يزور دمشق في الفترة المقبلة عدد من المسؤولين الأميركيين، بالتزامن مع عقد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جلسة استماع للسفير المرشح في دمشق روبرت فورد الثلاثاء المقبل قبل التصويت على تعيينه في الأسابيع المقبلة، ما يؤكد استمرار إدارة الرئيس باراك اوباما بـ «إستراتيجية الانخراط» مع دمشق نظراً إلى «الدور المحوري» الذي تلعبه سورية في المنطقة.

وعلم أن فريدريك هوف مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشيل، سيزور دمشق نهاية الأسبوع الجاري، وان الموعد الأولي هو الخميس المقبل، وذلك في ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها ميتشيل لدمشق بداية العام الحالي، وتضمنت تجديد التأكيد على سعي إدارة اوباما «تحقيق السلام الشامل على جميع المسارات، بما فيها المسار السوري

وكان ناطق رئاسي أفاد أن الرئيس بشار الأسد أكد خلال لقائه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قبل أيام «عدم وجود طرف إسرائيلي يرغب بتحقيق السلام على رغم وجود وسيط تركي نزيه يعمل مع سورية على إحلال الأمن والاستقرار» في الشرق الأوسط. وفيما قال داود اوغلو في حديث إلى «الحياة» إن الأرضية جاهزة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وان المسؤولين الأميركيين «أكدوا بقوة» دعمهم استئناف المفاوضات غير المباشرة، ما يزال الجانب الإسرائيلي يعلن رفضه الدور التركي في عملية السلام، مع العلم أن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وليام ببرنز زار أنقرة بعد دمشق في 17 الشهر الماضي

وبحسب معلومات متوافرة لـ «الحياة»، فإن الاجتماع الطارئ للجنة تفعيل مبادرة السلام العربية الذي خصص قبل يومين لمناقشة قرار حكومة بنيامين نتانياهو بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، تضمن تنويه ممثلي عدد من الدول، بما في ذلك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بتحفظ دمشق على قرار لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام دعم مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أن دمشق دانت بقوة الانتهاكات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف

وستأتي زيارة هوف بعد يومين من جلسة الاستماع المقررة للسفير فورد في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وتأكد أن السيناتور جون كيري لعب دوراً في تقديم موعد الجلسة لـ «تأكيد الاستمرار في الحوار بسبب الدور المحوري لسورية» بعد طلب ثمانية من أعضاء الكونغرس الجمهوريين من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تأجيل بحث موضوع تعيين السفير، وقولهما بضرورة «عدم الانخراط لأجل الانخراط

وعلم أيضا أن واشنطن قررت إجراء اتصالات مع الجانب السوري لترتيب زيارة لوفد اميركي يضم مسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية جيفري فيلتمان، ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو في الأسابيع المقبلة، وعلى الأرجح في الشهر المقبل بعد اعقد القمة العربية في ليبيا بين 27 و29 الشهر الجاري. وتجنبت مصادر السفارة الأميركية في دمشق تأكيد «الإعلان عن موعد» زيارة فيلتمان وشابيرو، لكنها قالت لـ «الحياة» انهما «سبق وزارا سورية لدعم استراتيجية اوباما للانخراط، وان اي زيارة مقبلة ستكون منسجمة مع هذه الاستراتيجية

الى ذلك، اكدت المصادر ان واشنطن ابلغت وفدها لدى منظمة التجارة العالمية بـ «عدم معارضة» بدء مفاوضات انضمام سورية الى المنظمة، بعدما كانت ادارة الرئيس جورج بوش عرقلت الطلب السوري في كل مرة قدم الى المنظمة منذ عام 2001. وقالت المصادر ان قرار واشنطن «جزء من استراتيجية الانخراط عبر تحديد المصالح المشتركة وردم الفجوة في القضايا الخلافية بين البلدين»، وان هذا القرار «يعزز عملية الإصلاح والتطوير» في سورية. وتؤكد دمشق بضرورة ان يقوم الحوار بين الطرفين على اساس «الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، اضافة الى «اقتران الأقوال بالأفعال» في ما يتعلق بالعمل على تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط والزام اسرائيل متطلبات السلام في المنطقة

الى ذلك، تقوم بعد غد مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون بزيارة دمشق لمدة يومين ضمن جولة على عدد من دول الشرق الأوسط
  • فريق ماسة
  • 2010-03-13
  • 10491
  • من الأرشيف

سلسلة خطوات أميركية نحو سورية

يزور دمشق في الفترة المقبلة عدد من المسؤولين الأميركيين، بالتزامن مع عقد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جلسة استماع للسفير المرشح في دمشق روبرت فورد الثلاثاء المقبل قبل التصويت على تعيينه في الأسابيع المقبلة، ما يؤكد استمرار إدارة الرئيس باراك اوباما بـ «إستراتيجية الانخراط» مع دمشق نظراً إلى «الدور المحوري» الذي تلعبه سورية في المنطقة. وعلم أن فريدريك هوف مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشيل، سيزور دمشق نهاية الأسبوع الجاري، وان الموعد الأولي هو الخميس المقبل، وذلك في ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها ميتشيل لدمشق بداية العام الحالي، وتضمنت تجديد التأكيد على سعي إدارة اوباما «تحقيق السلام الشامل على جميع المسارات، بما فيها المسار السوري وكان ناطق رئاسي أفاد أن الرئيس بشار الأسد أكد خلال لقائه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قبل أيام «عدم وجود طرف إسرائيلي يرغب بتحقيق السلام على رغم وجود وسيط تركي نزيه يعمل مع سورية على إحلال الأمن والاستقرار» في الشرق الأوسط. وفيما قال داود اوغلو في حديث إلى «الحياة» إن الأرضية جاهزة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وان المسؤولين الأميركيين «أكدوا بقوة» دعمهم استئناف المفاوضات غير المباشرة، ما يزال الجانب الإسرائيلي يعلن رفضه الدور التركي في عملية السلام، مع العلم أن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وليام ببرنز زار أنقرة بعد دمشق في 17 الشهر الماضي وبحسب معلومات متوافرة لـ «الحياة»، فإن الاجتماع الطارئ للجنة تفعيل مبادرة السلام العربية الذي خصص قبل يومين لمناقشة قرار حكومة بنيامين نتانياهو بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، تضمن تنويه ممثلي عدد من الدول، بما في ذلك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بتحفظ دمشق على قرار لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام دعم مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أن دمشق دانت بقوة الانتهاكات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف وستأتي زيارة هوف بعد يومين من جلسة الاستماع المقررة للسفير فورد في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وتأكد أن السيناتور جون كيري لعب دوراً في تقديم موعد الجلسة لـ «تأكيد الاستمرار في الحوار بسبب الدور المحوري لسورية» بعد طلب ثمانية من أعضاء الكونغرس الجمهوريين من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تأجيل بحث موضوع تعيين السفير، وقولهما بضرورة «عدم الانخراط لأجل الانخراط وعلم أيضا أن واشنطن قررت إجراء اتصالات مع الجانب السوري لترتيب زيارة لوفد اميركي يضم مسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية جيفري فيلتمان، ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو في الأسابيع المقبلة، وعلى الأرجح في الشهر المقبل بعد اعقد القمة العربية في ليبيا بين 27 و29 الشهر الجاري. وتجنبت مصادر السفارة الأميركية في دمشق تأكيد «الإعلان عن موعد» زيارة فيلتمان وشابيرو، لكنها قالت لـ «الحياة» انهما «سبق وزارا سورية لدعم استراتيجية اوباما للانخراط، وان اي زيارة مقبلة ستكون منسجمة مع هذه الاستراتيجية الى ذلك، اكدت المصادر ان واشنطن ابلغت وفدها لدى منظمة التجارة العالمية بـ «عدم معارضة» بدء مفاوضات انضمام سورية الى المنظمة، بعدما كانت ادارة الرئيس جورج بوش عرقلت الطلب السوري في كل مرة قدم الى المنظمة منذ عام 2001. وقالت المصادر ان قرار واشنطن «جزء من استراتيجية الانخراط عبر تحديد المصالح المشتركة وردم الفجوة في القضايا الخلافية بين البلدين»، وان هذا القرار «يعزز عملية الإصلاح والتطوير» في سورية. وتؤكد دمشق بضرورة ان يقوم الحوار بين الطرفين على اساس «الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، اضافة الى «اقتران الأقوال بالأفعال» في ما يتعلق بالعمل على تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط والزام اسرائيل متطلبات السلام في المنطقة الى ذلك، تقوم بعد غد مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون بزيارة دمشق لمدة يومين ضمن جولة على عدد من دول الشرق الأوسط

المصدر : الحياة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة