طوال سنوات أربع واجه الشعب السوري حملات تضليل لم تشهدها حروب وأحداث كثيرة، وكان الجزء المهم من حملات التضليل هذه يرتكز على قلب الحقائق، وتشويه الأحداث، والكذب على الرأي العام العالمي، والعربي على مبدأ وزير الدعاية عند هتلر (اكذب اكذب فلا بد أن يصدقك الناس).

 وعلى الرغم من أن البعض صدق حملات التضليل هذه لفترة من الزمن نظراً لضخامتها ودناءتها، ولكن مع الفشل المتتالي في تسويق الكذب، والتضليل بدأت تتكشف خفايا، وأسرار هذا التضليل الإستراتيجي الذي وقع به كثيرون، ومن أخطر هذه الخفايا والأسرار، ما يمكن أن أسميه (حصان طروادة) مشروع الشرق الأوسط الكبير – أي حزب العدالة والتنمية- وزعيمه رجب طيب أردوغان، وذلك للأسباب التالية:

 1- قدم الأميركان (أصحاب المشروع) أردوغان وحزبه على أنه النموذج للمزج بين (الإسلام والديمقراطية) وأوصلوه للحكم في تركيا على خلفية فشل الأحزاب التركية العلمانية، ودعموه اقتصادياً كي يتمكن من أن يكون قائداً لمشروع أميركا وإسرائيل في المنطقة لتفتيتها إثنياً وطائفياً.

2- عمل حزب أردوغان على اختراق المنطقة بدءاً من سورية مسوقاً نفسه على أنه (حزب الإخوة) وبأنه مستعد للتحالف الاقتصادي، ونسيان الماضي المرير بين العرب والأتراك في عهد العثمانيين، وأطلق شعارات براقة ومواقف عنترية تجاه فلسطين لكسب قلوب البسطاء في المنطقة.

3- اعتقد كثيرون من المراقبين أن تركيا نموذج يحتذى في الديمقراطية، والحريات وحقوق الإنسان، وعمل نظام أردوغان على ذلك في الداخل مع تسويق إعلامي كبير ونجاحات متتالية في الانتخابات للقول إنه النموذج الذي يجب أن يؤخذ به، ولكن أين؟ فقط في الدول التي وضعتها أميركا ضمن إطار مشروعها الشرق أوسطي- أي (الجمهوريات)، وليس الملكيات، والمشايخ التي تحتاج إلى معجزات كي تجعلها مكاناً صالحاً لعيش البشر.

4- كانت الفترة المطلوبة من حزب أردوغان أي ما بين (2002-2010) هو التمكين في الداخل التركي، أي إزالة كل القوى التي يمكن أن تشكل خطراً على المشروع الأردوغاني في الداخل، ولاحقاً المشروع الكبير في الخارج فجرت محاكمات العسكر، وسجن الصحفيين، وملاحقة المعارضين تحت يافظة (التآمر على حكومته).

5- ترافق كل ذلك مع وصول الإخوان في تونس، ومصر، ودعمهم في ليبيا وفي اليمن بهدف الهيمنة على المنطقة باسم الإسلام السياسي، ووضعهم جميعاً تحت مرجعية واحدة (مرجعية السلطان العثماني أردوغان) بحيث يتم توجيههم، وقيادتهم من إسطنبول خدمة لمشروع أميركا الكبير في المنطقة.

(حصان طروادة) هذا اصطدم بالصمود السوري الأسطوري، وتبين أنه (حمار طروادة) وليس حصاناً، وخاصة أنه نتيجة لعنجهيته العثمانية اعتقد أن الدولة السورية ستسقط خلال أشهر (وهذا كلام يستند إلى معلومات قالها داوود أوغلو لمسؤولين أتراك بكل ثقة بالنفس) وبنى كل سيناريوهاتها على هذا الأساس، لأنه هو الذي أخبر الأميركان أن سورية هو المسؤول عنها، ويعرف تفاصيلها، وستسقط قريباً.

(جماعة طروادة) أي أردوغان، وداوود أوغلو، ومن معهما جربوا كل السيناريوهات فكذبة الديمقراطية سقطت بعد أن رأى العالم كيف يتعاطون مع معارضاتهم، وكذبة نظافة اليد، والتقى، والإيمان أيضاً انهارت بعد أن وصلت روائح فسادهم إلى كل العالم، وأما كذبة التواضع فقد رآها الشعب التركي والعالم في قصر أردوغان الأبيض- في بلد وصلت نسبة العاطلين من العمل فيه إلى 20% ولم يبق أمامهم سوى إنزال القتلة، والمجرمين إلى الميدان، فرأينا (داعش- والنصرة) وتابعنا أسماء ثوارهم وجماعاتهم، ولامسنا عفن تفكيرهم، ومن يدعمهم سواء كانوا (جماعة لطروادة)- أو (جمالاً لنقل النفط والغاز).

– اعتقد (جماعة طروادة) أن بإمكانهم تقسيم سورية، والعراق، وكأنها أملاك عثمانية، أو وهابية يمكن منحها لهذا التنظيم المجرم، أو ذاك كما كان الأمر في عهد السلاطنة أجداد أردوغان، أو كما هو الأمر لدى أحفاد عبد العزيز آل سعود في توزيع الأراضي والأملاك والعباد الذين ينسبون لعائلة وليس لأرض وجغرافيا محددة.

– لم يتردد وزير الخارجية السوري وليد المعلم البارحة في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية الأرميني، في الرد على نائب رئيس الوزراء التركي (نعمان قورطولموش) حول أن سورية سوف تقسم إلى عشر دويلات بعبارة: (سورية ليست ملكاً لأبيك)… أي ليست ملكاً عثمانياً بل خلفها شعب عظيم، وجيش بطل سوف يدافع عن وحدتها، وهويتها، ومستقبل أبنائها.

– سورية ملك لكل السوريين، وواجبهم الدفاع عنها، وحفظ وحدتها وصيانة استقلالها، وليست ملكاً لفابيوس، أو رجب طيب أردوغان وحزبه حزب (النذالة والتعمية).

– على الرغم من صعوبة ما نراه علينا كسوريين، لكننا يجب أن نكون متأكدين أن الشعوب العظيمة لا تهزم، وأن إيماننا بوطننا هو سلاحنا الأمضى، ولا يجوز أن يتسرب الخوف إلى قلوبنا فالنصر حليفنا بكل تأكيد… وما علينا إلا أن نقارن بين التضليل الذي كان مسيطراً على القلوب والعقول قبل سنوات، وبين الحقيقة التي بدأت تتكشف في كل العالم، وتظهر له حجم الجريمة التي ارتكبها الطرواديون الأتراك والأعراب.

– حصار سورية سقط، فالحق لا يحتاج إلى تأشيرات دخول أيها السادة.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-27
  • 9124
  • من الأرشيف

الحق لا يحتاج إلى تأشيرات دخول .....بقلم د. بسام أبو عبد اللـه

طوال سنوات أربع واجه الشعب السوري حملات تضليل لم تشهدها حروب وأحداث كثيرة، وكان الجزء المهم من حملات التضليل هذه يرتكز على قلب الحقائق، وتشويه الأحداث، والكذب على الرأي العام العالمي، والعربي على مبدأ وزير الدعاية عند هتلر (اكذب اكذب فلا بد أن يصدقك الناس).  وعلى الرغم من أن البعض صدق حملات التضليل هذه لفترة من الزمن نظراً لضخامتها ودناءتها، ولكن مع الفشل المتتالي في تسويق الكذب، والتضليل بدأت تتكشف خفايا، وأسرار هذا التضليل الإستراتيجي الذي وقع به كثيرون، ومن أخطر هذه الخفايا والأسرار، ما يمكن أن أسميه (حصان طروادة) مشروع الشرق الأوسط الكبير – أي حزب العدالة والتنمية- وزعيمه رجب طيب أردوغان، وذلك للأسباب التالية:  1- قدم الأميركان (أصحاب المشروع) أردوغان وحزبه على أنه النموذج للمزج بين (الإسلام والديمقراطية) وأوصلوه للحكم في تركيا على خلفية فشل الأحزاب التركية العلمانية، ودعموه اقتصادياً كي يتمكن من أن يكون قائداً لمشروع أميركا وإسرائيل في المنطقة لتفتيتها إثنياً وطائفياً. 2- عمل حزب أردوغان على اختراق المنطقة بدءاً من سورية مسوقاً نفسه على أنه (حزب الإخوة) وبأنه مستعد للتحالف الاقتصادي، ونسيان الماضي المرير بين العرب والأتراك في عهد العثمانيين، وأطلق شعارات براقة ومواقف عنترية تجاه فلسطين لكسب قلوب البسطاء في المنطقة. 3- اعتقد كثيرون من المراقبين أن تركيا نموذج يحتذى في الديمقراطية، والحريات وحقوق الإنسان، وعمل نظام أردوغان على ذلك في الداخل مع تسويق إعلامي كبير ونجاحات متتالية في الانتخابات للقول إنه النموذج الذي يجب أن يؤخذ به، ولكن أين؟ فقط في الدول التي وضعتها أميركا ضمن إطار مشروعها الشرق أوسطي- أي (الجمهوريات)، وليس الملكيات، والمشايخ التي تحتاج إلى معجزات كي تجعلها مكاناً صالحاً لعيش البشر. 4- كانت الفترة المطلوبة من حزب أردوغان أي ما بين (2002-2010) هو التمكين في الداخل التركي، أي إزالة كل القوى التي يمكن أن تشكل خطراً على المشروع الأردوغاني في الداخل، ولاحقاً المشروع الكبير في الخارج فجرت محاكمات العسكر، وسجن الصحفيين، وملاحقة المعارضين تحت يافظة (التآمر على حكومته). 5- ترافق كل ذلك مع وصول الإخوان في تونس، ومصر، ودعمهم في ليبيا وفي اليمن بهدف الهيمنة على المنطقة باسم الإسلام السياسي، ووضعهم جميعاً تحت مرجعية واحدة (مرجعية السلطان العثماني أردوغان) بحيث يتم توجيههم، وقيادتهم من إسطنبول خدمة لمشروع أميركا الكبير في المنطقة. (حصان طروادة) هذا اصطدم بالصمود السوري الأسطوري، وتبين أنه (حمار طروادة) وليس حصاناً، وخاصة أنه نتيجة لعنجهيته العثمانية اعتقد أن الدولة السورية ستسقط خلال أشهر (وهذا كلام يستند إلى معلومات قالها داوود أوغلو لمسؤولين أتراك بكل ثقة بالنفس) وبنى كل سيناريوهاتها على هذا الأساس، لأنه هو الذي أخبر الأميركان أن سورية هو المسؤول عنها، ويعرف تفاصيلها، وستسقط قريباً. (جماعة طروادة) أي أردوغان، وداوود أوغلو، ومن معهما جربوا كل السيناريوهات فكذبة الديمقراطية سقطت بعد أن رأى العالم كيف يتعاطون مع معارضاتهم، وكذبة نظافة اليد، والتقى، والإيمان أيضاً انهارت بعد أن وصلت روائح فسادهم إلى كل العالم، وأما كذبة التواضع فقد رآها الشعب التركي والعالم في قصر أردوغان الأبيض- في بلد وصلت نسبة العاطلين من العمل فيه إلى 20% ولم يبق أمامهم سوى إنزال القتلة، والمجرمين إلى الميدان، فرأينا (داعش- والنصرة) وتابعنا أسماء ثوارهم وجماعاتهم، ولامسنا عفن تفكيرهم، ومن يدعمهم سواء كانوا (جماعة لطروادة)- أو (جمالاً لنقل النفط والغاز). – اعتقد (جماعة طروادة) أن بإمكانهم تقسيم سورية، والعراق، وكأنها أملاك عثمانية، أو وهابية يمكن منحها لهذا التنظيم المجرم، أو ذاك كما كان الأمر في عهد السلاطنة أجداد أردوغان، أو كما هو الأمر لدى أحفاد عبد العزيز آل سعود في توزيع الأراضي والأملاك والعباد الذين ينسبون لعائلة وليس لأرض وجغرافيا محددة. – لم يتردد وزير الخارجية السوري وليد المعلم البارحة في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية الأرميني، في الرد على نائب رئيس الوزراء التركي (نعمان قورطولموش) حول أن سورية سوف تقسم إلى عشر دويلات بعبارة: (سورية ليست ملكاً لأبيك)… أي ليست ملكاً عثمانياً بل خلفها شعب عظيم، وجيش بطل سوف يدافع عن وحدتها، وهويتها، ومستقبل أبنائها. – سورية ملك لكل السوريين، وواجبهم الدفاع عنها، وحفظ وحدتها وصيانة استقلالها، وليست ملكاً لفابيوس، أو رجب طيب أردوغان وحزبه حزب (النذالة والتعمية). – على الرغم من صعوبة ما نراه علينا كسوريين، لكننا يجب أن نكون متأكدين أن الشعوب العظيمة لا تهزم، وأن إيماننا بوطننا هو سلاحنا الأمضى، ولا يجوز أن يتسرب الخوف إلى قلوبنا فالنصر حليفنا بكل تأكيد… وما علينا إلا أن نقارن بين التضليل الذي كان مسيطراً على القلوب والعقول قبل سنوات، وبين الحقيقة التي بدأت تتكشف في كل العالم، وتظهر له حجم الجريمة التي ارتكبها الطرواديون الأتراك والأعراب. – حصار سورية سقط، فالحق لا يحتاج إلى تأشيرات دخول أيها السادة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة