فيما كان المسلحون يفرون من القلمون والزبداني وجرود عرسال اللبنانية، فتحت معركة تدمر في ريف حمص الشرقي بشكل مفاجئ، فالواقع الميداني في تلك الصحراء ما زال مدويا،

يخرس أصوات الدول الداعمة للمجموعات المسلحة، وينشغل بأبعاد ودلالات التقدم المهم للجيش السوري في تدمر، وينكأ فيهم جراح الهزيمة من جديد، حيث يسقط الجيش السوري حلفاءهم التكفيريين، فيتساقطون بين البيارات الغربية لمدينة تدمر وبوابات المدينة التي ستفتح أمام الجيش السوري وحلفائه.

الجيش السوري حقق تقدماً نوعياً وسريعاً، مدعوماً بالمغاوير واللجان باتجاه مثلث تدمر وسط معارك أسفرت عن قتل وجرح العشرات من مسلحي "داعش"، حيث يقترب الجيش من دخول مدينة تدمر التي يتواجد فيها تنظيم داعش الارهابي، هذا التقدم جاء بعد السيطرة على مدرسة السياقة في محيط المدينة وعلى تلة ومحطة السيريتال، ومؤسسة الإصلاح الزراعي، في منطقة البيارات وبالاضافة الى مزرعة القادري وثنية الرجمة، قرب مدينة تدمر.

المعارك الشرسة التي يخوضها الجيش السوري، تشي باستخدام تكتيكات جديدة ومتطورة مع متطلبات معارك الصحراء، التي تستدعي من القوات المشاركة بالعمليات تكتيكات خاصة في الهجوم والدفاع واستخدام الوسائط النارية، فالجيش السوري وحلفاؤه بدأوا باستخدام طريقة دفاع المناورة الهجومية في كل المستويات، معتمدين على البقاء بشكل دائم بحالة نشطة ومتحركة، لتنفيذ الالتفاف المفاجئ على العدو وضرب أهدافه الحيوية.

الجيش السوري وعبر عملية طويلة وهادئة، استطاع دراسة قدرة العدو على استخدام طرق الاقتراب من نقاط تجمع الجيش، وخلق لديه فرصة اكبر للمناورة العسكرية، واعتمد على عامل الزمن في استهداف تحركات المسحلين، مع توزع مناسب للقوات في عدة مواقع، وبمجموعات صغيرة، مغلقا جميع الثغرات امام المسلحين، معتمداً على المعرفة الدقيقة بمعالم الارض، ومستفيداً من الاليات العسكرية ووسائل اتصال خاصة، اما وحدات الاسناد الناري التي يعتمد عليها الجيش في عمليات الصحراء، فهي قوات إسناد متنقلة، وعربات سريعة تحمل رشاشات متوسطة وثقيلة، مع زج قوات ذات لياقة بدنية عالية ومدربة على حرب الصحراء.

المعلومات الجيدة والمتوفرة من قبل وحدات الرصد، لعبت الدور الرئيس وساهمت في تقدم القوات بشكل سريع في صحراء تدمر، فالتقارير الطبوغرافية الموضوعة امام القيادة العسكرية، والتي شرحت تفاوت سطح الارض في هذه المناطق، من سهول منبسطة يسهل عليها حركة الاليات العسكرية وهذا يشكل سرعة في نقل وتقدم القوات.

 

وأكد مصدر عسكري لـ"العهد" ان العمليات العسكرية في محيط تدمر بريف حمص الشرقي مستمرة، وبالوتيرة نفسها، ومحاصرة داعش داخل تدمر والسعي لتنظيفها بالكامل يشكل هدفا استراتيجيا افقد داعش حلم التمدد باتجاه ريف حمص وصولا الى جرود قارة في القلمون بريف دمشق وافقد مجموعات داعش المتواجدة في تلك المنطقة عمقا لوجستيا.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-07-11
  • 12388
  • من الأرشيف

عملية مباغتة في تدمر تفقد ’داعش’ عمقه الاستراتيجي في المنطقة

  فيما كان المسلحون يفرون من القلمون والزبداني وجرود عرسال اللبنانية، فتحت معركة تدمر في ريف حمص الشرقي بشكل مفاجئ، فالواقع الميداني في تلك الصحراء ما زال مدويا، يخرس أصوات الدول الداعمة للمجموعات المسلحة، وينشغل بأبعاد ودلالات التقدم المهم للجيش السوري في تدمر، وينكأ فيهم جراح الهزيمة من جديد، حيث يسقط الجيش السوري حلفاءهم التكفيريين، فيتساقطون بين البيارات الغربية لمدينة تدمر وبوابات المدينة التي ستفتح أمام الجيش السوري وحلفائه. الجيش السوري حقق تقدماً نوعياً وسريعاً، مدعوماً بالمغاوير واللجان باتجاه مثلث تدمر وسط معارك أسفرت عن قتل وجرح العشرات من مسلحي "داعش"، حيث يقترب الجيش من دخول مدينة تدمر التي يتواجد فيها تنظيم داعش الارهابي، هذا التقدم جاء بعد السيطرة على مدرسة السياقة في محيط المدينة وعلى تلة ومحطة السيريتال، ومؤسسة الإصلاح الزراعي، في منطقة البيارات وبالاضافة الى مزرعة القادري وثنية الرجمة، قرب مدينة تدمر. المعارك الشرسة التي يخوضها الجيش السوري، تشي باستخدام تكتيكات جديدة ومتطورة مع متطلبات معارك الصحراء، التي تستدعي من القوات المشاركة بالعمليات تكتيكات خاصة في الهجوم والدفاع واستخدام الوسائط النارية، فالجيش السوري وحلفاؤه بدأوا باستخدام طريقة دفاع المناورة الهجومية في كل المستويات، معتمدين على البقاء بشكل دائم بحالة نشطة ومتحركة، لتنفيذ الالتفاف المفاجئ على العدو وضرب أهدافه الحيوية. الجيش السوري وعبر عملية طويلة وهادئة، استطاع دراسة قدرة العدو على استخدام طرق الاقتراب من نقاط تجمع الجيش، وخلق لديه فرصة اكبر للمناورة العسكرية، واعتمد على عامل الزمن في استهداف تحركات المسحلين، مع توزع مناسب للقوات في عدة مواقع، وبمجموعات صغيرة، مغلقا جميع الثغرات امام المسلحين، معتمداً على المعرفة الدقيقة بمعالم الارض، ومستفيداً من الاليات العسكرية ووسائل اتصال خاصة، اما وحدات الاسناد الناري التي يعتمد عليها الجيش في عمليات الصحراء، فهي قوات إسناد متنقلة، وعربات سريعة تحمل رشاشات متوسطة وثقيلة، مع زج قوات ذات لياقة بدنية عالية ومدربة على حرب الصحراء. المعلومات الجيدة والمتوفرة من قبل وحدات الرصد، لعبت الدور الرئيس وساهمت في تقدم القوات بشكل سريع في صحراء تدمر، فالتقارير الطبوغرافية الموضوعة امام القيادة العسكرية، والتي شرحت تفاوت سطح الارض في هذه المناطق، من سهول منبسطة يسهل عليها حركة الاليات العسكرية وهذا يشكل سرعة في نقل وتقدم القوات.   وأكد مصدر عسكري لـ"العهد" ان العمليات العسكرية في محيط تدمر بريف حمص الشرقي مستمرة، وبالوتيرة نفسها، ومحاصرة داعش داخل تدمر والسعي لتنظيفها بالكامل يشكل هدفا استراتيجيا افقد داعش حلم التمدد باتجاه ريف حمص وصولا الى جرود قارة في القلمون بريف دمشق وافقد مجموعات داعش المتواجدة في تلك المنطقة عمقا لوجستيا.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة