دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نفذ الجيش العربي السوري عمليات عسكرية عديدة أفضت إلى مقتل مئات المسلحين وخصوصاً في صفوف «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، في محيط مدينة أريحا وداخل مدينة جسر الشغور. وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش أردى أعداداً كبيرة من مسلحي ما يدعى «جيش الفتح» بقيادة «النصرة» في حرش قرية مصيبين وتل معرطبعي شرق أريحا والتي تسللت إليها مجموعة مسلحة في مسعى لقطع طريق إمداد الجيش بين أريحا ومعسكر المسطومة في الوقت الذي تصدى فيه الجيش لمحاولات تسلل عديدة في محيط جبل الأربعين الذي دارت فيه اشتباكات شديدة عجز فيها المسلحون عن تغيير خريطة السيطرة التي يمسك الجيش بزمام مواقعها الحيوية.
ولفت المصدر إلى أن سلاح الجو شن غارات مكثفة على طرق إمداد المسلحين باتجاه مناطق سيطرته في قرى معترم وكفر نجد ونحليا والمقبلة والمسطومة وكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة في حين دفعت غاراته داخل جسر الشغور وفي محيطها المسلحين إلى التشرذم وإلى حال من الفوضى والتخبط إثر مقتل العديد من قادتهم وبخاصة العرب والأجانب منهم.
وأكدت مصادر تواصلت مع «الوطن» من داخل جسر الشغور أن مئات جثث المسلحين مما يدعى «جيش النصر» تملأ محيط مشفى جسر الشغور الوطني حيث أحبطت مجموعة الجنود والضباط المتمركزة فيه محاولة اقتحامه من «النصرة» عبر عربات مفخخة فجرتها قذائف الآر بي جي التي بحوزة المجموعة وحالت دون السيطرة على المشفى.
وتوقعت مصادر ميدانية لـ«الوطن» وصول دفعة جديدة من قوافل المساعدات الغذائية والطبية لمدينة أريحا وللقرى القريبة منها التي بحوزة الجيش عن طريق طريق إمداد الجيش الذي لا زال سالكاً بين جورين في سهل الغاب وأريحا.
وفي حين تواصل وحدات الجيش تقدمها في ريف حماة مطوقة عدد من المناطق التي يتواجد فيها إرهابيون، تتكبد التنظيمات المتطرفة المزيد من الخسائر ما جعلها تستغيث بتنظيمات إرهابية أخرى بريف سلمية.
فالأيام القليلة الماضية لم تكن طيبة بالنسبة للمجموعات الإرهابية التي تقاتل الجيش في ريف الغاب المحاذي لجسر الشغور، وجاءت نتائجها على عكس ما كانت تتوقعها أو تتوهمها أو تحلم بها، إذ لم تستطع أن تسجل أي انتصار تفتخر به، أو تحدث خرقا أمنيا يبيض وجهها أمام المجموعات الإرهابية الأخرى في إدلب وجسر الشغور، التي أمرتها – كما يقول العارفون – بتسخين الوضع العام في ريف الغاب لتخفيف ضغط الجيش عليها، وهو الذي حشد ما حشد ووفر من إمكانات ما وفر لمعركة إدلب الكبرى التي قرر استعادة السيطرة عليها مهما يكن الثمن، وإذاقة الإرهابيين وداعميهم الويلات.
وأطلق الجيش منذ الخميس الماضي عملية عسكرية نوعية على عدة محاور وجبهات في ريف الغاب الشمالي الغربي، للالتفاف على الإرهابيين في جسر الشغور وإدلب، وطردهم منهما وإعادة أهاليهما إليهما.
كما تكبد الإرهابيون بمختلف الألوية والكتائب المنضوية تحت إمرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي و«جيش الفتح»، خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، وبخاصة أمس، الذي كان نذير شؤم للمجموعات الإرهابية.
وأكد مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الجيش يبلي بلاء حسناً في ريف الغاب، ما جعل الإرهابيين الأحياء يستغيثون طالبين النجدة من مجموعات إرهابية في ريف سلمية، غالبا ما تنتمي إلى تنظيم داعش كي تشغل الجيش وتنصرهم، لكنها هي الأخرى لم تكن عند حسن الظن، إذ تصدت لها وحدات من الجيش والدفاع الوطني بمؤازرة الطيران الحربي والمدفعية، وقتلت أحلامها بالتسلل إلى سلمية التي تحاول جاهدة التسلل إليها أو اقتحامها، لكنها كانت دوماً تصطدم بمقاومة عسكرية وشعبية تجعلها تنكفئ إلى مواقعها في عمق البادية الشرقية، حيث يصليها الطيران الحربي ناراً حامية بمجردة ورود معلومات مؤكدة إليه باستقرارها في مواقع وقرى محددة.
وأكدت بعض صفحات المواقع الالكترونية التي أسسها ناشطون لمتابعة عمليات الجيش في ريفي الغاب وإدلب، ما ذهبنا إليه في هذه المادة، مضيفة إن معركة سهل الغاب ليست إذا سوى امتداد لمعارك ريف إدلب الجنوبي، إذ إن السهل يشكل نقطة الوصل المنخفضة بين جبال اللاذقية غرباً، وجبل الزاوية في إدلب شرقاً، وطريق جسر الشغور – أريحا شمالاً.
كما تقدم الجيش في السهل وسيطر على قرى قسطون والمشيك والزيارة، وهو ما أدى إلى تأمين خط إمداد الجيش إلى مدينة أريحا جنوب إدلب، وسهّل الأمور على قواته التي أصبحت أكثر قدرة على الدفاع والهجوم في ريف إدلب، وتحديداً في مدينة أريحا ومحيط مدينة جسر الشغور والقرى الواقعة بينهما، وفي بلدة المسطومة والقرى والمواقع المحيطة بها جنوبي مدينة إدلب.
في غضون ذلك نفذ الطيران الحربي أكثر من ثلاثين غارة على مواقع المسلحين في السهل.
كما أكدت الصفحات الموثوقة التي تتابع التحركات في الميدان، أن الجيش عمد لتخفيف الضغط عن قواته في ريفي حماة وإدلب، إلى فتح معركة جديدة في ريف اللاذقية الشرقي، المطل على سهل الغاب، واستعاد السيطرة على قرية جب الأحمر في ريف اللاذقية بهدف منع تهديد المسلحين للطريق الواصل بين الساحل وحلب.
وكان سبعة إرهابيين قتلوا في اشتباكات اندلعت بين التنظيمات المسلحة ووحدات الجيش في محافظة اللاذقية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال المرصد إن «سبعة مسلحين على الأقل من المجموعات الإسلامية قتلوا في اشتباكات مع قوات الجيش في ريف اللاذقية الشمالي».
وأضاف إن قوات الجيش تتقدم في محيط قمة النبي يونس في شمال شرق اللاذقية لتحصينها باعتبارها نقطة إستراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب ومدينة جسر الشغور. وترافقت الاشتباكات في محيط قمة النبي يونس مع قصف جوي مكثف من قبل الطائرات الحربية، استهدف مناطق عدة في جبل الأكراد وأماكن أخرى في ريف اللاذقية الشمالي تتمركز فيها المجموعات المسلحة، بحسب المرصد.
كما دك الطيران الحربي تجمعات ومواقع للإرهابيين في قرى الريف الشرقي من سلمية، وكبدهم العشرات من القتلى والجرحى.
في هذه الأثناء وجهت وحدات من الجيش ضربات مركزة على أوكار لإرهابيي داعش و«النصرة» في ريفي حمص الشرقي والشمالي، أوقعت خلالها قتلى في صفوف التنظيمين.
ففي ريف حمص الشرقي نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري «سقوط قتلى ومصابين وتدمير أسلحة وذخيرة لتنظيم داعش الإرهابي في قرى أبو حواديد ومسعدة والسلطانية ورجم العالي وسلام شرقي ورحوم» خلال عمليات الجيش المتواصلة ضد أوكارهم والتي أسفرت عن تدمير وكرين تدميراً كاملاً قرب البئر 105 النفطي في جبل الشاعر.
أما في ريف حمص الشمالي الذي تنتشر فيه أوكار لتنظيم «النصرة» وما يسمى «حركة أحرار الشام الإسلامية» فحققت وحدات من الجيش إصابات محققة «وقضت على العديد من الإرهابيين ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر في الرستن التحتاني وتلبيسة».
إلى ذلك تناقلت صفحات محسوبة على التنظيمات الإرهابية في مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تؤكد مقتل الإرهابي زاهر أيوب المتزعم السابق لما يسمى «المجلس العسكري وقائد غرفة العمليات في مدينة الرستن».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة