دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في مؤشر يعكس استمرار وتيرة أميركية في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، قرر مجلس الشيوخ عقد جلسة التصديق على تعيين السفير روبرت فورد في منصبه في سوريا أوائل الأسبوع المقبل، بالتزامن مع التحضير لزيارة ثالثة يقوم بها كل من مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو، إلى سورية في شهر آذار الحالي.
وقال مدير الاتصالات في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ فريديريك جونز ان قرار تحديد موعد جلسة التصديق يأتي ضمن «مسار طبيعي وليس معجلا»، وهي «خطوة في اتجاه إرسال السفير الى دمشق»، مؤكدا ان رئيس اللجنة السيناتور جون كيري يتبنى موقفا واضحا «منذ وقت طويل» في هذا الشأن، وهو «يعتقد بضرورة وجود تمثيل دبلوماسي في سوريا، ويحث الادارة الاميركية على الانخراط مع دمشق».
وذكر جونز ان كيري لم يؤد دورا في تعيين فورد، مشيرا الى ان هذا القرار اتخذه كل من البيت الابيض ووزارة الخارجية، مؤكدا ان الكونغرس له استقلاليته ولجنة الشؤون الخارجية هي التي بادرت في تحديد موعد جلسة التصديق من دون التشاور مع وزارة الخارجية.
وردا على سؤال حول احتمال وجود عرقلة لهذا التصديق، قال جونز انه ستوجه خلال الجلسة أسئلة الى فورد حول سورية والمنطقة، لكن لا تمكن معرفة الفترة الزمنية لمسار التصويت على تعيين فورد الذي عليه عبور لجنة العلاقات الخارجية وصولا الى الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، لا سيما ان قرار تجميد التصويت على هذا التعيين من قبل اي سيناتور هو «سري» بموجب قانون مجلس الشيوخ الداخلي، وبالتالي لا يمكن احدا ان يتنبأ بهذا الامر مسبقا.
ويظهر روبرت فورد امام الكونغرس يوم الثلاثاء المقبل في جلسة يترأسها كيري، الذي يؤدي دورا رئيسيا في محاولة تحسين علاقة الادارة الاميركية مع سورية. وعلمت «السفير» ان وكيل وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز اجرى اتصالا هاتفيا بكيري قبل التوجه الى دمشق في 17 شباط الماضي وبعد زيارته العاصمة السورية من اجل التشاور معه.
كما عقد كيري هذا الأسبوع اجتماعا مطولا مع السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى، في وقت تشير مصادر في العاصمة الاميركية الى بدء التحضير على نار هادئة لزيارة فيلتمان وشابيرو الثالثة الى دمشق، التي يسعى فيها الجانب الاميركي الى بلورة وجهة الانخراط مع سوريا ومتابعة التشاور حول القضايا الإقليمية، لا سيما بعد مرور فترة زمنية تتضح فيها صورة الانتخابات العراقية، ويرسل السفير الاميركي الى سوريا، ويعاد افتتاح المدرسة الاميركية في دمشق.
وعلمت «السفير» من مصادر متعددة في دمشق، أن زيارة فيلتمان ستتم قبل نهاية آذار الحالي، وذلك في إطار «استمرار الحوار المتواصل بين دمشق وواشنطن حول قضايا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية». وأكدت المصادر أن فيلتمان اتفق والجانب السوري على القيام بهذه الرحلة لمتابعة «الحوار القائم»، علما بأنه من المتوقع أن يوجه فيلتمان دعوة لنائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد لزيارة واشنطن للمرة الثانية في إطار الجهود ذاتها.
وستكون جلسة التصديق في الكونغرس فرصة لأعضاء لجنة العلاقات الخارجية للتعبير عن جهة نظرهم حيال العلاقة مع سوريا، على ان ترفع اللجنة تقريرا يعكس رأيها الايجابي أو غير الايجابي في الترشيح، والخيار الآخر هو عدم التصويت او عدم اتخاذ اي إجراء على الإطلاق. بعدها، تعقد جلسة عامة لمجلس الشيوخ من اجل الاختيار بين التصديق أو الرفض أو عدم اتخاذ قرار، وهنا قد تطول النقاشات من دون اي سقف زمني، لا سيما اذا كان هناك اتجاه جمهوري لعرقلة إرسال السفير الى دمشق. ويحتاج التصديق على تعيين فورد الى غالبية بسيطة، أي إلى 51 صوتا من أصل 100.
وقد وجه 8 اعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ رسالة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أوائل الشهر الحالي، جاء فيها ان «الانخراط مع أنظمة معادية في السعي لمصالح أميركية ليس بالضرورة سياسة سيئة، انه جزء من استراتيجية واقعية مع أهداف قابلة للقياس. لكن الانخراط لغرض الانخراط، ليس منتجا».. واعتبرت الرسالة أن خطوة إرسال السفير إلى دمشق بمثابة «تنازل جزئي»، وطلبت ردا من كلينتون قبل إحالة التصويت على تعيين فورد إلى الجلسة العامة. ومن بين الموقعين على الرسالة عضو واحد في لجنة العلاقات الخارجية هو السيناتور جون باراسو. ويمكن للرئيس الاميركي باراك اوباما تمرير التعيين بأصوات الحزب الديموقراطي وحده اذا أراد البيت الابيض، لكن العرقلة تبقى ممكنة.
وفي السياق، قال مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما جوشوا لانديس لـ «السفير»، ان دور كيري أساسي في العلاقات السورية الاميركية لانه حمل رسائل من الادارة الاميركية خلال زياراته دمشق، ويؤدي دورا في طمأنة السوريين وفي التأكيد ان العلاقات السورية الاميركية على جدول اعمال البيت الابيض. ويعتبر ان كيري يحاول ايضا إبعاد اوباما عن «السياسة التقليدية في وزارة الخارجية التي لا تتوق للانخراط مع سورية».. ويرى ان سورية «كانت اكثر الدول العربية استفادة من سياسة اوباما التي انسحبت عسكريا من العراق، وقلصت سياستها في لبنان، وأخذت مسافة من اسرائيل».
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة