يقفُ الضابط (م -ع ) خلف مكتبه على أحد الحواجز المحيطة بقدسيا ونحن جالسون قربه يأتي رجلٌ خمسيني العمر يقف على الباب سائلاً "سيدي هل تسمحون لي بالخروج فهناك ظرفٌ طارئ" , يضعُ العميد كفه الأيمن على الأيسر مخاطباً الرجل "أقسم بالله لو كان الأمر عائداً لي لأخرجت الجميع لكن هذه الأوامر ولا يمكن أن أخالفها , أعتذر منك" ... مشهد أبو محمود الرجل الخمسيني يتكرر مئات المرات على جميع حواجز قدسيا وغالباً يكون الجواب ‫‏للقدساوي "نعتذر منك فالطريق مغلق" .

أسبوعان مضيا والأسبوع الثالث يكاد ينتهي وأزمة قدسيا والهامة مستمرة دون أي فسحة أمل في حل قريب لأزمة حاصرت مليون وأكثر ضمن حدود قدسيا والهامة , سابقاً كانت الطريق تُغلق ليومين أو ثلاثة وإن طالت تغلق لأسبوع وكما يقول أحد ضباط الحرس الجمهوري هامساً "فركة أذن ليس أكثر" .

"أم عمر" أتعبها "الحصار" والقهر وجوع أبنائها فخرجت من باب منزلها حاملةٍ ابنها الرضيع إلى ساحة قدسيا تصرخُ باكية "هل أنتم راضون بما يحصل , هل هذه الحرية التي أردتموها , اتركونا نعيش , ارحمونا , اخرجوا من قدسيا , بدنا نعيش" لتعود أم عمر تغلق باب منزلها بعدما فرغت مافي داخلها من شحنات وسمعها وتعاطف معها المارون لعشر دقائق ليس أكثر .

‫‏قدسيا من الداخل اليوم كتوصيف دقيق تعاني ما تعانيه من انعدام المواد الغذائية حيث المحلات التجارية خالية من الخضار والفواكه عدا عن الأفران التي أوصدت أبوابها أمام مليون مدني يضاف إلى ذلك ماتعانيه المدينة من ظلم التقنين المجحف للتيار الكهربائي , عدا عن استغلال التجار لما يحصل ومن خلفهم مسلحون لا يتجاوز عددهم أربعمائة مسلح أصبحت قدسيا وجارتها الهامة رهينة لأفكارهم ومصالحهم وقراراتهم بل وحتى عند إدخال سيارة خضار وطحين بتاريخ الثالث من الشهر الحالي من قبل الدولة تم سرقتها بعد أقل من 30 دقيقة واختفت السيارة بما فيها من مواد داخل قدسيا .

يقول أحد ضباط المنطقة لـ "دمشق الآن" بأن خطف العسكري من قبل مسلحين قبل أسبوعين لن يكون كغيره من المُخالفات لبنود "المصالحة الوطنية" وإغلاق الطرق وفرض طوق على المنطقة هو أمر روتيني وقدسيا والهامة طفح الكيل على مسلحيها حتى باتوا مدللي "المصالحة الوطنية" وما قمنا بتأمينه لهم لتجنب شرهم على المنطقة لم يقدم لأي مسلح في منطقة أخرى أما أن يُخطف عناصر الجيش من أطراف قدسيا وأن يتم استيراد الأسلحة والمتاجرة بها وتجنيد عدد من الشبان لصالح تنظيمات متطرفة فهذا أمر غير مقبول , وعتب الضابط في حديثه على أبناء وأهل قدسيا بالقول "هل أنتم المليون عاجزون عن الخروج في مظاهرة تعيد قدسيا إلى كنف الدولة بالكامل دون أي رصاصة" .

الواقع الميداني في قدسيا اليوم يقول بأن الجيش حسم أمره بالكامل فالعسكري المخطوف سيعود كخطوة أولى يتبعها إخلاء قدسيا من كامل المسلحين وعودة الدولة إليها وفقط الدولة مع فتح الباب لتسوية وضع أي مسلح ليعود إلى حياته المدنية أو فإن قدسيا ستعود إلى الأيام المرعبة التي عاشتها مع مطلع العام 2013 والحرب قادمة لا مفر والقرار اليوم يعود إلى أهل قدسيا وكبارها بالضغط على 400 مسلح لإجبارهم على السير مع المجتمع المدني أو أن المنطقة تتجه للمجهول وهذا هو المُرجح فخريطة قدسيا العسكرية وضعت على الطاولة من جديد .

الصورة المرفقة من أيام حربٍ نسيها أبناء المدينة

  • فريق ماسة
  • 2015-08-05
  • 11547
  • من الأرشيف

عين العسكر على قدسيا فهل حان وقت الحسم !؟

يقفُ الضابط (م -ع ) خلف مكتبه على أحد الحواجز المحيطة بقدسيا ونحن جالسون قربه يأتي رجلٌ خمسيني العمر يقف على الباب سائلاً "سيدي هل تسمحون لي بالخروج فهناك ظرفٌ طارئ" , يضعُ العميد كفه الأيمن على الأيسر مخاطباً الرجل "أقسم بالله لو كان الأمر عائداً لي لأخرجت الجميع لكن هذه الأوامر ولا يمكن أن أخالفها , أعتذر منك" ... مشهد أبو محمود الرجل الخمسيني يتكرر مئات المرات على جميع حواجز قدسيا وغالباً يكون الجواب ‫‏للقدساوي "نعتذر منك فالطريق مغلق" . أسبوعان مضيا والأسبوع الثالث يكاد ينتهي وأزمة قدسيا والهامة مستمرة دون أي فسحة أمل في حل قريب لأزمة حاصرت مليون وأكثر ضمن حدود قدسيا والهامة , سابقاً كانت الطريق تُغلق ليومين أو ثلاثة وإن طالت تغلق لأسبوع وكما يقول أحد ضباط الحرس الجمهوري هامساً "فركة أذن ليس أكثر" . "أم عمر" أتعبها "الحصار" والقهر وجوع أبنائها فخرجت من باب منزلها حاملةٍ ابنها الرضيع إلى ساحة قدسيا تصرخُ باكية "هل أنتم راضون بما يحصل , هل هذه الحرية التي أردتموها , اتركونا نعيش , ارحمونا , اخرجوا من قدسيا , بدنا نعيش" لتعود أم عمر تغلق باب منزلها بعدما فرغت مافي داخلها من شحنات وسمعها وتعاطف معها المارون لعشر دقائق ليس أكثر . ‫‏قدسيا من الداخل اليوم كتوصيف دقيق تعاني ما تعانيه من انعدام المواد الغذائية حيث المحلات التجارية خالية من الخضار والفواكه عدا عن الأفران التي أوصدت أبوابها أمام مليون مدني يضاف إلى ذلك ماتعانيه المدينة من ظلم التقنين المجحف للتيار الكهربائي , عدا عن استغلال التجار لما يحصل ومن خلفهم مسلحون لا يتجاوز عددهم أربعمائة مسلح أصبحت قدسيا وجارتها الهامة رهينة لأفكارهم ومصالحهم وقراراتهم بل وحتى عند إدخال سيارة خضار وطحين بتاريخ الثالث من الشهر الحالي من قبل الدولة تم سرقتها بعد أقل من 30 دقيقة واختفت السيارة بما فيها من مواد داخل قدسيا . يقول أحد ضباط المنطقة لـ "دمشق الآن" بأن خطف العسكري من قبل مسلحين قبل أسبوعين لن يكون كغيره من المُخالفات لبنود "المصالحة الوطنية" وإغلاق الطرق وفرض طوق على المنطقة هو أمر روتيني وقدسيا والهامة طفح الكيل على مسلحيها حتى باتوا مدللي "المصالحة الوطنية" وما قمنا بتأمينه لهم لتجنب شرهم على المنطقة لم يقدم لأي مسلح في منطقة أخرى أما أن يُخطف عناصر الجيش من أطراف قدسيا وأن يتم استيراد الأسلحة والمتاجرة بها وتجنيد عدد من الشبان لصالح تنظيمات متطرفة فهذا أمر غير مقبول , وعتب الضابط في حديثه على أبناء وأهل قدسيا بالقول "هل أنتم المليون عاجزون عن الخروج في مظاهرة تعيد قدسيا إلى كنف الدولة بالكامل دون أي رصاصة" . الواقع الميداني في قدسيا اليوم يقول بأن الجيش حسم أمره بالكامل فالعسكري المخطوف سيعود كخطوة أولى يتبعها إخلاء قدسيا من كامل المسلحين وعودة الدولة إليها وفقط الدولة مع فتح الباب لتسوية وضع أي مسلح ليعود إلى حياته المدنية أو فإن قدسيا ستعود إلى الأيام المرعبة التي عاشتها مع مطلع العام 2013 والحرب قادمة لا مفر والقرار اليوم يعود إلى أهل قدسيا وكبارها بالضغط على 400 مسلح لإجبارهم على السير مع المجتمع المدني أو أن المنطقة تتجه للمجهول وهذا هو المُرجح فخريطة قدسيا العسكرية وضعت على الطاولة من جديد . الصورة المرفقة من أيام حربٍ نسيها أبناء المدينة

المصدر : دمشق الآن / وسام الطير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة