دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قبل ايام من اتمام الشغور الرئاسي عامه الاول، تبدو المعطيات مشابهة تماما لتلك التي كان يتم التداول فيها في شهري أيار وحزيران الماضيين، ما يعني وبتعبير أبسط أن الأمور لا تزال في المربع الأول... فرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لم يتراجع قيد انملة عن حماسته للرئاسة بدعم من "حزب الله"، فيما باقي الفرقاء دون استثناء يسعون لاحراجه وتحميله فداحة استمرار الشغور، ويدفعون بمرشح توافقي لقيادة البلد.
وبالرغم من كل المعوقات الداخلية والاقليمية والدولية التي تمنع تحقيق أي تقدّم يُذكر في الملف، حلّت أزمة تعيين قادة جدد للأجهزة الأمنية لتشكل عنصرًا وحيدًا قد يدفع باتجاه العودة لبتّ الأزمة الرئاسية باطار تسوية داخلية محلية تطال كل الملفات، تحظى مباركة دولية.
ويبدو ان تيار "المستقبل" هو من يتولى حاليا ربط كل الملفات بعضها ببعض ومن ضمنها ملف قانون الانتخاب والحكومة المقبلة، فيما يصر العماد عون على فصلها، لاقتناعه بأن مكاسبه ستكون محدودة في حال العكس والأرجح ان الرئاسة لن تكون من نصيبه.
ومع فتح دفاتر أسماء المرشحين لقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، أعيد وضع لائحة اسماء المرشحين للرئاسة على الطاولة، ليتبين أن كل الأحداث التي طبعت العام الماضي لم تؤثر على حظوظ هؤلاء، فبقي عون مترئسا اللائحة من حيث الحظوظ، يليه مباشرة الوزير السابق والدبلوماسي المخضرم جان عبيد.
وتفيد المعلومات بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتيار "المستقبل" لا يزالان يتمسكان بعبيد كمرشح توافقي ويسوّقان له اقليميا ودوليا على حساب باقي المرشحين التوافقيين وعلى رأسهم قائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اللذين تبدو حظوظهما متراجعة عمّا كانت عليه قبل عام.
وتتحدث مصادر مطلعة عن أن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط يؤيد بري تماما بدعم عبيد للرئاسة، وهما يحرصان على عدم احراق ورقته لذلك يتحدث الاول بالعلن عن دعم عون، فيما يقول جنبلاط بتمسكه بالنائب هنري حلو الذي بقي ترشيحه باطار المناكفات الداخلية ولم يتعاط معه أي من الفرقاء بجدية وعلى رأسهم جنبلاط.
أما "حزب الله" فلا يعتبر نفسه معنيا بالتداول بأسماء المرشحين بعدما أحال ملف الرئاسة برمته الى الرابية، وهو على هذا الأساس يسير بأي قرار يتخذه عون ويباركه. الا أن مصادر مطلعة في قوى "8 آذار" تستبعد كليا تحقيق أي خرق يُذكر بالأزمة الرئاسية، من منطلق ان الأزمة التي تتهدد لبنان اكبر من الرئاسة بكثير وهي "أزمة وجود". وتضيف: "نحن اليوم نخوض معركة بقاء لبنان ومنع تقسيمه، فكيف نتحدث عن رئيس لبلد لا نعرف اصلا اذا كان سيستمر على ما هو عليه كيانا ونظاما؟"
وتشير المصادر الى ان "مصير لبنان مجهول تماما بالوقت الحالي كما مستقبل المسيحيين فيه والذي يبدو على كف عفريت"، مستغربة "تبسيط الأمور من قبل البعض من خلال الحديث عن ربط الرئاسة بالتعيينات"، وقالت: "الرئاسة تأتي بعد تحديد مصير لبنان واتفاق الطائف أما التعيينات فلتسيير أمور البلد وبالتالي مسار الملفين متباعد أكثر مما يتصور البعض".
ولعل البطريركية المارونية أيقنت مدى تعقيد الملفات والمعطيات الحالية، فارتأت التراجع خطوة الى الوراء مكتفية بالتذكير بوجوب ملء سدة الرئاسة الأولى المسيحية، مع علمها بأن الظروف غير سانحة. فالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أبلغ زواره وسائليه مباركته لرئاسة عبيد، وحتى اذا وصلت الامور الى حد انتخاب عون فهو لن يُمانع بعدما اسقط الفيتو عن اسمه، من منطلق انّه يسير بأي كان شرط الحفاظ على الموقع المسيحي الأول في منطقة الشرق الاوسط.
بالمحصلة، تشير كل المعطيات الى أن لا رئاسة جمهورية في الأفق خاصة مع دخول تطورات كبيرة على المشهد الميداني السوري واضطرار لبنان لأن يكون جزءا منه من بوابة القلمون، ويبدو أن المنتصر والجالس على كرسي بعبدا سيكون صاحب النفس الأطول.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة