حذر الرئيس السوري بشار الأسد، في لقاء مع هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء في سوريا أمس الأول، من «الإحباط» الذي يقود إلى «هزيمة نفسية»، مؤكدا أن الجيش يستعيد المبادرة، ولا سيما في ريف إدلب، وموضحا أن بعض المعارك تتطلب «كرّاً وفراً»، ولكن ما يجب ألا يتبدل هو «الإيمان بالمقاتل وإيمان الأخير بحتمية الانتصار».

وتزامن كلام الأسد مع «عيد الشهداء» الذي يصادف في 6 أيار، كما ترافق مع حملة حكومية منظمة لإعادة بعض الثقل المفقود لليرة السورية.

واستثمر الأسد المناسبة لشن هجوم جديد على عدوّه اللدود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقارناً إياه بـ «حاكم سوريا ووالي بلاد الشام» أيام الحكم العثماني جمال باشا السفاح، الذي أعدم نخبة من الوطنيين السوريين في العام 1916، بذات التاريخ، الذي حمل ذكراهم منذ ذلك الحين.

وقال الأسد إن «الجرائم لم تقتصر في ذلك الوقت على تلك المجموعة من الوطنيين، بل امتدت لتشمل الملايين من الأرمن والسريان وشرائح مختلفة كانت تعيش في كنف السلطنة العثمانية في ذلك الوقت، واليوم تتكرر هذه المجازر بنفس الشكل مع اختلاف بعض الأدوات والأسماء».

وفي تعليقه على تطورات الأسابيع الأخيرة، والتي تركت آثاراً معنوية سلبية على المواطنين، أوضح الرئيس السوري أن الدولة «تخوض حربا لا معركة»، والتي هي «مجموعة من المعارك الكثيرة»، مشيراً إلى أن امتداد الحرب على آلاف الكيلومترات من الحدود وآلاف الكيلومترات المربعة داخل سوريا يؤدي إلى «آلاف المعارك»، وانه «من الطبيعي في مثل هذا النوع من المعارك والعدد والظروف، وهي طبيعة كل المعارك، أن تكون هناك عملية كر وفر.. ربح وخسارة.. صعود وهبوط.. كل شيء فيها يتبدل، ما عدا شيئا وحيدا، هو الإيمان بالمقاتل، وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار».

وأضاف «لذلك عندما تحصل نكسات يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع وأن نعطي الجيش المعنويات، ولا ننتظر منه دائماً أن يعطينا».

وحذر الأسد «من هؤلاء المحبطين والمحبطين في المعركة، فالهزيمة النفسية هي الهزيمة النهائية»، مؤكدا أنه «ليس قلقاً منها، فكما فشلت الحملة الأولى في بداية الأزمة ستفشل الحملة الحالية، ولا يوجد أي قلق، ولكن هذا لا يمنعنا من التحذير من أن بداية الإحباط هو الوصول إلى الهزيمة».

وتعهد الرئيس السوري بأن «يصل الجيش قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مستشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة من أجل دحر الإرهاب».

وتزامنا ترددت أخبار عن تقدم وحدات من الجيش السوري باتجاه المستشفى مع تراجع لمسلحي «جبهة النصرة» إلى مسافة كيلومتر عن محيطه، والذي يرابط به 200 مقاتل من الجيش منذ سقوط جسر الشغور في نيسان الماضي.

وترافق كلام الأسد مع انزياح ضغط كبير على الليرة السورية. وقامت الحكومة السورية بتوقيت الهجوم المنظم على الدولار الاميركي ومضاربيه، لتحقيق انتعاشة معنوية أيضاً، ولا سيما أن سعر صرف الدولار تجاوز سقف 300 ليرة سورية الأسبوع الماضي، ما رسم آفاقاً مظلمة للقدرة الشرائية لعموم المواطنين.

وفقد الدولار 57 ليرة خلال أيام، ووصل إلى مستوى 250 ليرة للدولار الواحد، من دون أن تتوقف الدولة عن التدخل.

وبدأت الأسعار، المتأثرة مباشرة بمضاربات العملة الخضراء، بالنزول تدريجياً، ومن بينها الحديد والذهب، وانخفض الأخير 1700 ليرة عن عشرة آلاف للغرام الواحد.

وترافقت الحملة السورية على الدولار مع شائعات عن قيام دول حليفة بإيداع ودائع بمليارات الدولارات في المصارف السورية.

وبالرغم من أن هذه الأنباء لم تجد من يؤكدها، إلا أنها تركت أثرها النفسي على السوق هي الأخرى.

وقال عميد كلية العلوم الإدارية عابد فضلية لـ «السفير» إن «التذبذب أسوأ من الارتفاع»، متوقعاً أن تحافظ الدولة على سعر يتراوح بين 245 و255 ليرة للدولار، إذا لم «تحصل حملات أو هجمات منظمة خارجية لخفض قيمة الليرة». وقال إن السقوط السريع، يبرهن أن الارتفاع «ليس طبيعيا»، مضيفاً «يبدو أن المصرف المركزي وجد آليات غير تقليدية وغير معلنة للمضاربة».

بدوره، تمنى مسؤول اقتصادي سابق أن يكون التحرك «مدروسا وليس موجة مضاربة عكسية» تقود إلى ارتفاع جديد.

وكان الدولار قد تجاوز سقف 200 ليرة الشتاء الماضي، مع ارتفاع الحاجة الى استيراد وقود التدفئة والنقل، لكنه تجاوز حاجز الـ250 ليرة سريعاً في الربيع، ليعود إليه أمس الأول.

وحث مصرف سوريا المركزي، أمس الأول، مؤسسات الصرافة على «زيادة فعالية تدخلها في السوق لتضييق الخناق على نشاط السوق الموازية، وتقليص حجمها ضمن الأنظمة والقوانين الناظمة لنشاطها» في ما يخص التعامل بالقطع الأجنبي وضمان بيعه للأغراض الشخصية للمواطنين بعدالة.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-07
  • 8834
  • من الأرشيف

الأسد يحذر من «الإحباط»: نخوض حرباً لا معركة

حذر الرئيس السوري بشار الأسد، في لقاء مع هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء في سوريا أمس الأول، من «الإحباط» الذي يقود إلى «هزيمة نفسية»، مؤكدا أن الجيش يستعيد المبادرة، ولا سيما في ريف إدلب، وموضحا أن بعض المعارك تتطلب «كرّاً وفراً»، ولكن ما يجب ألا يتبدل هو «الإيمان بالمقاتل وإيمان الأخير بحتمية الانتصار». وتزامن كلام الأسد مع «عيد الشهداء» الذي يصادف في 6 أيار، كما ترافق مع حملة حكومية منظمة لإعادة بعض الثقل المفقود لليرة السورية. واستثمر الأسد المناسبة لشن هجوم جديد على عدوّه اللدود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقارناً إياه بـ «حاكم سوريا ووالي بلاد الشام» أيام الحكم العثماني جمال باشا السفاح، الذي أعدم نخبة من الوطنيين السوريين في العام 1916، بذات التاريخ، الذي حمل ذكراهم منذ ذلك الحين. وقال الأسد إن «الجرائم لم تقتصر في ذلك الوقت على تلك المجموعة من الوطنيين، بل امتدت لتشمل الملايين من الأرمن والسريان وشرائح مختلفة كانت تعيش في كنف السلطنة العثمانية في ذلك الوقت، واليوم تتكرر هذه المجازر بنفس الشكل مع اختلاف بعض الأدوات والأسماء». وفي تعليقه على تطورات الأسابيع الأخيرة، والتي تركت آثاراً معنوية سلبية على المواطنين، أوضح الرئيس السوري أن الدولة «تخوض حربا لا معركة»، والتي هي «مجموعة من المعارك الكثيرة»، مشيراً إلى أن امتداد الحرب على آلاف الكيلومترات من الحدود وآلاف الكيلومترات المربعة داخل سوريا يؤدي إلى «آلاف المعارك»، وانه «من الطبيعي في مثل هذا النوع من المعارك والعدد والظروف، وهي طبيعة كل المعارك، أن تكون هناك عملية كر وفر.. ربح وخسارة.. صعود وهبوط.. كل شيء فيها يتبدل، ما عدا شيئا وحيدا، هو الإيمان بالمقاتل، وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار». وأضاف «لذلك عندما تحصل نكسات يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع وأن نعطي الجيش المعنويات، ولا ننتظر منه دائماً أن يعطينا». وحذر الأسد «من هؤلاء المحبطين والمحبطين في المعركة، فالهزيمة النفسية هي الهزيمة النهائية»، مؤكدا أنه «ليس قلقاً منها، فكما فشلت الحملة الأولى في بداية الأزمة ستفشل الحملة الحالية، ولا يوجد أي قلق، ولكن هذا لا يمنعنا من التحذير من أن بداية الإحباط هو الوصول إلى الهزيمة». وتعهد الرئيس السوري بأن «يصل الجيش قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مستشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة من أجل دحر الإرهاب». وتزامنا ترددت أخبار عن تقدم وحدات من الجيش السوري باتجاه المستشفى مع تراجع لمسلحي «جبهة النصرة» إلى مسافة كيلومتر عن محيطه، والذي يرابط به 200 مقاتل من الجيش منذ سقوط جسر الشغور في نيسان الماضي. وترافق كلام الأسد مع انزياح ضغط كبير على الليرة السورية. وقامت الحكومة السورية بتوقيت الهجوم المنظم على الدولار الاميركي ومضاربيه، لتحقيق انتعاشة معنوية أيضاً، ولا سيما أن سعر صرف الدولار تجاوز سقف 300 ليرة سورية الأسبوع الماضي، ما رسم آفاقاً مظلمة للقدرة الشرائية لعموم المواطنين. وفقد الدولار 57 ليرة خلال أيام، ووصل إلى مستوى 250 ليرة للدولار الواحد، من دون أن تتوقف الدولة عن التدخل. وبدأت الأسعار، المتأثرة مباشرة بمضاربات العملة الخضراء، بالنزول تدريجياً، ومن بينها الحديد والذهب، وانخفض الأخير 1700 ليرة عن عشرة آلاف للغرام الواحد. وترافقت الحملة السورية على الدولار مع شائعات عن قيام دول حليفة بإيداع ودائع بمليارات الدولارات في المصارف السورية. وبالرغم من أن هذه الأنباء لم تجد من يؤكدها، إلا أنها تركت أثرها النفسي على السوق هي الأخرى. وقال عميد كلية العلوم الإدارية عابد فضلية لـ «السفير» إن «التذبذب أسوأ من الارتفاع»، متوقعاً أن تحافظ الدولة على سعر يتراوح بين 245 و255 ليرة للدولار، إذا لم «تحصل حملات أو هجمات منظمة خارجية لخفض قيمة الليرة». وقال إن السقوط السريع، يبرهن أن الارتفاع «ليس طبيعيا»، مضيفاً «يبدو أن المصرف المركزي وجد آليات غير تقليدية وغير معلنة للمضاربة». بدوره، تمنى مسؤول اقتصادي سابق أن يكون التحرك «مدروسا وليس موجة مضاربة عكسية» تقود إلى ارتفاع جديد. وكان الدولار قد تجاوز سقف 200 ليرة الشتاء الماضي، مع ارتفاع الحاجة الى استيراد وقود التدفئة والنقل، لكنه تجاوز حاجز الـ250 ليرة سريعاً في الربيع، ليعود إليه أمس الأول. وحث مصرف سوريا المركزي، أمس الأول، مؤسسات الصرافة على «زيادة فعالية تدخلها في السوق لتضييق الخناق على نشاط السوق الموازية، وتقليص حجمها ضمن الأنظمة والقوانين الناظمة لنشاطها» في ما يخص التعامل بالقطع الأجنبي وضمان بيعه للأغراض الشخصية للمواطنين بعدالة.

المصدر : السفير / زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة