ثلاث أحداث بالمشهد الليبي حصلت مؤخرآ تستحق التوقف عندها طويلآ ،أولى هذه المشاهد هي  الحكم بالإعدام غيابياً على سيف الإسلام القذافي بتهمة أرتكابه لجرائم حرب ،ثاني هذه المشاهد هو الفيديو الذي  يظهر فيه الساعدي القذافي، إبن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي  يتعرض للتعذيب في سجن ليبي  ،وثالث هذه المشاهد هي المظاهرة التي نظمها أنصار الزعيم الراحل معمر القذافي بمدينة بنغازي،وهتف المتظاهرون "الله ومعمر وليبيا وبس" بينما لوحوا بالعلم الأخضر الذي كان علم البلاد في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ،وطالبوا خلال المظاهرة بالافراج عن سيف الاسلام وعن الساعدي ،وسط احتقانات عمت المدينة بعد المظاهرة التي فرقتها الميليشيات المتطرفة المتواجدة بالمدينة بالرصاص الحي،هذه المشاهد الثلاث المستجدة على الواقع الليبي المضطرب أضافت لهذا الواقع واقعآ جديدآ ،فالمشهد الليبي المعاش بمجموعة وبكل تجلياته المؤلمة والمأساوية ،والتي مازالت حاضرة منذ أربع أعوام تقريبآ ،توحي بحجم المأساة والواقع الجديد الذي فرض على الشعب الليبي من قبل أطراف العدوان "الناتو وحلفائه من العرب"،بعد الحرب الي استهدفت ليبيا كل ليبيا التي تسترت بشعار دعم الثورة واسقاط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي،لتحقيق مصالحها وغاياتها بليبيا ".

اليوم،يبدوا واضحآ لجميع المتابعين للحالة الليبية ان الشعب الليبي بدأ يدرك حجم المأساة والكارثة التي إدخلت فيها ليبيا الجغرافيا والانسان ،وادرك كذلك الشعب الليبي متأخرآ الاهداف الحقيقية لاطراف العدوان التي اوصلت ليبيا لهذه الحالة المعاشة اليوم ،وبهذه المرحلة ، لايمكن لأي متابع أن ينكر حجم المأساة التي يعيشها الشعب الليبي  منذ أسقاط  اطراف العدوان الخارجي  سلطة الراحل القذافي  ،فهذه المأساة تتجلى تفاصيلها اليوم ،بواقع معيشي صعب يعيشه الليبيون وسط تمدد الميليشيات المسلحة وسطوتها على مفاصل صنع القرار بالمدن الليبية ،أضافة إلى انعدام شبه كامل للأمن بمعظم مناطق الجغرافيا الليبية .

ووسط  ضجيج كل هذه الاحداث ، يسمع الليبيون عن مؤتمرات دولية "لاتغني ولاتسمن من جوع الليبين التواقيين للأستقرار "،واخر هذه المؤتمرات هو "مؤتمر جنيف "،المتوقع أنعقاده قريبآ ،والذي سيكمل من خلاله" برناردينو ليون"،فصول رحلته الطويلة بليبيا ،والذي من المتوقع بنهايته أي "مؤتمر جنيف "ان يعلن "ليون "أستقالته من مهمته الدولية ،كفصل من فصول طويلة حضّرت لالهاء الشعب الليبي عن حالة الدمار التي تعيشها ليبيا ،تمهيدآ لتقسيم ليبيا ونهب خيراتها .

وهنا يمكن القول أنه بأت من الواضح ان مسار الحلول السياسية وتحديدآ منذ مطلع عام 2015،قد نعتها مسارات ومشاريع الحلول العسكرية لاطراف العدوان على ليبيا والداعمة على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية ،فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديدآ على تطورات دراماتيكية "دموية "،عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها،ومن غربها إلى شرقها، والواضح انها ستمتد على امتداد أيام هذا العام ، فقد أشتعلت عدة جبهات على امتداد الجغرافيا الليبية ، وبشكل سريع ومفاجئ جدآ، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية ،وخصوصآ بعد تمدد القوى المتطرفة "المدعومة خارجيآ "بشكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرق ليبيا .

تعدد هذه المليشيات المسلحة  على الاراضي الليبية  افرز حالة صراع دائم فيما بينها ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي ،ما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلآ ،في ظل غياب اي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض،ومع ظهور جماعات 'متطرفة ' متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ،أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش 'المتطرف ' ،وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلآ ،وهذا الوضع قد يستمر لأعوام قادمة قبل الحديث عن جراحه دولية ، خاصه بالواقع الليبي، وأنشاء حلف دولي يتستر بشعار وغطاء محاربة القوى المسلحة المتطرفة في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح مؤخرآ ، والهدف هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الكبرى .

ختامآ ،يمكن القول ان المشهد الليبي  يزداد تعقيدآ مع مرور الأيام ،والأحداث والتطورات  متجهة مستقبلآ لمزيد من التصعيد والتطورات الخطرة التي قد تطيح بليبيا الدولة وتحولها إلى إمارات وأقاليم وولايات متناحرة ومتصارعة  فيما بينها ،فالمرحلة المقبلة  سيدفع بها الليبيون كل الليبيون ضريبة  دعمهم او حيادهم اوصمتهم على مشروع معادي اسقط ليبيا كل ليبيا بنار الفوضى،والحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية الليبية هو إعادة بناء وتشكيل نموذج وكيان وطني ليبي ،يمثل كل أطياف القوى الوطنية الليبية وعلى رأسها القوى الوطنية التي تمثل نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي لازالت تحظى للأن بثقل شعبي ليبي  كبير رغم حالة التعتيم الاعلامي عليها ،والتي يمثلها اليوم بشكل او بأخر سيف الاسلام القذافي ،المحكوم غيابيآ بالاعدام؟؟!!،ومن هنا أقول ان اعدام سيف الاسلام القذافي بحال تنفيذه هو اعدام لكل ليبيا ولكل الحلول الوطنية الليبية التوافقية الخاصة بوضع حد للمأساة الليبية ...

  • فريق ماسة
  • 2015-08-07
  • 11405
  • من الأرشيف

" لهذه الأسباب.. حكم إعدام سيف الإسلام هو حكم بإعدام لليبيا كل ليبيا ؟!"

ثلاث أحداث بالمشهد الليبي حصلت مؤخرآ تستحق التوقف عندها طويلآ ،أولى هذه المشاهد هي  الحكم بالإعدام غيابياً على سيف الإسلام القذافي بتهمة أرتكابه لجرائم حرب ،ثاني هذه المشاهد هو الفيديو الذي  يظهر فيه الساعدي القذافي، إبن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي  يتعرض للتعذيب في سجن ليبي  ،وثالث هذه المشاهد هي المظاهرة التي نظمها أنصار الزعيم الراحل معمر القذافي بمدينة بنغازي،وهتف المتظاهرون "الله ومعمر وليبيا وبس" بينما لوحوا بالعلم الأخضر الذي كان علم البلاد في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ،وطالبوا خلال المظاهرة بالافراج عن سيف الاسلام وعن الساعدي ،وسط احتقانات عمت المدينة بعد المظاهرة التي فرقتها الميليشيات المتطرفة المتواجدة بالمدينة بالرصاص الحي،هذه المشاهد الثلاث المستجدة على الواقع الليبي المضطرب أضافت لهذا الواقع واقعآ جديدآ ،فالمشهد الليبي المعاش بمجموعة وبكل تجلياته المؤلمة والمأساوية ،والتي مازالت حاضرة منذ أربع أعوام تقريبآ ،توحي بحجم المأساة والواقع الجديد الذي فرض على الشعب الليبي من قبل أطراف العدوان "الناتو وحلفائه من العرب"،بعد الحرب الي استهدفت ليبيا كل ليبيا التي تسترت بشعار دعم الثورة واسقاط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي،لتحقيق مصالحها وغاياتها بليبيا ". اليوم،يبدوا واضحآ لجميع المتابعين للحالة الليبية ان الشعب الليبي بدأ يدرك حجم المأساة والكارثة التي إدخلت فيها ليبيا الجغرافيا والانسان ،وادرك كذلك الشعب الليبي متأخرآ الاهداف الحقيقية لاطراف العدوان التي اوصلت ليبيا لهذه الحالة المعاشة اليوم ،وبهذه المرحلة ، لايمكن لأي متابع أن ينكر حجم المأساة التي يعيشها الشعب الليبي  منذ أسقاط  اطراف العدوان الخارجي  سلطة الراحل القذافي  ،فهذه المأساة تتجلى تفاصيلها اليوم ،بواقع معيشي صعب يعيشه الليبيون وسط تمدد الميليشيات المسلحة وسطوتها على مفاصل صنع القرار بالمدن الليبية ،أضافة إلى انعدام شبه كامل للأمن بمعظم مناطق الجغرافيا الليبية . ووسط  ضجيج كل هذه الاحداث ، يسمع الليبيون عن مؤتمرات دولية "لاتغني ولاتسمن من جوع الليبين التواقيين للأستقرار "،واخر هذه المؤتمرات هو "مؤتمر جنيف "،المتوقع أنعقاده قريبآ ،والذي سيكمل من خلاله" برناردينو ليون"،فصول رحلته الطويلة بليبيا ،والذي من المتوقع بنهايته أي "مؤتمر جنيف "ان يعلن "ليون "أستقالته من مهمته الدولية ،كفصل من فصول طويلة حضّرت لالهاء الشعب الليبي عن حالة الدمار التي تعيشها ليبيا ،تمهيدآ لتقسيم ليبيا ونهب خيراتها . وهنا يمكن القول أنه بأت من الواضح ان مسار الحلول السياسية وتحديدآ منذ مطلع عام 2015،قد نعتها مسارات ومشاريع الحلول العسكرية لاطراف العدوان على ليبيا والداعمة على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية ،فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديدآ على تطورات دراماتيكية "دموية "،عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها،ومن غربها إلى شرقها، والواضح انها ستمتد على امتداد أيام هذا العام ، فقد أشتعلت عدة جبهات على امتداد الجغرافيا الليبية ، وبشكل سريع ومفاجئ جدآ، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية ،وخصوصآ بعد تمدد القوى المتطرفة "المدعومة خارجيآ "بشكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرق ليبيا . تعدد هذه المليشيات المسلحة  على الاراضي الليبية  افرز حالة صراع دائم فيما بينها ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي ،ما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلآ ،في ظل غياب اي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض،ومع ظهور جماعات 'متطرفة ' متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ،أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش 'المتطرف ' ،وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلآ ،وهذا الوضع قد يستمر لأعوام قادمة قبل الحديث عن جراحه دولية ، خاصه بالواقع الليبي، وأنشاء حلف دولي يتستر بشعار وغطاء محاربة القوى المسلحة المتطرفة في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح مؤخرآ ، والهدف هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الكبرى . ختامآ ،يمكن القول ان المشهد الليبي  يزداد تعقيدآ مع مرور الأيام ،والأحداث والتطورات  متجهة مستقبلآ لمزيد من التصعيد والتطورات الخطرة التي قد تطيح بليبيا الدولة وتحولها إلى إمارات وأقاليم وولايات متناحرة ومتصارعة  فيما بينها ،فالمرحلة المقبلة  سيدفع بها الليبيون كل الليبيون ضريبة  دعمهم او حيادهم اوصمتهم على مشروع معادي اسقط ليبيا كل ليبيا بنار الفوضى،والحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية الليبية هو إعادة بناء وتشكيل نموذج وكيان وطني ليبي ،يمثل كل أطياف القوى الوطنية الليبية وعلى رأسها القوى الوطنية التي تمثل نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي لازالت تحظى للأن بثقل شعبي ليبي  كبير رغم حالة التعتيم الاعلامي عليها ،والتي يمثلها اليوم بشكل او بأخر سيف الاسلام القذافي ،المحكوم غيابيآ بالاعدام؟؟!!،ومن هنا أقول ان اعدام سيف الاسلام القذافي بحال تنفيذه هو اعدام لكل ليبيا ولكل الحلول الوطنية الليبية التوافقية الخاصة بوضع حد للمأساة الليبية ...

المصدر : الماسة السورية/هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة