دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الأمين العام لحزب الله في كلمة ألقاها في الضاحية الجنوبية أنه وفي 25 أيار / مايو عام 2000 دُقت المسامير الأخيرة في نعش مشروع إسرائيل الكبرى، وشدد على أن المشروع انتهى بالصمود والتضحيات والمقاومة.
سماحته أوضح أن المشروع انتهى لأنه ثبت عجز الصهاينة عن تحقيقه مؤكداً أن الأساس هو حركة المقاومة الفلسطينية، وحرب 1973 وصولاً إلى انطلاقة المقاومة في لبنان التي انتهت بانتصار عام 2000 وخروج إسرائيل من لبنان ذليلة بلا أي مكاسب. واعتبر السيد نصرالله أن مشروع إسرائيل العظمى كذلك انتهى وأن من أجهز على ذلك هو انتصار المقاومة والشعب في لبنان والمقاومين والفلسطينيين في غزة.
السيد نصر الله شدد على أن إسرائيل العظمى التي يهابها الجميع قد انتهت وأن صورة إسرائيل التي تخيف المنطقة لم تعيد تخيف الأطفال، فإسرائيل لم تعد تستطيع فرض شروطها ولا حتى إعلان الحرب، معتبر أن هذا الأمر لا يعني أن إسرائيل باتت هذيلة ويمكن إزالتها وأشار في هذا الإطار إلى أن إسرائيل تسعى لإعادة بناء قوتها وتصحيح أوضاع جبهتها الداخلية. وتحدث سماحته أن الأخطر من ذلك أن إسرائيل ونتيجة الأوضاع المستجدة أخذت منحاً متسارعاً باتجاه تهويد فلسطين، أي إعلان إسرائيل دولة يهودية والإجراءات على موضوع الجنسية، والتهديد الذي يواجه عرب 48، تدمير المدارس والمساجد في النقب وغيرها.
السيد نصرالله أشار إلى أن إسرائيل تعمل لتقوية نفسها عسكرياً، وحتى أنها في لبنان تستكمل ذلك وقال: "بدأنا نكتشف مجموعة من التجهيزات أو الكاميرات التي تنقل الصورة ليلاً ونهاراً، والانجاز اليوم من خلال تفكيك أجهزة التجسس المتطورة سواء في صنين او الباروك بالتنسيق بين طرفي المعادلة الذهبية أي المقاومة والجيش ويجب توجيه الشكر مع الأخوة في الجيش الذين يعملون منذ الصباح لتفكيك هذه التجهيزات".
وتحدث السيد نصرالله انه وفي الوضع الحالي ونتيجة التحولات التي حصلت في السنوات 30 الماضية من إيران إلى المنطقة إلى المقاومة في لبنان إلى الانتفاضة في فلسطين ، وُجدت اسرائيل نفسها في بيئة جديدة وأمامها 3 خيارات.
الخيار الأول هو أن تذهب إسرائيل إلى المفاوضات والتسوية وهذا لا تريده إسرائيل والتسوية ليست خياراً حقيقياً لإسرائيل لأنها ليست جاهزة لتقديم تنازلات.
الخيار الثاني وهو مسار الحرب وهو صعب وخطير بالنسبة لإسرائيل ولكنه ليس مستحيلاً.
أما الخيار الثالث أمام إسرائيل وهو بقاء الوضع كما هو عليه دون تسوية ولا مفاوضات بانتظار متغيرات إقليمية ودولية قد تساعد إسرائل إلى الذهاب إلى الحرب أو التسوية وهو المفضل اليوم لدى إسرائيل وهي تستفيد من الوقت لانجاز كل الخطوات لتهويد فلسطين واستعادة عناصر القوة.
لكن الأمين العام لحزب الله أوضح أن هناك مشكلة في الخيار الثالث ويقوله الإسرائيليون بأن هذا الأمر سيعطي مزيداً من الوقت لأعداء إسرائيل لأن يزدادوا متانة وقوة وهذه مشكلة لهم.
كما وتحدث سماحته عن مشكلة ثانية يواجهها الخيار الثالث وقال: "في المستقبل من غير المعروف إذا كان أفضل لإسرائيل، فأميركا فشلها واضح في العراق وأفغانستان، من خسارة المزيد من الحلفاء الإقليميين، اليوم يخسرون تركيا، وانشغال القوى العالمية بأزماتها الداخلية والمالية أو قد ينشغل العالم بمشاكل أخرى، وهناك ارتفاع مضطرد للكراهية لإسرائيل في العالمين العربي والإسلامي". واعتبر السيد نصرالله ان كل هذه المعطيات تجعل إسرائيل قلقة، وأن المطلوب أن تتحرك إسرائيل لمواجهة هذه القوى والحركات والدول التي تعمل لتكون قوية وجديرة بتحمل المسؤولية وأكد سماحته القول: "وهنا العمل الإسرائيلي الواضح فإسرائيل تعمل لوضع عقوبات على إيران وتذهب إلى كل أنحاء العالم لمحاصرة المقاومة وسورية".
الأمين العام لحزب الله اعتبر أن الأخطر فيما يفعله العدو الإسرائيلي هو عمله الدؤوب من خلال الحكومات والأنظمة والأموال ومؤسسات فكرية وشخصيات وأجهزة مخابرات على مشروع الفتنة في العالم الإسلامي والعربي، وأشار إلى أن الأمر الوحيد لإخراج إسرائيل من المأزق الاستراتيجي الذي تعيش فيه هو هذا الخيار وان كل الخيارات الثانية لن تنجح، وقال في هذا المجال: "العقوبات على ايران وسورية لن تنجح و1559 لن ينجح بمواجهة المقاومة في لبنان، والخيار الجدي الذي تعمل عليه هو الفتنة".
لسيد نصرالله أعلن أن إسرائيل تسعى لفتنة مسيحية-إسلامية في مصر، ولفتنة بين السنة والشيعة وبين العرب والأكرد في العراق وعلى ضرب المسيحيين، واعتبر أن مشروع إسرائيل هو الفتنة بين العرب وإيران والفتنة داخل الدول العربية وداخل مكونات كل بلد عربي وشدد على أن العنوان الأخطر هو موضوع الشيعة والسنة.
وتحدث الأمين العام لحزب الله عن كلام وزير الحرب الصهيوني السابق شاوول موفاز والذي توجه به للعالم العربي بان هناك خطر اسمه الخطر الشيعي وطالبهم بالقول "تعالوا لنتحالف"، وقال سماحته أن موفاز دعا لتحالف بين إسرائيل وما سماهم العرب السنة المعتدلين ضد الخطر الشيعي، وهو قال لأهل السنة لنتالحف معكم بمواجهة الشيعة.
وتوجه سماحته بالقول: "ماذا فعلت إسرائيل بأهل السنة، في المجازر بفلسطين المحتلة ومن ثم تهجيرها للسنة، ومن ثم إزالتهم عن الخريطة لأهل السنة، آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية هم أهل السنة، الذين حاربتهم في سورية والأردن ومصر وجزء من لبنان هم أهل سنة، إسرائيل ماذا فعلت لأهل السنة كي ينسى موفاز الوقح ويقول للسنة تعالوا للتحالف، هناك أسباب تجرئ موفاز للنطق بهذا الخطاب، وحتى الآن إسرائيل ترفض الاعتذار للأتراك ودفع تعويضات وهم من أهل السنة".
السيد دعا للانتباه إلى ما يحضره الصهاينة والأميركيون لمنطقتنا، معتبراً أن مسؤولية النخب والقيادات أن تعي هذه المؤامرة وان قول الحق من أي مسلم هو في أن يقف ضد هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة