دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في موعد انعقاد القمة الخليجية وترحيباً بقدوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمساندة العدوان على اليمن، ومع الشهر الثاني من الحرب بدأ اليمنيون ردّهم البري،
وجاء الردّ الصاعق مفاجئاً، فتساقطت أمامه المواقع السعودية سريعاً، في نجران، وأعلنت السلطات السعودية تعطيل المدارس في نجران وجيزان منذ ظهر أمس حتى إشعار آخر، وسجل فرار المئات من الجنود السعوديين وفقاً لشهود عيان في نجران من حدود محافظة الحجة اليمنية التي تشكل معقل قبائل بكيل المير التي تبنّت الهجوم وأعلنت مقتل إثني عشر جندياً سعودياً في موقع واحد وأسر المئات من الجنود، وفي محافظة جيزان تعرّضت المواقع الخلفية للجيش السعودي لعمليات إغارة لم يعرف الأمن السعودي مصدرها، لكن ثوار المناطق اليمنية المحتلة أكدوا أنها ليست إلا أول الغيث.
الردّ اليمني يشكل وفقاً لمصادر اللجان الثورية في صنعاء إشارة الانطلاق لغيث، سيتصاعد رياحاً، يحصدها من زرع العواصف، وهماً أسماه حزماً، وأنّ تطهير عدن وتعز ومأرب من جيوب المرتزقة التابعين للسعودية سيستمرّ، بلا هوادة. وتوقعت المصادر أن يشهد شهر أيار ما يكفي لتحقيق توازن ردع يتكفل بوقف الغارات السعودية التي لم تتوقف لا بنداءات الأمم المتحدة ولا بالفشل الميداني للعدوان السعودي، وآن الأوان لتوازن ردع يفرض وقفها.
في موازاة الهجوم المعاكس الذي بدأ في اليمن، على الحدود مع السعودية، كانت جبال القلمون في السلسلة الشرقية لجبال لبنان على الحدود المشتركة مع سورية تتحضّر لتكون ساحة حرب كاملة، حاولت «جبهة النصرة» التي يحتضن القلمون وحدات النخبة من مقاتليها، استباق أيّ هجوم من جانب مقاتلي حزب الله فيها، بهجوم مباغت على مواقع الجبة لتقع في كمين محكم عرضت قناة «المنار» تصويراً حياً للمعارك التي دارت هناك، وشوهدت آليات «النصرة» وهي تتفجّر بصواريخ الكورنيت التي كانت بانتظارهم، وتحدّثت مصادر عسكرية عن خسارة «النصرة» أكثر من ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى.
تقدمّت وحدات حزب الله إلى التلال التي تقع بين مواقع الطرفين وكانت تشكل ممراً يعتمده مقاتلو «النصرة»، وقالت مصادر عسكرية مطلعة إنّ رقعة انتشار وحدات الحزب تتوسع والوحدات الخاصة بالحزب تتخذ مواقعها بهدوء وبالتدريج وتحكم الطوق أكثر فأكثر، من دون أن يبدو أنّ ساعة الصفر التي تندلع بعدها الحرائق الكبرى قد تحدّدت، لكن بات ثابتاً أنّ الحرب قد بدأت.
على خلفية المشهدين اليمني والسوري اللبناني، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكداً أنّ الحزب قرّر المعالجة الجذرية لحال جبال القلمون، لكن الموعد يُعرف عندما تتحدّث المعارك عن نفسها، بموعدها وسقفها ومداها وحدود أهدافها، معتبراً كلّ ما يُحكى عن ضعف سورية وتغيّر قواعد المواجهة فيها حرباً نفسية لا تعبّر عن الواقع بشيء، متصدّياً لكلّ الأقاويل عن تغيّر في الموقفين الإيراني والروسي تجاه ما يجري في سورية. وعن موقف حزب الله، توجه إلى الشعب السوري بالقول، كما كنا حيث كان يجب أن نكون سنكون دائماً معكم وحيث يجب أن نكون، وتوجه السيد نصرالله إلى الذين سارعوا كما العادة إلى تبادل التهاني بسقوط سورية وأخذوا يوزعون الحلوى ويتحدّثون عن مرحلة جديدة، فقال: عرسكم كاذب، لا عريس ولا عروس.
خلال دقائق كان الرئيس سعد الحريري يردّ بصفته أم العروس، ولم يتطرّق إلى مضمون ما قاله السيد نصرالله مكتفياً بتوجيه الاتهامات عن اهتمام السيد باليمن أكثر من لبنان.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة