قال الصحفي البريطاني المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط "روبرت فيسك" عبر مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إن الاتفاق الأخير الذي جمع بين إيران ومجموعة دول الست وعلى رأسهم أمريكا بشأن ملف الأولى النووي يتجاهل غضب اسرائيل والخليج العربي، وقد تأوله بعض الجهات العربية انحيازا أمريكيا للشيعة فى الحرب الطائفية التي تغطي المنطقة.

على الرغم- لكلام فيسك- أن الاتفاق ليس إلا تطبيق لقرار يجعل إيران تتوقف عن أنشطتها النووية لمدة عقد لرفع العقوبات الاقتصادية عنها، ويجعلها توافق على زيارة بعثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفقد مفاعلها النووية بحرية.

يقول "فيسك" أن الاتفاق الأخير سيثير زلزالا استراتيجيا فى المنطقة، وقد يعود بإيران إلى دورها السابق فى عهد الشاه المخلوع كشرطي على المنطقة، مشيرا إلى سأم أمريكا من القوى (السنية) التي أهدت للعالم "أسامة بن لادن" ونظام طالبان وكارثة الحادي عشر من سبتمبر، وأموال الخليج الداعمة لتنظيم داعش- والشارية للأسلحة الأمريكية في نفس الوقت- لتخلق توازن برفع العقوبات عن إيران.

وأضاف "فيسك" أن هناك بعض العقبات التى تنتظر اتفاقية فيينا وتتمثل فى كتلة اليمين المتشدد فى ايران وأولها الحرس الثوري الايراني، وكتلة اليمين فى اسرائيل وعلى رأسها "بينيامين نتنياهو"، واليمين الأمريكي داخل الكونجرس الذى يهدد بإفشال الاتفاقية، الأمر الذى رد عليه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بتلويحه استخدام الفيتو فى حال اعتراض الكونجرس على الاتفاقية.

وتوقع "فيسك" أن تدير ايران ملف الأزمة السورية فى المستقبل محاولة أن تقنع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالكف عن الضغط على الرئيس السوري "بشار الأسد" والتركيز على مواجهة المليشيات المتطرفة مثل تنظيم داعش، نظرا لوجود قوات حرسها الثوري فى الجبهة السورية، وقوات حليفها تنظيم حزب الله.

وأشار "فيسك" إلى المفارقة التى جمعت بين كل من إسرائيل وداعش، فداعش اعتادت على انتقاد ايران وتكفيرها واتهامها بالعدوان الإجرامى على السنة، وهي نفس الرؤية التى تمنحها اسرائيل لإيران. وقال "فيسك" نقلا عن مسئولى مفاوضات "فيينا" إن إيران تستطيع أن تقوم بدور إيجابى فى المنطقة المضطربة، رغم اعتراض إسرائيل، التى اعتادت مؤخرا على تقديم العلاج لأعضاء المليشيات المتطرفة فى سوريا عن طريق الجولان.

  • فريق ماسة
  • 2015-07-15
  • 11048
  • من الأرشيف

فيسك: اتفاق إيران سيحدث زلزال في الشرق الأوسط وسورية

قال الصحفي البريطاني المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط "روبرت فيسك" عبر مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إن الاتفاق الأخير الذي جمع بين إيران ومجموعة دول الست وعلى رأسهم أمريكا بشأن ملف الأولى النووي يتجاهل غضب اسرائيل والخليج العربي، وقد تأوله بعض الجهات العربية انحيازا أمريكيا للشيعة فى الحرب الطائفية التي تغطي المنطقة. على الرغم- لكلام فيسك- أن الاتفاق ليس إلا تطبيق لقرار يجعل إيران تتوقف عن أنشطتها النووية لمدة عقد لرفع العقوبات الاقتصادية عنها، ويجعلها توافق على زيارة بعثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفقد مفاعلها النووية بحرية. يقول "فيسك" أن الاتفاق الأخير سيثير زلزالا استراتيجيا فى المنطقة، وقد يعود بإيران إلى دورها السابق فى عهد الشاه المخلوع كشرطي على المنطقة، مشيرا إلى سأم أمريكا من القوى (السنية) التي أهدت للعالم "أسامة بن لادن" ونظام طالبان وكارثة الحادي عشر من سبتمبر، وأموال الخليج الداعمة لتنظيم داعش- والشارية للأسلحة الأمريكية في نفس الوقت- لتخلق توازن برفع العقوبات عن إيران. وأضاف "فيسك" أن هناك بعض العقبات التى تنتظر اتفاقية فيينا وتتمثل فى كتلة اليمين المتشدد فى ايران وأولها الحرس الثوري الايراني، وكتلة اليمين فى اسرائيل وعلى رأسها "بينيامين نتنياهو"، واليمين الأمريكي داخل الكونجرس الذى يهدد بإفشال الاتفاقية، الأمر الذى رد عليه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بتلويحه استخدام الفيتو فى حال اعتراض الكونجرس على الاتفاقية. وتوقع "فيسك" أن تدير ايران ملف الأزمة السورية فى المستقبل محاولة أن تقنع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالكف عن الضغط على الرئيس السوري "بشار الأسد" والتركيز على مواجهة المليشيات المتطرفة مثل تنظيم داعش، نظرا لوجود قوات حرسها الثوري فى الجبهة السورية، وقوات حليفها تنظيم حزب الله. وأشار "فيسك" إلى المفارقة التى جمعت بين كل من إسرائيل وداعش، فداعش اعتادت على انتقاد ايران وتكفيرها واتهامها بالعدوان الإجرامى على السنة، وهي نفس الرؤية التى تمنحها اسرائيل لإيران. وقال "فيسك" نقلا عن مسئولى مفاوضات "فيينا" إن إيران تستطيع أن تقوم بدور إيجابى فى المنطقة المضطربة، رغم اعتراض إسرائيل، التى اعتادت مؤخرا على تقديم العلاج لأعضاء المليشيات المتطرفة فى سوريا عن طريق الجولان.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة