دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ثمة لحظات وأوقات تكون كفيلة لتفسير الكثير من المحطات والمواقف من بعض الاستحقاقات في لبنان. ثمة لحظات تشرح لك وتفسر لماذا يرفض البعض من يعترف الجميع له بأنه الأكفأ تاريخا وحاضرا للوصول الى مركز سيضيف اليه هيبة وقدرة وروحا معنوية ووطنية.
كان ذلك في أحد أيام المعركة في عرسال حين كان قائدا للجبهة التي جعلها مترابطة بعدما سقطت خلال ساعات بأيدي المجموعات المسلحة بسبب تباعد المواقع وعدم الجهوزية أو عدم القرار بالمواجهة. كان من المفترض في ذلك اليوم أن يدخل وفد من المشايخ والاعلاميين مع مساعدات طبية وغذائية الى بلدة عرسال للقاء قادة المجموعات المسلحة. تجمع الوفد عند حاجز المخابرات في اللبوة حتى وصل مع مرافقيه وبعض الضباط. كان كلامه قليلا وحاسما. لن تدخل مساعدات ولن يدخل اعلام . فقط شيخان ثم أضاف : تعيدون العسكريين المخطوفين تدخل المساعدات. غير ذلك لا كلام. وبينما كان الوفد في عرسال كانت قواته تتحرك وترتب الجبهة للمعركة وتقول للمفاوضين اما العسكريين المخطوفين أو المعركة. حلّ المساء وبينما كان اللبنانيون ينتظرون رد كرامة الجيش جاءت تلك التسوية الصفقة التي صنعها وقبلها بعض ساكني الغرف السوداء من سياسيين وغير سياسيين. كانت التسوية التي صنعها وقبلها غيرك تناقض تماما تفكيرك وارادتك ولكنها في مكان تكشف لماذا لا يرغبون بترجمة كلامهم الجميل عنك والقبول بوصولك الى مركز يعترفون جميعا بأنك تستحقه. لأنهم يريدون منطق التسوية الذي لا يتوافق مع منطقك.
في لبنان يا حضرة العميد يفضلون الضعف لبعض المواقع لأن الضعف توأم الرغبة بصنع تسويات وسمسرات.
في لبنان يا حضرة العميد ليس للتاريخ والقدرة والكفاءة مكانة لصنع القادة بل ان التاريخ اللبناني يقول ان من يسكت عن دم شهيد أو من يترك جبهة لقدرها لسبب متصل بالتقصير او أكثر او من يترك عناصره لقضاء الجماعات المسلحة أو يفشل في ادارة معركة أو من لا يحسن تقديرها أو من لايكون متحضرا لما هو بديهي ويخسر في مكان واحد الكثير من الشهداء من دون مبالاة، من يكون كذلك تكون الطبقة السياسية متمسكة بوصوله الى مركز.
ثمة من يفتش في السجلات لا بحثا عن أمجاد تجعل صاحبها مستحقا لمركز بل يبحثون عن من يحقق رغباتهم وتسوياتهم. ألا تذكر عندما قاتلت وانتصرت في عبرا ثم وجدت أن ثمة من سكت عن هروب قادة العصابة المسلحة، ولا تنسى طبعا كيف هرب العبسي على دماء الشهداء من حصار مخيم البارد وانتقل الى مخيم آخر وقبض ثمنها شخص "لا يعشق السلطة ولا يريد شيئا لنفسه" هل تنسى كيف اختفى حبلص والمولوي ومنصور بعد تلك المعركة وذلك الاجتماع.ه م يريدون نماذج تهرب مطلوبين ومتورطين.
هل تظن يا حضرة العميد أن العميد الشهيد فرانسوا الحاج اغتيل اقتصاصا من دوره في البارد أو منعا لوصوله بكل صفاته الى مركز القيادة؟
المصدر :
التيار الوطني الحر/ ادمون ساسين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة