أثار لقاء زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني مع "الجزيرة" أمس ضمن برنامج "بلا حدود"، ردود فعل متفاوتة، سواء لناحية محتوى الحوار وطريقة إدارته وتظهيره، أو لناحية الأخطاء النحويّة والشرعيّة التي ارتكبها قائد فرع "القاعدة" في سوريا.

بعد أيّام أمضتها القناة القطريّة بالترويج للحوار "الحدث"، ثبّتت عدّاداً على شاشاتها، يظهر الوقت المتبقّي قبل بدء عرضه، على غرار الفعاليّات العالميّة، مثل المونديال أو الألعاب الأولمبيّة. ثمّ أطلّ الرجل ملثّماً، لا يظهر منه سوى أنفه، بمواجهة أحمد منصور، ليعلّق بعض المغرّدين أنّ المذيع يجري اللقاء مع "خشم الجولاني". ركّزت الكاميرا على كتف الضيف الأيمن، بعكس الكتف الأيسر الذي ظهر في لقائه مع تيسير علّوني على الشاشة ذاتها العام 2013. ذلك ما أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل، إلى جانب جلوس منصور حافياً على مقعد خشبي، في إحدى قاعات مبنى محافظة إدلب، بحسب ما أفادت مصادر من المدينة "السفير".

خاطب المذيع المصري المعروف بقربه من "الإخوان المسلمين" ضيفه، كمن يحاور رئيس دولة، أو أميراً من إحدى ممالك النفط، أو نائب الله على الأرض، مستخدماً خلال اللقاء كافة مفردات التبجيل والتعظيم والتقدير. كذلك أفسح لنفسه المجال مرَّات عدّة لسرد وجهة نظره ورأيه، ومشاهداته في "مناطق سيطرة النصرة". عرض خلال اللقاء لقطات لجولته في تلك "المناطق المحرّرة"، وصوراً إلى جانب مسحوق غسيل، مع شهادته عن "الأمان الذي يعيشه المواطنون في ظلِّ تنظيم النصرة، وحدها براميل النظام تعكر صفو المنطقة"، وفق تعبيره.

جاءت الحلقة مدجّجة بالعبارات الطائفيّة التحريضيّة، في استكمال لمشروع القناة لتشريح المجتمع السوري طائفياً، والترويج للتقسيم، وبثّ خطاب كراهيّة تجاه بعض الأقليّات في سوريا. هكذا، دار الحوار حول المصطلحات التالية: "العلويّون، الشيعة، النصارى، السنة، الدروز"، يضاف إليها تقديم تبريرات لمجازر "جبهة النصرة" المصنّفة على لائحة الإرهاب العالميَّة. ووجّه المذيع النقاش نحو تلميع صورة الجولاني، "وتطمين الغرب" إلى أنّ النصرة ليست عدوّاً له، بل هدفها "إسقاط النظام وحزب الله" فقط لا غير. ليخرج المشاهد بخلاصة أن التنظيم التابع لـ"القاعدة"، "فصيل ثائر باحث عن الحرية". أمّا نوعيّة الحكم التي يطمح الجولاني إلى إرسائها في سوريا، "فنتركها للمحاكم الشرعيّة"، بحسب تعبيره.

على "تويتر" تغنّى "نادي معجبي جبهة النصرة" باللقاء وبـ"حكمة الفاتح"، في حين استغلّ أنصار "داعش" الفرصة لشنّ حملة على الجولاني، عبر وسم #الجولاني_على_الجزيرة. وغرّد أحدهم: "تابعت جزءاً من لقاء الجولاني، فضحكت كثيراً، وحمدت الله كثيراً على نعمة الهداية والثبات". وأضاف: "الجولاني (أبو شروال) ذكرني بمسلسل "باب الحارة"، عليه تغيير كنيته إلى أبو شهاب، ويطلّ في الجزء الثاني من اللقاء وهو يفتل شواربه ويدبك". في حين كتب "الفاروق عمر" أحد أبرز إعلاميي تنظيم الدولة: "كشف الجولاني أن خطة الظواهري هي خداع أميركا عن طريق تظاهر الفرع الشامي أنه لن يهاجمها الآن. لحسن الحظ أوباما لا يتابع الجزيرة".

كذلك زخرت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات الساخرة من تهديدات الجولاني لـ"حزب الله" والحكومة السوريّة. أحد الناشطين على "فايسبوك" كتب: "شكراً لقناة الإرهاب ‫‏الجزيرة لأنّها كشفت اليوم النقاب عن "أنف" مولانا الجولاني حفظه الله". في حين كتب آخر: "مذيع بلا حذاء، هَيْ جديدة، بس من عند الجزيرة". وقال ناشط آخر ساخراً من دعوة الجولاني أبناء الطائفة العلوية إلى تسليم أنفسهم: "مظاهرات حاشدة للعلوية في اللاذقية وطرطوس وسهل الغاب تهتف بصوت واحد، يا جولاني يا أخونا بيت الأسد ورطونا". وكتب آخر: "الجولاني يهدِّد الضاحية الجنوبية، يا همّا لالي، هل سيهاجمنا من القلمون؟".

  • فريق ماسة
  • 2015-05-27
  • 11247
  • من الأرشيف

أحمد منصور حافياً في حضرة الجولاني

أثار لقاء زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني مع "الجزيرة" أمس ضمن برنامج "بلا حدود"، ردود فعل متفاوتة، سواء لناحية محتوى الحوار وطريقة إدارته وتظهيره، أو لناحية الأخطاء النحويّة والشرعيّة التي ارتكبها قائد فرع "القاعدة" في سوريا. بعد أيّام أمضتها القناة القطريّة بالترويج للحوار "الحدث"، ثبّتت عدّاداً على شاشاتها، يظهر الوقت المتبقّي قبل بدء عرضه، على غرار الفعاليّات العالميّة، مثل المونديال أو الألعاب الأولمبيّة. ثمّ أطلّ الرجل ملثّماً، لا يظهر منه سوى أنفه، بمواجهة أحمد منصور، ليعلّق بعض المغرّدين أنّ المذيع يجري اللقاء مع "خشم الجولاني". ركّزت الكاميرا على كتف الضيف الأيمن، بعكس الكتف الأيسر الذي ظهر في لقائه مع تيسير علّوني على الشاشة ذاتها العام 2013. ذلك ما أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل، إلى جانب جلوس منصور حافياً على مقعد خشبي، في إحدى قاعات مبنى محافظة إدلب، بحسب ما أفادت مصادر من المدينة "السفير". خاطب المذيع المصري المعروف بقربه من "الإخوان المسلمين" ضيفه، كمن يحاور رئيس دولة، أو أميراً من إحدى ممالك النفط، أو نائب الله على الأرض، مستخدماً خلال اللقاء كافة مفردات التبجيل والتعظيم والتقدير. كذلك أفسح لنفسه المجال مرَّات عدّة لسرد وجهة نظره ورأيه، ومشاهداته في "مناطق سيطرة النصرة". عرض خلال اللقاء لقطات لجولته في تلك "المناطق المحرّرة"، وصوراً إلى جانب مسحوق غسيل، مع شهادته عن "الأمان الذي يعيشه المواطنون في ظلِّ تنظيم النصرة، وحدها براميل النظام تعكر صفو المنطقة"، وفق تعبيره. جاءت الحلقة مدجّجة بالعبارات الطائفيّة التحريضيّة، في استكمال لمشروع القناة لتشريح المجتمع السوري طائفياً، والترويج للتقسيم، وبثّ خطاب كراهيّة تجاه بعض الأقليّات في سوريا. هكذا، دار الحوار حول المصطلحات التالية: "العلويّون، الشيعة، النصارى، السنة، الدروز"، يضاف إليها تقديم تبريرات لمجازر "جبهة النصرة" المصنّفة على لائحة الإرهاب العالميَّة. ووجّه المذيع النقاش نحو تلميع صورة الجولاني، "وتطمين الغرب" إلى أنّ النصرة ليست عدوّاً له، بل هدفها "إسقاط النظام وحزب الله" فقط لا غير. ليخرج المشاهد بخلاصة أن التنظيم التابع لـ"القاعدة"، "فصيل ثائر باحث عن الحرية". أمّا نوعيّة الحكم التي يطمح الجولاني إلى إرسائها في سوريا، "فنتركها للمحاكم الشرعيّة"، بحسب تعبيره. على "تويتر" تغنّى "نادي معجبي جبهة النصرة" باللقاء وبـ"حكمة الفاتح"، في حين استغلّ أنصار "داعش" الفرصة لشنّ حملة على الجولاني، عبر وسم #الجولاني_على_الجزيرة. وغرّد أحدهم: "تابعت جزءاً من لقاء الجولاني، فضحكت كثيراً، وحمدت الله كثيراً على نعمة الهداية والثبات". وأضاف: "الجولاني (أبو شروال) ذكرني بمسلسل "باب الحارة"، عليه تغيير كنيته إلى أبو شهاب، ويطلّ في الجزء الثاني من اللقاء وهو يفتل شواربه ويدبك". في حين كتب "الفاروق عمر" أحد أبرز إعلاميي تنظيم الدولة: "كشف الجولاني أن خطة الظواهري هي خداع أميركا عن طريق تظاهر الفرع الشامي أنه لن يهاجمها الآن. لحسن الحظ أوباما لا يتابع الجزيرة". كذلك زخرت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات الساخرة من تهديدات الجولاني لـ"حزب الله" والحكومة السوريّة. أحد الناشطين على "فايسبوك" كتب: "شكراً لقناة الإرهاب ‫‏الجزيرة لأنّها كشفت اليوم النقاب عن "أنف" مولانا الجولاني حفظه الله". في حين كتب آخر: "مذيع بلا حذاء، هَيْ جديدة، بس من عند الجزيرة". وقال ناشط آخر ساخراً من دعوة الجولاني أبناء الطائفة العلوية إلى تسليم أنفسهم: "مظاهرات حاشدة للعلوية في اللاذقية وطرطوس وسهل الغاب تهتف بصوت واحد، يا جولاني يا أخونا بيت الأسد ورطونا". وكتب آخر: "الجولاني يهدِّد الضاحية الجنوبية، يا همّا لالي، هل سيهاجمنا من القلمون؟".

المصدر : السفير/ علاء الحلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة