كشفت مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، عن تسجيل أول إصابتين لأنفلونزا الخنازير في سورية. وبحسب المديرية، فإنَّ الإصابة الأولى جاءت من خارج سورية، والثاني داخل سورية نتيجة عدوى من الأولى..

في العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنَّ انتشار مرض أنفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة يعدُّ بمثابة

«طارئ يثير قلقاً دولياً على الصحة العامة»، وحذَّرت المديرة العامة للمنظمة، مارغريت تشان، من أنَّ فيروس هذا المرض «قادر على التحوُّل إلى وباء»، ومن أنه «يتعذَّر توقُّع تطوُّر مسار انتشاره»، إلى أن انتهت الحال بإعلانه وباءً عالمياً..

وفي ضوء ذلك، سجَّلت سورية خلال العام الماضي نحو 127 حالة وفاة نتيجة الإصابة بأنفلونزا الخنازير H1N1، حيث فرضت وزارة الصحة حينها إجراءات صارمة لمنع انتشار المرض، وعملت على نشر التوعية بخصوص الوقاية من المرض.. لكن اليوم تسجِّل الصحة أول إصابة وأول وفاة بأنفلونزا الخنازير، فماذا عملت الوزارة بخصوص ذلك؟ وهل ستُعاد الكرّة كما في العام السابق؟.

الدكتور دارم طباع، أستاذ الصحة العامة في كلية الطب البيطري قال: «منظمة الصحة العالمية أعلنت في العام 2009 جائحة أنفلونزا الخنازير، وذلك إثر انتشار العترة الجديدة H1N1 في المكسيك بشكل مفاجئ وبأعداد كبيرة، ما جعلها تحتاط وبائياً في الانتشار السريع لهذا العترة عبر العالم، وفق نظام الجوائح العالمية الذي أقرَّته اللوائح الصحية الدولية المطبَّقة حديثاً، والتي كانت أول تجربة لها في هذا المرض، حيث أعلنت المنظمة في نهاية العام انتهاء الجائحة، وقامت بتقييم عملها، معتبرة أنَّ هذه التجربة كانت ناجحة في الحدّ من انتشار الإصابة بالشكل الوبائي المرعب، وأنهت حملتها لتدخل مرحلة جديدة أصبح فيها المرض مثله مثل العترات الأخرى للأنفلونزا السائدة في العالم، لذلك من المتوقَّع أن تصادف حالات فردية سواء بهذه العترات من أنفلونزا الخنازير أم أنفلونزا الطيور، ولا تعطى أيّ أهمية إلا إذا حقَّقت شروط الجائحة في أن يكون هناك أعداد متزايدة في أكثر من منطقة وخلال فترة قصيرة»..

وتابع الدكتور دارم: «من ناحية أخرى، الحالات التي سُجِّلت حتى الآن، إضافة إلى الحالتين في سورية، هناك حالتان في الأردن سُجِّلتا في 13 الشهر الجاري، وهناك حالة لأنفلونزا الطيور، وقد سُجّلت في مصر العترة H5N1 في بداية الشهر، وهناك أيضاً تسجيل لحالة في إندونيسيا لأنفلونزا الطيور».. وقال الدكتور دارم: «لا يوجد أيّ خوف من العترات التي ظهرت في العالم، والتي يمكن تجنُّب مخاطرها في الدورة الأولى، لأنها أصبحت اعتيادية، لكن الخوف من العترات التي ستظهر في مجدداً، والتي لا يكون الناس مستعدّين مناعياً ضدها، عندها قد تقوم المنظمات الدولية، كالصحة العالمية، بإعلان حالة الطوارئ ووضع برنامج للتصدّي لها، وهذا لم يحدث، علماً بأنَّ لدى المنظمة الصحة العالمية برنامجين دوليين لمراقبة الأنفلونزا في العالم؛ الأول هو شبكة الأنفلونزا التي ترصد وتسجِّل كلَّ حالات الأنفلونزا الموسمية والطارئة التي تحدث في العالم وتقدّم مخاطرها وتتعامل معها وفقاً للوائح الصحة الدولية الجديدة.. إضافة إلى البرنامج الثاني، الذي يدعى GARـ وهو برنامج الإنذار والاستجابة العالمي، حيث يكون لدى هذا البرنامج القدرة على معرفة الوقت المناسب للإعلان أو للإنذار بخطر أيّ مرض جديد والاستعداد والاستجابة للتصدِّي له»..

الدكتورة هالة الخاير، مديرة الأمراض البيئية السارية والمزمنة في وزارة الصحة، قالت: «لا يوجد إصابة داخلية في سورية، ولم يتمّ التبليغ عن حالات خطرة، والحالة التي تمَّ الإبلاغ عنها هي لشاب عمره 33 عاماً من بلدة يبرود، راجع مستشفى ابن النفيس وتمَّ إدخاله على الفور إلى العناية المشدَّدة، وتمَّ إجراء الفحوصات اللازمة والمسحة الخاصة بالتحاليل، حيث تمَّ تسجيل الإصابة، وأُعطي العلاج اللازم، لكن الشاب توفِّي نتيجة وجود قصور تنفّسي حاد معه، بالإضافة إلى H1N1 وإخطارات مرافقة»..

وأضافت الدكتورة هالة الخاير أنَّ «الحالة الثانية هي شقيق الحالة الأولى، ظهرت عليه الأعراض بعد ثلاثة أيام، وهو في وضع جيد الآن»..

وفي ما يتعلَّق بوجود حالات أخرى أو مشتبه فيها، قالت مديرة الأمراض البيئية: «التقصِّي عن وجود حالات أخرى مستمرٌّ، ولدينا برنامج لتقصِّي حالات الأنفلونزا الموسمية، وعلى اعتبار أنَّ أنفلونزا H1N1 أصبحت جزءاً من هذه الحالات، فهي تُراقب عبر هذا البرنامج»..

وأردفت الدكتورة هالة: «حالياً، هناك متابعة لتطبيق السلوك الصحي وتفعيل التقصِّي والترصد لجميع حالات وجاهزية المستشفيات»، مضيفة أنَّ «العنايات جاهزة لتلقّي أي إصابة، والكادر لديه الخبرة الكافية، والأجهزة مؤمَّنة، والأدوية متوافرة».

وفيما إذا كان هناك خطوات جديدة تعمل عليها وزارة الصحة لرصد الأمراض الجائحة، قالت الدكتورة هالة الخاير: «هناك مرحلة ثانية تعمل عليها وزارة الصحة، حيث تقوم الآن بالإعداد للاستراتيجية الوطنية لمواجهة الأوبئة والجائحات، وبناء عليها ستكون الأنشطة مستمرَّة، وستعدّل وفقاً للأحداث المرضية الطارئة»..

وأكَّدت مديرة الأمراض البيئية، أنَّ الجائحة انتهت عالمياً، ومرض أنفلونزا الخنازير H1N1 مثل أيّ مرض آخر موجود في البيئة المحلية..

توجد فيروسات أنفلونزا الخنازير عادة في الخنازير، ولكنها وجدت أيضاً في أنواع أخرى من الحيوانات، ولدى الإنسان أيضاً، وأغلبها تحت الأنماط الحادثة في الخنازير، وهي (H1N1 ،H1N2 ،H3N2)، إلا أنه من الممكن أن تكون أكثر تعقيداً بوجود عدة فيروسات مجتمعة في حيوان واحد. وتعدُّ الإصابة بتحت النمط (H1N1) المسبِّب الرئيس لأنفلونزا الخنازير الكلاسيكية في أمريكا، فهذا الفيروس هو أول فيروس أنفلونزا عرف على أنه يصيب الخنازير اكتشف في تجمعات الخنازير عام 1918، وعرف أنه عبارة عن فيروس أساسه طيري انتقل ليصيب الخنازير.

أنفلونزا الخنازير مرضٌ تنفسي حاد وشديد العدوى، يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A. يتَّسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مرضية عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1 % - 4 %). وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، والخنازير الحاملة للمرض عديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع حالات متفشّية من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق معتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم قطعان الخنازير ضدَّ هذا المرض بشكل روتيني.

  • فريق ماسة
  • 2010-12-17
  • 14219
  • من الأرشيف

تسجيل أوّل إصابتين بأنفلونزا الخنازير بسورية

كشفت مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، عن تسجيل أول إصابتين لأنفلونزا الخنازير في سورية. وبحسب المديرية، فإنَّ الإصابة الأولى جاءت من خارج سورية، والثاني داخل سورية نتيجة عدوى من الأولى.. في العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنَّ انتشار مرض أنفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة يعدُّ بمثابة «طارئ يثير قلقاً دولياً على الصحة العامة»، وحذَّرت المديرة العامة للمنظمة، مارغريت تشان، من أنَّ فيروس هذا المرض «قادر على التحوُّل إلى وباء»، ومن أنه «يتعذَّر توقُّع تطوُّر مسار انتشاره»، إلى أن انتهت الحال بإعلانه وباءً عالمياً.. وفي ضوء ذلك، سجَّلت سورية خلال العام الماضي نحو 127 حالة وفاة نتيجة الإصابة بأنفلونزا الخنازير H1N1، حيث فرضت وزارة الصحة حينها إجراءات صارمة لمنع انتشار المرض، وعملت على نشر التوعية بخصوص الوقاية من المرض.. لكن اليوم تسجِّل الصحة أول إصابة وأول وفاة بأنفلونزا الخنازير، فماذا عملت الوزارة بخصوص ذلك؟ وهل ستُعاد الكرّة كما في العام السابق؟. الدكتور دارم طباع، أستاذ الصحة العامة في كلية الطب البيطري قال: «منظمة الصحة العالمية أعلنت في العام 2009 جائحة أنفلونزا الخنازير، وذلك إثر انتشار العترة الجديدة H1N1 في المكسيك بشكل مفاجئ وبأعداد كبيرة، ما جعلها تحتاط وبائياً في الانتشار السريع لهذا العترة عبر العالم، وفق نظام الجوائح العالمية الذي أقرَّته اللوائح الصحية الدولية المطبَّقة حديثاً، والتي كانت أول تجربة لها في هذا المرض، حيث أعلنت المنظمة في نهاية العام انتهاء الجائحة، وقامت بتقييم عملها، معتبرة أنَّ هذه التجربة كانت ناجحة في الحدّ من انتشار الإصابة بالشكل الوبائي المرعب، وأنهت حملتها لتدخل مرحلة جديدة أصبح فيها المرض مثله مثل العترات الأخرى للأنفلونزا السائدة في العالم، لذلك من المتوقَّع أن تصادف حالات فردية سواء بهذه العترات من أنفلونزا الخنازير أم أنفلونزا الطيور، ولا تعطى أيّ أهمية إلا إذا حقَّقت شروط الجائحة في أن يكون هناك أعداد متزايدة في أكثر من منطقة وخلال فترة قصيرة».. وتابع الدكتور دارم: «من ناحية أخرى، الحالات التي سُجِّلت حتى الآن، إضافة إلى الحالتين في سورية، هناك حالتان في الأردن سُجِّلتا في 13 الشهر الجاري، وهناك حالة لأنفلونزا الطيور، وقد سُجّلت في مصر العترة H5N1 في بداية الشهر، وهناك أيضاً تسجيل لحالة في إندونيسيا لأنفلونزا الطيور».. وقال الدكتور دارم: «لا يوجد أيّ خوف من العترات التي ظهرت في العالم، والتي يمكن تجنُّب مخاطرها في الدورة الأولى، لأنها أصبحت اعتيادية، لكن الخوف من العترات التي ستظهر في مجدداً، والتي لا يكون الناس مستعدّين مناعياً ضدها، عندها قد تقوم المنظمات الدولية، كالصحة العالمية، بإعلان حالة الطوارئ ووضع برنامج للتصدّي لها، وهذا لم يحدث، علماً بأنَّ لدى المنظمة الصحة العالمية برنامجين دوليين لمراقبة الأنفلونزا في العالم؛ الأول هو شبكة الأنفلونزا التي ترصد وتسجِّل كلَّ حالات الأنفلونزا الموسمية والطارئة التي تحدث في العالم وتقدّم مخاطرها وتتعامل معها وفقاً للوائح الصحة الدولية الجديدة.. إضافة إلى البرنامج الثاني، الذي يدعى GARـ وهو برنامج الإنذار والاستجابة العالمي، حيث يكون لدى هذا البرنامج القدرة على معرفة الوقت المناسب للإعلان أو للإنذار بخطر أيّ مرض جديد والاستعداد والاستجابة للتصدِّي له».. الدكتورة هالة الخاير، مديرة الأمراض البيئية السارية والمزمنة في وزارة الصحة، قالت: «لا يوجد إصابة داخلية في سورية، ولم يتمّ التبليغ عن حالات خطرة، والحالة التي تمَّ الإبلاغ عنها هي لشاب عمره 33 عاماً من بلدة يبرود، راجع مستشفى ابن النفيس وتمَّ إدخاله على الفور إلى العناية المشدَّدة، وتمَّ إجراء الفحوصات اللازمة والمسحة الخاصة بالتحاليل، حيث تمَّ تسجيل الإصابة، وأُعطي العلاج اللازم، لكن الشاب توفِّي نتيجة وجود قصور تنفّسي حاد معه، بالإضافة إلى H1N1 وإخطارات مرافقة».. وأضافت الدكتورة هالة الخاير أنَّ «الحالة الثانية هي شقيق الحالة الأولى، ظهرت عليه الأعراض بعد ثلاثة أيام، وهو في وضع جيد الآن».. وفي ما يتعلَّق بوجود حالات أخرى أو مشتبه فيها، قالت مديرة الأمراض البيئية: «التقصِّي عن وجود حالات أخرى مستمرٌّ، ولدينا برنامج لتقصِّي حالات الأنفلونزا الموسمية، وعلى اعتبار أنَّ أنفلونزا H1N1 أصبحت جزءاً من هذه الحالات، فهي تُراقب عبر هذا البرنامج».. وأردفت الدكتورة هالة: «حالياً، هناك متابعة لتطبيق السلوك الصحي وتفعيل التقصِّي والترصد لجميع حالات وجاهزية المستشفيات»، مضيفة أنَّ «العنايات جاهزة لتلقّي أي إصابة، والكادر لديه الخبرة الكافية، والأجهزة مؤمَّنة، والأدوية متوافرة». وفيما إذا كان هناك خطوات جديدة تعمل عليها وزارة الصحة لرصد الأمراض الجائحة، قالت الدكتورة هالة الخاير: «هناك مرحلة ثانية تعمل عليها وزارة الصحة، حيث تقوم الآن بالإعداد للاستراتيجية الوطنية لمواجهة الأوبئة والجائحات، وبناء عليها ستكون الأنشطة مستمرَّة، وستعدّل وفقاً للأحداث المرضية الطارئة».. وأكَّدت مديرة الأمراض البيئية، أنَّ الجائحة انتهت عالمياً، ومرض أنفلونزا الخنازير H1N1 مثل أيّ مرض آخر موجود في البيئة المحلية.. توجد فيروسات أنفلونزا الخنازير عادة في الخنازير، ولكنها وجدت أيضاً في أنواع أخرى من الحيوانات، ولدى الإنسان أيضاً، وأغلبها تحت الأنماط الحادثة في الخنازير، وهي (H1N1 ،H1N2 ،H3N2)، إلا أنه من الممكن أن تكون أكثر تعقيداً بوجود عدة فيروسات مجتمعة في حيوان واحد. وتعدُّ الإصابة بتحت النمط (H1N1) المسبِّب الرئيس لأنفلونزا الخنازير الكلاسيكية في أمريكا، فهذا الفيروس هو أول فيروس أنفلونزا عرف على أنه يصيب الخنازير اكتشف في تجمعات الخنازير عام 1918، وعرف أنه عبارة عن فيروس أساسه طيري انتقل ليصيب الخنازير. أنفلونزا الخنازير مرضٌ تنفسي حاد وشديد العدوى، يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A. يتَّسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مرضية عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1 % - 4 %). وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، والخنازير الحاملة للمرض عديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع حالات متفشّية من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق معتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم قطعان الخنازير ضدَّ هذا المرض بشكل روتيني.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة