دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انطلقت وحدات من الجيش السوري من قرية فريكة، شمال الغاب، باتجاه معمل السكر، مبتدئة معركة استعادة جسر الشغور. سباق صعب يخوضه الجيش لتحرير 250 مقاتلاً سورياً يقاومون هجمات المسلحين في مشفى جسر الشغور
«بتنا نرى المشفى الوطني في جسر الشغور، بوضوح»، عبارة ذكرها أحد الضباط الميدانيين المشاركين في الحملة العسكرية لفك الحصار عن عناصر الجيش المتمركزين داخل المستشفى. 250 عنصراً بكامل عتادهم وبعض الآليات، ما زالوا صامدين في وجه آلاف المسلحين، رغم أن بينهم عدداً من الضباط والعناصر المصابين، حسب قول الضابط. ويتابع: «48 ساعة يتوعد خلالها المسلحون، عبر أجهزة الاتصال في ما بينهم، بعمليات انتحارية للوصول إلى المقاتلين، قبل وصول الجيش إليهم».
حشود عسكرية ضخمة في مطار حماه وأُخرى أقصى شمال سهل الغاب، وقوات من الجيش وغيرها من مجموعات رديفة تشارك في العملية العسكرية المهمة. الخريطة السورية المفتوحة أمام قيادة غرفة العمليات تحمل إشارات حول قرية فريكة، أقصى شمال سهل الغاب. تنطلق الإشارات الحمراء من موقع القرية على الخريطة، وتل القرقور، باتجاه معمل السكر، وتتابع الأسهم طريقها باتجاه قرية كفير غربي المعمل، لتنتهي في قرية اشتبرق. يتوقف ضابط ميداني عند الأسهم الواصلة إلى قرية اشتبرق، قائلاً: «إنها أقرب النقاط إلى المستشفى. ومن شأن القرية أن تكون منطلق عمليات محتملة، لمنع المسلحين من اقتحام المشفى المحاصر، إن نجحنا في فرض طوق جنوبي يبدأ من أريحا ومعمل السكر، وصولاً إلى الشيخ الياس وكفير واشتبرق، ومنها شمالاً إلى المشفى الوطني». يتوقف الضابط عند المزارع الواقعة جنوبي معمل السكر، في منتصف الطريق مع قرية فريكة، ويقول: «قواتنا تتقدم... هُنا على هذا المحور. إننا نسابق الزمن من أجل الوصول إلى قواتنا المحاصرة، قبل وصول المسلحين. لا يمكن العبور إلى المستشفى وتحرير عناصرنا دون تجاوز طوق القرى الجنوبية».
«تقدم الجيش من الجنوب الشرقي لجسر الشغور يعتبر محاولة حاسمة للاستعاضة عن إحداث خرق لجبهة المسلحين في السرمانية، أقصى الشمال الغربي من سهل الغاب، إلا إن كل الخيارات مفتوحة، أمام ضخامة المعركة القادمة لاستعادة جسر الشغور»، حسب قول المصدر.
مصادر ميدانية في أريحا والمسطومة أكدت لـ«الأخبار» أن «الجبهات المحيطة تشهد هدوءاً نسبياً، بانتظار تحقيق أي تقدم على محور مصيبين، بعد سيطرة المسلحين على التل الاستراتيجي». المصادر أكدت أن قوات الجيش تمكنت من «استعادة قرية مصيبين سريعاً، فيما لم تتمكن بعد من اقتحام التل، وهو ما تحرص القيادات العسكرية على حسمه بأسرع ما يمكن، خوفاً على الوضع الأمني لمدينة أريحا». ورغم انتظار القوات المتقدمة على جبهة الغاب - ريف ادلب الجنوبي تقدماً موازياً على جبهة جبال اللاذقية، في محور قمة النبي يونس، إلا أن مصادر ميدانية أكدت أن «لا تقدم يذكر في محيط القمة، حتى اللحظة». ونفت ما أشيع عن تقدم للجيش في تلال عدة في المنطقة، مشيرة إلى أن «التحضيرات قائمة لعمل عسكري واسع، إنما لا تحرّك حاصل بعد».
وفي المحور الشمالي الشرقي من ريف إدلب، تحولت مزارع الصواغية، شرقي قرية الفوعة المحاصرة، إلى مسرح لاشتباكات عنيفة يسن المسلحين و«اللجان» المدافعة عن البلدة.
اشتباكات يوم أمس أسفرت عن صدّ «اللجان» الهجوم المسلح من محور تفتناز وشلخ، واستشهاد عنصرين وقتل 8 مسلحين من المهاجمين.
الجيش يخسر ميدعا
وفي الغوطة الشرقية، أكد مصدر ميداني أنّ قوات الجيش تراجعت من بلدة ميدعا، شرقي مدينة دوما، بعد ثلاثة أيام من دخولها. يأتي ذلك إثر حشد «جيش الإسلام» أعداداً كبيرة من المسلحين للهجوم على البلدة في محاولة لمنع استكمال الجيش تمركزه في منطقة تعتبر خط إمداد رئيسياً لمسلحي الغوطة من الضمير والحدود الأردنية. ويضيف المصدر أنّ «التمركز العسكري في ميدعا احتاج إلى وقت أطول، باعتبارها مفتوحة من الشرق على النشابية، ومن الغرب على دوما، ما صعّب الصمود داخلها بعد المعارك العنيفة التي بدأها المسلحون لإشغال القوات السورية أثناء محاولتها التمركز».
كمين ريف السويداء
وفي ريف السويداء الشمالي، قتل ما يزيد على 30 عنصراً من تنظيم «داعش»، وأصيب العشرات، في كمين نفذه الجيش السوري في محيط تل الخالدية، أثناء محاولتهم نقل أسلحة وذخيرة، بهدف التسلل إلى ريف المدينة الجنوبية. الجيش، وبعد عمليات رصد ومتابعة للمسلحين الذين استهدفوا سابقاً قرى وبلدات ريف السويداء المفتوح على منطقة البادية، عمد إلى تفخيخ أحد الطرق التي يستخدمونها في عمليات التسلل بين تل الخالدية ومطار خلخلة.
معارك «الإخوة» تتجدّد جنوباً
وفي الجنوب السوري، بعد إعلان «تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» والفصائل المساندة له، «تطهير القنيطرة بالكامل» من «داعش»، وذلك بالقضاء على «جيش الجهاد» المتهم بمبايعة «الدولة الإسلامية» والسيطرة على آخر معاقله في بلدة القحطانية، تجدّدت المعارك أمس بين «النصرة» من جهة، و«لواء شهداء اليرموك» بزعامة «محمد البريدي» الملقب «بالخال» المتهم بمبايعة «داعش» أيضاً، وحليف «جيش الجهاد» من جهة أخرى. وذلك إثر محاولة فاشلة من «لواء شهداء اليرموك» باقتحام بلدة حيط في ريف القنيطرة، بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة. موالون لـ«النصرة» أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقتل العشرات من عناصر «لواء اليرموك»، إضافةً إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين في البلدة جراء الاشتباكات بين الطرفين.
المصدر :
مرح ماشي - الاخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة