كأن بعض كتاب السياسة يقرأون ما يحلو من رموز في فنجان قهوتهم، فيطيب لهم القول باقتراب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

 إنه الوهم الموصوف وهو بعض أمنيات شخصية، أو موقف نكايات ليس إلا، أو كره شخصي وسياسي. ولكن تلك الأمور في المعادلات السياسية تندرج كلها تحت بند الوهم، والموهوم عادة مثل جحا يطرح الكذبة على الآخرين ثم يصدقها بنفسه لاحقا.

إذا كان اعتماد هؤلاء على الميدان العسكري، فهم إضافة إلى الوهم مخطئون في الحسابات أيضا، إذ ليس هنالك ما يدعو للقلق على الرئيس الأسد طالما الجيش العربي السوري بخير، وشعبه متوحد معه وإلى جانبه، بل أكاد أقول إن الشعب السوري متمسك برئيسه أكثر من أية فترة، وجيشه كذلك، ولا أغالي أن الأمة العربية بسوادها الأعظم تقف وراءه وتدعو له بالنصر وتؤازره من بعيد، بل كم شاهدت من خلال سفري إلى بعض الأقطار العربية كثرة المتحمسين للقتال إلى جانب جيشه إن هو طلب منهم.

المسألة ببساطة صارت مفهومة، هنالك نظرية باتت معروفة، هي وضع رئيس البلاد في محمل الخطر دائما وتحميله بذاته كل الآثار المترتبة على الأوضاع الطارئة .. ثم علينا أن نفهم أن أكثر ما يكتب عن رحيل الرئيس صار في الصحافة البريطانية والأميركية وبعض الفرنسية وبعض العربية الناطقة بالعبرية، وهذه كلها تخوض حربا نفسية ليس ضده فقط، بل لخلخلة العلاقة بينه وبين شعبه وجيشه، بل لضرب وحدة الجيش الذي ما زال الرهان على تفكيكه قائما لأنه ما زال الممسك بوحدة البلاد والعباد والعنيد بوحدة الأرض حيث لن يتخلى عن أي شبر منها مهما دامت الحرب واستدامت.

حرب إعلامية ناعمة إذن تخاض ضد الرئيس السوري، لا بل هي ضربات قوية على ما يوجع المجتمع العربي السوري ومن هم أنصار الرئيس الكثر الذين يزينون انتصار سوريا بميزان حياتهم الشخصية على أقل تقدير، فكيف بالميزان القومي. وهذه الحرب ليست جديدة في كل الأحوال، لكننا نقول لكل هؤلاء العرب (العبريين) والغرب عموما، إن سموم إعلامهم لن تصنع هزيمة، كما أنها لن تحقق نصرا للقوى الإرهابية المسلحة التي تقوم وتنام على أيديهم. فلأجل أن يريحونا من أحلامهم وآمالهم الكاذبة، نكرر أن من أطلق جملة “حافظ الأسد إلى الأبد” كان له حلم عميق ممتد الجذور وخيال ثاقب بأن عمر سوريا الحديثة سيكون من عمر آل الأسد.

خيار الشعب السوري اليوم الرئيس بشار، حتى أولئك الصامتون صاروا من أتباعه، وكثير من أخصامه أيضا صاروا من تبعيته، إذا تمكن السوريون من إبداء رأيهم من جديد باختيار رئيس سيكون هنالك أكثر من 75 بالمئة قد اختاروا الأسد وليس غيره. وبكل بساطة التعبير، فإن العالم العربي لو سمح له بالتصويت أيضا إلى جانب السوريين لنال الرئيس السوري أصواتا عربية لا تحصى.

 

  يواجه ثمانين دولة وجيوشا جرارة من العصابات المسلحة وبأشد أنواع السلاح كفاءة حتى ليبدو أحيانا وكأنه متفوق على سلاح الجيش. وفي كل الأحوال ستظل علامات النصر مواكبة له لأنه خيار نهائي للشعب السوري وليس غيره.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-06-20
  • 11259
  • من الأرشيف

"لا بديل عن الأسد سوى الأسد"

كأن بعض كتاب السياسة يقرأون ما يحلو من رموز في فنجان قهوتهم، فيطيب لهم القول باقتراب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.  إنه الوهم الموصوف وهو بعض أمنيات شخصية، أو موقف نكايات ليس إلا، أو كره شخصي وسياسي. ولكن تلك الأمور في المعادلات السياسية تندرج كلها تحت بند الوهم، والموهوم عادة مثل جحا يطرح الكذبة على الآخرين ثم يصدقها بنفسه لاحقا. إذا كان اعتماد هؤلاء على الميدان العسكري، فهم إضافة إلى الوهم مخطئون في الحسابات أيضا، إذ ليس هنالك ما يدعو للقلق على الرئيس الأسد طالما الجيش العربي السوري بخير، وشعبه متوحد معه وإلى جانبه، بل أكاد أقول إن الشعب السوري متمسك برئيسه أكثر من أية فترة، وجيشه كذلك، ولا أغالي أن الأمة العربية بسوادها الأعظم تقف وراءه وتدعو له بالنصر وتؤازره من بعيد، بل كم شاهدت من خلال سفري إلى بعض الأقطار العربية كثرة المتحمسين للقتال إلى جانب جيشه إن هو طلب منهم. المسألة ببساطة صارت مفهومة، هنالك نظرية باتت معروفة، هي وضع رئيس البلاد في محمل الخطر دائما وتحميله بذاته كل الآثار المترتبة على الأوضاع الطارئة .. ثم علينا أن نفهم أن أكثر ما يكتب عن رحيل الرئيس صار في الصحافة البريطانية والأميركية وبعض الفرنسية وبعض العربية الناطقة بالعبرية، وهذه كلها تخوض حربا نفسية ليس ضده فقط، بل لخلخلة العلاقة بينه وبين شعبه وجيشه، بل لضرب وحدة الجيش الذي ما زال الرهان على تفكيكه قائما لأنه ما زال الممسك بوحدة البلاد والعباد والعنيد بوحدة الأرض حيث لن يتخلى عن أي شبر منها مهما دامت الحرب واستدامت. حرب إعلامية ناعمة إذن تخاض ضد الرئيس السوري، لا بل هي ضربات قوية على ما يوجع المجتمع العربي السوري ومن هم أنصار الرئيس الكثر الذين يزينون انتصار سوريا بميزان حياتهم الشخصية على أقل تقدير، فكيف بالميزان القومي. وهذه الحرب ليست جديدة في كل الأحوال، لكننا نقول لكل هؤلاء العرب (العبريين) والغرب عموما، إن سموم إعلامهم لن تصنع هزيمة، كما أنها لن تحقق نصرا للقوى الإرهابية المسلحة التي تقوم وتنام على أيديهم. فلأجل أن يريحونا من أحلامهم وآمالهم الكاذبة، نكرر أن من أطلق جملة “حافظ الأسد إلى الأبد” كان له حلم عميق ممتد الجذور وخيال ثاقب بأن عمر سوريا الحديثة سيكون من عمر آل الأسد. خيار الشعب السوري اليوم الرئيس بشار، حتى أولئك الصامتون صاروا من أتباعه، وكثير من أخصامه أيضا صاروا من تبعيته، إذا تمكن السوريون من إبداء رأيهم من جديد باختيار رئيس سيكون هنالك أكثر من 75 بالمئة قد اختاروا الأسد وليس غيره. وبكل بساطة التعبير، فإن العالم العربي لو سمح له بالتصويت أيضا إلى جانب السوريين لنال الرئيس السوري أصواتا عربية لا تحصى.     يواجه ثمانين دولة وجيوشا جرارة من العصابات المسلحة وبأشد أنواع السلاح كفاءة حتى ليبدو أحيانا وكأنه متفوق على سلاح الجيش. وفي كل الأحوال ستظل علامات النصر مواكبة له لأنه خيار نهائي للشعب السوري وليس غيره.  

المصدر : زهير ماجد - الوطن العمانية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة