ما زالت نتائج الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والمملكة العربية السعودية الذي انعقد يوم امس في الدوحة موضع تكتم شديد، لكن هناك مؤشرات تفيد بان الحراك الدولي المتصاعد فيما يتعلق بالملف السوري يوحي بأن هناك مشروع حل سياسي يتبلور وبسرعة لافتة.

ولعل الدعوة التي تلقاها السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري لزيارة سلطنة عمان من نظيره يوسف بن علوي هي احد هذه المؤشرات، فسلطنة عمان تحولت في السنوات الاخيرة الى ارضية للتفاوض لتسوية الصراعات في المنطقة، ولعل الملف السوري سيكون محور مفاوضات مقبلة بعد الملف النووي الايراني، خاصة ان السلطنة لم تقطع علاقاتها مع دمشق على عكس الدول الخليجية الاخرى، وابقت سفارتها فيها، كما انها تقيم علاقات قوية مع طهران في الوقت نفسه.

السيد حسين امير عبد اللهيان كشف في مقابلة مع قناة “الميادين” بثتها الاربعاء ان ايران ستقدم مشروع حل سياسي للازمة السورية الى الامم المتحدة، ولكنه لم يكشف عن مضمونها، الا ان مصادر ايرانية قالت انها مكونة من اربع نقاط هي: وقف فوري لاطلاق النار من قبل كل الاطراف، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعديل الدستور بهدف ضمان حقوق الاقليات المذهبية والاثنية، واخيرا اجراء انتخابات عامة باشراف دولي.

لا نعتقد ان القيادة الايرانية التي استضافت السيد المعلم ومن بعده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائبل بوغدانوف يوم الثلاثاء وضعت هذه الخطة دون الاتفاق حول نقاطها الاربع مع الوزيرين وحكومتيهما.

الوزير الامريكي جون كيري اكد في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الدوحة في اعقاب المحادثات الثلاثية ان النظام السوري فاقد الشرعية، لكنه استطرد قائلا بأن الحل السياسي هو الوحيد المطروح في هذه المرحلة، وربما اراد ان يقول ان النظام يمكن ان يؤكد على شرعيته في اي انتخابات قادمة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.

مبادرة ايران التي تحدث عنها السيد عبد اللهيان اشتملت ايضا على اقتراح بتشكيل مجموعة اتصال، او منظومة تجمعها مع الدول الخليجية، وتقوم على مبدأ احترام سيادة الدول الموقعة على ميثاق هذه المنظومة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والهدف من هذه المبادرة طمأنة الدول الخليجية، وتوسيع مجلس التعاون الخليجي بحيث يشمل ايران كخطوة تالية.

المزاج العام في المنطقة يتغير بعد حدوث تغير جذري في معادلاتها، وتقدم مشروع مكافحة الارهاب ومنظماته على كل الاولويات الاخرى، وهو المشروع الذي تجمع عليه جميع دول المنطقة دون اي استثناء.

ايران تعود الى حلبتي السياسة الاقليمية والدولية عبر الاتفاق النووي، وباتت مرشحة لدور فاعل في جميع الملفات الشائكة، وعلى رأسها الملف السوري، ولا نستبعد ان تكون العاصمة العمانية مسقط هي الحاضنة الاكثر ترشيحا لاي مفاوضات تتعلق بهذا الملف بسبب دورها الاقرب الى الحيادية.

  • فريق ماسة
  • 2015-08-04
  • 11202
  • من الأرشيف

المعلم تلقى الدعوة من نظيره العماني... سلطنة عمان تحولت في السنوات الاخيرة الى ارضية للتفاوض لتسوية الصراعات في المنطقة

ما زالت نتائج الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والمملكة العربية السعودية الذي انعقد يوم امس في الدوحة موضع تكتم شديد، لكن هناك مؤشرات تفيد بان الحراك الدولي المتصاعد فيما يتعلق بالملف السوري يوحي بأن هناك مشروع حل سياسي يتبلور وبسرعة لافتة. ولعل الدعوة التي تلقاها السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري لزيارة سلطنة عمان من نظيره يوسف بن علوي هي احد هذه المؤشرات، فسلطنة عمان تحولت في السنوات الاخيرة الى ارضية للتفاوض لتسوية الصراعات في المنطقة، ولعل الملف السوري سيكون محور مفاوضات مقبلة بعد الملف النووي الايراني، خاصة ان السلطنة لم تقطع علاقاتها مع دمشق على عكس الدول الخليجية الاخرى، وابقت سفارتها فيها، كما انها تقيم علاقات قوية مع طهران في الوقت نفسه. السيد حسين امير عبد اللهيان كشف في مقابلة مع قناة “الميادين” بثتها الاربعاء ان ايران ستقدم مشروع حل سياسي للازمة السورية الى الامم المتحدة، ولكنه لم يكشف عن مضمونها، الا ان مصادر ايرانية قالت انها مكونة من اربع نقاط هي: وقف فوري لاطلاق النار من قبل كل الاطراف، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعديل الدستور بهدف ضمان حقوق الاقليات المذهبية والاثنية، واخيرا اجراء انتخابات عامة باشراف دولي. لا نعتقد ان القيادة الايرانية التي استضافت السيد المعلم ومن بعده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائبل بوغدانوف يوم الثلاثاء وضعت هذه الخطة دون الاتفاق حول نقاطها الاربع مع الوزيرين وحكومتيهما. الوزير الامريكي جون كيري اكد في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الدوحة في اعقاب المحادثات الثلاثية ان النظام السوري فاقد الشرعية، لكنه استطرد قائلا بأن الحل السياسي هو الوحيد المطروح في هذه المرحلة، وربما اراد ان يقول ان النظام يمكن ان يؤكد على شرعيته في اي انتخابات قادمة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية. مبادرة ايران التي تحدث عنها السيد عبد اللهيان اشتملت ايضا على اقتراح بتشكيل مجموعة اتصال، او منظومة تجمعها مع الدول الخليجية، وتقوم على مبدأ احترام سيادة الدول الموقعة على ميثاق هذه المنظومة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والهدف من هذه المبادرة طمأنة الدول الخليجية، وتوسيع مجلس التعاون الخليجي بحيث يشمل ايران كخطوة تالية. المزاج العام في المنطقة يتغير بعد حدوث تغير جذري في معادلاتها، وتقدم مشروع مكافحة الارهاب ومنظماته على كل الاولويات الاخرى، وهو المشروع الذي تجمع عليه جميع دول المنطقة دون اي استثناء. ايران تعود الى حلبتي السياسة الاقليمية والدولية عبر الاتفاق النووي، وباتت مرشحة لدور فاعل في جميع الملفات الشائكة، وعلى رأسها الملف السوري، ولا نستبعد ان تكون العاصمة العمانية مسقط هي الحاضنة الاكثر ترشيحا لاي مفاوضات تتعلق بهذا الملف بسبب دورها الاقرب الى الحيادية.

المصدر : راي اليوم/ عبد الباري عطوان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة