يسعى «داعش»، بعد سيطرته على الرمادي إلى توسيع رقعة نفوذه لتشمل 4 مناطق لا تزال خاضعة للجيش ومسلحي العشائر في الحبانية (شرق الرمادي) وحديثة والبغدادي (غربها) والنخيب (جنوبها) ومعبري الوليد وطريبيل، لاستكمال الزحف على المثلث الحدودي العراقي - السوري - الأردني.

 وتكمن أهمية الرمادي، عدا أنها العاصمة الإدارية لمحافظة الأنبار، وهي أكبر المحافظات العراقية، في كونها تمثل حلقة الوصل الأساسية بين مدن نهر الفرات التي بات التنظيم يسيطر على معظمها، بالإضافة إلى أن المدينة تشكل مقراً نموذجياً للسيطرة على المساحة الصحراوية الممتدة جنوباً وتتخللها بلدات النخيب والرطبة، وصولاً إلى الحدود السعودية والأردنية والسورية، وشمالاً حيث المنطقة الصخرية الخالية التي تشكل محور ربط بين محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار.

 وشهدت الساعات الماضية تقدماً ملحوظاً للتنظيم، منطلقاً من الرمادي باتجاه الشرق وصولاً إلى مناطق الخالدية وحصيبة الشرقية التي تمثل حواجز الصد الأخيرة أمامه لمهاجمة قاعدة الحبانية (33 كلم شرق الرمادي) وهي أكبر القواعد العسكرية العراقية، ولا تبعد عن جنوب الفلوجة سوى أقل من 30 كيلومتراً، حيث سيكون بإمكان التنظيم فك أهم عقد محاصرة الفلوجة التي يسيطر عليها منذ كانون الثاني (يناير) 2014 ومنها باتجاه حسم معاركه المستمرة منذ قرابة 3 شهور مع القوات العراقية في مناطق الكرمة، وعامرية الفلوجة المتاخمة لبغداد.

 والى غرب الرمادي تتجه أرتال تابعة للتنظيم للوصول الى بلدة حديثة، على بعد 130 كيلومتراً، وهي منطقة استمرت عصية على التنظيم، بسبب مقاومة عشائرها وأهمها البوفهد، لكن قبل تحقيق هذا الهدف على مقاتلي «داعش» إسقاط بلدات هيت والبغدادي وبروانة، وأيضاً قاعدة عين الأسد، وهي ثانية أكبر القواعد العسكرية في الأنبار.

 ولم تتحدث مصادر «الحياة» عن وجود تقدم واضح لأرتال عسكرية للتنظيم من منطقة القائم (يسيطر عليها التنظيم منذ بداية عام 2014) في أقصى شمال غربي الأنبار شرقاً باتجاه حديثة (المسافة نحو 140 كلم) لمحاصرتها، لكن تطور الوضع في سورية، وتوسع «داعش» لإسقاط معظم مدنها الشرقية وصولاً الى تدمر، ومن ثم سيطرته على معبر التنف الحدودي مع العراق، تشير كلها إلى أن التنظيم يحاول إغلاق دائرة نفوذه عبر استثمار مركز قوته في ما يطلق عليه «ولاية الفرات» وتضم القائم العراقية، والبوكمال السورية، لاستكمال ربط حدوده على الجانبين السوري والعراقي والتي تمتد الى 605 كلم وصولاً إلى الحدود الأردنية.

 ويقف «داعش» اليوم في معبر التنف الحدودي على بعد أقل من نصف كيلومتر من نقطة الوليد الحدودية العراقية، وفيها قوة لحرس وموظفين. ولا تبعد إلى الشرق سوى نحو 150 كيلومتراً من منطقة أخرى للتنظيم في قلب الطريق الاستراتيجي الصحراوي الرابط بين بغداد وعمان ودمشق، في بلدة الرطبة، وهي المسافة نفسها تقريباً التي تفصل البلدة عن معبر طريبيل الحدودي مع الأردن.

 وعلى رغم إعلان القوات العراقية امس السيطرة على معبر الوليد، إلا أن تلك السيطرة حسب المعطيات على الأرض، تبدو «قلقة»، في ضوء صعوبة إيصال التعزيزات إلى المعبر عبر خط الحدود مع طريبيل (تم إغلاق النقطة من الجانب الأردني)، ما يرجح أن يرتبط بقاء المعبرين تحت سلطة الحكومة المركزية بقدرة القوات السورية خلال الأيام المقبلة على استعادة معبر التنف، وهو أمر مستبعد.

 النقطة الرابعة لوجود القوات العراقية مدعومة بـ «الحشد الشعبي» في الأنبار، هي بلدة النخيب، حيث أجازت الحكومة أخيراً للحشد الاندفاع نحوها والسيطرة عليها، تحسباً لهجوم «داعش» من المثلث الحدودي والرطبة باتجاه البلدة قاطعاً نحو 280 كيلومتراً في الجنوب الغربي لصحراء الأنبار وهي المسافة نفسها تقريباً التي قد يقطعها التنظيم في حال اختار الاندفاع من الرمادي باتجاه النخيب ليصبح على بعد أقل من 190 كيلومتراً من حدود كربلاء.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-22
  • 11694
  • من الأرشيف

«داعش» يزحف على مثلث الرطبة

يسعى «داعش»، بعد سيطرته على الرمادي إلى توسيع رقعة نفوذه لتشمل 4 مناطق لا تزال خاضعة للجيش ومسلحي العشائر في الحبانية (شرق الرمادي) وحديثة والبغدادي (غربها) والنخيب (جنوبها) ومعبري الوليد وطريبيل، لاستكمال الزحف على المثلث الحدودي العراقي - السوري - الأردني.  وتكمن أهمية الرمادي، عدا أنها العاصمة الإدارية لمحافظة الأنبار، وهي أكبر المحافظات العراقية، في كونها تمثل حلقة الوصل الأساسية بين مدن نهر الفرات التي بات التنظيم يسيطر على معظمها، بالإضافة إلى أن المدينة تشكل مقراً نموذجياً للسيطرة على المساحة الصحراوية الممتدة جنوباً وتتخللها بلدات النخيب والرطبة، وصولاً إلى الحدود السعودية والأردنية والسورية، وشمالاً حيث المنطقة الصخرية الخالية التي تشكل محور ربط بين محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار.  وشهدت الساعات الماضية تقدماً ملحوظاً للتنظيم، منطلقاً من الرمادي باتجاه الشرق وصولاً إلى مناطق الخالدية وحصيبة الشرقية التي تمثل حواجز الصد الأخيرة أمامه لمهاجمة قاعدة الحبانية (33 كلم شرق الرمادي) وهي أكبر القواعد العسكرية العراقية، ولا تبعد عن جنوب الفلوجة سوى أقل من 30 كيلومتراً، حيث سيكون بإمكان التنظيم فك أهم عقد محاصرة الفلوجة التي يسيطر عليها منذ كانون الثاني (يناير) 2014 ومنها باتجاه حسم معاركه المستمرة منذ قرابة 3 شهور مع القوات العراقية في مناطق الكرمة، وعامرية الفلوجة المتاخمة لبغداد.  والى غرب الرمادي تتجه أرتال تابعة للتنظيم للوصول الى بلدة حديثة، على بعد 130 كيلومتراً، وهي منطقة استمرت عصية على التنظيم، بسبب مقاومة عشائرها وأهمها البوفهد، لكن قبل تحقيق هذا الهدف على مقاتلي «داعش» إسقاط بلدات هيت والبغدادي وبروانة، وأيضاً قاعدة عين الأسد، وهي ثانية أكبر القواعد العسكرية في الأنبار.  ولم تتحدث مصادر «الحياة» عن وجود تقدم واضح لأرتال عسكرية للتنظيم من منطقة القائم (يسيطر عليها التنظيم منذ بداية عام 2014) في أقصى شمال غربي الأنبار شرقاً باتجاه حديثة (المسافة نحو 140 كلم) لمحاصرتها، لكن تطور الوضع في سورية، وتوسع «داعش» لإسقاط معظم مدنها الشرقية وصولاً الى تدمر، ومن ثم سيطرته على معبر التنف الحدودي مع العراق، تشير كلها إلى أن التنظيم يحاول إغلاق دائرة نفوذه عبر استثمار مركز قوته في ما يطلق عليه «ولاية الفرات» وتضم القائم العراقية، والبوكمال السورية، لاستكمال ربط حدوده على الجانبين السوري والعراقي والتي تمتد الى 605 كلم وصولاً إلى الحدود الأردنية.  ويقف «داعش» اليوم في معبر التنف الحدودي على بعد أقل من نصف كيلومتر من نقطة الوليد الحدودية العراقية، وفيها قوة لحرس وموظفين. ولا تبعد إلى الشرق سوى نحو 150 كيلومتراً من منطقة أخرى للتنظيم في قلب الطريق الاستراتيجي الصحراوي الرابط بين بغداد وعمان ودمشق، في بلدة الرطبة، وهي المسافة نفسها تقريباً التي تفصل البلدة عن معبر طريبيل الحدودي مع الأردن.  وعلى رغم إعلان القوات العراقية امس السيطرة على معبر الوليد، إلا أن تلك السيطرة حسب المعطيات على الأرض، تبدو «قلقة»، في ضوء صعوبة إيصال التعزيزات إلى المعبر عبر خط الحدود مع طريبيل (تم إغلاق النقطة من الجانب الأردني)، ما يرجح أن يرتبط بقاء المعبرين تحت سلطة الحكومة المركزية بقدرة القوات السورية خلال الأيام المقبلة على استعادة معبر التنف، وهو أمر مستبعد.  النقطة الرابعة لوجود القوات العراقية مدعومة بـ «الحشد الشعبي» في الأنبار، هي بلدة النخيب، حيث أجازت الحكومة أخيراً للحشد الاندفاع نحوها والسيطرة عليها، تحسباً لهجوم «داعش» من المثلث الحدودي والرطبة باتجاه البلدة قاطعاً نحو 280 كيلومتراً في الجنوب الغربي لصحراء الأنبار وهي المسافة نفسها تقريباً التي قد يقطعها التنظيم في حال اختار الاندفاع من الرمادي باتجاه النخيب ليصبح على بعد أقل من 190 كيلومتراً من حدود كربلاء.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة