اليوم الخميس ، كان هو اليوم الاول ، التي بدأت فيه الوفود المشاركة في الدورة 104 لمؤتمر العمل الدولي بإلقاء بياناتها أمام الجلسة العامة ، متناولة تقرير المدير العام للمنظمة وبقية الموضوعات المدرجة على جدول أعماله ..

المفاجأة في جلسة اليوم هو في تعمد رئيسة المؤتمر مقاطعة كلمة السيد جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا . فرغم ان كلمته كانت اخر الكلمات المبرمجة في قائمة الجلسة الصباحية ، وان المتحدث لم يتجاوز الوقت القانوني المسموح به على المنصة .. الا ان السيدة الرئيسة أظهرت استياءها من محتوى الكلمة منذ بدايتها .. وبدأت في تحذير المتحدث بالضغط على الجرس المخصص لذلك ، كما حاولت اكثر من مرة ارباكه ومقاطعته ..

ولكن السيد جمال القادري بصلابته لم يكترث لمحاولات التشويش المتعمد عليه ، لانه كان يحمل رسالة معاناة عماله التي لابد ان يسمعها العالم عبر هذا المنبر .. وبذلك حقق تعاطفا هو شخصيا لم يكن ينتظره من قبل الجالسين داخل القاعة العامة وخارجها ، حيث عبر الجميع عن استهجانهم لسلوك رئيسة المؤتمر المنافي لاعراف المنظمة وتقاليدها ، وظل هذا الامر محور كافة المشاركين طيلة هذا اليوم ، وسيبقى كذلك فيما اذا لم يتعرض احد غيره لنفس السلوك .

تحية لجمال القادري ، تحية لعمال سوريا ، وصلت رسالتهم رغم كيد الكائدين ، ورغم كل محاولات الإمبريالية والصهيونية العالمية التي تسيطر على مختلف وكالات الامم المتحدة ، بل وعلى الامم المتحدة ذاتها ..!!

وفيما يلي نص الكلمة التي لم ترق لرئيسة المؤتمر ....

السيد رئيس المؤتمر

السيد المدير العام لمنظمة العمل الدولية

أيها السيدات أيها السادة :

باسم عمال سوريا وتنظيمهم النقابي الاتحاد العام لنقابات العمال ، أتوجه إليكم جميعاً بالتحية القلبية الصادقة، وأهنئ رئاسة المؤتمر على ثقة الأعضاء .

كما أحيي السيد المدير العام وأشكره على تقريره المقدم على أعمال المؤتمر وأقدر ماورد فيه من بيانات قيمة، تحتم علينا جميعاً بذل الجهد الحثيث ووضع الخطط الكفيلة بإنجاز ما ورد فيه, واسمحوا لي أيها السيدات والسادة أن أشير إلى عدم قدوم بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة العمل الدولية إلى دمشق كما جرت عليه العادة وذلك لدراسة أوضاع العمال السوريين تحت الاحتلال في الجولان السوري المحتل بحجة الأوضاع السائدة حاليا في سوريا, وهنا أطلب من السيد المدير العام للمنظمة أن يبين لنا كيف للمنظمات الدولية العاملة في سوريا مثل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يمارسوا عملهم في دمشق ولا يزالون خلال السنوات الأربع المنصرمة من عمر الحرب على سوريا ويتعذر ذلك على منظمة العمل الدولية.

أيها السيدات والسادة :

مازال العمال عبر العالم يعيشون تداعيات وتأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالعالم منذ 2008 والتي أدت إلى إغلاق وإفلاس الكثير من الشركات والمؤسسات ، وتسريح ملايين العمال ، الأمر الذي أدى إلى تفشي البطالة والفقر ، وقد ساهم في مفاقمة الأزمة ومعاناة العمال، تداعيات العولمة وأثرها على اقتصادات الدول النامية ، حيث شملت كل شيء باستثناء السماح لليد العاملة بالتنقل بحرية عبر الحدود ، إضافة إلى آثار الحروب التي افتعلتها وأججتها دول أصبحت معروفة للجميع ، وماجرته من ويلات على الكثير من الشعوب التي تشكل الطبقة العاملة فيها سوادها الأعظم ، وأدى كل ذلك بطبيعة الحال إلى آثار اجتماعية كارثية تراجعت معها قوة النقابات وقدرتها على مواجهة هذا الواقع، وتراجعت التشريعات العمالية الضامنة لحقوق العمال في الوقت الذي يجب أن تكون تزايدت جراء طغيان العولمة وآثارها السلبية، وهو ما أضعف الطبقات الاجتماعية الوسطى وأنهك الاقتصاديات الضعيفة أصلاً، الأمر الذي نعرضه أمام هذا المؤتمر لإيجاد آليات للتحرك لمعالجة هذا الواقع وإيجاد الحلول الناجعة .

أيها السيدات والسادة :

دخلت الحرب على بلادي سورية عامها الخامس مخلفة وراءها دماراً هائلاً وآثاراً كارثية طاولت البشر والشجر والحجر ،حيث الارهاب الأعمى يضرب كل أوجه الحياة في بلادنا في تدمير ممنهج ومنظم لكل مابناه الشعب السوري وقواه العاملة عبر عقود من الزمن .

إن ما تشهده بلادنا أيها السادة عدوان غاشم تقوده الولايات المتحدة وحلفاءها واتباعها وأزلامها في المنطقة ، الذين وتحت ذريعة نشر الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية ، استجلبوا ودربوا وسلحوا ومولوا عشرات آلاف الارهابيين ، استجلبوهم من كافة انحاء العالم وسهلوا دخولهم إلى بلادنا ليعيثوا خراباً وقتلاً وتدميراً في أرجاء سورية ، بتمويل من دول الرجعية العربية والعديد من الدول الاخرى الاقليمية والدولية ، وتسهيلات ودعم غير محدود من تركيا، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الظالمة التي فرضت على سورية من قبل الغرب الدائر في فلك الولايات المتحدة ،الأمر الذي يؤكد نفاقاً سياسياً واضحاً فيما تعلنه هذه الدول من مكافحة الارهاب, حيث لا يوجد في اعتقادنا ارهاب جيد وارهاب سيء، كما أشير إلى أن العقوبات الاقتصادية ليس لها سند في القانون الدولي وإنما هي بدعة ابتدعتها الولايات المتحدة والغرب استخدمت أكثر من 169 مرة لإخضاع الدول التي لا تسير في ركابهم ونهجهم الاستعماري المسلط على رقاب الشعوب والعقوبات بالنهاية هي حرب حقيقية بوسائل ناعمة.

أيها السيدات والسادة :

إن ماتشهده سورية لا علاقة له بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان ، إنما هو عدوان موصوف وتدخل غير مبرر في شؤون دولة ذات سيادة ، وهو ما يخالف شرعة الأمم المتحدة وكل الشرائع بالعالم ، وأن الارهاب الذي تقاومه سورية اليوم بشعبها وجيشها وقيادتها سيضرب في كل انحاء العالم وهو مابدأت بوادره بالظهور، وسبق أن حذرت منه سورية، إن لم يهب الجميع لمقاومته والقضاء عليه بنوايا صادقة ، فالتحالفات الوهمية لمحاربة داعش وأشكالها هي لذر الرماد في العيون، لأن من يدعي محاربته هو من يدعمه ويموله والعالم كله بات يدرك هذه الحقيقة.

لقد أدت الحرب التي تشن على سورية أيها السيدات والسادة إلى تشريد ملايين من السوريين بين الداخل والخارج، وإلى استشهاد عشرات الآلاف منهم، وتدمير الكثير من البنى التحتية والمرافق العامة على يد الارهاب المجرم ، واستهدفت آلاف المصانع والمؤسسات ومواقع العمل بالتدمير والنهب المنظم ، الأمر الذي أدى إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد السوري ، نجم عنها فقدان مايزيد على ثلاثة ملايين فرصة عمل الأمر الذي أدى إلى نتائج كارثية على العمال السوريين وأسرهم، وعلى المجتمع السوري عموماً, ودفع الكثيرين منهم إلى اللجوء تحت ضغط الارهاب إلى الدول المجاورة وغيرها حيث يعانون أكبر المعاناة ويتم استغلالهم أبشع الاستغلال. وهنا نطالب منظمة العمل الدولية بالضغط على دول الجوار المستقبلة للاجئين السوريين من خلال اصدار تشريعات ومعايير تضمن لهؤولاء العمال والمواطنين السوريين العمل اللائق والعيش الكريم, وإن ما يحصل حاليا بحق اللاجئين السوريين في مخيماتهم يشكل في حال استمراره وصمة عار في جبين الانسانية.

أيها السيدات والسادة :

الشعب العربي السوري شعب حر في خياراته وهو اختار طريقه فوضع دستوره الجديد ، وينفذ أجندته الوطنية بالاستناد إليه ، واختار رئيسه في عملية ديمقراطية شهدها العالم ، ولن تثنه عن تطلعاته أية قوى أو ضغوط خارجية ، السيد الرئيس بشار الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية بإرادة معظم السوريين ، وهو بنظرنا الضامن والضمانة لوحدة سورية ولأمنها واستقلالها واستقرارها، والحكومة السورية تسعى بكل طاقاتها لتأمين احتياجات الشعب رغم الظروف الصعبة والقاسية التي فرضتها ظروف الحرب والحصار والعقوبات ، وهي تسعى إلى إيجاد حلول سلمية سياسية للأزمة في سورية من خلال حوار يديره السوريين فيما بينهم بنوايا صادقة دون أي تدخل من احد أو فرض إرادات وأجندات خارجية من أحد ، على أن تكون نتيجة الحوار ملبية لتطلعات غالبية الشعب السوري في إعادة الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع سورية .

أيها السيدات والسادة :

أنتم مدعوون جميعاً لإدانة العدوان على سورية وإدانة التدخل في شؤونها والدول المتدخلة ، مطالبون بدعوة حكوماتكم إلى تشجيع الحل السياسي في سورية والعمل لإنجازه لا عرقلته، والكف عن التدخل وإرسال الارهابيين إليها وفك الحصار ورفع العقوبات عنها ، مؤكدين أن استقرار سورية هو استقرار للمنطقة والعالم ، وهو ما أثبتته الأحداث ،وأن أمن سورية بموقعها الجغرافي هو أمن للمنطقة والعالم ، وأن القضاء على الارهاب هو مهمة ومسؤولية الجميع ، قبل أن يكتوى الجميع بنيرانه .

ندعوكم جميعاً لوقف نزيف الدم في سورية ، لأننا كنا ومازلنا وسنبقى دعاة سلام وأمن واستقرار للمنطقة كلها، وأن مايقوم به الجيش العربي السوري هو حماية سورية والسوريين من إجرام هؤلاء الارهابيين ومن يقف خلفهم دعما وتمويلا وتسليحا واعلاما أصفرا يشوه الحقائق.

ونسجل هنا استغرابنا من الصمت المطبق لمنظمة العمل الدولية بشخص مديرها العام وجميع مسؤوليها ومكاتبها ، وتجاهلهم لما لحق بالعمال السوريين من قتل وأذى واستهداف بيوتهم ومواقع عملهم وباصات مبيتهم ، واستهداف المنظمة النقابية ومكاتبها وممتلكاتها على أيدي القتلة الارهابيين ، وسقوط آلاف الشهداء من العمال السوريين ، وندعو السيد المدير العام وجميع مسؤولي المنظمة إلى إدانة ما يحصل من استهداف للعمال السوريين ومنشآتهم وأماكن سكنهم وهو مايشكل أبسط حقوقنا على المنظمة .

اشكر استماعكم والسلام عليكم

  • فريق ماسة
  • 2015-06-03
  • 11004
  • من الأرشيف

رئيسة الجلسة حاولت استفزازه ومقاطعته لكنه أبى إلا أن يوصل رسالة عمال سورية...القادري من جنيف: ونسجل لتجاهل منطمة العمل الدولية لما لحق بالعمال السوريين

اليوم الخميس ، كان هو اليوم الاول ، التي بدأت فيه الوفود المشاركة في الدورة 104 لمؤتمر العمل الدولي بإلقاء بياناتها أمام الجلسة العامة ، متناولة تقرير المدير العام للمنظمة وبقية الموضوعات المدرجة على جدول أعماله .. المفاجأة في جلسة اليوم هو في تعمد رئيسة المؤتمر مقاطعة كلمة السيد جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا . فرغم ان كلمته كانت اخر الكلمات المبرمجة في قائمة الجلسة الصباحية ، وان المتحدث لم يتجاوز الوقت القانوني المسموح به على المنصة .. الا ان السيدة الرئيسة أظهرت استياءها من محتوى الكلمة منذ بدايتها .. وبدأت في تحذير المتحدث بالضغط على الجرس المخصص لذلك ، كما حاولت اكثر من مرة ارباكه ومقاطعته .. ولكن السيد جمال القادري بصلابته لم يكترث لمحاولات التشويش المتعمد عليه ، لانه كان يحمل رسالة معاناة عماله التي لابد ان يسمعها العالم عبر هذا المنبر .. وبذلك حقق تعاطفا هو شخصيا لم يكن ينتظره من قبل الجالسين داخل القاعة العامة وخارجها ، حيث عبر الجميع عن استهجانهم لسلوك رئيسة المؤتمر المنافي لاعراف المنظمة وتقاليدها ، وظل هذا الامر محور كافة المشاركين طيلة هذا اليوم ، وسيبقى كذلك فيما اذا لم يتعرض احد غيره لنفس السلوك . تحية لجمال القادري ، تحية لعمال سوريا ، وصلت رسالتهم رغم كيد الكائدين ، ورغم كل محاولات الإمبريالية والصهيونية العالمية التي تسيطر على مختلف وكالات الامم المتحدة ، بل وعلى الامم المتحدة ذاتها ..!! وفيما يلي نص الكلمة التي لم ترق لرئيسة المؤتمر .... السيد رئيس المؤتمر السيد المدير العام لمنظمة العمل الدولية أيها السيدات أيها السادة : باسم عمال سوريا وتنظيمهم النقابي الاتحاد العام لنقابات العمال ، أتوجه إليكم جميعاً بالتحية القلبية الصادقة، وأهنئ رئاسة المؤتمر على ثقة الأعضاء . كما أحيي السيد المدير العام وأشكره على تقريره المقدم على أعمال المؤتمر وأقدر ماورد فيه من بيانات قيمة، تحتم علينا جميعاً بذل الجهد الحثيث ووضع الخطط الكفيلة بإنجاز ما ورد فيه, واسمحوا لي أيها السيدات والسادة أن أشير إلى عدم قدوم بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة العمل الدولية إلى دمشق كما جرت عليه العادة وذلك لدراسة أوضاع العمال السوريين تحت الاحتلال في الجولان السوري المحتل بحجة الأوضاع السائدة حاليا في سوريا, وهنا أطلب من السيد المدير العام للمنظمة أن يبين لنا كيف للمنظمات الدولية العاملة في سوريا مثل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يمارسوا عملهم في دمشق ولا يزالون خلال السنوات الأربع المنصرمة من عمر الحرب على سوريا ويتعذر ذلك على منظمة العمل الدولية. أيها السيدات والسادة : مازال العمال عبر العالم يعيشون تداعيات وتأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالعالم منذ 2008 والتي أدت إلى إغلاق وإفلاس الكثير من الشركات والمؤسسات ، وتسريح ملايين العمال ، الأمر الذي أدى إلى تفشي البطالة والفقر ، وقد ساهم في مفاقمة الأزمة ومعاناة العمال، تداعيات العولمة وأثرها على اقتصادات الدول النامية ، حيث شملت كل شيء باستثناء السماح لليد العاملة بالتنقل بحرية عبر الحدود ، إضافة إلى آثار الحروب التي افتعلتها وأججتها دول أصبحت معروفة للجميع ، وماجرته من ويلات على الكثير من الشعوب التي تشكل الطبقة العاملة فيها سوادها الأعظم ، وأدى كل ذلك بطبيعة الحال إلى آثار اجتماعية كارثية تراجعت معها قوة النقابات وقدرتها على مواجهة هذا الواقع، وتراجعت التشريعات العمالية الضامنة لحقوق العمال في الوقت الذي يجب أن تكون تزايدت جراء طغيان العولمة وآثارها السلبية، وهو ما أضعف الطبقات الاجتماعية الوسطى وأنهك الاقتصاديات الضعيفة أصلاً، الأمر الذي نعرضه أمام هذا المؤتمر لإيجاد آليات للتحرك لمعالجة هذا الواقع وإيجاد الحلول الناجعة . أيها السيدات والسادة : دخلت الحرب على بلادي سورية عامها الخامس مخلفة وراءها دماراً هائلاً وآثاراً كارثية طاولت البشر والشجر والحجر ،حيث الارهاب الأعمى يضرب كل أوجه الحياة في بلادنا في تدمير ممنهج ومنظم لكل مابناه الشعب السوري وقواه العاملة عبر عقود من الزمن . إن ما تشهده بلادنا أيها السادة عدوان غاشم تقوده الولايات المتحدة وحلفاءها واتباعها وأزلامها في المنطقة ، الذين وتحت ذريعة نشر الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية ، استجلبوا ودربوا وسلحوا ومولوا عشرات آلاف الارهابيين ، استجلبوهم من كافة انحاء العالم وسهلوا دخولهم إلى بلادنا ليعيثوا خراباً وقتلاً وتدميراً في أرجاء سورية ، بتمويل من دول الرجعية العربية والعديد من الدول الاخرى الاقليمية والدولية ، وتسهيلات ودعم غير محدود من تركيا، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الظالمة التي فرضت على سورية من قبل الغرب الدائر في فلك الولايات المتحدة ،الأمر الذي يؤكد نفاقاً سياسياً واضحاً فيما تعلنه هذه الدول من مكافحة الارهاب, حيث لا يوجد في اعتقادنا ارهاب جيد وارهاب سيء، كما أشير إلى أن العقوبات الاقتصادية ليس لها سند في القانون الدولي وإنما هي بدعة ابتدعتها الولايات المتحدة والغرب استخدمت أكثر من 169 مرة لإخضاع الدول التي لا تسير في ركابهم ونهجهم الاستعماري المسلط على رقاب الشعوب والعقوبات بالنهاية هي حرب حقيقية بوسائل ناعمة. أيها السيدات والسادة : إن ماتشهده سورية لا علاقة له بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان ، إنما هو عدوان موصوف وتدخل غير مبرر في شؤون دولة ذات سيادة ، وهو ما يخالف شرعة الأمم المتحدة وكل الشرائع بالعالم ، وأن الارهاب الذي تقاومه سورية اليوم بشعبها وجيشها وقيادتها سيضرب في كل انحاء العالم وهو مابدأت بوادره بالظهور، وسبق أن حذرت منه سورية، إن لم يهب الجميع لمقاومته والقضاء عليه بنوايا صادقة ، فالتحالفات الوهمية لمحاربة داعش وأشكالها هي لذر الرماد في العيون، لأن من يدعي محاربته هو من يدعمه ويموله والعالم كله بات يدرك هذه الحقيقة. لقد أدت الحرب التي تشن على سورية أيها السيدات والسادة إلى تشريد ملايين من السوريين بين الداخل والخارج، وإلى استشهاد عشرات الآلاف منهم، وتدمير الكثير من البنى التحتية والمرافق العامة على يد الارهاب المجرم ، واستهدفت آلاف المصانع والمؤسسات ومواقع العمل بالتدمير والنهب المنظم ، الأمر الذي أدى إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد السوري ، نجم عنها فقدان مايزيد على ثلاثة ملايين فرصة عمل الأمر الذي أدى إلى نتائج كارثية على العمال السوريين وأسرهم، وعلى المجتمع السوري عموماً, ودفع الكثيرين منهم إلى اللجوء تحت ضغط الارهاب إلى الدول المجاورة وغيرها حيث يعانون أكبر المعاناة ويتم استغلالهم أبشع الاستغلال. وهنا نطالب منظمة العمل الدولية بالضغط على دول الجوار المستقبلة للاجئين السوريين من خلال اصدار تشريعات ومعايير تضمن لهؤولاء العمال والمواطنين السوريين العمل اللائق والعيش الكريم, وإن ما يحصل حاليا بحق اللاجئين السوريين في مخيماتهم يشكل في حال استمراره وصمة عار في جبين الانسانية. أيها السيدات والسادة : الشعب العربي السوري شعب حر في خياراته وهو اختار طريقه فوضع دستوره الجديد ، وينفذ أجندته الوطنية بالاستناد إليه ، واختار رئيسه في عملية ديمقراطية شهدها العالم ، ولن تثنه عن تطلعاته أية قوى أو ضغوط خارجية ، السيد الرئيس بشار الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية بإرادة معظم السوريين ، وهو بنظرنا الضامن والضمانة لوحدة سورية ولأمنها واستقلالها واستقرارها، والحكومة السورية تسعى بكل طاقاتها لتأمين احتياجات الشعب رغم الظروف الصعبة والقاسية التي فرضتها ظروف الحرب والحصار والعقوبات ، وهي تسعى إلى إيجاد حلول سلمية سياسية للأزمة في سورية من خلال حوار يديره السوريين فيما بينهم بنوايا صادقة دون أي تدخل من احد أو فرض إرادات وأجندات خارجية من أحد ، على أن تكون نتيجة الحوار ملبية لتطلعات غالبية الشعب السوري في إعادة الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع سورية . أيها السيدات والسادة : أنتم مدعوون جميعاً لإدانة العدوان على سورية وإدانة التدخل في شؤونها والدول المتدخلة ، مطالبون بدعوة حكوماتكم إلى تشجيع الحل السياسي في سورية والعمل لإنجازه لا عرقلته، والكف عن التدخل وإرسال الارهابيين إليها وفك الحصار ورفع العقوبات عنها ، مؤكدين أن استقرار سورية هو استقرار للمنطقة والعالم ، وهو ما أثبتته الأحداث ،وأن أمن سورية بموقعها الجغرافي هو أمن للمنطقة والعالم ، وأن القضاء على الارهاب هو مهمة ومسؤولية الجميع ، قبل أن يكتوى الجميع بنيرانه . ندعوكم جميعاً لوقف نزيف الدم في سورية ، لأننا كنا ومازلنا وسنبقى دعاة سلام وأمن واستقرار للمنطقة كلها، وأن مايقوم به الجيش العربي السوري هو حماية سورية والسوريين من إجرام هؤلاء الارهابيين ومن يقف خلفهم دعما وتمويلا وتسليحا واعلاما أصفرا يشوه الحقائق. ونسجل هنا استغرابنا من الصمت المطبق لمنظمة العمل الدولية بشخص مديرها العام وجميع مسؤوليها ومكاتبها ، وتجاهلهم لما لحق بالعمال السوريين من قتل وأذى واستهداف بيوتهم ومواقع عملهم وباصات مبيتهم ، واستهداف المنظمة النقابية ومكاتبها وممتلكاتها على أيدي القتلة الارهابيين ، وسقوط آلاف الشهداء من العمال السوريين ، وندعو السيد المدير العام وجميع مسؤولي المنظمة إلى إدانة ما يحصل من استهداف للعمال السوريين ومنشآتهم وأماكن سكنهم وهو مايشكل أبسط حقوقنا على المنظمة . اشكر استماعكم والسلام عليكم

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة