وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي بأنه كان مثالاً للاعتدال، وكثيراً ما جلب على نفسه انتقادات من وصفتهم المتطرفين الإسلاميين خاصة في موقفه من اليهود وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية بمقال كتبه روعي نحمياس، إلى أنه منذ عام 1996 شغل طنطاوي منصبه الديني الهام جدا بالعالم السني وخلال الـ14 عاما الأخيرة "اتخذ خطاً معتدلاً ضد التطرف المتعاظم والمتزايد".

 ولفت المقال إلى أن طنطاوي التقى الرئيس شمعون بيريز وحاخامات يهود، وكان معارضا للعمليات الفدائية ودعم الجدار الحدودي بين مصر وغزة  كما أصدر فتاوى ضد ختان الإناث.

وأضافت يديعوت أحرونوت أن عدداً من الألقاب صاحبت اسم طنطاوي في الأنباء عن وفاته منذ أيام من بينها "الإصلاحي، الشجاع في المعارك" وهي أنباء امتلأت بها الصحف العربية، مشيرة إلى أن طنطاوي الذي ترأس مؤسسة الأزهر أكبر هيئة تشريعية إسلامية في مصر  توفي عن 82 عاما أثناء زيارة للسعودية.

وأشارت إلى أن الأزهر المؤسسة الدينية التي أنشئت نهاية القرن العاشر وتشمل جامعة الأزهر التي تعد أهم جامعة في العالم السني، تعد مركز التشريعات في العالم الإسلامي ومركزا للقوة الدينية.

وأضافت الصحيفة "لكن طنطاوي لم يكن يعلم منذ 14 عاما أي فترة زمنية هو مقبل عليها" موضحة أن "العمليات الإرهابية التي بدأت منتصف التسعينيات تزايدت مع الانتفاضة الثانية عام 2000 وأثيرت تساؤلات تشريعية صعبة، ووقتها لم يتردد طنطاوي في اتخاذ مواقف شجاعة إزاء تلك التساؤلات، معارضا بهذا التيار المتطرف الذي تنامى

ولفتت يديعوت أحرونوت إلى "أن إحدى الفتاوى الهامة لطنطاوي كانت تلك التي حدد فيها مفهوم الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي على أنه ليس فريضة على كل مسلم" مضيفة "تلك الفتوى كانت ضد فتاوى أخرى لأقطاب إسلاميين رأوا في الحرب ضد تل أبيب فريضة على كل مسلم

وأوضحت "الفروق بين الاتجاهين اتجاه طنطاوي واتجاه المتطرفين كانت فروقا شاسعة، خاصة أن شيخ الأزهر أكد أنه من الممنوع على أي إنسان وبقرار شخصي عبور الحدود مع إسرائيل لمحاربة الأخيرة، كما أعلن معارضته العمليات الاستشهادية، موضحا أن من المحرم قتل الأبرياء".

وأضافت الصحيفة "طنطاوي كان أحد أصحاب الفتاوى الرافضين لتيار تصاعد في العقد الأخير ضد كل من واشنطن وتل أبيب، حيث دعا إلى عدم لعن اليهود والأميركيين، بل الاكتفاء بالدعاء لهم كي يستقيموا ويتراجعوا عن أخطائهم وذنوبهم".

 وتابعت "طنطاوي لم يكتف بالكلام فقط بل إنه رافق كلامه بالفعل عندما التقى مع حاخامات يهود بمكتبه، الأمر الذي تعرض بسببه لانتقادات شديدة وشارك في مؤتمرات دينية بجانب حاخامات وكانت قمة ما فعل هو مصافحته وبحرارة للرئيس شمعون بيريز خلال مؤتمر حوار الأديان منذ حوالي العام".

ورأت يديعوت أحرونوت أن مواقف طنطاوي "لا تتفق مع النغمة السائدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لكن شيخ الأزهر قام بتدعيم خط الاعتدال داخل مصر عندما أقام علاقات طيبة مع البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط المصريين وهذا رغم تزايد التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر وتنامي أحداث العنف بينهما بين الحين والآخر".

وذكرت "هناك لقاء جمع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حينما كان وزيرا للداخلية وطنطاوي أبدى فيه الأخير دعمه لقرار حكومة باريس بحظر ارتداء النقاب في فرنسا وهو ما قوبل باعتراضات وانتقادات ضد شيخ الأزهر من قبل المعسكر الإسلامي المحافظ وعلى رأسهم حركة الإخوان المسلمين".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن طنطاوي أعرب في إحدى فتاواه التي أصدرها في أيامه الأخيرة عن دعمه لإقامة جدار فولاذي على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقال إن الأمر يأتي للحفاظ على أمن مصر.

وختمت بالقول "إن تسمية (الرجل الشجاع) التي أطلقت على طنطاوي خلال حياته لم تأت من فراغ أو أطلقت مجانا، ومن الصعب الاعتقاد أن خليفته أياً كان يمكنه أن يحمل صفة الاعتدال والإصرار التي كان يحملها شيخ الأزهر
  • فريق ماسة
  • 2010-03-14
  • 11407
  • من الأرشيف

طنطاوي كان معتدلا وشجاعا

وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي بأنه كان مثالاً للاعتدال، وكثيراً ما جلب على نفسه انتقادات من وصفتهم المتطرفين الإسلاميين خاصة في موقفه من اليهود وإسرائيل. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية بمقال كتبه روعي نحمياس، إلى أنه منذ عام 1996 شغل طنطاوي منصبه الديني الهام جدا بالعالم السني وخلال الـ14 عاما الأخيرة "اتخذ خطاً معتدلاً ضد التطرف المتعاظم والمتزايد".  ولفت المقال إلى أن طنطاوي التقى الرئيس شمعون بيريز وحاخامات يهود، وكان معارضا للعمليات الفدائية ودعم الجدار الحدودي بين مصر وغزة  كما أصدر فتاوى ضد ختان الإناث. وأضافت يديعوت أحرونوت أن عدداً من الألقاب صاحبت اسم طنطاوي في الأنباء عن وفاته منذ أيام من بينها "الإصلاحي، الشجاع في المعارك" وهي أنباء امتلأت بها الصحف العربية، مشيرة إلى أن طنطاوي الذي ترأس مؤسسة الأزهر أكبر هيئة تشريعية إسلامية في مصر  توفي عن 82 عاما أثناء زيارة للسعودية. وأشارت إلى أن الأزهر المؤسسة الدينية التي أنشئت نهاية القرن العاشر وتشمل جامعة الأزهر التي تعد أهم جامعة في العالم السني، تعد مركز التشريعات في العالم الإسلامي ومركزا للقوة الدينية. وأضافت الصحيفة "لكن طنطاوي لم يكن يعلم منذ 14 عاما أي فترة زمنية هو مقبل عليها" موضحة أن "العمليات الإرهابية التي بدأت منتصف التسعينيات تزايدت مع الانتفاضة الثانية عام 2000 وأثيرت تساؤلات تشريعية صعبة، ووقتها لم يتردد طنطاوي في اتخاذ مواقف شجاعة إزاء تلك التساؤلات، معارضا بهذا التيار المتطرف الذي تنامى ولفتت يديعوت أحرونوت إلى "أن إحدى الفتاوى الهامة لطنطاوي كانت تلك التي حدد فيها مفهوم الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي على أنه ليس فريضة على كل مسلم" مضيفة "تلك الفتوى كانت ضد فتاوى أخرى لأقطاب إسلاميين رأوا في الحرب ضد تل أبيب فريضة على كل مسلم وأوضحت "الفروق بين الاتجاهين اتجاه طنطاوي واتجاه المتطرفين كانت فروقا شاسعة، خاصة أن شيخ الأزهر أكد أنه من الممنوع على أي إنسان وبقرار شخصي عبور الحدود مع إسرائيل لمحاربة الأخيرة، كما أعلن معارضته العمليات الاستشهادية، موضحا أن من المحرم قتل الأبرياء". وأضافت الصحيفة "طنطاوي كان أحد أصحاب الفتاوى الرافضين لتيار تصاعد في العقد الأخير ضد كل من واشنطن وتل أبيب، حيث دعا إلى عدم لعن اليهود والأميركيين، بل الاكتفاء بالدعاء لهم كي يستقيموا ويتراجعوا عن أخطائهم وذنوبهم".  وتابعت "طنطاوي لم يكتف بالكلام فقط بل إنه رافق كلامه بالفعل عندما التقى مع حاخامات يهود بمكتبه، الأمر الذي تعرض بسببه لانتقادات شديدة وشارك في مؤتمرات دينية بجانب حاخامات وكانت قمة ما فعل هو مصافحته وبحرارة للرئيس شمعون بيريز خلال مؤتمر حوار الأديان منذ حوالي العام". ورأت يديعوت أحرونوت أن مواقف طنطاوي "لا تتفق مع النغمة السائدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لكن شيخ الأزهر قام بتدعيم خط الاعتدال داخل مصر عندما أقام علاقات طيبة مع البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط المصريين وهذا رغم تزايد التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر وتنامي أحداث العنف بينهما بين الحين والآخر". وذكرت "هناك لقاء جمع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حينما كان وزيرا للداخلية وطنطاوي أبدى فيه الأخير دعمه لقرار حكومة باريس بحظر ارتداء النقاب في فرنسا وهو ما قوبل باعتراضات وانتقادات ضد شيخ الأزهر من قبل المعسكر الإسلامي المحافظ وعلى رأسهم حركة الإخوان المسلمين".   وأشارت الصحيفة إلى أن طنطاوي أعرب في إحدى فتاواه التي أصدرها في أيامه الأخيرة عن دعمه لإقامة جدار فولاذي على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقال إن الأمر يأتي للحفاظ على أمن مصر. وختمت بالقول "إن تسمية (الرجل الشجاع) التي أطلقت على طنطاوي خلال حياته لم تأت من فراغ أو أطلقت مجانا، ومن الصعب الاعتقاد أن خليفته أياً كان يمكنه أن يحمل صفة الاعتدال والإصرار التي كان يحملها شيخ الأزهر

المصدر : يديعوت


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة