أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين تركيا وسورية الذي أنشئ العام الماضي نجح إلى حد كبير في إقامة بنية متينة ساهمت في تقوية علاقات البلدين الثنائية ودعم اقتصادهما وقال: إن هذا المجلس تحول إلى نواة عملية وجادة لتعاون إقليمي أوسع يساعد بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار والرفاه لشعوبنا التي يجب أن تعي جيداً أن المنطقة لها فقط.

وأضاف أردوغان بمناسبة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا أن التطور السريع والقوي في العلاقات السورية التركية يعود إلى طموحات شعبينا وما تطلبه منا كقيادات سياسية استناداً إلى الخلفيات التاريخية والاجتماعية المشتركة إضافة إلى الإرادة السياسية القوية لدى الجانبين مؤكداً ان الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى التي يتميز بها السيد الرئيس بشار الأسد ونشاركه فيها قد لعبت دوراً مهماً في هذا التطور السريع بين البلدين.

وأوضح أردوغان أن ما نسعى إليه معا هو إزالة كل العقبات التي كانت قائمة في سنوات الحرب الباردة بين شعبينا اللذين عاشا مئات السنين معا كأشقاء وإخوة سعياً لوضع التاريخ في مساره الصحيح من أجل تطوير المزيد من العلاقات التي ستساهم في تحقيق مستقبل من الرفاهية والتقدم لشعبينا.

وأشار أردوغان إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي الذي ترأسه مع المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء وعقد في كانون الأول العام الماضي بدمشق جرى فيه التصديق والتوقيع على غالبية الاتفاقيات والمحاضر واللوائح المتفق عليها بين البلدين لافتاً إلى أن بعض الاتفاقيات تم تطبيقها قبل التوقيع عليها من قبل الجانبين.

وأكد أردوغان أن البلدين حققا تقدماً كبيراً وواسعاً في جميع المجالات التي شملتها الاتفاقيات مشيراً إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة موضوع إقامة سد الصداقة على نهر العاصي وزيادة كميات الطاقة الكهربائية والمياه التي توردها تركيا لسورية.

وأضاف أردوغان أن قطاع السياحة بين البلدين تطور تطوراً كبيراً وتضاعف عدد السواح خلال الفترة الماضية لافتاً إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام زار سورية نحو مليون ونصف المليون تركي فيما وصل عدد السوريين الذين زاروا تركيا إلى نحو مليون سائح.

وأشار أردوغان إلى تنفيذ مشروع توحيد شبكتي أنابيب الغاز الطبيعي بين الدولتين وإلى الانتهاء من هذا المشروع قبل نهاية العام القادم وإلى البدء بتنفيذ خطة مشتركة لتشغيل البوابات الحدودية بين الدولتين بشكل مشترك وتوحيد المقاييس والمعايير والأنظمة الجمركية إضافة لتنظيم العديد من اللقاءات المهمة بين رجال الأعمال من كلا الدولتين وإقامة العديد من المعارض المشتركة.

وحول زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين قال أردوغان: إن هذا التبادل حقق تقدماً ووصل إلى مليارين ومئة مليون دولار للأشهر العشرة الأولى من هذا العام بعد أن كان ملياراً و400 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي وزادت الصادرات السورية إلى تركيا من 283 مليون دولار العام الماضي لتصل إلى 602 مليون دولار للأشهر العشرة الأولى من هذا العام.

واعتبر أردوغان أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وعلى جميع المستويات إضافة إلى الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها ستسهم بشكل عملي وإيجابي وكبير في دعم اقتصاديات الدولتين وفي الحياة اليومية لشعوبنا على المدى المتوسط والبعيد مؤكداً أن العمل الكبير لمجلس التعاون الاستراتيجي هو طويل الأمد لخدمة مصالحنا المشتركة وهو مسار يتطور ويتقدم باستمرار.

وعبر أردوغان عن ثقته بتقدم البلدين نحو الأمام من أجل مزيد من التعاون الأوثق بينهما وتحقيق السلام والرفاه والتنمية ليس فقط لشعبينا بل لكل شعوب المنطقة مشيراً إلى أن هذه المسيرة السورية التركية ستستمر يداً بيد وعلى أساس مبدأ خدمة مصالح البلدين اللذين يملكان الإرادة والإيمان في كل ذلك.

التعاون الرباعي بين سورية وتركيا ولبنان والأردن نموذج مميز وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة ويسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار

وأكد أردوغان استمرار الحوار والتشاور بين تركيا وسورية وأنه على اتصال تام مع الرئيس الأسد والأشقاء في القيادة السورية للبحث عن حلول للمشاكل الإقليمية لافتاً إلى العمل معاً من أجل إزالة بعض العقبات التي تمنع أو تؤخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في العراق بعد الانتخابات الأخيرة إضافة إلى التنسيق الدائم مع سورية من أجل منع التوترات السياسية في البلد الشقيق لبنان.

ولفت رئيس الوزراء التركي إلى مشروع التعاون الرباعي الواعد والمهم بين سورية وتركيا ولبنان والأردن معتبراً أن تطور هذا النموذج يسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار والرفاه في المنطقة.

ورأى أردوغان أن هذا التعاون الرباعي يشكل نموذجاً مميزاً لم تشهد له المنطقة مثيلاً من قبل وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة والمبدأ الأساسي له هو استنفار كل امكانياتنا المشتركة وتسخيرها من أجل بناء مستقبل واعد ومشارك لافتاً إلى أن هذا التعاون يستمد قوته من الروابط التاريخية والثقافية بين شعوبنا التي تتقاسم الجغرافيا والمصير والمصالح المشتركة.

وقال رئيس الوزراء التركي: على الصعيد العملي أيضاً أن الهدف من التعاون الاستراتيجي هو إلغاء التأشيرات وإقامة منطقة للتجارة الحرة على أساس الاتفاقيات والتعاملات الموحدة وفي هذا الإطار وقعت تركيا مع كل من سورية والأردن ولبنان اتفاقيات التجارة الحرة والغاء التأشيرات لافتاً إلى أن الوزراء في الدول الأربع والمختصين في مجال التجارة والطاقة والمواصلات والسياحة يلتقون بشكل مستمر لبحث سبل وإمكانيات تحقيق المزيد من التعاون المشترك.

وعبر أردوغان عن ايمانه بتحقيق نتائج إيجابية وملموسة ومهمة من هذه اللقاءات مؤكداً تحمل تركيا لمسؤولياتها وعملها لاستضافة القمة الرباعية المهمة خلال الأشهر القليلة القادمة.

وحول مساهمة التعاون الرباعي في حل مشاكل المنطقة قال اردوغان: إن ما تسعى إليه تركيا هو تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط إيمانا منها بأن شعوب المنطقة لن تصل إلى العيش الكريم والرفاهية إلا عبر هذا الطريق مشيراً إلى ان الهدف من التعاون الرباعي هو دعم وتقوية هذا التعاون في إطار أوسع ووفق آليات عملية والسير قدماً على طريق تحقيق التكامل الاقتصادي على المدى البعيد من خلال الاستمرار في التعاون الاستراتيجي الموجود حالياً.

ولفت أردوغان إلى أن بلاده تسعى للتشاور مع جميع جيرانها ودول المنطقة عبر أجندات إيجابية لتحقيق المزيد من التعاون ونبذ الصراعات والمواجهات ووضع خطط ومشاريع مشتركة من أجل مصالح الجميع لافتاً إلى أن شعوب المنطقة وقياداتها السياسية تعمل معاً وتتشاور باستمرار وتتحاور فيما بينها لحل مشاكلها بأساليب سلمية بدلاً من التصادم.

  • فريق ماسة
  • 2010-12-19
  • 10633
  • من الأرشيف

أوردغان :التطور السريع والقوي في العلاقات السورية التركية يعود إلى طموحات شعبينا

أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين تركيا وسورية الذي أنشئ العام الماضي نجح إلى حد كبير في إقامة بنية متينة ساهمت في تقوية علاقات البلدين الثنائية ودعم اقتصادهما وقال: إن هذا المجلس تحول إلى نواة عملية وجادة لتعاون إقليمي أوسع يساعد بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار والرفاه لشعوبنا التي يجب أن تعي جيداً أن المنطقة لها فقط. وأضاف أردوغان بمناسبة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا أن التطور السريع والقوي في العلاقات السورية التركية يعود إلى طموحات شعبينا وما تطلبه منا كقيادات سياسية استناداً إلى الخلفيات التاريخية والاجتماعية المشتركة إضافة إلى الإرادة السياسية القوية لدى الجانبين مؤكداً ان الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى التي يتميز بها السيد الرئيس بشار الأسد ونشاركه فيها قد لعبت دوراً مهماً في هذا التطور السريع بين البلدين. وأوضح أردوغان أن ما نسعى إليه معا هو إزالة كل العقبات التي كانت قائمة في سنوات الحرب الباردة بين شعبينا اللذين عاشا مئات السنين معا كأشقاء وإخوة سعياً لوضع التاريخ في مساره الصحيح من أجل تطوير المزيد من العلاقات التي ستساهم في تحقيق مستقبل من الرفاهية والتقدم لشعبينا. وأشار أردوغان إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي الذي ترأسه مع المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء وعقد في كانون الأول العام الماضي بدمشق جرى فيه التصديق والتوقيع على غالبية الاتفاقيات والمحاضر واللوائح المتفق عليها بين البلدين لافتاً إلى أن بعض الاتفاقيات تم تطبيقها قبل التوقيع عليها من قبل الجانبين. وأكد أردوغان أن البلدين حققا تقدماً كبيراً وواسعاً في جميع المجالات التي شملتها الاتفاقيات مشيراً إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة موضوع إقامة سد الصداقة على نهر العاصي وزيادة كميات الطاقة الكهربائية والمياه التي توردها تركيا لسورية. وأضاف أردوغان أن قطاع السياحة بين البلدين تطور تطوراً كبيراً وتضاعف عدد السواح خلال الفترة الماضية لافتاً إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام زار سورية نحو مليون ونصف المليون تركي فيما وصل عدد السوريين الذين زاروا تركيا إلى نحو مليون سائح. وأشار أردوغان إلى تنفيذ مشروع توحيد شبكتي أنابيب الغاز الطبيعي بين الدولتين وإلى الانتهاء من هذا المشروع قبل نهاية العام القادم وإلى البدء بتنفيذ خطة مشتركة لتشغيل البوابات الحدودية بين الدولتين بشكل مشترك وتوحيد المقاييس والمعايير والأنظمة الجمركية إضافة لتنظيم العديد من اللقاءات المهمة بين رجال الأعمال من كلا الدولتين وإقامة العديد من المعارض المشتركة. وحول زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين قال أردوغان: إن هذا التبادل حقق تقدماً ووصل إلى مليارين ومئة مليون دولار للأشهر العشرة الأولى من هذا العام بعد أن كان ملياراً و400 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي وزادت الصادرات السورية إلى تركيا من 283 مليون دولار العام الماضي لتصل إلى 602 مليون دولار للأشهر العشرة الأولى من هذا العام. واعتبر أردوغان أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وعلى جميع المستويات إضافة إلى الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها ستسهم بشكل عملي وإيجابي وكبير في دعم اقتصاديات الدولتين وفي الحياة اليومية لشعوبنا على المدى المتوسط والبعيد مؤكداً أن العمل الكبير لمجلس التعاون الاستراتيجي هو طويل الأمد لخدمة مصالحنا المشتركة وهو مسار يتطور ويتقدم باستمرار. وعبر أردوغان عن ثقته بتقدم البلدين نحو الأمام من أجل مزيد من التعاون الأوثق بينهما وتحقيق السلام والرفاه والتنمية ليس فقط لشعبينا بل لكل شعوب المنطقة مشيراً إلى أن هذه المسيرة السورية التركية ستستمر يداً بيد وعلى أساس مبدأ خدمة مصالح البلدين اللذين يملكان الإرادة والإيمان في كل ذلك. التعاون الرباعي بين سورية وتركيا ولبنان والأردن نموذج مميز وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة ويسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار وأكد أردوغان استمرار الحوار والتشاور بين تركيا وسورية وأنه على اتصال تام مع الرئيس الأسد والأشقاء في القيادة السورية للبحث عن حلول للمشاكل الإقليمية لافتاً إلى العمل معاً من أجل إزالة بعض العقبات التي تمنع أو تؤخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في العراق بعد الانتخابات الأخيرة إضافة إلى التنسيق الدائم مع سورية من أجل منع التوترات السياسية في البلد الشقيق لبنان. ولفت رئيس الوزراء التركي إلى مشروع التعاون الرباعي الواعد والمهم بين سورية وتركيا ولبنان والأردن معتبراً أن تطور هذا النموذج يسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار والرفاه في المنطقة. ورأى أردوغان أن هذا التعاون الرباعي يشكل نموذجاً مميزاً لم تشهد له المنطقة مثيلاً من قبل وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة والمبدأ الأساسي له هو استنفار كل امكانياتنا المشتركة وتسخيرها من أجل بناء مستقبل واعد ومشارك لافتاً إلى أن هذا التعاون يستمد قوته من الروابط التاريخية والثقافية بين شعوبنا التي تتقاسم الجغرافيا والمصير والمصالح المشتركة. وقال رئيس الوزراء التركي: على الصعيد العملي أيضاً أن الهدف من التعاون الاستراتيجي هو إلغاء التأشيرات وإقامة منطقة للتجارة الحرة على أساس الاتفاقيات والتعاملات الموحدة وفي هذا الإطار وقعت تركيا مع كل من سورية والأردن ولبنان اتفاقيات التجارة الحرة والغاء التأشيرات لافتاً إلى أن الوزراء في الدول الأربع والمختصين في مجال التجارة والطاقة والمواصلات والسياحة يلتقون بشكل مستمر لبحث سبل وإمكانيات تحقيق المزيد من التعاون المشترك. وعبر أردوغان عن ايمانه بتحقيق نتائج إيجابية وملموسة ومهمة من هذه اللقاءات مؤكداً تحمل تركيا لمسؤولياتها وعملها لاستضافة القمة الرباعية المهمة خلال الأشهر القليلة القادمة. وحول مساهمة التعاون الرباعي في حل مشاكل المنطقة قال اردوغان: إن ما تسعى إليه تركيا هو تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط إيمانا منها بأن شعوب المنطقة لن تصل إلى العيش الكريم والرفاهية إلا عبر هذا الطريق مشيراً إلى ان الهدف من التعاون الرباعي هو دعم وتقوية هذا التعاون في إطار أوسع ووفق آليات عملية والسير قدماً على طريق تحقيق التكامل الاقتصادي على المدى البعيد من خلال الاستمرار في التعاون الاستراتيجي الموجود حالياً. ولفت أردوغان إلى أن بلاده تسعى للتشاور مع جميع جيرانها ودول المنطقة عبر أجندات إيجابية لتحقيق المزيد من التعاون ونبذ الصراعات والمواجهات ووضع خطط ومشاريع مشتركة من أجل مصالح الجميع لافتاً إلى أن شعوب المنطقة وقياداتها السياسية تعمل معاً وتتشاور باستمرار وتتحاور فيما بينها لحل مشاكلها بأساليب سلمية بدلاً من التصادم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة