بنود بيان جنيف1 ولكن أغلب المواقف متقاربة، وتوضحيه أن النقاش حول المبادرة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء حلف إقليمي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي سيتواصل، وانه تم الاتفاق على مواصلة التفكير في الخطوات التي يجب اتخاذها لخلق الظروف المواتية لاستئناف الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة السورية بجميع أطيافها برعاية المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا. تصريحات الجبير أيضاً جاءت لتؤكد وجود هذه الفجوة في موقف البلدين بقوله: إن السعودية «لن تتعاون مع النظام في دمشق»، وكذلك قوله: إنه «فيما يتعلق بتحالف تشارك فيه السعودية إلى جانب الحكومة السورية فهو مستبعد وليس جزءاً من خططنا». وما يدل على التباعد الكبير في موقف البلدين تأكيد الجبير أن «موقفنا لم يتغير (…) ليس هناك مكان (للرئيس بشار) الأسد في مستقبل سورية»، الأمر الذي رد عليه لافروف، بإعادة التأكيد على أن الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الرئيس الأسد، وقوله: إن «القرار حول جميع قضايا التسوية ومن بينها ما يتعلق بإجراءات المرحلة الانتقالية والإصلاحات السياسية، يجب أن يتخذه السوريون أنفسهم».
واللافت كان أمس إعلان الخارجية الإيرانية في بيان لها عن تأجيل زيارة ظريف المقررة إلى أنقرة إلى موعد لاحق والتي كانت مقررة ضمن جولته الحالية، وذلك من دون أن يكشف البيان عن سبب التأجيل أو الموعد الجديد للزيارة. وكان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، نظيره الإيراني ظريف، أمس، على المستويين الثنائي والوفود، لبحث مسائل بين البلدين، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
المصادر الدبلوماسية علقت على ذلك بالقول: «تركيا غيرت من سياستها اتجاه سورية نوعا ما بضغط من الولايات المتحدة الأميركية»، لكن أنقرة حتى الآن لم تفهم أو تستوعب التغيير الحاصل على المستوى الدولي.
وتلفت المصادر الدبلوماسية الإيرانية إلى أن لتركيا وإيران مواقف متباينة حيال الأزمة في سورية، فطهران تريد حل الأزمة بالطرق السياسية السلمية على حين تدعو تركيا إلى إسقاط النظام في سورية بشتى الوسائل.
وفي نهاية تموز الماضي طالبت إيران باحترام «السيادة الوطنية» للدول في مكافحة الإرهاب بعدما أطلقت تركيا حملتها الجوية ضد أهداف لتنظيم داعش الإرهابي في سورية وحزب العمال الكردستاني.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة