دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شهدت باكستان أمس، حدثاً دراماتيكياً، إذ قُتل سفيرا النروج والفيليبين وزوجتا سفيرَي ماليزيا وإندونيسيا وآخرون بتحطّم مروحية عسكرية شمال البلاد. لكن التطور الأبرز تمثّل في مسارعة حركة «طالبان باكستان» إلى تبنّي إسقاط المروحية، مشيرة إلى أنها كانت تستهدف رئيس الوزراء نواز شريف، علماً أن الجيش تحدث عن «عطل تقني».
ورأى مراقبون أنه في حال صحّ ادعاء الحركة، فإن ذلك يشكّل تطوراً نوعياً في هجماتها، واختراقاً نوعياً، بعدما أعلن الجيش الباكستاني أنه قصم ظهرها من خلال عمليات متواصلة في شمال وزيرستان، وانقسامات حادة في صفوفها. كما أن ذلك سيثير شكوكاً في شأن السلك الديبلوماسي في باكستان والأمن في شكل عام، والمشاريع الصينية للاستثمار في باكستان، والمقدر حجمها بنحو 46 بليون دولار.
وكانت الخارجية الباكستانية أعلنت أن رؤساء البعثات الديبلوماسية من أكثر من 30 بلداً، ترافقهم عائلاتهم وشخصيات باكستانية، نُقلوا جوّاً من إسلام أباد إلى مدينة جيلجيت السياحية شمال البلاد عبر طائرة نقل عسكرية من طراز «سي-130». ثم ستقلّهم 4 مروحيات عسكرية قديمة من طراز «أم آي-17» إلى منطقة نلتار للمشاركة في تدشين مصعد جبلي في محطة للتزلج، في حضور شريف.
وأشارت الوزارة إلى أن 17 شخصاً كانوا على متن المروحية التي تحطمت فوق مدرسة في جيلجيت واحترقت، علماً أن وسائل إعلام أوردت أن 11 أجنبياً و6 باكستانيين كانوا في المروحية.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن شرطي في نلتار، إنه رأى المروحية وهي «تستعد للهبوط في مهبط للطائرات قرب المدرسة، ثم سقطت فجأة فوق المدرسة واحترقت». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن شرطي إن «المروحية بدأت فجأة تدور حول نفسها واتجهت نحو الأرض، ثم حصل انفجار ضخم واحترقت». ونجا تلاميذ المدرسة من كارثة، اذ إنها تفتح أبوابها الجمعة، لكنها كانت مغلقة بسبب يوم عطلة لأسباب أمنية.
وأعلن ناطق عسكري أن المروحية أُجبرت على تنفيذ هبوط طارئ، مشيراً إلى مقتل السفيرين النروجي ليف لارسن والفيليبيني دومينغو لوسيناريو، وزوجتَي سفيرَي ماليزيا وإندونيسيا، وقائد الطائرة ومساعده وأحد أفراد الطاقم، وجرح عشرة، بينهم سفراء بولندا وهولندا ولبنان.
وأعلن مكتب شريف أنه كان في طائرته الخاصة متوجّهاً إلى نلتار، عندما أُبلغ «الأخبار المأسوية» فعاد إلى إسلام آباد، معلناً حداداً وطنياً يستمر يوماً. وشكلت الخارجية الباكستانية خلية أزمة للتعامل مع الحادث والتواصل مع ذوي الضحايا والجرحى من الأجانب.
وأعلنت حركة «طالبان باكستان» أنها أسقطت المروحية بصاروخ جو- أرض، مشيرة إلى أنها كانت تستهدف شريف، وتعهدت نشر شريط مصوّر عن العملية. لكن لا وجود لمسلحي الحركة في وادي نلتار العسكري حيث يتخذ الجيش تدابير أمن مشددة.
وبرّر ناطق باسم الجيش الباكستاني سقوط المروحية بـ «عطل تقني»، نافياً فرضية الإرهاب. كما أن مصدراً أمنياً اعتبر أن تبنّي الحركة تحطّم المروحية «مثير للسخرية»، مذكّراً بأن «القوات المسلحة منتشرة في الوادي وحوله منذ ثلاثة أيام، وقمم الجبال ما زالت تكسوها الثلوج». وتابع: «من وجهة نظر استراتيجية، لا أهمية لإعلان التبنّي».
وذكر وزير الخارجية الباكستاني عزاز تشودري، أن المروحية تحطّمت بسبب «عطل في محركها»، مستبعداً فرضية الإرهاب.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة