دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في الوقت الذي عادت فيه الأحاديث والتحليلات والتصريحات عن إحياء مؤتمرات خاصة لحلّ الأزمة والحرب العدوانية المفروضة على الدولة اليمنية ، تسود حالة من التشاؤم في خصوص الجدوى من عقد هذه المؤتمرات، لأنّ أغلب المطلعين على تداخلات الحرب على الدولة اليمنية وما تبعها من تغيير في قواعد الاشتباك، يعلمون ويدركون أنّ عقد جلسات مشاورات أو لقاءات أو مؤتمرات تضمّ شخصيات من طرفي المعادلة اليمنية أو طرف واحد، لن ينجح بسبب وجود صعوبات ومعوقات كثيرة.
ومن خلال استعراض اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول الوسيطة في التفاوض وعن فرص للتقدم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكناً في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحلياً، أو خطوة في طريق طويل صعب ومعقد، ستبقي اليمن في معمودية النار حتى وقت غير محدّد.
اليوم يقال أن هناك تحضيرات دولية لمؤتمر يجمع كل الأطراف والقوى اليمنية لم تحدد بدقة فترة ومكان انعقاده بعد ولكن هناك مؤشرات تؤكد أنه سيكون بالفترة الممتدة ما بين 18و24أيار الحالي والمكان المتوقع لأنعقاده هو العاصمة التونسية تونس ، وبالنسبة الى مؤتمر الرياض فالواضح أنّ هذا المؤتمر لن يتمكن من تحقيق أي إنجازات بظل غياب أطياف يمنية رئيسية كما ان هناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بـبعض القوى اليمنية "حزب الاصلاح الاخواني ومؤيدي هادي "وداعميهم وتمسكهم بالشروط نفسها التي أفشلت المؤتمرات السابقة، وقد كان مؤتمر الحوار الوطني الذي أفرز اتفاق "السلم والشراكة الوطني " الذي عقد العام الماضي شاهداً على مهزلة سياسية وأخلاقية، حيث اتضح أنّ المطلوب، من وجهة نظر هذه القوى ، هو تسليمها واحتكارها للسلطة.
فقد تعلمنا من التاريخ دروساً بأنّ أزمات دولية – إقليمية محلية مركبة الأهداف، كالحرب العدوانية التي تدار حالياً ضدّ اليمن،انه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحول في أي وقت إلى انفجار إقليمي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة وقف الحرب، وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية.
واليوم من الواضح أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من تدهور الوضع في اليمن وتدهور أمن المنطقة ككلّ، وهذا ما تعيه بعض القوى الوطنية اليمنية بشكل واضح "انصار الله وحلفائهم والكثير من القوى الوطنية" .
ختاماً، من كلّ ما تقدم نستنتج أنّ جميع هذه المؤتمرات لا يمكن التعويل عليها، كنافذة للخروج من تداعيات الحرب على اليمن، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة: ماذا بعد كلّ هذه المؤتمرات؟ وماذا سيستفيد اليمنيون الذين هم في وسط هذه الحرب العدوانية ويتحملون كلّ تداعياتها من هذه المؤتمرات؟........
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة