دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد سنواتٍ عن افول بدره عن الاعلام، عاد النائب “شكلياً” عُقاب صقر للظهور على الشاشة مذكراً اللبنانيين بأنه “موجود” وانه “نائب”، لكنه “لا يستطيع خدمة من إنتخبه”، بطبعاً، “صقر” مشغول بحياكة اسباب واساليب الدعم لميليشيات المعارضة السورية منذ أعوام.
وظهر “عقاب صقر” خبيراً جداً في الأمور العسكرية في الميدان، فهو لم ينسى ذكر المسافات بكيلومتراتها والمناطق وجبهات القتال بميزاتها، وبدى انه يعرف جيداً خرائط القتال في كل سوريا ومناطق سيطرة كل من، وهي إشارة جديدة تظهر مدى إهتمامه بالميدان السوري، وتؤكد ان عدم ظهوره الاعلامي تعود لانشغاله بقراءة المسرح الميداني السوري والعمل على توفير الدعم والتنسيق بين الجماعات المسلحة.
عذر أقبح من ذنب سعى “عقاب” عبر لتبرير عدم وجوده في لبنان، فبينما تنقل “عقاب” من ذريعة إلى ذريعة، تناسى ان يذكر الاسباب الحقيقية لغيابه، ودوره في توفر مظلة الدعم العسكرية والسياسية لميليشيات المعارضة السورية التي اضحى فيها “عقاب” سورياً أكثر من كونه لبنانياً، حتى ربما انه نسي مكان القيد المسجل به!.
على العموم، عاد “العقاب” عبر سماء معركة القلمون التي وفرت له الطريق المعبدة للخروج من بقعة الظلام التي ينسجها حول نفسه. “إنغمس” عقاب في معركة القلمون، وبدا وكأنه “محلل عسكري” يبحث في اسباب وجود “القاعدة” و “داعش” على حدود لبنان، متناسياً ان هذه “القاعدة” موجود اصلاً منذ ما قبل وجود الازمة في سوريا. سعى في عدة محاولات إلى زج حزب الله بشماعة إستقدام القاعدة بشكل مباشر!.
إستخدم “عقاب” اسلوب تبرير دخول “القاعدة” ونقد حزب الله باسلوب “بارغماتي” مستقى عن البارغماتية الامريكية التي ينهل منها الشاب والتي يظهر عبرها بمظهر الحريص دوماً على حزب الله والذي يقدم النصائح!. “بارغماتية” عقاب سرعان ما تنقلب لتتحول إلى “حفلة جنون تحليلية، وفي السياسة” تتجلى عندما إعتبر في أحدى التعليقات للقول بأن “حزب الله يريد تعوم النصرة – داعش ليقدم اوراق إعتدام إلى الامريكي ليقول له انه الصالح لقتال هذا التنظيم وذلك عوضاً عن الجيش الحر”.
تقلب كثيراً عقاب في سياق المقابلة، فبينما كان يعمل على إبعاد “الشيعة” عما يجري في القلمون وتحميلهم وزرها، بدا كـ “الواعظ” لحزب الله على إعتبار انه “حريص جداً” على المقاومة، لكن في جهة اخرى كان يطلق سهامه محملاً الحزب كل شاردة ووادة تحصل في لبنان، متناسياً في نفس الوقت “لهفته” على الحزب!.
عمل “عقاب” على سيناريو تبرير وجود القاعدة في منطقة القلمون، ووجه رسائل لحزب الله بانه “سيهزم” في المعركة، غامزاً من باب ان “النصرة تتمتع باكثر من 50 الف مقاتل في المنطقة”..!. نقل الرسائل التهديدية الممنهجة للمقاومة وبيئتها كان بارزاً في أداء “عقاب” على شاشة المستقبل التي باتت مطية لايصال الرسائل، أهمها “التهديدات” المبطنة بأن “النصرة” ستستهدف الداخل اللبناني في حال حصول امر ما في القلمون، وان “النصرة” سترد، لكن الابرز دعمهم العلني لـ “النصرة” حين قال ان “الجماعة تريد وقف تمدد حزب الله”، وهنا بيت القصيد الذي يسعى من هو خلف “عقاب” إلى ان ينجزه في القلمون، وهو إنهاء وجود حزب الله في المنطقة تسهيلاً للمهمات العسكرية لاحقاً.
طبعاً، لم ينسى “عقاب صقر” عبارات الثناء والشكر التي إنهال بها على السعودية الذي بات إستحضارها من قبل جماعة “المستقبل”، “أمراً واجباً وفريضة من فروض البيعة للملك” يجب الاشارة إليها في كل ظهور إعلامي لاحدهم، فـ “صاحب السمو” “يزعل” إن لم يشر هؤلاء اليه. “إنغمس” ايضاً عقاب في دعم السعودية والوقوف إلى جانبها، فهو رحب كثيراً عدوانها باليمن واسماه “تحرير”، اما عن دعمها في سوريا للمسلحين، قال انه “محصور بالجيش الحر المعتدل”، ساقطاً من ذهنه ان هذه الفرقة المسلحة كانت نواة تنظيم “جبهة النصرة” الذي بات ذراع “القاعدة”، ولم ينتبه ان “الكتائب الاسلامية” جميعها خرجت من كنف “الحر”. في سياق مدح السعودية، رأى ان “الحوثيين” إرهابيون، لكنه عبر عن موقف السعودية بأنها “لا تريد للتطرف ان يتمدد”.. الغريب هنا ان المملكة اساساً هي منبع التطرف المدرس في مدارسها وجماعاتها!.
تلميع صورة “السعودية” والمسلحين في القلمون، لم ينجح به “عقاب” ولم يسرد اي وقائع تشفي غليل من يبحث عن اسباب محقة لهؤلاء في القلمون، فإعتمد “المحلل العسكري الصاعد” والقارئ في فنجان السياسة والمنجم القابع في تركيا والنائب المستقيل من مهامه في سرده، على كره لحزب الله ومحاولة تلفيق وقائع وقراءة سياسة بإطار غير واضح وعدائي ومن باب الحقد والتخلي عن وقائع في الميدان تدحض كل السيناريوهات التي حاول طمسها “عقاب”.
سياسة تجميل “النصرة” لن تمر، شاء الشاب ام ابى، “النصرة” قاعدة – إرهابية، و”الحر” كذلك، وإن ملك الدليل العكسي فليأتي به.
بعضاً من مواقف عقاب صقر في مقابلته مع باولا يعقوبيان على قناة المستقبل:
– نحن مقدمون على كارثة كبيرة اذا ما استمرينا بهذه السياسة وتحديدا اذا ما استمرينا بسياسة اشعال الفتنة التي ستبدأ هذه المرة من القلمون ولن تنتهي لا بالموصل ولا في باكستان ولا بابعد منها ولن يكون الواقع اللبناني ولن تكون الاقليات والمنطقة بمنأى عن خطر خطير وخطير جدا سيتهدد وجودها وسيتهدد وجود الكيان اللبناني وكيانات المنطقة.
– كل المؤشرات تقول اما ان ندخل في تسوية تاريخية تخرج المنطقة من هذا النفق المظلم الذي دخلته منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري واما ان ندخل في عمق وصلب ازمة ستكون ازمة المئة عام، وسنعيد تجديد معركة صفين ومعركة كربلاء بأبشع صورها في القرن الواحد والعشرين”، جازماً بأن “لبنان اليوم في قلب العاصفة وهو الذي يطلق دينامية تفتيت المنطقة بالسياسات التي نراها”.
– المنطقة اليوم “أمام مشروع ايراني، وهو سيحمل معه رايات الإمام الحسين، أو رايات السيدة زينب أو رايات عمر، هذا المشروع الايراني ليس طائفيا او فارسيا والدليل ان هذا المشروع الايراني يمكنه ان يسير مع حماس اذا اراد، ويمكن أن يكون مع علي عبد الله صالح “الديكتاتور اليمني” وهو ليس شيعياً، وهذا المشروع الايراني يمكن ان يحبس كروبي.
– المشروع الايراني وصل الى أزمة على مستوى إدارة ملفه التوسعي اي أزمة الحرس الثوري الايراني التي تم التعبير عنها بالمجيء بروحاني والتي أطلقت بصيص أمل حتى الآن لم يُترجَم، ولكن هناك أزمة ولولاها لتمكنوا من الاستمرار بالمجيء بأحمدي نجاد ولو عبر التزوير.
– خطورة معركة القلمون ليس في حجمها العسكري فحتى لو حسمها حزب الله سيزيد في صب الزيت على الارهاب مئة ضعف وكل طفل سيموت او منزل سيدمر سيخرج مليون سني ليقول انه انتحاري ولن تنتهي في القلمون وستمتد الى لبنان والى العراق وصولا الى باكستان ومن يعش يرى لأن العصب مشدود .
– حذر حزب الله من “أن السعودية لم تعد قادرة على أن تترك التطرف يأخذ هذا المنحى لا في سوريا ولا في اليمن، لأنه كما قال نصر الله، هدف التطرف الاساسي ان يتعشعش في السعودية ليضرب العالم الاسلامي كله، من قلب السعودية. والسعودية تدرك ذلك، وسبب دخولها ان القاعدة في اليمن كانوا ينتظرون كما في سوريا. في قصة داعش والنصرة، كلما ربحت، كلما زاد الاسد الى رصيده لأنه يوظفها في الخارج وفي الداخل.
– السعودية لن تقف مكتوفة أمام معركة ستبدأ في القلمون ولن تنتهي في باكستان ومكة وغيرها. هناك معلومات ان السعودية لم تعد قادرة هي وحلفاؤها أن تترك تطرفا شيعيا يضرب تطرفا سنيا، والتطرف السني يتضاعف 10 آلاف مرة وسيصل اليها، وبالامس رأينا تفجيرات ذاهبة من سوريا الى السعودية.
– “في لبنان من المستحيل ان نذهب الى مؤتمر تأسيسي هذه هلوسة، المؤتمر التأسيسي يكون على اي قاعدة؟ لبنان بلا مسيحيين في محيطه لا طعمة له ولا وجود له. لا داعي لان يوجع رأسه العماد عون في موضوع رئاسة الجمهورية فالوضع ذاهب لا جمهورية ولا شيء في ظل هذه المعركة.
– عون لا يمكن ان يصل إلى رئاسة الجمهورية كما لن يصل عوني إلى راس قيادة الجيش اللبناني.
المصدر :
الحدث نيوز
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة