«تحركت» الجبهة التركية في الداخل والخارج. وكان في مقدمها الاتفاق العسكري بين أنقرة وواشنطن حول استخدام قاعدة انجيرليك من جانب طائرات التحالف الدولي ضد «داعش» وأخواته.

وبالفعل فقد بدأ استخدام القاعدة فعليا منتصف الأسبوع الماضي، حيث أعلن «البنتاغون» شن أول غارة أميركية على قواعد تابعة لـ «داعش» في سوريا انطلاقا في انجيرليك.

 الاتفاق الذي أعلن تحوطه تساؤلات عديدة:

1 ـ لقد وقّع الاتفاق منتصف تموز، أي قبل تفجير سوروتش الذي حصل في العشرين من تموز. ولهذا أهميته، إذ إن رئيس الحكومة التركية أحمد داود اوغلو قال إن السبب في إعلان «الحرب» التركية على «داعش» كان تفجير سوروتش وقتل «داعش» لأحد الضباط الأتراك عبر الحدود السورية. وهذا أيضاً حصل بعد تفجير سوروتش. وهذا يطرح علامات استفهام حول تبريرات تركيا للحرب على «داعش»، كونه في الحقيقة استجابة لمطلب أميركي وليس رد فعل على مجزرة سوروتش التي لم يتبنّها «داعش» حتى الآن.

٢ ـ إن القول إن تركيا قدمت القاعدة العسكرية مقابل ضوء أخضر أميركي لحرب أنقرة على «حزب العمال الكردستاني» أمر يعوزه المنطق والوقائع. صحيح أن واشنطن تضع «الكردستاني» في قائمة المنظمات الإرهابية منذ أكثر من عقدين، وساهمت في اعتقال زعيمه عبد الله أوجلان في 15 شباط العام 1999، وسلمته إلى تركيا، لكنها كانت تقف عائقا أمام ذهاب أنقرة حتى النهاية في حربها ضد «الكردستاني». إذ في وقت سابق كانت تريد مراعاة مشاعر الأكراد في شمال العراق قبل أن ينالوا «استقلالهم» الفدرالي، وواشنطن لا تنظر إلى «الكردستاني» على أنه حالة تركية فقط بل جزء من القضية الكردية عموما في الشرق الأوسط.

وواشنطن تنظر الآن إلى الحزب الكردي على أنه جزء من حالة المقاومة ضد «داعش». ولقد حارب «حزب العمال الكردستاني» وبشجاعة دفاعا عن أربيل وسنجار وغيرها من المناطق في شمال العراق عندما تقدم «داعش» في اتجاه أربيل وكان جزءا من الحرب التي وفرت الولايات المتحدة بعض الغطاء الجوي لها. أي أن القوات الأميركية كانت تحارب، إذا جاز التعبير، في الخندق نفسه حيث حارب «الكردستاني».

وإذا كانت تركيا ترى أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا هو حزب إرهابي، مثل شقيقه التوأم «حزب العمال الكردستاني»، فإن واشنطن لا تنظر إلى الحزب الكردي في سوريا سوى انه حزب مناضل ضد «داعش» وليس إرهابياً، مع علمها اليقيني انه شقيق لـ «حزب العمال الكردستاني». وتعرف تماماً أن مقاتلي «الكردستاني» كانوا شركاء أساسيين في الدفاع عن عين العرب (كوباني) وعن تل الأبيض.

وبالتالي فإن الولايات المتحدة رغم إعلانها أن لتركيا حق الدفاع عن النفس، فإنها لم تعط أساساً الضوء الأخضر لعمليات قصف الجيش التركي ولن تكون في وارد ذلك. كل ما في الأمر أن واشنطن تترك لأنقرة بعض «فش الخلق» لعلمها استحالة القضاء على «حزب العمال الكردستاني»، لا من جانب تركيا ولا من جانب أميركا، فهو حالة تعكس الروح الوطنية الكردية في تركيا وخارجها، ومواجهته ليست في مصلحة أميركا، وليست حتى في استراتيجياتها حيث الورقة الكردية في كل المنطقة ستبقى موضع استغلال، وهذا حصل سابقاً في العراق وحاليا في سوريا ومفتوح على مصراعيه في تركيا.

كذلك فإن إضعاف القدرة العسكرية الكردية، المتمثلة بـ «حزب العمال الكردستاني»، سيعني إضعافا للمقاتلين الأكراد في سوريا الذين يشكلون الآن العصب الأساسي، مع الجيش السوري، في محاربة «داعش». وبالتالي فإن أميركا يمكن أن تكون منزعجة من تركيز أنقرة حربها على الأكراد لأنه يحرف النظر عن الحرب الأساسية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بل يضعفها.

3- قيل إن تركيا فتحت قاعدة إنجيرليك مقابل إقامة منطقة عازلة في سوريا. وهذا يفتح على أكثر من بعد في مسألة المنطقة العازلة. حيث إن أميركا لم تكن موافقة سابقاً على ذلك، لأنه سيدخلها في تعقيدات مع روسيا وإيران الرافضتين، مع النظام السوري، لهذه المنطقة. وهي لم تبدل موقفها، لا سيما في ظل تجديد التحذيرات الروسية والإيرانية والسورية. ومن غير المنطقي في ظل تصاعد الحراك التسووي للأزمة السورية، ومنها اجتماع علي المملوك - محمد بن سلمان واللقاءات الدولية في قطر وطهران، أن تذهب واشنطن إلى خطوة تصعيدية، مثل منطقة عازلة، لم تستطع ترجمتها عندما كانت الموازين لمصلحة المحور المعادي للمحور السوري، فكيف الآن.

لكن يمكن أن تدعم الولايات المتحدة إقامة منطقة «نظيفة» من «داعش» بين جرابلس وعفرين، تكون تركيا هي الداعمة اللوجستية لها بالعدد والعتاد. وهنا كثر الحديث في الأيام الأخيرة عما كنا نشرناه السبت الماضي في «السفير» عن تحضير تركيا لإقامة شريط حدودي داخل سوريا في تلك المنطقة، بحماية آلاف من المسلحين التركمان السوريين، بحيث لا تكون أنقرة بحاجة للتدخل البري المباشر. لكن هذا المنطق في المقابل، يعني أن هناك احتلالاً تركياً غير مباشر لتلك المنطقة.

لقد جاء فتح قاعدة إنجيرليك مباشرة بعد حدثين مهمين: هزيمة رجب طيب أردوغان و «حزب العدالة والتنمية» في الانتخابات النيابية من جهة، وتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب من جهة ثانية. وجميع التصريحات التركية بعد إعلان الحرب على «داعش» وعلى «حزب العمال الكردستاني» غير مقنعة وغير مبررة. فلا مقتل جندي تركي هنا أو هناك يدفع إلى هذه الغارات الفجائية والمكثفة على جبال قنديل، ولا تفجير سوروتش وحده، ولم يتبنَّه «داعش» حتى الآن، يفسر إعلان الحرب على «الدولة الإسلامية»، خصوصا انه قبل شهر واحد من تفجير سوروتش كانت أنقرة تقول إن أكراد سوريا أخطر من «داعش» على تركيا. ومن الوقائع على وهن التبريرات التركية أن العمليات التركية ضد «داعش» كانت كاريكاتورية، فيما التركيز كان ولا يزال على قصف «الكردستاني».

كل ذلك يدفع إلى القول إن رجب طيب أردوغان اختار بملء إرادته استرضاء واشنطن ليقدم لها قاعدة إنجيرليك بصورة شبه مجانية، ليس حباً بأميركا ولكن لأنه كان يراهن على تحسين صورته في الغرب كمحارب ضد «داعش»، ولأنه كان يريد، في سياق الحرب ضد «داعش»، «قنص» تأييد الغرب لضرب الأكراد عسكرياً، ونيل غض نظرهم، على الأقل، عن التهشيم السياسي الذي يمارسه في الداخل ضد «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي. إضافة إلى أن تأخذ تركيا موقعها الجديد، ومن جديد، في إطار المنظومة الغربية الأطلسية لموازنة الانتصار الديبلوماسي الإيراني بعد الاتفاق النووي.

الهدف الأردوغاني من نيل تغطية غربية ضد الأكراد في الخارج والداخل يبقى دائما هو نفسه: استعادة السلطة منفرداً عبر انتخابات نيابية مبكرة في الخريف المقبل. ولأن الأكراد هم الذين كسروه في الانتخابات فإن العودة إلى السلطة منفرداً تتطلب كسرهم هم بالتحديد، من خلال الضغط والتهديد بإغلاق حزبهم ومحاكمة قادته فيذهبون ضعفاء إلى الانتخابات، في حين أن إضعاف «حزب العمال الكردستاني» عسكرياً يسهل على أردوغان إقامة شريط احتلال غير مباشر في شمال سوريا، بعيداً عن تهديدات الأكراد السوريين، فيخرج على الأتراك بأنه حمى الأمن القومي التركي وكسر المشروع الكردي في استكمال شريطهم داخل سوريا، فينال نسبة من أصوات القوميين الذي يؤيدون اليوم «حزب الحركة القومية».

كل الحركة التركية الحالية تعكس من جهة خشية من تعاظم خسائر أنقرة الإقليمية، ومن جهة ثانية سعياً لتوظيف كل هذا التوتير والفوضى والتهديدات والدم والدموع من أجل هدف واحد: استعادة سلطة الحزب الواحد والزعيم الواحد في انتخابات مبكرة. فهل تصح رهانات أردوغان أم تحدث المفاجأة بتشكيل حكومة جديدة تحت ضغط الخارج، أم تعيد انتخابات مبكرة النتائج نفسها؟

  • فريق ماسة
  • 2015-08-07
  • 11381
  • من الأرشيف

أردوغان يسترضي أوباما.. في الطريق إلى انتخابات مبكرة!....محمد نور الدين

«تحركت» الجبهة التركية في الداخل والخارج. وكان في مقدمها الاتفاق العسكري بين أنقرة وواشنطن حول استخدام قاعدة انجيرليك من جانب طائرات التحالف الدولي ضد «داعش» وأخواته. وبالفعل فقد بدأ استخدام القاعدة فعليا منتصف الأسبوع الماضي، حيث أعلن «البنتاغون» شن أول غارة أميركية على قواعد تابعة لـ «داعش» في سوريا انطلاقا في انجيرليك.  الاتفاق الذي أعلن تحوطه تساؤلات عديدة: 1 ـ لقد وقّع الاتفاق منتصف تموز، أي قبل تفجير سوروتش الذي حصل في العشرين من تموز. ولهذا أهميته، إذ إن رئيس الحكومة التركية أحمد داود اوغلو قال إن السبب في إعلان «الحرب» التركية على «داعش» كان تفجير سوروتش وقتل «داعش» لأحد الضباط الأتراك عبر الحدود السورية. وهذا أيضاً حصل بعد تفجير سوروتش. وهذا يطرح علامات استفهام حول تبريرات تركيا للحرب على «داعش»، كونه في الحقيقة استجابة لمطلب أميركي وليس رد فعل على مجزرة سوروتش التي لم يتبنّها «داعش» حتى الآن. ٢ ـ إن القول إن تركيا قدمت القاعدة العسكرية مقابل ضوء أخضر أميركي لحرب أنقرة على «حزب العمال الكردستاني» أمر يعوزه المنطق والوقائع. صحيح أن واشنطن تضع «الكردستاني» في قائمة المنظمات الإرهابية منذ أكثر من عقدين، وساهمت في اعتقال زعيمه عبد الله أوجلان في 15 شباط العام 1999، وسلمته إلى تركيا، لكنها كانت تقف عائقا أمام ذهاب أنقرة حتى النهاية في حربها ضد «الكردستاني». إذ في وقت سابق كانت تريد مراعاة مشاعر الأكراد في شمال العراق قبل أن ينالوا «استقلالهم» الفدرالي، وواشنطن لا تنظر إلى «الكردستاني» على أنه حالة تركية فقط بل جزء من القضية الكردية عموما في الشرق الأوسط. وواشنطن تنظر الآن إلى الحزب الكردي على أنه جزء من حالة المقاومة ضد «داعش». ولقد حارب «حزب العمال الكردستاني» وبشجاعة دفاعا عن أربيل وسنجار وغيرها من المناطق في شمال العراق عندما تقدم «داعش» في اتجاه أربيل وكان جزءا من الحرب التي وفرت الولايات المتحدة بعض الغطاء الجوي لها. أي أن القوات الأميركية كانت تحارب، إذا جاز التعبير، في الخندق نفسه حيث حارب «الكردستاني». وإذا كانت تركيا ترى أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا هو حزب إرهابي، مثل شقيقه التوأم «حزب العمال الكردستاني»، فإن واشنطن لا تنظر إلى الحزب الكردي في سوريا سوى انه حزب مناضل ضد «داعش» وليس إرهابياً، مع علمها اليقيني انه شقيق لـ «حزب العمال الكردستاني». وتعرف تماماً أن مقاتلي «الكردستاني» كانوا شركاء أساسيين في الدفاع عن عين العرب (كوباني) وعن تل الأبيض. وبالتالي فإن الولايات المتحدة رغم إعلانها أن لتركيا حق الدفاع عن النفس، فإنها لم تعط أساساً الضوء الأخضر لعمليات قصف الجيش التركي ولن تكون في وارد ذلك. كل ما في الأمر أن واشنطن تترك لأنقرة بعض «فش الخلق» لعلمها استحالة القضاء على «حزب العمال الكردستاني»، لا من جانب تركيا ولا من جانب أميركا، فهو حالة تعكس الروح الوطنية الكردية في تركيا وخارجها، ومواجهته ليست في مصلحة أميركا، وليست حتى في استراتيجياتها حيث الورقة الكردية في كل المنطقة ستبقى موضع استغلال، وهذا حصل سابقاً في العراق وحاليا في سوريا ومفتوح على مصراعيه في تركيا. كذلك فإن إضعاف القدرة العسكرية الكردية، المتمثلة بـ «حزب العمال الكردستاني»، سيعني إضعافا للمقاتلين الأكراد في سوريا الذين يشكلون الآن العصب الأساسي، مع الجيش السوري، في محاربة «داعش». وبالتالي فإن أميركا يمكن أن تكون منزعجة من تركيز أنقرة حربها على الأكراد لأنه يحرف النظر عن الحرب الأساسية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بل يضعفها. 3- قيل إن تركيا فتحت قاعدة إنجيرليك مقابل إقامة منطقة عازلة في سوريا. وهذا يفتح على أكثر من بعد في مسألة المنطقة العازلة. حيث إن أميركا لم تكن موافقة سابقاً على ذلك، لأنه سيدخلها في تعقيدات مع روسيا وإيران الرافضتين، مع النظام السوري، لهذه المنطقة. وهي لم تبدل موقفها، لا سيما في ظل تجديد التحذيرات الروسية والإيرانية والسورية. ومن غير المنطقي في ظل تصاعد الحراك التسووي للأزمة السورية، ومنها اجتماع علي المملوك - محمد بن سلمان واللقاءات الدولية في قطر وطهران، أن تذهب واشنطن إلى خطوة تصعيدية، مثل منطقة عازلة، لم تستطع ترجمتها عندما كانت الموازين لمصلحة المحور المعادي للمحور السوري، فكيف الآن. لكن يمكن أن تدعم الولايات المتحدة إقامة منطقة «نظيفة» من «داعش» بين جرابلس وعفرين، تكون تركيا هي الداعمة اللوجستية لها بالعدد والعتاد. وهنا كثر الحديث في الأيام الأخيرة عما كنا نشرناه السبت الماضي في «السفير» عن تحضير تركيا لإقامة شريط حدودي داخل سوريا في تلك المنطقة، بحماية آلاف من المسلحين التركمان السوريين، بحيث لا تكون أنقرة بحاجة للتدخل البري المباشر. لكن هذا المنطق في المقابل، يعني أن هناك احتلالاً تركياً غير مباشر لتلك المنطقة. لقد جاء فتح قاعدة إنجيرليك مباشرة بعد حدثين مهمين: هزيمة رجب طيب أردوغان و «حزب العدالة والتنمية» في الانتخابات النيابية من جهة، وتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب من جهة ثانية. وجميع التصريحات التركية بعد إعلان الحرب على «داعش» وعلى «حزب العمال الكردستاني» غير مقنعة وغير مبررة. فلا مقتل جندي تركي هنا أو هناك يدفع إلى هذه الغارات الفجائية والمكثفة على جبال قنديل، ولا تفجير سوروتش وحده، ولم يتبنَّه «داعش» حتى الآن، يفسر إعلان الحرب على «الدولة الإسلامية»، خصوصا انه قبل شهر واحد من تفجير سوروتش كانت أنقرة تقول إن أكراد سوريا أخطر من «داعش» على تركيا. ومن الوقائع على وهن التبريرات التركية أن العمليات التركية ضد «داعش» كانت كاريكاتورية، فيما التركيز كان ولا يزال على قصف «الكردستاني». كل ذلك يدفع إلى القول إن رجب طيب أردوغان اختار بملء إرادته استرضاء واشنطن ليقدم لها قاعدة إنجيرليك بصورة شبه مجانية، ليس حباً بأميركا ولكن لأنه كان يراهن على تحسين صورته في الغرب كمحارب ضد «داعش»، ولأنه كان يريد، في سياق الحرب ضد «داعش»، «قنص» تأييد الغرب لضرب الأكراد عسكرياً، ونيل غض نظرهم، على الأقل، عن التهشيم السياسي الذي يمارسه في الداخل ضد «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي. إضافة إلى أن تأخذ تركيا موقعها الجديد، ومن جديد، في إطار المنظومة الغربية الأطلسية لموازنة الانتصار الديبلوماسي الإيراني بعد الاتفاق النووي. الهدف الأردوغاني من نيل تغطية غربية ضد الأكراد في الخارج والداخل يبقى دائما هو نفسه: استعادة السلطة منفرداً عبر انتخابات نيابية مبكرة في الخريف المقبل. ولأن الأكراد هم الذين كسروه في الانتخابات فإن العودة إلى السلطة منفرداً تتطلب كسرهم هم بالتحديد، من خلال الضغط والتهديد بإغلاق حزبهم ومحاكمة قادته فيذهبون ضعفاء إلى الانتخابات، في حين أن إضعاف «حزب العمال الكردستاني» عسكرياً يسهل على أردوغان إقامة شريط احتلال غير مباشر في شمال سوريا، بعيداً عن تهديدات الأكراد السوريين، فيخرج على الأتراك بأنه حمى الأمن القومي التركي وكسر المشروع الكردي في استكمال شريطهم داخل سوريا، فينال نسبة من أصوات القوميين الذي يؤيدون اليوم «حزب الحركة القومية». كل الحركة التركية الحالية تعكس من جهة خشية من تعاظم خسائر أنقرة الإقليمية، ومن جهة ثانية سعياً لتوظيف كل هذا التوتير والفوضى والتهديدات والدم والدموع من أجل هدف واحد: استعادة سلطة الحزب الواحد والزعيم الواحد في انتخابات مبكرة. فهل تصح رهانات أردوغان أم تحدث المفاجأة بتشكيل حكومة جديدة تحت ضغط الخارج، أم تعيد انتخابات مبكرة النتائج نفسها؟

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة