العزم أقوى من أعتى العواصف وهماً وحزماً، والسلاح يحمي السلاح على رغم الجراح

وتلملم اليمن جراحاتها وتلعن الجلاد، وتواصل قتالها ضدّ «القاعدة» لتطهير ما تبقى من الأرض، ولن تشمل الهدنة أياً من قوى الإرهاب على رغم الامتعاض السعودي، ولو تدخل من تدخل.

السفن الحربية الإيرانية تبحر نحو الشواطئ اليمنية لحماية سفن الإمداد والإغاثة ولن تنسق مع قوى العدوان السعودي، وعلى الحريصين على أمن الملاحة البحرية أن يجدوا هم الطريقة لتجنيب المياه اليمنية اندلاع المواجهة التي إنْ وقعت ستغيّر وجه الخليج، فيما ينهمك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان بتشكيل غرفة معنية بتأمين ممرات الإغاثة لليمن، تحت إشراف الأمم المتحدة، كمخرج لسحب الفتيل، وحفظ ماء وجه السعودية، التي لم يبق لها ورقة توت تستر فيها عورة هزيمتها، بعد قبولها نقل الحوار اليمني من الرياض إلى جنيف ونقل الرعاية من مجلس التعاون الخليجي إلى الأمم المتحدة، والسعي لاسترضاء الحوثيين للمشاركة من دون قيد أو شرط، وفي المقدمة قبول حقهم في البقاء على موقفهم الرافض لشرعية منصور هادي، التي يفترض أنّ السعودية قاتلت لتثبيتها، واعتبرت ونجحت في فرض اعتبارها على قرار لمجلس الأمن، بجعل الاعتراف بشرعيته شرطاً للمشاركة في الحوار السياسي.

نصر اليمن وهزيمة السعودية، يحضران على طاولة فطور «كامب ديفيد» الذي سيجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج، وجاء غياب الملوك عن القمة ليؤشر إلى جدول أعمالها، فاقترن غياب الملك السعودي بغياب ملك البحرين، بعدما قالت مصادر أميركية إنّ الفطور سيكون كناية عن مسودات لدساتير يقترح أوباما على قادة الخليج دراستها لتكون عنوان الإصلاح السياسي الذي تشترط واشنطن السير به خليجياً، لتحمل أي مسؤولية أمنية أو عسكرية في حماية حكومات الخليج. وتقول المعلومات إنّ السعودية والبحرين ستكونان أول المشاريع المطروحة للفك والتركيب، ومثلما سيتنحّى الملك السعودي يفترض أن يتنحّى الملك البحريني، فتحضر وفود الحكومتين ويغيب ملكاهما، وتدفع واشنطن تعويض نهاية خدمة لكلّ منهما اتصالاً هاتفياً لجبر الخاطر من الرئيس باراك أوباما.

لبنانياً، على رغم التوترات المتتابعة، في ظلّ قلق فريق الرابع عشر من آذار من نتائج معركة القلمون، وأنباء الانتصارات المتلاحقة للمقاومة والجيش السوري، وما يرد من أنباء عن فرار مقاتلي «جبهة النصرة» أمام هجمات المقاومة، ومنها فرار قائد «النصرة» في «جيش الفتح» أبو مالك التلي إلى عرسال، لترسَم تساؤلات عن انعكاسات داخلية لبنانية لنصر سريع وحاسم لحزب الله في أدقّ المناطق وأخطرها، خصوصاً مع التجاذب الذي يطاول كلّ الملفات العالقة مع دنو استحقاقاتها، سواء ما يتصل بالتعيينات الأمنية أو بالملف الأصعب الخاص بملء الفراغ الرئاسي الذي يقارب بلوغ سنته الأولى، في ظلّ مواصلة حزب الله تقديم الدعم لترشيح العماد ميشال عون، الذي سيزداد تمسكاً بحقه في الترشيح مع تنامي حضور حزب الله إقليمياً ودولياً بعد نهاية حرب القلمون، مع ورود معلومات من واشنطن عن بدء الحديث جدياً تحت شعار «ولم لا؟» عن تولي العماد عون لرئاسة الجمهورية.

أبو مالك التلي إلى جرود عرسال

استمرت المعارك بين حزب الله والجيش السوري من جهة و»جبهة النصرة» وحلفائها من جهة أخرى، وقد تمكن حزب الله من تحقيق السيطرة على مرتفعات قرنة مشروع حقل زعيتر وجرود بيت عبد الحق غرب جرود رأس المعرة وشرق جرود نحلة، بعد أن تمكن في الأيام الماضية والجيش السوري من السيطرة على جرود عسال الورد والجبة ومرتفع الباروح.

ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن السيطرة على هذه المرتفعات الجديدة حرمت «جيش الفتح» في القلمون من نقاط كانت تستخدم كقواعد لإطلاق الصواريخ على البقاع»، مشددة على «أن السيطرة على ثماني نقاط استراتيجية هامة في جرود عسال الورد تم بأقل خسائر ممكنة».

وتحدثت المصادر عن تفاقم الانهيار المعنوي في صفوف المسلحين، بعدما علموا بهروب أمير «جبهة النصرة» أبو مالك التلي من مركز قيادته في الجرود الواقعة بين الجبة ورأس المعرة باتجاه جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية. وأكدت المصادر امتلاك المقاومة وقوات الجيش السوري السيطرة على معظم النقاط التي كانت تستخدم لإطلاق الصواريخ على لبنان، وبخاصة على المنطقة الواقعة بين بريتال ونحلة.

عرسال قاعدة لوجستية للمسلحين

وأشارت المصادر إلى «أن تطهير عرسال من المسلحين من مسؤولية الدولة اللبنانية، وأن حزب الله لن يدخل والجيش السوري إلى عرسال، لكن إذا تقاعست الدولة واستأنف هؤلاء الإرهابيين نشاطهم الخطر، عندها سيتحمل الأهالي مدعومين من المقاومة مسؤوليتهم في صد هؤلاء الإرهابيين».

ولفتت المصادر إلى «أن الجيش اللبناني ينتشر بعرض خط نار مسافته 23 كلم وتحديداً في المنطقة الممتدة من عرسال نحو الفاكهة فـراس بعلبك وصولاً إلى القاع نظراً لحساسيتها الديموغرافية»، مشيرة إلى «أن عرسال قاعدة لوجستية للمسلحين وهي النقطة الوحيدة خارج الحصار، والجيش اللبناني يطبق على مداخلها ومخارجها نحو الجرود».

إلى ذلك، تحضر معركة القلمون والانتصار الذي حققته المقاومة والجيش السوري في خطاب الأمين العام لـحزب الله السيّد حسن نصرالله في المهرجان الذي يقيمه الحزب لمناسبة عيد المقاومة والتحرير الأحد 24 الجاري من النبطية.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-12
  • 14072
  • من الأرشيف

اليمن ينتصر بالعزم على الحزم..القلمون: أبو مالك التلي يهرب إلى عرسال و«النصرة» تتفكك

العزم أقوى من أعتى العواصف وهماً وحزماً، والسلاح يحمي السلاح على رغم الجراح وتلملم اليمن جراحاتها وتلعن الجلاد، وتواصل قتالها ضدّ «القاعدة» لتطهير ما تبقى من الأرض، ولن تشمل الهدنة أياً من قوى الإرهاب على رغم الامتعاض السعودي، ولو تدخل من تدخل. السفن الحربية الإيرانية تبحر نحو الشواطئ اليمنية لحماية سفن الإمداد والإغاثة ولن تنسق مع قوى العدوان السعودي، وعلى الحريصين على أمن الملاحة البحرية أن يجدوا هم الطريقة لتجنيب المياه اليمنية اندلاع المواجهة التي إنْ وقعت ستغيّر وجه الخليج، فيما ينهمك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان بتشكيل غرفة معنية بتأمين ممرات الإغاثة لليمن، تحت إشراف الأمم المتحدة، كمخرج لسحب الفتيل، وحفظ ماء وجه السعودية، التي لم يبق لها ورقة توت تستر فيها عورة هزيمتها، بعد قبولها نقل الحوار اليمني من الرياض إلى جنيف ونقل الرعاية من مجلس التعاون الخليجي إلى الأمم المتحدة، والسعي لاسترضاء الحوثيين للمشاركة من دون قيد أو شرط، وفي المقدمة قبول حقهم في البقاء على موقفهم الرافض لشرعية منصور هادي، التي يفترض أنّ السعودية قاتلت لتثبيتها، واعتبرت ونجحت في فرض اعتبارها على قرار لمجلس الأمن، بجعل الاعتراف بشرعيته شرطاً للمشاركة في الحوار السياسي. نصر اليمن وهزيمة السعودية، يحضران على طاولة فطور «كامب ديفيد» الذي سيجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج، وجاء غياب الملوك عن القمة ليؤشر إلى جدول أعمالها، فاقترن غياب الملك السعودي بغياب ملك البحرين، بعدما قالت مصادر أميركية إنّ الفطور سيكون كناية عن مسودات لدساتير يقترح أوباما على قادة الخليج دراستها لتكون عنوان الإصلاح السياسي الذي تشترط واشنطن السير به خليجياً، لتحمل أي مسؤولية أمنية أو عسكرية في حماية حكومات الخليج. وتقول المعلومات إنّ السعودية والبحرين ستكونان أول المشاريع المطروحة للفك والتركيب، ومثلما سيتنحّى الملك السعودي يفترض أن يتنحّى الملك البحريني، فتحضر وفود الحكومتين ويغيب ملكاهما، وتدفع واشنطن تعويض نهاية خدمة لكلّ منهما اتصالاً هاتفياً لجبر الخاطر من الرئيس باراك أوباما. لبنانياً، على رغم التوترات المتتابعة، في ظلّ قلق فريق الرابع عشر من آذار من نتائج معركة القلمون، وأنباء الانتصارات المتلاحقة للمقاومة والجيش السوري، وما يرد من أنباء عن فرار مقاتلي «جبهة النصرة» أمام هجمات المقاومة، ومنها فرار قائد «النصرة» في «جيش الفتح» أبو مالك التلي إلى عرسال، لترسَم تساؤلات عن انعكاسات داخلية لبنانية لنصر سريع وحاسم لحزب الله في أدقّ المناطق وأخطرها، خصوصاً مع التجاذب الذي يطاول كلّ الملفات العالقة مع دنو استحقاقاتها، سواء ما يتصل بالتعيينات الأمنية أو بالملف الأصعب الخاص بملء الفراغ الرئاسي الذي يقارب بلوغ سنته الأولى، في ظلّ مواصلة حزب الله تقديم الدعم لترشيح العماد ميشال عون، الذي سيزداد تمسكاً بحقه في الترشيح مع تنامي حضور حزب الله إقليمياً ودولياً بعد نهاية حرب القلمون، مع ورود معلومات من واشنطن عن بدء الحديث جدياً تحت شعار «ولم لا؟» عن تولي العماد عون لرئاسة الجمهورية. أبو مالك التلي إلى جرود عرسال استمرت المعارك بين حزب الله والجيش السوري من جهة و»جبهة النصرة» وحلفائها من جهة أخرى، وقد تمكن حزب الله من تحقيق السيطرة على مرتفعات قرنة مشروع حقل زعيتر وجرود بيت عبد الحق غرب جرود رأس المعرة وشرق جرود نحلة، بعد أن تمكن في الأيام الماضية والجيش السوري من السيطرة على جرود عسال الورد والجبة ومرتفع الباروح. ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن السيطرة على هذه المرتفعات الجديدة حرمت «جيش الفتح» في القلمون من نقاط كانت تستخدم كقواعد لإطلاق الصواريخ على البقاع»، مشددة على «أن السيطرة على ثماني نقاط استراتيجية هامة في جرود عسال الورد تم بأقل خسائر ممكنة». وتحدثت المصادر عن تفاقم الانهيار المعنوي في صفوف المسلحين، بعدما علموا بهروب أمير «جبهة النصرة» أبو مالك التلي من مركز قيادته في الجرود الواقعة بين الجبة ورأس المعرة باتجاه جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية. وأكدت المصادر امتلاك المقاومة وقوات الجيش السوري السيطرة على معظم النقاط التي كانت تستخدم لإطلاق الصواريخ على لبنان، وبخاصة على المنطقة الواقعة بين بريتال ونحلة. عرسال قاعدة لوجستية للمسلحين وأشارت المصادر إلى «أن تطهير عرسال من المسلحين من مسؤولية الدولة اللبنانية، وأن حزب الله لن يدخل والجيش السوري إلى عرسال، لكن إذا تقاعست الدولة واستأنف هؤلاء الإرهابيين نشاطهم الخطر، عندها سيتحمل الأهالي مدعومين من المقاومة مسؤوليتهم في صد هؤلاء الإرهابيين». ولفتت المصادر إلى «أن الجيش اللبناني ينتشر بعرض خط نار مسافته 23 كلم وتحديداً في المنطقة الممتدة من عرسال نحو الفاكهة فـراس بعلبك وصولاً إلى القاع نظراً لحساسيتها الديموغرافية»، مشيرة إلى «أن عرسال قاعدة لوجستية للمسلحين وهي النقطة الوحيدة خارج الحصار، والجيش اللبناني يطبق على مداخلها ومخارجها نحو الجرود». إلى ذلك، تحضر معركة القلمون والانتصار الذي حققته المقاومة والجيش السوري في خطاب الأمين العام لـحزب الله السيّد حسن نصرالله في المهرجان الذي يقيمه الحزب لمناسبة عيد المقاومة والتحرير الأحد 24 الجاري من النبطية.

المصدر : البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة