اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بتدخل جيشه في مجريات الحرب الدائرة في سوريا، لكنه حصر هذا التدخّل بحالات يتمّ فيها تجاوز ما أسماه بـ «الخطوط الحمراء».

وأكد يعلون، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نُشرت أمس، أن «سياستنا من جهة هي عدم التدخل، ومن جهة أخرى المحافظة على مصالحنا». وشدّد على إيمانه شخصياً بتفوق المصالح وأهميتها، حتى على اتفاقيات السلام التي يمكن أن تُبرَم مع الدول العربية.

وكانت صحف إسرائيلية أشارت إلى تكثيف الاهتمام والرصد الاستخباراتي لما يجري في سوريا، في أعقاب التطوّرات الميدانية الأخيرة وسيطرة المسلحين على مناطق متزايدة في الشمال.

ووصف يعلون، في المقابلة، ثلاثة «خطوط حمراء» رسمتها إسرائيل تجاه كل ما يجري خلف حدودها. وقال «أولها يُحظر نقل أسلحة متطورة إلى أيادي أي تنظيم إرهابي، سواء جاءت الأسلحة من سوريا أم من إيران. والثاني يُحظر نقل مواد كيميائية أو أسلحة كيميائية لأيادي أي تنظيم إرهابي، والثالث يحظر كل انتهاك لسيادتنا، خصوصاً في هضبة الجولان». وأكد أنه «عندما يحدث ذلك (ويتم تجاوز أحد الخطوط)، فإننا نعمل».

وأشار يعلون في المقابلة إلى وضع الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية الخسائر التي تكبّدها في معاركه مع «داعش» ومع التنظيمات المعارضة الأخرى. وقال «بشكل عام، الأسد يخسر أراضي، وهو يسيطر على أقل من 25 في المئة من أراضي سوريا». وقال موجّهاً النصيحة للإدارة الأميركية التي اتهمت مؤخراً النظام السوري بشن غارات تخدم التنظيم التكفيري «لو كان واجباً أن أقدم النصح للإدارة الأميركية لكانت نصيحتي هي أنه محظور السماح للجهاديين بالسيطرة على سوريا. ومن منطلق أخلاقي، فإن الزعيم الذي يستخدم السلاح الكيميائي ضد مواطنيه لا يمكنه البقاء في منصبه. إنه جزّار».

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، في المقابلة مع الصحيفة الأميركية، على التواجد الإيراني الكبير في دمشق. وقال «الأسد يقود قوات الجيش السوري، لكنه لا يعطي الأوامر لحزب الله الذي يقاتل من أجله، كما أنه لا يقود الميليشيات الشيعية الموجودة في سوريا من أجل إنقاذه. قاسم سليماني هو مَن يعطي الأوامر لهذه الجماعات. إن إيران تدعم بشار الأسد في سوريا، وفي لبنان هي تدعم حزب الله. كما أنها تدعم في غزة حماس والجهاد الإسلامي، وتدعم الحوثيين في اليمن».

وأعرب يعلون عن خشيته من عواقب الاتفاق النووي المتبلور مع إيران، مضيفاً «لديهم صواريخ تغطي كل مساحة إسرائيل، ولا أحد يتحدّث عن ذلك». وحسب كلامه «فإننا على وشك رؤية صفقة تخرج منها إيران أقوى، وهي مستعدّة لاستثمار أموال أكثر لدعم امتداداتها، من أجل زعزعة الأنظمة السنية المعتدلة في المنطقة». وخلص إلى أن لإسرائيل مصلحة مشتركة ضد إيران مع الدول السنية في الشرق الأوسط «فإذا كنا نتقاسم عدواً مشتركاً، إلى جانب مصالح مشتركة، فهناك مجال للتعاون». ولم يشرح يعلون كلامه، لكنه أكد «أنا مؤمن كبير بالمصالح، أكثر من إيماني بالنصوص واتفاقيات السلام التي يكتبها المحامون».

وفي كل حال، فإن التطوّرات الميدانية الأخيرة، وتقدم «داعش» ومجموعات مسلحة أخرى في مناطق عدة في الشمال والجنوب قادت إلى زيادة المتابعة الاستخباراتية الإسرائيلية لما يجري في سوريا. ونقلت «هآرتس» عن نائب رئيس الأركان الجنرال يائير غولان قوله إن «الجيش السوريّ لم يعُد موجوداً فعلياً»، معتبراً أنّه بسبب ضعف الأسد وتركيز «حزب الله» على الحرب في سوريا، «فإن وضعنا أفضل من أي وقت آخر في الجبهة الشمالية، من الناحية الاستراتيجية».

وأشار إلى أنه «من الناحية الاستراتيجية، وضعنا أفضل من أي وقت سابق على الجبهة الشمالية. الوضع الأمني ما زال يحمل في طياته الكثير من المخاطر»، لكنه مريح جداً لإسرائيل لأن «حزب الله» يرسل آلاف المقاتلين إلى المعارك في سوريا، أما الجيش السوري فلم يعُد موجوداً.

وحسب الجنرال غولان «كان يمكن لهذا أن يكون جيداً لو كان الوضع مستقراً، لكنه غير مستقر»، مذكراً بأن «حزب الله» حصل على وسائل قتالية لم تكن لديه في السابق، وأن حقيقة عدم عمل المتمرّدين اليوم ضد إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، قد تتغيّر في المستقبل. وقال «حتى اليوم نحن لا نشارك في ما يحدث في سوريا، لكن الاحتمالات المستقبلية مقلقة». وأضاف «بالنسبة لإسرائيل فإن سوريا ولبنان هما ساحة واحدة، فحزب الله يعمل في هضبة الجولان وفي الحدود اللبنانية».

 

  • فريق ماسة
  • 2015-06-03
  • 14125
  • من الأرشيف

اسرائيل تُقرّ بتدخلّها في سورية: مصالحنا أهم من السلام

اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بتدخل جيشه في مجريات الحرب الدائرة في سوريا، لكنه حصر هذا التدخّل بحالات يتمّ فيها تجاوز ما أسماه بـ «الخطوط الحمراء». وأكد يعلون، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نُشرت أمس، أن «سياستنا من جهة هي عدم التدخل، ومن جهة أخرى المحافظة على مصالحنا». وشدّد على إيمانه شخصياً بتفوق المصالح وأهميتها، حتى على اتفاقيات السلام التي يمكن أن تُبرَم مع الدول العربية. وكانت صحف إسرائيلية أشارت إلى تكثيف الاهتمام والرصد الاستخباراتي لما يجري في سوريا، في أعقاب التطوّرات الميدانية الأخيرة وسيطرة المسلحين على مناطق متزايدة في الشمال. ووصف يعلون، في المقابلة، ثلاثة «خطوط حمراء» رسمتها إسرائيل تجاه كل ما يجري خلف حدودها. وقال «أولها يُحظر نقل أسلحة متطورة إلى أيادي أي تنظيم إرهابي، سواء جاءت الأسلحة من سوريا أم من إيران. والثاني يُحظر نقل مواد كيميائية أو أسلحة كيميائية لأيادي أي تنظيم إرهابي، والثالث يحظر كل انتهاك لسيادتنا، خصوصاً في هضبة الجولان». وأكد أنه «عندما يحدث ذلك (ويتم تجاوز أحد الخطوط)، فإننا نعمل». وأشار يعلون في المقابلة إلى وضع الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية الخسائر التي تكبّدها في معاركه مع «داعش» ومع التنظيمات المعارضة الأخرى. وقال «بشكل عام، الأسد يخسر أراضي، وهو يسيطر على أقل من 25 في المئة من أراضي سوريا». وقال موجّهاً النصيحة للإدارة الأميركية التي اتهمت مؤخراً النظام السوري بشن غارات تخدم التنظيم التكفيري «لو كان واجباً أن أقدم النصح للإدارة الأميركية لكانت نصيحتي هي أنه محظور السماح للجهاديين بالسيطرة على سوريا. ومن منطلق أخلاقي، فإن الزعيم الذي يستخدم السلاح الكيميائي ضد مواطنيه لا يمكنه البقاء في منصبه. إنه جزّار». وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، في المقابلة مع الصحيفة الأميركية، على التواجد الإيراني الكبير في دمشق. وقال «الأسد يقود قوات الجيش السوري، لكنه لا يعطي الأوامر لحزب الله الذي يقاتل من أجله، كما أنه لا يقود الميليشيات الشيعية الموجودة في سوريا من أجل إنقاذه. قاسم سليماني هو مَن يعطي الأوامر لهذه الجماعات. إن إيران تدعم بشار الأسد في سوريا، وفي لبنان هي تدعم حزب الله. كما أنها تدعم في غزة حماس والجهاد الإسلامي، وتدعم الحوثيين في اليمن». وأعرب يعلون عن خشيته من عواقب الاتفاق النووي المتبلور مع إيران، مضيفاً «لديهم صواريخ تغطي كل مساحة إسرائيل، ولا أحد يتحدّث عن ذلك». وحسب كلامه «فإننا على وشك رؤية صفقة تخرج منها إيران أقوى، وهي مستعدّة لاستثمار أموال أكثر لدعم امتداداتها، من أجل زعزعة الأنظمة السنية المعتدلة في المنطقة». وخلص إلى أن لإسرائيل مصلحة مشتركة ضد إيران مع الدول السنية في الشرق الأوسط «فإذا كنا نتقاسم عدواً مشتركاً، إلى جانب مصالح مشتركة، فهناك مجال للتعاون». ولم يشرح يعلون كلامه، لكنه أكد «أنا مؤمن كبير بالمصالح، أكثر من إيماني بالنصوص واتفاقيات السلام التي يكتبها المحامون». وفي كل حال، فإن التطوّرات الميدانية الأخيرة، وتقدم «داعش» ومجموعات مسلحة أخرى في مناطق عدة في الشمال والجنوب قادت إلى زيادة المتابعة الاستخباراتية الإسرائيلية لما يجري في سوريا. ونقلت «هآرتس» عن نائب رئيس الأركان الجنرال يائير غولان قوله إن «الجيش السوريّ لم يعُد موجوداً فعلياً»، معتبراً أنّه بسبب ضعف الأسد وتركيز «حزب الله» على الحرب في سوريا، «فإن وضعنا أفضل من أي وقت آخر في الجبهة الشمالية، من الناحية الاستراتيجية». وأشار إلى أنه «من الناحية الاستراتيجية، وضعنا أفضل من أي وقت سابق على الجبهة الشمالية. الوضع الأمني ما زال يحمل في طياته الكثير من المخاطر»، لكنه مريح جداً لإسرائيل لأن «حزب الله» يرسل آلاف المقاتلين إلى المعارك في سوريا، أما الجيش السوري فلم يعُد موجوداً. وحسب الجنرال غولان «كان يمكن لهذا أن يكون جيداً لو كان الوضع مستقراً، لكنه غير مستقر»، مذكراً بأن «حزب الله» حصل على وسائل قتالية لم تكن لديه في السابق، وأن حقيقة عدم عمل المتمرّدين اليوم ضد إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، قد تتغيّر في المستقبل. وقال «حتى اليوم نحن لا نشارك في ما يحدث في سوريا، لكن الاحتمالات المستقبلية مقلقة». وأضاف «بالنسبة لإسرائيل فإن سوريا ولبنان هما ساحة واحدة، فحزب الله يعمل في هضبة الجولان وفي الحدود اللبنانية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة