اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى انه "عندما يعترف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأن الولايات المتحدة لم تستطع تجميع أكثر من 60 شخصاً لتدريبهم في جيش "المعتدلين" لمحاربة "داعش"، فهذا يعني إعلان فشل صريح لخطة إنشاء جيش قادر على محاربة هذا التنظيم الإرهابي، استكمالاً لخطة سابقة فشلت أيضاً في المراهنة على "جبهة النصرة" في أن تنتقل من حضن "القاعدة" إلى كنف الولايات المتحدة ودول إقليمية، وتصبح هي الجيش المأمول الذي يحظى بالرعاية والدعم الذي يحارب "داعش" وينتصر عليه، ثم تصبح الفرس الرابح في مقاومة النظام السوري وإسقاطه في المرحلة التالية.

اضافت "الآن.. وبعد فشل محاولة إغراء "جبهة النصرة" بالانقلاب على "القاعدة"، وفشل تشكيل "جيش المعتدلين"، ماذا بعد في الجعبة الأميركية في حربها المفترضة على "داعش"؟، وهي حرب تبدو حتى الآن مثل الحروب السينمائية، فيها الكثير من القتلى والدم على الشاشة فقط. والولايات المتحدة تعرف أن ستين مسلحاً في مواجهة "داعش" أو غيره، يمكن أن يسقطوا في كمين واحد أو بقذيفة مدفع، لذا هي أقرت بالفشل، ولعل ذلك يعود لأسباب عدة، منها، أن الحرب في سوريا لم تعد مغرية لأغلبية السوريين الذين لم ينخرطوا في معمعة الدم والذبح والتدمير والتهجير، وهؤلاء قرروا الوقوف على الحياد وانتظار الفرج.. أما البقية فقد اتخذوا خيارهم بالاصطفاف مع النظام أو مع المجموعات المسلحة بكل أطيافها، وكانت للمجموعات الإرهابية المتطرفة حصة الأسد في هذه الاصطفافات، وبالتالي فإن الذي يقاتل في صفوف هذه التنظيمات لن يتركها ويلتحق بجيش تقوم على تدريبه الولايات المتحدة، مادامت التنظيمات توفر له ما يحتاجه مادياً وعقائدياً وملذات جنسية وأمل بآخرة فيها حور عين وما تشتهي العين.. فهل تستطيع الولايات المتحدة ومن معها توفير كل ذلك؟ وبالمقابل فمن الصعب أن تجد في قوات النظام أو من يدعمه من يقبل بالانتقال إلى الصف المعادي، حتى ولو كان تحت لافتة محاربة "داعش"، لأنه يرى الولايات المتحدة أصل الداء والبلاء، وما يجري على الأرض السورية جزء من مؤامرة تستهدف سوريا والدول العربية الأخرى لمصلحة "إسرائيل".

واوضحت انه أمام هذا المشهد، تبدو الولايات المتحدة في "حيص بيص" غير قادرة على رسم استراتيجية واضحة، وتتضح حالة من الارتباك والتناقض في تصريحات مسؤوليها، فهي غير قادرة على تبني مقاربة جديدة تجاه النظام السوري، ولا تستطيع إغضاب حلفائها في عدائهم للنظام السوري، وتريد في الوقت نفسه أن تواصل استخدام ورقة الإرهاب كأداة ضغط وابتزاز للدول العربية، وذلك يعني عدم جدية في محاربة الإرهاب الذي يتسع ويتمدد ويخترق الحدود.. ويهدد الجميع.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-07-11
  • 9739
  • من الأرشيف

اميركا غير جدية في محاربة الإرهاب الذي يتسع ويتمدد ويهدد الجميع

اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى انه "عندما يعترف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأن الولايات المتحدة لم تستطع تجميع أكثر من 60 شخصاً لتدريبهم في جيش "المعتدلين" لمحاربة "داعش"، فهذا يعني إعلان فشل صريح لخطة إنشاء جيش قادر على محاربة هذا التنظيم الإرهابي، استكمالاً لخطة سابقة فشلت أيضاً في المراهنة على "جبهة النصرة" في أن تنتقل من حضن "القاعدة" إلى كنف الولايات المتحدة ودول إقليمية، وتصبح هي الجيش المأمول الذي يحظى بالرعاية والدعم الذي يحارب "داعش" وينتصر عليه، ثم تصبح الفرس الرابح في مقاومة النظام السوري وإسقاطه في المرحلة التالية. اضافت "الآن.. وبعد فشل محاولة إغراء "جبهة النصرة" بالانقلاب على "القاعدة"، وفشل تشكيل "جيش المعتدلين"، ماذا بعد في الجعبة الأميركية في حربها المفترضة على "داعش"؟، وهي حرب تبدو حتى الآن مثل الحروب السينمائية، فيها الكثير من القتلى والدم على الشاشة فقط. والولايات المتحدة تعرف أن ستين مسلحاً في مواجهة "داعش" أو غيره، يمكن أن يسقطوا في كمين واحد أو بقذيفة مدفع، لذا هي أقرت بالفشل، ولعل ذلك يعود لأسباب عدة، منها، أن الحرب في سوريا لم تعد مغرية لأغلبية السوريين الذين لم ينخرطوا في معمعة الدم والذبح والتدمير والتهجير، وهؤلاء قرروا الوقوف على الحياد وانتظار الفرج.. أما البقية فقد اتخذوا خيارهم بالاصطفاف مع النظام أو مع المجموعات المسلحة بكل أطيافها، وكانت للمجموعات الإرهابية المتطرفة حصة الأسد في هذه الاصطفافات، وبالتالي فإن الذي يقاتل في صفوف هذه التنظيمات لن يتركها ويلتحق بجيش تقوم على تدريبه الولايات المتحدة، مادامت التنظيمات توفر له ما يحتاجه مادياً وعقائدياً وملذات جنسية وأمل بآخرة فيها حور عين وما تشتهي العين.. فهل تستطيع الولايات المتحدة ومن معها توفير كل ذلك؟ وبالمقابل فمن الصعب أن تجد في قوات النظام أو من يدعمه من يقبل بالانتقال إلى الصف المعادي، حتى ولو كان تحت لافتة محاربة "داعش"، لأنه يرى الولايات المتحدة أصل الداء والبلاء، وما يجري على الأرض السورية جزء من مؤامرة تستهدف سوريا والدول العربية الأخرى لمصلحة "إسرائيل". واوضحت انه أمام هذا المشهد، تبدو الولايات المتحدة في "حيص بيص" غير قادرة على رسم استراتيجية واضحة، وتتضح حالة من الارتباك والتناقض في تصريحات مسؤوليها، فهي غير قادرة على تبني مقاربة جديدة تجاه النظام السوري، ولا تستطيع إغضاب حلفائها في عدائهم للنظام السوري، وتريد في الوقت نفسه أن تواصل استخدام ورقة الإرهاب كأداة ضغط وابتزاز للدول العربية، وذلك يعني عدم جدية في محاربة الإرهاب الذي يتسع ويتمدد ويخترق الحدود.. ويهدد الجميع.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة