لماذا الدهشة من عدم فوز فيلم (أفاتار) بجائزة الأوسكار؟ بل إن المنطق يقتضي منح هذه الجائزة الأميركية لفيلم (خزانة الألم)

فالأول وإن حطم أرقاما قياسية عند شباك التذاكر ، يظهر تعاطفا مع شعب وثقافة وحضارة تعرضت لهجوم أميركي ، بينما يتعاطف الأخير مع جنود أميركيين احتلوا العراق الذي بدا بلدا بلا ثقافة و لا حضارة و لا شعب يستحق الشفقة .‏‏

يبدأ الفيلم بعبارة للصحفي (كريس هيدجيس) تقول : (فورة الحرب غالبا ما تكون إدمانا قويا و مميتا فالحرب مخدر) . وعنوان الفيلم مصطلح عامي استخدم أيام حرب فيتنام و معناه مكان فيه الكثير من العذاب . غير أن الحديث عن الموت والعذاب لا يتعلق بشعب تعرض للاحتلال و لكن بجنود محتلين !.. نحن في عراق 2004 في معسكر كان اسمه التحرير ثم غدا النصر ، مع سرية أميركية مختصة بإبطال مفعول المتفجرات ، القائد الجديد للسرية هو الرقيب جيمس (جيريمي رينير) ومعه يعمل الرقيب سانبورن (انتوني ماكي) والمختص ألدريج (بريان جيراغتي) والفيلم صور بطريقة الأفلام الوثائقية لمنحه واقعية و مصداقية .‏‏

يثير جيمس غضب زميليه لجرأته الكبيرة في اقتحام الأماكن الخطيرة بنفسه عوضا عن الرجل الآلي ، وكحال أي فيلم أميركي نحن أمام (سوبرمان) بملابس جندي أميركي ، انه رجل خارق بشجاعته وبذكائه وباهتمامه بأصدقائه وحتى بتعاطفه مع عراقيين لا يستحقون شفقة هذا الجندي (النبيل) !. يمنحك الفيلم انطباعا عن القهر اليومي للجنود الأميركيين في مواجهة (المتمردين) دون تطرق لشرعية وجودهم أصلا في العراق ولا ترى سوى عراق بأزقة وشوارع قذرة وعراقيين صغارا وكبارا بوجوه تحمل الغدر أو الغباء ، الاستثناء الوحيد بروفسور عراقي يعرف ثلاث لغات تعامل بلطف مع جيمس عندما اقتحم منزله على أساس أنه ضيفه وأنه يسر لرؤية رجل من الـCIA في منزله وكل هذا يكون على خلفية إشارات غير مباشرة إلى صراع بين دينين ، كأن ترى صليبا معلقا في سيارة الجنود وتسمع أصوات القرآن من بيت رجل زرع شبكة من القنابل .‏‏

(خزانة الألم) لا يمكنه إلا أن يستفزك بإحجامه الوقح عن الحديث عن الحقيقة كاملة، وفخرت كاثرين بيجيلو أنها أول مخرجة نالت جائزة أوسكار والخوف أن يجعلها فوزها مثالا للمزيد من المخرجات المشاركات في الكذب الأميركي

  • فريق ماسة
  • 2010-03-14
  • 12001
  • من الأرشيف

خزانة الألم>> الأجدر بجائزة أميركية

لماذا الدهشة من عدم فوز فيلم (أفاتار) بجائزة الأوسكار؟ بل إن المنطق يقتضي منح هذه الجائزة الأميركية لفيلم (خزانة الألم) فالأول وإن حطم أرقاما قياسية عند شباك التذاكر ، يظهر تعاطفا مع شعب وثقافة وحضارة تعرضت لهجوم أميركي ، بينما يتعاطف الأخير مع جنود أميركيين احتلوا العراق الذي بدا بلدا بلا ثقافة و لا حضارة و لا شعب يستحق الشفقة .‏‏ يبدأ الفيلم بعبارة للصحفي (كريس هيدجيس) تقول : (فورة الحرب غالبا ما تكون إدمانا قويا و مميتا فالحرب مخدر) . وعنوان الفيلم مصطلح عامي استخدم أيام حرب فيتنام و معناه مكان فيه الكثير من العذاب . غير أن الحديث عن الموت والعذاب لا يتعلق بشعب تعرض للاحتلال و لكن بجنود محتلين !.. نحن في عراق 2004 في معسكر كان اسمه التحرير ثم غدا النصر ، مع سرية أميركية مختصة بإبطال مفعول المتفجرات ، القائد الجديد للسرية هو الرقيب جيمس (جيريمي رينير) ومعه يعمل الرقيب سانبورن (انتوني ماكي) والمختص ألدريج (بريان جيراغتي) والفيلم صور بطريقة الأفلام الوثائقية لمنحه واقعية و مصداقية .‏‏ يثير جيمس غضب زميليه لجرأته الكبيرة في اقتحام الأماكن الخطيرة بنفسه عوضا عن الرجل الآلي ، وكحال أي فيلم أميركي نحن أمام (سوبرمان) بملابس جندي أميركي ، انه رجل خارق بشجاعته وبذكائه وباهتمامه بأصدقائه وحتى بتعاطفه مع عراقيين لا يستحقون شفقة هذا الجندي (النبيل) !. يمنحك الفيلم انطباعا عن القهر اليومي للجنود الأميركيين في مواجهة (المتمردين) دون تطرق لشرعية وجودهم أصلا في العراق ولا ترى سوى عراق بأزقة وشوارع قذرة وعراقيين صغارا وكبارا بوجوه تحمل الغدر أو الغباء ، الاستثناء الوحيد بروفسور عراقي يعرف ثلاث لغات تعامل بلطف مع جيمس عندما اقتحم منزله على أساس أنه ضيفه وأنه يسر لرؤية رجل من الـCIA في منزله وكل هذا يكون على خلفية إشارات غير مباشرة إلى صراع بين دينين ، كأن ترى صليبا معلقا في سيارة الجنود وتسمع أصوات القرآن من بيت رجل زرع شبكة من القنابل .‏‏ (خزانة الألم) لا يمكنه إلا أن يستفزك بإحجامه الوقح عن الحديث عن الحقيقة كاملة، وفخرت كاثرين بيجيلو أنها أول مخرجة نالت جائزة أوسكار والخوف أن يجعلها فوزها مثالا للمزيد من المخرجات المشاركات في الكذب الأميركي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة